الحنين إلى النّجف الأشرف

16/2/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

أ ـ النّجف الأشرف عاصمة للثقافة الإسلاميّة عام 2012م

عندما إختار المؤتمر الإسلاميّ السادس لوزراء الثقافة للدول الإسلاميّة الّذي انعقد في باكو عاصمة جمهوريّة أذربيجان عام 2010م، النّجف الأشرف عاصمة للثقافة الإسلاميّة بإجماع جميع الوزراء. كان من دواعي هذا الإختيار كما جاء في البيان الوزاري آنذاك، أنَّ المدينة «تَضمُّ مرقد الإمام عليِّ بن أبي طالبQ، فضلاً عن مكانة النّجف الأشرف العلميّة والثقافيّة والدينيّة وأهميتها الكبيرة في العالم الإسلاميّ «. ولهذه الغاية أقام مجلس محافظة النّجف الأشرف في عام 2010م، مهرجاناً خطابياً بهذه المناسبة تكلّم فيه محافظ النجف الأشرف الأستاذ عبد الحسين الموسويّ الّذي قال في كلمته:» أنَّ اختيار النّجف عاصمة للثقافة الإسلاميّة لم يأت بمحض الصدفة « مُضيفاً:» مدرسة يرتادها طلاب العلم من كل بقاع العالم هي عاصمة الفكر الإسلاميّ، وأنّها روح الأُمّة وعنوان الهوية» موضحاً أنّ «مجلس المحافظة شكلّ عِدَّة لجان فور تلقيه لهذا النبأ».

أمّا وكيل وزارة الثقافة العراقيّة السابق الأستاذ جابر الجابريّ فقال في كلمته:» إننا نريد النّجف أن تكون عاصمة الجبهة التي لم تسجد لصنم، عاصمة سلوني عن أخبار السموات فإنّي أعلم بها من أهل الأرض، هي مهوى للقلوب والأرواح. كل هذا قليل بحقِّ النّجف».

 كما تخلل المهرجان إلقاء عدّة قصائد شعريّة(1)»].

وكانت الدعوة التي وُجهت لنا لزيارة النجف الأشرف وللمشاركة بأعمال بعض المؤتمرات العلميّة والثقافيّة فيها، التي سوف تعقد في شهر آذار2012م، من قبل أمانة المؤتمر في النّجف الأشرف، وحملها إليّ فضيلة الأخ الدكتور الشيخ شبّر فقيه في 14 أيلول(سبتمبر) 2011م، بلسماً لغربتي عن النّجف الأشرف منذ خريف عام 1978م ولغاية تاريخه. حيث تذكرّت قصيدتي التي نظمتها في 20 تشرين أوّل(أكتوبر) عام 2001م، وهي تحت عنوان، «الحنين إلى النّجف الأشرف» والتي جاء في مطلعها، أراجيز من الشعر المستحدث المنثور:

[« إلى النّجف سرى الخيالُ بعد ثلاث وعشرين

من الغُربة والسنين

إلى النّجف إمتطت روحي جَوادَ البلد الأمين

لتقّبل أعتاب أَمير المؤمنين

وتبثهُ حبيّ وشوقيّ والحنين (2)»].

ب ـ نظرة إلى النّجف الأشرف:

قال جان بيار لويزاد في كتابه (تشكيل العراق المعاصر) في الصفحة 143:[« تحتل النّجف الموقع الرابع في ترتيب المدن الإسلاميّة المقدّسة وتأتي بعد مكّة والمدينة والقدس. إنّها مركز كلاسيكي للثقافة الإسلاميّة والتعليم الدينيّ بالنسبة للعالم الإسلاميّ بأسره، فهي بمنزلة جامع الأزهر في القاهرة أو الزيتونة في تونس أو القيروان في فاس. تقع النّجف على بعد عشرة كيلو مترات من غرب الكوفة و80 كيلو متراً من جنوب كربلاء، إنّ أصل كلمة النّجف عربيّ وتعني المرتفع الذي يستخدم كسدٍّ منيع للماء. إنّ هذا الإرتفاع على شكل هضبة هو الذي أعطى إسم النّجف، وتسمى النّجف أيضاً مشهد عليِّ، أي المكان الذي دُفِنَ فيه الإمام الأوّل.

