الذاكرة الشعبيّة في بلدة مشّان - جبيل

09/04/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

أ ـ نبذة عن بلدة مشّان:

بلدة مشّان من قرى منطقة جبيل الوسطى، المعروفة أيام العثمانيين بقرى وادي علمات التابعة لمديريّة المنيطرة. بل أنَّ آثار المديريّة لا زالت موجودة بها وهي واقعة ما بين المسجد والكنيسة.

تعلو عن سطح البحر 950م، مساحتها 200هكتار، تبعد عن بيروت 46 كلم، الطرق المؤديّة إليها نهر إبراهيم ـ بئر الهيت.

عدد سكانها الإجمالي قرابة 2000نسمة.

يقول الأستاذ كمال فغالي في كتابه: لبنان في موسوعة:

 أصل الإسم ومعناه:  من السريانيّة ويعني:مسنّ، وحجر الشحذ(1). 

ويقول المرحوم الحاج محمود ياسين شمص عن سبب التسميّة أنَّ مشّان كانت مدينة كبيرة تقع على طريق جبيل ـ نهر إبراهيم ـ أفقا ـ بعلبك ـ دمشق، وكان يوجد سوقان بها لتبادل البضائع وشرائها وأطلق النّاس على المدينة وأسواقها إسم الشام. ومع مرور الزمن حُرّف ذلك الإسم إلى: مشّان.

وبلدة مشّان التي تغسل قدميها بمياه نهر إبراهيم تنبع منها عدّة عيون للمياه العذبة تروي عطش أهلها، وبساتينها، ولكن يد الإهمال كادت أن تقضي عليها وتجعلها أثراً بعد عين.

عدد المنتخبين في البلدة قرابة الألف ناخب، غالبية سكانها من آل شمص مسلمين شيعة والأقليّة المسيحيّة المارونيّة بها من آل سعيد وآل ضو.

تمتاز مشّان بمناقبيّة أهلها وَحُسن إستقبالهم للضيف، وبوحدتهم الوطنيّة، وتعاونهم في الأفراح والأتراح.

وقد أجرت مجلة إطلالة جبيليّة مقابلتين لأجل إحياء الذاكرة الشعبيّة بها مع الحاج أسعد أحمد شمص أمين سر بلديّة مشّان، ومع العميد المتقاعد سيمون سعيد.

كما أجرى رئيس تحريرها مقابلة أخرى مع فضيلة الشيخ عبد الرسول حجازي إمام بلدة مشّان في السبعينيات من القرن الماضي بتكليف من المرجعيّة العليا في النجف الأشرف، ومن الإمام السيّد موسى الصدر للإطلاع على الروابط التي كانت تربط مشّان بالنجف الأشرف. وبالسيّد الصدر.

ب ـ الحاج أسعد شمص

1 ـ البطاقة الشخصيّة:

الحاج أسعد ابن الحاج نجيب بن أسعد بن حسين بن أحمد بن شديد آل شمص، ولادة مشّان تشرين أوّل 1937م.

والدته: الحاجة سعدية إبنة عبد الله بن خليل ابن الحاج علي آل شمص.

أشقاؤه:1) حسن(أبو عصمت) وهو: سائق تاكسي. 2) المرحوم حسين(أبو عبد الله) وهو نجار باطون. 3) المرحوم محمد وقد توفاه الله في ريعان شبابه أعزب.

شقيقاته:1) الحاجة تركمان أرملة المرحوم محمد عبد الحميد حمزة شمص. 2) الحاجة سهام زوجة رستم شمص.3) الحاجة كوثر زوجة الحاج عدنان العيتاوي. 4) فاطمة زوجة الحاج هشام شمص. 5) الآنسة زهوى.

