حَصَادٌ للزارعين مُهداة إلى الأستاذ زياد الحوّاط

06/09/2016
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم الأستاذ يوسف حيدر أحمد

قال أمير الحكمة والبيان، الإمام عليّ بن أبي طالبt: «عَمُرت البلدان بحب الأوطان(1)».

نستشفُّ من وحي هذه الحكمة البليغة ما للعمل من قُدسيّة وقيمة في حياتنا الإقتصاديّة والإجتماعيّة والإنسانيّة وحتى الجماليّة.

وبدوره. أراد الأستاذ زياد الحوّاط ـ وبما عُرِف عنه من حيويّة وإجتهاد وإندفاع ومحبة ـ أراد أن يكون عند رضى وحُسن ظِنِّ الإمام، ومؤكداً على خلفية حكمته t، فَعَمِلَ ما وَسَعَهُ الجهد بصمت العارف. ودأب المُستنير على خدمة مدينة جبيل وابنائها بديناميكيّة لافتة. كما وظَّف علاقاته المحليّة والعالميّة في حلِّه وترحاله من أجل خدمة إنعاش ذاكرة مدينة جبيل إقليمياً ودولياً. وإظهار صورتها النقيّة والرائعة تراثياً وجمالياً. وما كلّف نفسه القيام بهذه الأعباء الثقيلة والجليلة إلا رضىً لله والضمير والوطن والشعب الجبيليّ. ولقد دلَّت الأيام والوقائع على أنّ ما بين الأستاذ زياد الحوّاط والشعب الجبيليّ علاقة حُبِّ جدليّة، وعلاقة حميمة ما بين الراعي والرعيّة، إذ أنّ الراعي عمل بإخلاص ونشاط ومحبّة لإنماء وطنه ومدينته، وخدمة شعبه. والرعيّة بدورها أعطته حُبَّها وثقتها ووفاءها...

معادلةٌ بسيطة، لكن يلزمها متابعة الطريق على المزيد من العمل، وعلى الكثير من الوفاء. وعندما أينعت ثمار المدينة وحان قطافها في أحد أحادات أيار المُنصرمة والمُشرقة، تشارك الراعي والرعيّة في تذوُّق طعمها. قال يومها الشعب ببهجة وإنشراح لراعيه «ثمارُكَ لذيذة يا ريِّس ».

فأجاب الأستاذ زياد، ووميض الأمل يتألقُ ما بين عينيه الحالمتين، وبسمةٌ ساحرةٌ تتلألأُ على صفحات وجهه الصبيح:\" نعم يا إخوتي، هذه الثمار الطيبة التي تذوقناها معاً، ما هي إلا خلاصة البذور التي زرعناها معاً، فهي رمزٌ من رموز إيمانكم الصافي، ونواياكم الصادقة، وأصواتكم الغالية التي واكبت الحقيقة التي عملتُ من أجلها طيلة السنوات الخالية. والتي آمل المزيد منها في الأيام اللاحقة... ».

فَبورك لأهل مدينة جبيل برئيس بلديتها وبرفاق دربه الكرام في اللائحة.

وبورك للأستاذ زياد الحوّاط بشعبه الوفيّ الصادق.

وبورك لجبيل بقيَمِها الخالدة.

ويحقُّ لنا أن نردد مع الأستاذ زياد بفرح: «نعم جبيل أحلى بأهلها الأوفياء وأحلى برئيس بلديتها صاحب الطموح الدائم نحو الأفضل والأجمل والأحلى...».

 

الهوامش:

(1) «تحف العقول عن آل الرسول w »، لابن شعبة الحرّانيّ، مؤسسة الأعلميّ للمطبوعات ـ بيروت، ط 6، 1996م. ص 146.