إِنَّ الموقع الذي فيه ضريح الإمام عليِّ يُسمى الغريّ ومنه ننظر إلى (بحر النّجف) وهو مستنقع مالح وجاف في غرب المدينة يمتلئ عند فيضان نهر الكوفة... إلى أنْ يقول: كانت النّجف مركزاً تجارياً مهماً لقبائل بدو الصحراء التي تأتي تقليدياً لاستبدال البضائع من الأقاليم السوريّة بالحبوب والتمور المُنتجة في الفرات. إنّ تجار النّجف من عرب وايرانيين كانوا زبائن هذه المقايضات. وهناك مصدر دخل آخر للمدينة هو قدوم آلاف الزوار من أنحاء العراق الأخرى ومن بلاد فارس والهند وكذلك من بلدان إسلاميّة أخرى، هذا القدوم يساهم بشكل كبير في رخاء المدينة (3)»].

والحديث عن تاريخ الحوزة العلميّة في النّجف الأشرف وعصورها الذهبيّة في علوم الكلام، والفقه والأصول، والقرآن الكريم، والحديث، والدراية، والرجال، واللغة العربيّة، والفلسفة، والمنطق، والتاريخ، والجغرافيا، وسائر العلوم والفنون حديث طويل يبدأ منذ حلول الشيخ الإمام أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسيّ{، مع عائلته وطلابه الهاربين معه من بغداد في عام 448هـ. الموافق لعام 1056م. من السلاجقة الأتراك بعد أن أحرقوا مكتبته ومنزله ولغاية قرابة ألف عام.

ومن أهم المراجع التي كتبت عن علماءِ النّجف الأشرف وعطائهم العلميّ والحضاريّ والسياسيّ خلال عشرة قرون هي:»أعيان الشيعة» للإمام السيّد محسن الأمين الحسينيّ العامليّ، «دائرة المعارف الإسلاميّة الشيعيّة» للسيّد حسن الأمين، «تاريخ الكوفة» للسيّد حسين بن أحمد البراقي، «تاريخ النّجف المعروف «باليتيمة الغرويّة والتحفة النّجفيّة في الأرض المباركة الزكيّة» للمؤلف الآنف الذكر.

و «تاريخ الكوفة الحديث» للأستاذ كامل سليمان الجبوري. و»الذريعة إلى تصانيف الشيعة» للشيخ محمد محسن الشهير بآغا بزرك الطهراني. و «معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام» للدكتور الشيخ محمد هادي الأمينيِّ و «مع علماء النّجف الأشرف» للعلاّمة الشيخ محمد جواد مغنيّة وغيرها من مصادر.

ج ـ الحنين إلى النّجف الأشرف:

وبَعدُ، لا نُغالي أن قلنا: إنَّ جميع عُلماءِ الإسلام في علومه وفنونه وعلماء اللغة العربيّة وآدابها الّذين عاشوا بالنّجف الأشرف وغادروها إستجابةً لطلب قراهم ومدنهم لهم أو الّذين أُرغموا على مغادرتها نتيجة لظروف سياسيّة قاهرة لهم كما في أيام السيطرة الشيوعيّة على العراق أيام عبد الكريم قاسم أو أيام صدّام حسين كانوا يحنون إلى النّجف الأشرف ويتحدَّثون عنها في مجالسهم ومواقفهم وقصائدهم باللغات العربيّة والفارسيّة والتركيّة والأرديّة وغيرها من لغات شرقيّة سوف نورد بعض الأبيات كأنموذج لذلك الحنين.

