أمراض الكرمة

01/09/2010
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

مرض رمد الكرمة البياض الدقيقي في العنب المتسبب عن الفطرUncinula nbacator  تابع للفطريات الزقية يدعى المرض بالإنكليزيةPowdry mildew وبالإفرنسيّة Oidium يظهر هذا المرض بعكس مرض اللفحة في المناطق الجافة، وخطره وإن كان أخف إلا أنّه يهدد الموسم كله في ظهوره بقوة وهو يصيب أغلب العنب وموجود حيث توجد زراعة الكرمة في العالم، وهو يظهر بشكل وبائي في أميركا واليابان ولا تسلم من عدواه أي منطقة في لبنان. ولقد سمي الفطر في البدء تبعاً لوجود الطور اللاجنسي oidium tuckrei عند إكتشافه في إنكلترا سنة 1845.

أعراض المرض: يصيب الفطر جميع النموات الخضريّة للنبتة مثل الأوراق والأفرع والأثمار.

ـ إصابة الأوراق ـ يتكّون على السطح العلوي والسفلي للأوراق بقع ذات مظهر دقيق لا تلبث أن تتسع وتتصل ببعضها حتى تعمّ الورقة كلها مُكونة بذلك الغشاء الأبيض المميز للإصابة، وقد تتجعد الأوراق في الإصابة الشديدة وتجف وتتساقط.

ـ إصابة الأفرع: تعجز الأفرع عند إصابتها عن متابعة النمو الطبيعي فتتقزم وتصبح باهتة اللون. وعادة تبدأ العدوى الأولى: في قواعد الأفرع الفضة ومن ثم تنتقل إلى الأوراق.

ـ إصابة الأزهار والأثمار: تتساقط الأزهار عند الإصابة قبل أن تعقد، ويضطرب نمو الأثمار فيقف، وتسقط الحبة الصغيرة المصابة وتتشوه الكبيرة ويصبح سطحها خشناً فتقسو وتتشقق من جراء جفاف الثمرة وتظهر النواة، وعادة لا تحدث إصابة الثمار بعد إبتداء نضجها.

حياة الفطر المسبب.

يمضي الفطر الشتاء على شكل ميسيل، وعلى شكل كونيدى أو يكّون غبيراته الشتوية داخل الجسم الثمرى  وذلك بين البراعم وعلى الأغصان المصابة. وفي الربيع يفرخ الميسيل أو الكونيدى طبعاً حسب طريقة الأشتاء، ويتشعب على الأجسام الخضريّة وخاصة الأوراق، ويرسل الممصات إلى داخل أنسجة الورقة مُسبباً أعراض المرض المعروفة، وسرعان ما يكوّن عليها حوامل كونيدية عديدة قائمة تحمل الكونيدى ذات الشكل البيضاوي أو المستطيل نوعاً، وتنتشر هذه الكونيدي بواسطة الريح وتسبب عدوى جديدة أثناء الصيف. قد يكّون الفطر الأجسام المخصبة الشهريّة.

غبيرات الفطر تحتاج لنموها إلى وجود الماء أو رطوبة جوية مرتفعة.

يكافح الفطر بواسطة الكبريت وقائياً بالرغم من أنه يمكن مكافحته علاجياً عند بدء ظهور الإصابة والرشة الأولى تكون عندما يبلغ طول الفروع الحديثة 15ـ20سم والثانية عقب عقد الأثمار والثالثة أسبوعين بعد ذلك وضرورة متابعة الرش حتى أسبوعين قبل النضج تحتمه قوة ظهور الإصابة والخبرة المحلية في مكافحة الفطر سابقاً.

ويمكن إستعمال المبيد العضوى إبتداءً من الأزهار ورشه ثلاث مرات على الأكثر فقط. إن مادة الكبريت تساعد على نضج الثمار مبكراً، ومفعولها ضعيف في درجة حرارة تحت 16 درجة مئويّة، ولا يسمح بإستعمالها من جهة أخرى في طقس حار فوق 30 درجة مئوية خوفاً من تضرر الأوراق(حروق). ويمكن ايضاً إستعمال  بمعدل 8 رشات في الموسم إبتداءً من قبل الإزهرار.

مرض اللفحة أو البياض الزغبي في العنب(الميلديو) المتسبب عن الفطر تابع للفطريات الطحلبيّة .

ويعتبر هذا المرض من أخطر الأمراض الفطرية التي تصيب الكرمه في المناطق الرطبة والموطن الأصلي له هو أمريكا الشمالية ولقد سجل وجوده فيها عام 1837، ومنها إنتقل إلى فرنسا عند استيراد حقل عنب ذو أصول أميركيّة مقاومة لحشرة الفلوكسيرا، وبعد ذلك غزا المرض أوروبا عام 1878 ثُمّ إنتقل إلى شمال أفريقيا 1907 وعرف في مصر لأول مرة سنة 1920ـ 1922 وإنتشر بعدها في البلاد الواقعة على ساحل البحر المتوسط وهو الآن معروف في جميع أنحاء العالم حيث يزرع العنب.