ـ تعلّم القرآن الكريم مع مبادئ القراءة والكتابة في بلدته مشّان على المرحوم خليل حسن شقير، ثُمَّ درس في مدرسة الحصون الرسميّة على المرحوم الأستاذ الحاج حسين محمد حمد أبي حيدر لغاية الصف الرابع الإبتدائي، من زملائه ايام الدراسة مختار المعيصرة المرحوم غازي عمرو، ومختار بلدة أدونيس أديب بطرس عطا الله، والحاج عدنان أبي حيدر، وشقيقه المرحوم الأستاذ عادل أبي حيدر، ومحمود الحاج نسيب أبي حيدر، وشقيقه المرحوم عبد علي، ودياب محمود أبي حيدر، وملحم مرعي قيس وغيرهم،  ثّمَّ درس الصف الخامس إبتدائي في مدرسة مشّان الرسميّة على الأستاذ انطون سمعان الخوري.

ـ ثُم عمل في شركة نهر إبراهيم لمدة أربع سنوات حيث تعلّم نجارة الباطون، ثُمّ تعلّم نجارة الخشب العربيّة في مدينة جبيل على المعلم نجيب أسعد شديد.

كما توّظف مساعد أستاذ (معلم نجارة) في مهنية عجلتون الرسميّة لمدة عامين، بعدها إنتقل للعمل كمقاول ومتعهد في ورش البناء في بلاد جبيل لمدة تقارب الأربعين عاماً.

كما سافر للعمل في ليبيا عام 1974 لمدة عام تقريباً، وسافر للعمل في المملكة العربيّة السعوديّة عام 1977م، وبقي بها قرابة عام.

عُيّن من قبل قاضي بيروت الجعفري العلاّمة السيّد عبد الكريم نور الدين ولياً على الأوقاف الجعفريّة في مشّان 1962م، كما عيّنه أيضاً سماحة آية الله الشيخ مُحمّد مهدي شمس الدين{، وليّاً شرعياً على الأوقاف الآنفة الذكر منذ عام 1986 ولغاية عام 2004م تقريباً.

ـ شارك في عضويّة الهيئة الإداريّة للمؤسسة الخيريّة الإسلاميّة لأبناء جبيل وكسروان عدّة مرات.

ـ وفي إنتخابات 2009 إختاره الأهالي أميناً للسر للمجلس البلدي في مشّان.

ـ زوجته المرحومة الحاجة فاطمة إبنة حسن حمد بن ضاهر آل شمص، أولاده:1)علي: وهو يعمل في نجارة الباطون ومقاول بناء. 2) حسن: وهو يعمل في شركة سياحيّة، 3) محمد حسين: وهو يعمل في بريطانيا، 4) إبراهيم: وهو يعمل في كهرباء السيارات، وسائق تاكسي، 5) الحاجة سلوى وهي زوجة القاضي الشرعي الجعفري الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو.

ج ـ خدمته للمجالس الحسينيّة ولجامع مشّان:

ثمّ قال: كانت معرفته بالمجالس الحسينيّة وخدمته لها من خلال المرحوم الشيخ حسين الحاج مسلم عمرو(2) حيث ذهب إلى قرية المعيصرة مع المرحوم حسين موسى الحاج شمص بناء على تكليف من المرحوم الحاج خليل مشرف خليل شمص للطلب من الشيخ حسين للمجيء إلى بلدة أدونيس لقراءة مجلس حسيني عن روح المرحومة خدوج شمص والدة الحاج خليل الآنف الذكر، في عام 1946م تقريباً وقد إستمرت خدمته لهذه المجالس طوال حياته مع صاحب الفضيلة الشيخ خليل صادق، والشيخ خليل شحاده(رحمهما الله تعالى)، ودعوتهما إلى مشّان في المناسبات، إلى أن وفقه الله بالتعاون مع الأهالي ومع قاضي جبيل الشرعي الجعفريّ الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو، والمحسن الكريم الأستاذ منير إبراهيم(رحمه الله تعالى) لبناء حسينيّة مشّان وفرشها وتجهيزها في أواخر القرن الماضي.