كتب العلاّمة آية الله الشيخ محمد مهديّ النراقيّ المتوفى عام 1209هـ. الموافق لعام 1794م، إلى زميله في النّجف الأشرف آية الله العظمى السيّد مُحمّد مهديّ بحر العلوم{:

[«ألا قل لسكان دار الحبيبِ

هنيئاً في الجنان الخلودِ

أفيضُ علينا من الماء أو

فإنا عُطاشى وأنتم ورودِ

فأجابه السيّد بحر العلوم المتوفى عام 1212هـ، الموافق لعام 1797م،

ألا قل لمولى يرى من بعيدٍ

دِيَار الحبيب بعين الشهودِ

لنحن على الماءِ نشكو الظما

وفزتم على بعدكم بالورود(4).

العلاّمة الكبير السيّد بحر العلوم يجيب الشيخ النراقي أنَّك قد تزودت من العلم بزاد كبير حتى أنَّ الله تعالى وفقك لتأسيس حوزة علميّة في مدينة كاشان من بلاد ايران تُشدَّ إليها الرحال كما أصبحت مرجعاً وزعيماً للعلماء في تلك البلاد البعيدة. وهادياً إلى التي هي أقوم فهنيئاً لك بالورود إلى حياض أمير المؤمنين عليِّQ، يوم القيامة. ونحن في النّجف الأشرف عطاشى إلى الثواب الذي حصلت عليه بعملك المبارك في هداية النّاس وإرشادهم في كاشان وبلاد إيران إلى الورود إلى حياض الله تعالى ورسوله وأهل البيت(عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسّلام)!.

د ـ عود على ذي بدء:

وللنّجف الأشرف فضل كبير على العالمين العربيّ والإسلاميّ في المحافظة على اللغة العربيّة وآدابها في عصور الإنحطاط وفي المحافظة على التراث الإسلاميّ بالتعاون مع العلماء الأعلام في مدينة الحلّة(5) عندما أَحرق هولاكو وجيوشه بغداد ومدارسها ومكتباتها في عام 656هـ. الموافق لعام 1258م. وفضل النجف الأشرف في القرنين التاسع عشر والعشرين أَشهر من أن يُعرِّف من خلال الجهابذة الكرام من علمائها الأعلام الّذين وقفوا بوجه الإستعمار البريطانيّ والفرنسيّ والصهيونيّ للبلاد الإسلاميّة والعربيّة وأفتوا بالجهاد المُقدس وكان على رأس هؤلاء الإمام المجدد السيّد محمد حسن الشيرازيّ{، المتوفى في سامراء في شمال العراق عام 1313هـ، الموافق 1885م. الذي حارب النفوذ البريطانيّ في إيران وحرَّم التبغ والتنباك لمنع السيطرة البريطانيّة على إيران كما أفتى طلابه الأعلام بوجوب الدفاع عن العراق ضد الغزو البريطانيّ في الحرب العالميّة الأولى تحت راية الخلافة العثمانيّة وعلى رأس أولئك كان الميرزا محمد تقيّ الشيرازيّ{، الذي أفتى بوجوب ذلك. كما أنّ طلاب الإمام الشيرازيّ أجبروا الشاه ناصر الدين القاجاري في إيران على الموافقة على الدستور الإيرانيّ عام 1906م، الّذي قيَّد الملكيّة الإستبداديّة بشروط كثيرة وبوجود برلمان مُنتخب من الشعب الإيرانيّ.

كما كان لطلاب الإمام الشيرازيّ{، وطلاب طلابه دورٌ كبيرٌ  بالثورة العراقيّة الكبرى عام 1920م، بوجه الإحتلال البريطانيّ للعراق وعلى رأسهم كان شيخ الشريعة الأصفهانيّ والإمام المصلح الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء.

كما كان للعلاّمة السيّد جمال الدين الحسينيّ الأفغانيّ المتوفى في اسطنبول عام 1414هـ، الموافق 1886م، ولطلابه الأعلام دوراً كبيراً في بذر بذور الصحوة الإسلاميّة في العالم الإسلاميّ بشكل عام وفي مصر بشكل خاص(6).