أعراض المرض حياة الفطر المسبب يصيب المرض جميع أجزاء النبات الهوائية الخضراء.

ـ إصابة  الأوراق:

يظهر على السطح العلوى للورقة بقع زيتية مصغرة ما تلبث أن تسمر ـ يقابلها على السطح السفلي غشاء أبيض أو رمادي، وليس هذا الغشاء الأبيض سوى  الحوامل  الجرثوميّة للفطر التي تخرج من الثغور. ومع تطور الإصابة يعم الغشاء الأبيض الورقة كلها، وغالباً ما تتساقط الأوراق المصابة، ويحمل الريح كونيدي الفطر إلى الأوراق سليمة وإلى الفروع والأثمار.

ـ إصابة الفروع:

يتوقف النمو الطولي للأفرع الصغيرة عند إصابتها بالمرض فتصبح قصيرة وغير منتظمة وتتضخم.

ـ إصابة الأثمار:

تصاب الأثمار في أطوارها المختلفة، تسمر وتيبس الأثمار عند إصابتها في بدء النمو وتبقى صغيرة ويغطيها غشاء الفطر، وتتقلص الأثمار الكبيرة عند إصابتها ويتجعد سطحها وتنشف وتصبح لزجة وطرية مثل الجلد، ثمّ تتساقط. يدخل الفطر الأثمار عبر العديسات حياة الفطر المسبب. يمضي الفطر المسبب في الشتاء على شكل غبيرات بيضية  ساكنة داخل نسجة الأوراق المريضة المتساقطة على الأرض.وعند توفر الظروف الجوية الملائمة من الحرارة والرطوبة في أوائل موسم النمو فوق 12˚ تفرخ الغبيرة البيضية مكونة حاملة كونيدى يحمل في نهايته كيساً جرثومياً  ويحمل الريح هذا الكيس إلى أسفل الأوراق حيث تفرخ عند لمسها الماء فتخرج منها الغبيرات المتحركة  تكّون هذه الغبيرات مِسالاً يدخل من أسفل الورقة عبر مسام التنفس إلى داخل أنسجتها حيث يتشعب بين فراغ الخلايا ويرسل ممصات إلى داخلها ليمتص غذاؤه، فتموت الخلايا المصابة وتتبقع الورقة، وحسب الجو السائد تظهر الأعراض المعروفة على الأوراق. ويتابع الفطر حياته، وفي جو كثير الرطوبة دافئ تنمو حوامل الكونيدى عبر مسام التنفس إلى الخارج وتشكل الغشاء الأبيض المسمر الذي نراه على أسفل الورقة المصابة. ويحمل الريح من جديد هذه الغبيرات إلى أوراق سليمة لتسبب بدورها عدوى جديدة طيلة مدة الصيف. وفي الخريف تنشأ الغبيرات الشتوية بعد التلاقح الجنسي ويمضي الشتاء داخل الورقة حتى إذا أتى الربيع عاود سيرة حياته الأولى.

يكون الفطر في أماكن معينة ويمضي الشتاء على شكل يسيل على الأفرع المصابة ولكن غير الميتة.

الأحوال الجوية وعلاقتها بنمو الفطر

أن نمو الفطر وتطوره كلياً بنسبة معينة من الحرارة والرطوبة، فالغبيرات السابحة التي تسبب العدوى الأولى تستطيع فقط أن تفرخ بوجود الماء ولا تكفي لذلك رطوبة هواء مرتفعة. وينمو الميسيل بسرعة في حرارة 18ـ25 درجة مئوية.

ويكثر المرض على الساحل اللبناني نظراً لجو الربيع الدافئ الذي يناسب تطور الفطر مع الأمطار المتأخرة الربيعيّة، ويقل ظهوره أو قد يندر في المناطق الداخلية من البلاد نظراً لإنعدام الأمطار ولجفاف الجو وإنعدام الرطوبة وإرتفاع درجة الحرارة إلى ما فوق 25 درجة مئوية أثناء الصيف.

المكافحة:

إنّ جميع المبيدات النحاسيّة تمنع تطور غبيرات فطر اللفحة وبالتالي تحد من إنتشاره. وأعمال المكافحة تكون عادة وقائية تبدأ بعد الإزهرار وتمتد حتى أواخر الصيف والرشة الأولى تكون في أواسط نيسان حتى آخر أيار حسب المناطق، وتقوم بها عندما يبلغ طول الفروع 15ـ20سم. وتأتي الرشة التالية بعد الإزهرار مباشرة أي بعد أسبوعين من الأولى. والرشة الثالثة عندما تصبح حبات العنقود حصرماً بكبر حبة البازيلا. وفي المناطق الرطبة ينصح بزيادة عدد الرشات إلى أربع وخمس رشات.

ويمكن إستعمال المبيدات العضويّة قبل وأثناء وبعد الإزهرار والعقد مثل. 8 رشات.

وقد نجح كل من الروس والأميركان في إنتاج أصناف من العنب مقاومة لمرض الهريان منها: الصنف.

المهندس عدنان كاظم عَمرو

أستاذ في المعهد الزراعيّ ـ الفنار.