رسائل اللقراء :أحمل أمانة التربية في عنقي

29/9/2015
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم: خديجة سمير عمرو(2)

على إمتداد تسعة أشهر متواصلة من العمل والمثابرة والسعيّ الدؤوب من كل عام، لطالما اعتبرت بأن من أول أهدافي مساعدة الطالب ودعمه لتحسين مستواه ولمنحه فرصة النجاح وشقّ الطريق نحو المستقبل. وضمن إطار المحبة لهذا الهدف المقدّس الذي يعمل لأجله كلّ معلّم وكلّ مربٍ، ألا وهو التعليم والتربيّة.

شئت أن تكون رسالتي خلال هذه السنوات الدراسيّة خلاصة تجربتي وخبرتي أقدمها إلى أطفالي، ووضعت نفسي بكل ما تحويه من معلومات ومعارف وخبرات من أجلهم، وسعيت أن أكون متفهمة لكل طفل مهما اختلفت درجات قدراته وميوله، بذلك كسبت محبتهم وشفافيتهم، فنجحت بعون الله في إرضاء ميولهم المعرفيّة، فهم كالزهور تنتظر النسمات أن تحمل إليها حبّات اللقاح، فحاولت أن أكون تلك النسمة التي تحمل إليهم المعرفة.

هم الفراشات المضيئة التي تحلق في سماء العزّة، هم ينبوع الحياة، والجيل الذي سيدفن الجهل والأميّة وينير الطريق بالعلم والمعرفة.

سنوات دراسيّة مرّت وأطفال كُثر تعرّفت عليهم بعمق وعشت معهم أجمل اللحظات، دخلت إلى أعماق تفكيرهم، سرحت في مخيلاتهم عايشتهم بفرحهم ومشاعرهم الصّادقة.

أحببت طلتهم علينا، أنا فخورة بالمحبّة التي حصلت عليها منهم وبالمحبّة التي قدمتها لهم، لعبت وكتبت معهم، كانوا وما زالوا لي حلماً جميلاً، لم أستيقظ ولن استيقظ منه إلا لأراهم رجال ونساء المستقبل الآتي.

أنا مربية قبل أن أكون مُعلمة، حملت أمانة التربيّة في عنقي.

كما وأني تعاملت معهم أكاديمياً بتنفيذ برامج مدرسيّة، مشرف عليها من قبل متخصصّين.

أسأل الله أن يعطيني الصحة والقوّة حتى أكمل مشواري هذا...

 

الهوامش:

(1) جانب سماحة القاضي الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو، تحية طيبة لكم وشكراً من القلب لسماحتكم على تشجيعكم لنا في موضوع الكتابة، لقد اخترت هذه المرة موضوعاً يحاكي تجربتي في التعليم خلال الأعوام التي مرّت.

 

(2) مدرّسة في ثانوية الإمام عليّ بن ابي طالب t، المعيصرة ـ فتوح كسروان.