كذلك كان لعلماء النّجف الأشرف دورٌ كبيرٌ في الدعوة للوحدة الإسلاميّة في العراق والعالم الإسلاميّ من خلال تأسيس دار التقريب بين المذاهب الإسلاميّة في القاهرة في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي. وغير ذلك من أمور وحدويّة تكلّمت عنها في كتابي:» الوحدة الإسلاميّة في مواجهة التحديات. النّجف الأشرف نموذجاً». وفي مساعدة شعب فلسطين معنوياً ومادياً، وفي الدعوة للجهاد لإنقاذ القدس الشريف وعلى رأسهم كان الإمام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في المؤتمر الإسلاميّ الأوّل المنعقد في القدس عام 1351هـ، الموافق لعام 1931م. والذي جاء في خطبته «أنَّ الإسلام دين التوحيد وتوحيد الكلمة ولا نستطيع تحرير القدس وفلسطين من العصابات الصهيونيّة إلاّ بتوحيد الكلمة». إلى آخر ما جاء في كلمته التي طبعت منها آمانة المؤتمر عشرة آلاف نسخة ووزعت في أنحاء فلسطين. وقد تابع طريق الشيخ كاشف الغطاء في محاربة الصهيونيّة العالميّة ومخططاتها في الإستيلاء على القدس الشريف جميع مراجع النّجف الأشرف في أيامه ولغاية أيامنا هذه. ونخصُّ بالذكر منهم الإمام السيّد روح الله الموسويّ الخمينيّ{.

وأمّا في لبنان فمواقف الإمام السيّد محسن الأمين الحسينيّ العامليّ{، والإمام السيّد عبد الحسين شرف الدين الموسويّ العامليّ{، وآية الله السيّد موسى الصدر وآية الله السيّد مُحمّد حسين فضل الله{، وآية الله الشيخ مُحمّد مهدي شمس الدين{،وآية الله الشيخ مُحمّد جواد مغنية{، من قضيّة القدس، وقضيّة الوحدة الإسلاميّة، والوحدة الوطنيّة في لبنان، وفي الدعوة لتحرير الجنوب والبقاع الغربي من رجس العدوان الصهيونيّ كان لها آثار عظيمة في إنبثاق المقاومة الإسلاميّة في لبنان على يدي خريجيّ النّجف الأشرف الشهيد السيّد عبّاس الموسويّ{، والشهيد الشيخ راغب حرب{، والعلاّمة السيّد حسن نصر الله(حفظه المولى)، وفي الإنتصارات العظيمة التي حصلت في 25 أيار عام 2000م. وفي تموز 2006م. بتحرير التراب اللبنانيِّ من رجس الإحتلال الصهيونيّ. كما كان لها الأثر الحميد في الدفاع عن النّجف الأشرف والشعب العراقيّ المظلوم.

كما نحِنُّ إلى المرجعيّة العليا في النّجف الأشرف التي حافظت على إستقلاليتها عن السلطات السياسيّة خلال ألف عام منذ أيام الشيخ الطوسيّ{، وحلوله في النّجف الأشرف مع قسم من طلابه في عام 448هـ. الموافق لعام 1056م. ولغاية أيامنا هذه. ولم ترضخ لجحافل المغول والتتار في القرن السابع الهجريّ الموافق للقرن الثالث عشر الميلاديّ. كما لم ترضخ لجيوش بريطانيا العظمى والحلفاء في الحرب العالميّة الأولى والثانيّة.

كما لم ترضخ لمخططات الشيوعيين أيام عبد الكريم قاسم، والعفالقة ايام صدّام حسين، وحلف الناتو والأمريكان في مطلع القرن الواحد والعشرين حيث قدّمت مئات الشهداء من علمائها الأعلام ومراجعها العظام وعلى رأسهم كان سيّدنا الأستاذ الإمام الشهيد السيّد مُحمّد باقر الصدر{، وآية الله الشهيد الشيخ مرتضى البروجرديّ{، وآية الله الشهيد الشيخ الميرزا عليّ الغروي{(7). وآية الله الشهيد السيّد مُحمّد مُحمّد صادق الصدر{. وآية الله الشهيد السيّد مُحمّد باقر الحكيم{.

