عيد الأبجدية في جبيل لماذا؟

04/07/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم: رئيس التحرير

بدعوة كريمة من المجلس الثقافيّ في بلاد جبيل، أقيم في 30 آذار 2014م. في منتجع «الأوريزون» السياحيّ، حبوب ـ جبيل مهرجان الأبجدية الشعريّ الأوّل برعاية فخامة رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة العماد ميشال سليمان، بالتنسيق مع التجمع الوطنيّ للثقافة والبيئة والتراث.

أمام هذا فإنَّ المواطن اللبنانيّ بشكل عام والجبيليّ بشكل خاص قد يفاجأ بهذا الخبر وبهذه الدعوة الكريمة وأسبابها؟.

ولكن لو رجعنا قليلاً إلى الوراء لعلمنا أنّ هناك عيداً للأبجديّة قد أُقرَّ بقانون رقم: 186 في 18 تشرين الثانيّ 2011 بناء على إقتراح من النائب نعمة الله أبي نصر آنذاك.

 

والإحتفال الآنف الذكر أتى خجولاً وضعيفاً وَمُستضعفاً في دعوته وحضوره. حيث شارك فيه ثمانية شعراء من لبنان ودول عربيّة بقصائد من الشعر الكلاسيكي الموزون والمقفى وهم: حيدر محمود من الأردن، مليكة العاصمي من المغرب، حميد سعيد من العراق، سهام الشعشاع من سوريا، فؤاد طمان من مصر، المنصف المزغني من تونس، والدكتورة حنين عمر من الجزائر، وانطوان رعد من لبنان. كما تضمن الإحتفال كلمات أخرى لفخامة رئيس الجمهورية، لرئيس بلدية جبيل زياد الحوّاط، للنائب نعمة الله أبي نصر، للدكتور نوفل نوفل، للسيد انطوان أبو جودة والأستاذ توفيق صفير.

والغائب الأكبر عن هذا المهرجان كان: منظمة الأونيسكو التابعة للجمعية العامّة للأمم المتحدة، وجامعة الدول العربيّة ومؤسساتها الثقافيّة، مجامع اللغة العربيّة في القاهرة ودمشق وبغداد، منظمة الدول الفرنكوفونيّة، ممثلية دول الإتحاد الأوروبي، منظمة دول المؤتمر الإسلاميّ، إتحاد الكتّاب اللبنانيين، إتحاد المؤلفين باللغة العربيّة خارج الوطن العربيِّ في باريس ودمشق، الجامعة اللبنانيّة الثقافيّة في بلاد الإغتراب وغيرها من مؤسسات وجامعات ومعاهد في البلاد العربيّة والأوروبيّة تُعنى باللغات العربيّة والسريانيّة والآراميّة والفارسيّة والتركيّة واللاتينيّة كان لمدينة جبيل حظٌ منها خلال سبعة آلاف عام.

كيف نحتفل بالعيد؟

والإحتفال بعيد الأبجديّة في جبيل يتطلب من نواب كسروان وجبيل والبترون أن يسعوا لتطبيق المرسوم الجمهوريّ الصادر في 22/3/2013م. تحت رقم 10221 القاضي بإنشاءِ فروع للجامعة اللبنانيّة في بلدة إده على مساحة 25000م2. وتعزيز الفروع الموجودة في المنطقة وهي: فرع كلية العلوم في مدينة عمشيت، فرع كلية الطب البيطري، كلية الهندسة الزراعيّة في مدينة غزير، معهد العلوم التطبيقيّة CNAM في نهر ابراهيم، توفيراً للجهود الجبارة التي يصرفها قرابة ثلاثة آلاف طالب جامعي من الأقضيّة الثلاثة من أوقاتهم ومن مدّخراتهم الشخصيّة للمواصلات ولطلب العلم في فروع الجامعة اللبنانيّة في طرابلس وبيروت خلال سنواتهم الدراسيّة. وقد سبق لنا أن طالبنا بذلك في إحتفال جماهيري في جبيل بمناسبة مولد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبQ، وبرعاية العلاّمة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله{، وحضور نجله العلاّمة السيّد علي في 19 آب 2009م. وبمناسبة إفتتاح متوسطة رسول المحبةP، وأعدنا تكرار ذلك في مناسبات كثيرة بالتعاون مع الفعاليات الثقافيّة في جبيل ومنهم صديقنا الدكتور نوفل نوفل رئيس المجلس الثقافي لبلاد جبيل وغيره من فعاليات ثقافيّة(1).

كما نضمُّ صوتنا إلى صوت النائب أبي نصر الذي طالب الدولة بكلمته قائلاً:«عيد الأبجدية يحفزنا لنطالب الحكومة اللبنانيّة والقيّمين على التعليم الجامعي تحديداً في أن يؤسسوا للجامعة اللبنانيّة في جبيل معهداً للغات والحضارات يعيد إستخراج كنوزنا المشرقيّة ويؤسس لدور نهضوي في مستقبل هذا المشرق». بعد هذا وذاك ننشد مع الشاعر الجبيليّ الكبير الأستاذ جورج شكور:

وبلبنان تزهِرُ الأَزمَانُ

كنتَ لبنانُ منذُ قالتْ «جُبيلُ»

سوفَ نبقَى، وتُنشدُ الأَكفانُ

نَبْذُرُ الحُبَّ في الدُّنَى مِثْلَ قَمْحٍ

يَكْثُر الحُبُّ حيثُ يَحلو الأمانُ

كنتَ لبنانُ مُذْ نَشَرتَ شِراعاً

وَشُعَاعاً، وبَاركَتْ بُلدانُ

زَوْرَقُ البَحْرِ، زَورَقُ الفِكْرِ سِيّانِ

مَتى الجَنْيُ لُؤلؤٌ وجُمانُ

الحضَاراتُ مَهْدهُنَّ حَبيبٌ

وَبلُبنَانَ تُزْهِرُ الأَزْمَانُ