العفو والتسامح بين المؤمنين فقيد آل زعيتر وآل المولى نموذجاً

01/09/2010
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

قال الله تعالى: }وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ{ سورة المائدة، آية:9.

وقال الله تعالى: وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ سورة الرعد، آية:21و22.

وقال الله تعالى: }إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ{ سورة الحجرات، آية:10.

فالله تعالى أمر المؤمنين في هذه الآيات البيِّنات بوحدة الكلمة، وعمل الصالحات، وبالعفو والتسامح مع بعضهم البعض، والإعتصام بحبله تعالى لأنّهم إخوة في الإنسانيّة وفي الإسلام ووعدهم على ذلك خير الجزاء وبعقبى الدار في الآخرة، وبالمغفرة والأجر العظيم.

كما أنّ أحاديث أهل البيت(ع)، أكدت ذلك منها ما جاء عن رسول الله(ص):أهل المعروف في الدُنيا أهل المعروف في الآخرة.

وما جاء من رسول الله(ص): ثلاث من لقي الله بهن دخل الجنّة من أي باب شاء: من حَسنَّ خلقه، وخشي الله في المغيب والمحضر، وترك المراء وإن كان مُحقاً.

وحادث السير المؤسف الذي حدث في 25نيسان 2010 في عيون السيمان وأودى بحياة الفتى حسن محمد زعيتر من بلدة أفقا، قضاءً وقدراً أقلق بال آل المولى في مدينة جبيل وجعلهم يعتبرون مصاب آل زعيتر مصابهم، وفقيد آل زعيتر فقيدهم، ويشاركون والديه وآل زعيتر في تقبل العزاء يوم الدفن ويوم الأسبوع.

والشيء الذي إسترعى إنتباه آل المولى وجميع المؤمنين هو رفض والدي الفقيد قبول الدّيه الشرعيّة عن فقيدهم. وإعتبار ما حدث قضاءً من الله وقدر، وأنّ الله تعالى قد أحبَّ هذا الفتى الصغير وأختاره إليه.

لم يجد آل المولى في مدينة جبيل جواباً لموقف آل زعيتر الكريم سوى إعلان التسليم لمشيئة الله تعالى وإعلان الحداد، وإقامة مجلس عزاء حسينيّ عن روح الفقيد قبل ظهر يوم الأحد في قاعة مدرسة رسول المحبة(ص)، التابعة لجمعية المبرّات الخيريّة في مدينة جبيل في 23 أيار 2010م، ودعوة المؤمنين للحضور. وقد حضر وفد كريم من آل زعيتر في أفقا وفي البقاع للمشاركة في هذا المجلس الحسينيّ.

كان المسلمون في المدينة بجميع عائلاتهم في إستقبالهم يتقدمهم إمام مسجد الإمام عليّ بن أبي طالب(ع)، في المدينة القاضي الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو، وممثل آية الله العظمى السيّد مُحمّد حسين فضل الله{، في جبيل والشمال الحاج حسين أسعد، والعضو البلدي في بلدية جبيل المهندس محمد محمود المولى، والمحامي رشاد محمود المولى، ورجل الأعمال الحاج رشيد بلوط، والحاج حسين داوود بلوط، والحاج عباس بلوط، ورئيس بلدية مشّان مازن حمزة شمص، والأستاذ كميل حيدر أحمد وغيرهم من الوجهاء والأعيان.

بعد قراءة القرآن الكريم للحاج هشام الحلاَّني تكلّم عريف الإحتفال الأستاذ طلال زين الدين بكلمة مؤثرة عبرت عن حزن آل المولى وشعورهم نحو هذا المصاب الجلل، ثُمَّ تكلّم القاضي الدكتور الشيخ عمرو عن الأخوة في الإسلام وواجبنا الشرعي للمحافظة على هذه الأخوة وتعاليم أهل البيت(ع)، في وجوب المحافظة على الأخوة والصداقة بين المؤمنين. وأنّ آل زعيتر الكرام بتسامحهم وعفوهم كانوا خير مثال لهذه الأخوة. وأن قدومهم إلى المدينة لحضور مجلس العزاء هو هدية كبرى للأخوة الإسلاميّة بين عائلاتنا الجبيليّة، ولبنة أساسيّة في بناء صرح المركز الإسلاميّ في المدينة الذي أُسس على تقوى الله تعالى، والمحبّة، والعفو، والتسامح بين جميع العائلات اللبنانيّة من قبل المرجع الدينيّ آية الله العظمى السيّد فضل الله{، ثُمّ تكلم بإسم آل زعيتر الأستاذ حسن زعيتر شاكراً عاطفة آل المولى والمسلمين في المدينة على إستقبالهم مؤكداً مبدأ التسامح والعفو بين المؤمنين الذي أمرنا به القرآن الكريم، والرسول مُحمّد وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم أفضل الصلاة وأتمِّ التسليم، وختم الإحتفال بقراءة مجلس عزاء حسينيِّ عن روح الفقيد من قبل القارئ الشيخ علي ترمس. وبتناول الطعام وقراءة الفاتحة وتوزيع مصاحف شريفة عن روح الفقيد الطاهرة.

هيئة التحرير