(القاضي الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو).

 

مجلة نور الإسلام، الصادرة في بيروت، العدد:139ـ 140، أيار ـ حزيران 2010م. بتصرف.

من ديوان «سنابل الزمن» لرئيس التحرير الصادر عن دار الصفوّة ـ بيروت، في طبعته  الأولى عام 2002م. ص:167.وهذا الديوان من الشعر المنثور. والذي أطلقت عليه«أراجيز من الشعر المنثور، الشعر البرزخي المستحدث» كما جاء في مقدمة الديوان الانف الذكر.

النجف الأشرف إسهامات في الحضارة الإنسانيّة، ج1، ص: 289و290.

تاريخ النجف الأشرف المعروف بـ: اليتيمة الغروية والتحفة النجفيّة في الأرض المباركة الزكيّة، للسيّد حسين بن السيّد أحمد البراقيّ. تحقيق الأستاذ كامل سلمان الجبوريّ، ص:421.

لقد كان لمدينة «الحلَّة» الواقعة جنوب بغداد على شاطئ الفرات في القرون الوسطى دورٌ كبيرٌ إلى جانب النّجف الأشرف في المحافظة على علوم الشريعة الإسلاميّة واللغة العربيّة. راجع كتابنا «المدخل إلى أصول الفقه الجعفريّ»، تقديم آية الله الشهيد السيّد مُحمّد الصدر{، دار المنهل اللبنانيّ، الطبعة الثانيّة ـ بيروت 2004م.

لقد أثبت الإمام السيّد محسن الأمين الحسينيّ العامليّ{، أنّ العلاّمة السيّد جمال الدين الحسينيّ الأفغانيّ{، هو من طلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف وأنّه من أبناء مدينة أسد آباد الإيرانيّة راجع كتابنا «الوحدة الإسلاميّة في مواجهة التحديات ـ النجف الأشرف نموذجاً». الطبعة الأولى ـ دار المنهل اللبنانيّ ـ بيروت 2004م.

المراجع الأعلام الّذين أعدموا من قبل العفالقة في العراق بالرصاص هم:1ـ أستاذي آية الله الشهيد السيّد مُحمّد باقر الصدر{، في الخامس من شهر نيسان 1980م، وأعدمت معه شقيقته السيدة آمنة الصدر -بنت الهدى- 2ـ آية الله الشهيد الشيخ مرتضى البروجرديّ{، في 22/4/1998م. 3ـ آية الله الشهيد الشيخ الميرزا عليّ الغرويّ{، في 18/6/1998م. 4ـ أستاذي آية الله الشهيد السيّد مُحمّد مُحمّد صادق الصدر{ مع نجليه في 18 شباط 1998م. 5ـ آية الله الشهيد السيّد مُحمّد باقر الحكيم{، في 29 آب 2003م. وأمّا المراجع الّذين أغتالوهم بالسم فمنهم أستاذي آية الله الشهيد السيّد نصر الله المستنبط{، الذي إستشهد في 18 ربيع الأوّل 1406هـ، الموافق لعام 1985م.وآية الله الشهيد السيّد عبد الأعلى الحسينيّ السبزواريّ المستشهد في عام 1994م. وغيرهما من الأعلام. وأمّا المراجع الّذين منعوا من نقلهم للمستشفى للمعالجة حتى ماتوا في بيوتهم دون طبيب أو حبة دواء كان أبرزهم أستاذي آية الله الشهيد السيّد حسين بحر العلوم{، الّذي استشهد في شهر حزيران 2001م. وأمّا المراجع الّذين أجبروا على ترك النّجف الأشرف فعددهم قرابة العشرة أبرزهم كان: آية الله السيّد علي الفاني العلاّمة الأصفهانيّ{، آية الله السيّد عبد الله الشيرازيّ{، آية الله السيّد محمد الروحانيّ{، والإمام السيّد روح الله الموسويّ الخمينيّ{، وآية الله السيّد مُحمّد محمود الحسينيّ الشاهروديّ{، وغيرهم من المراجع الأعلام.