وأثناء الأحداث الأليمة التي مرّت على وطننا العزيز لبنان وعلى منطقة جبيل وكسروان كان القاضي الدكتور عمرو يزودني بالأشرطة الحسينيّة، كما أتى(حفظه الله تعالى)، لمدة عامين بالخطيب القارئ الشيخ مُحمّد باقر الفقيه نجل آية الله الشيخ مُحمّد تقي الفقيه{، ومن ثُمّ ببعض القراء العراقيين، وذلك للقراءة في منزلي أو في مسجد مشّان القديم. وبعد إنتقال القاضي عمرو إلى طرابلس 1992 تعاونت مع فضيلة الشيخ محمد علي العيتاوي في إقامة هذه المجالس لمدة عامين وبعدها مع فضيلة الشيخ حسين شمص إمام بلدة مشّان.  كما لا أنسَ خدمة زوجتي المرحومة الحاجة أم علي للمجالس الحسينيّة وللخطباء والعلماء الّذين كانوا يقيمون ويترددون إلى بلدة مشّان في أيام شهر محرّم وشهر رمضان.

وفي سؤال آخر عن العلماء والمشايخ الّذين كانوا يزورون قرية مشّان في مطلع القرن العشرين للتبليغ وقراءة العزاء؟. أجاب: كان المشايخ من آل زغيب من بلدة يونين البعلبكيّة، ومشايخ آل همدر من قرية بشتليده الجبيليّة، وبعض العلماء من جبل عامل.

وأمّا جامع مشّان والأوقاف الجعفريّة المحيطة به فإنّها قديمة جداً وكان يجتمع في هذا المسجد عند صلاة الفجر كُلّ يوم أربعون فلاحاً يضعون عصيهم وأحذيتهم خارج المسجد، قبل ذهابهم إلى الحقول.

د ـ وعن تاريخ آل شمص:

ثُمّ قال: وأمّا عن تأريخ آل شمص في بلدة مشّان فإنَّ أوّل من سكن بلدة مشّان في أوائل أيام العثمانيين في جبل لبنان من آل شمص كان فرع آل أبو النصر وآل باز، وآل بشير، وقد إنتقل آل أبو النصر في فتنة 1860م، للسكن في بلدتي الهرمل وبوداي، وكذلك فرع بيت باز المعروفين بآل الشوّاني فقد إنتقلوا للسكن بعدها إلى قرية شعث، وقرية شوّان ومن بعدها إنتقلوا إلى قرية المعيصرة، كما أنَّ بعضاً منهم من سكن قرية شعث رجع إلى قرية لاسا، كما في الوثيقة المدرجة في عام 1327هـ، الموافق لعام 1909م.

وأمّا آل بشير فقد إنتقل معظمهم إلى قرى شعث وبوداي والهرمل، كما إنتقل منهم أربعة أشقاء إلى منطقة الصالحيّة في دمشق الشام في الحرب العالميّة الأولى.

وأمّا آل شمص في قرية زبدين فهم خمسة أفخاذ وهم أشقاء من أبناء شديد شمص تفرع عنهم الفروع التالية:

1ـ درويش وقد إنتقل قسم منهم إلى شعث في قضاء بعلبك وقسم آخر بقي في بلدة مشّان.

2ـ جابر فقد إنتقلوا إلى بلدة شعث قضاء بعلبك.

3ـ سلوم فقد إنتقلوا إلى بلدة شعث قضاء بعلبك.

4ـ عقيل المعروف بعقيل المدبر فقد إنتقلوا إلى بلدة شعث قضاء بعلبك.

5ـ أحمد وقد إنتقلوا إلى بلدة مشّان وهو المرحوم جَدُّنا.

وأمّا آل شمص في فتري فهم أبناء ناصيف وأبناء دندش مع العلم أنّ ناصيف ودندش هما شقيقان، وأبناء إدريس، وفي الفتنة الطائفيّة عام 1860م، هاجروا إلى بلاد بعلبك.

وأمّا آل شمص في بزحل قضاء كسروان  فهم أبناء الحاج علي وأبناء شقيقه مشرف وهما من بلدة زبدين وقد سكنت ذريتهم بلدة بزحل مدة ربع قرن ثُمَّ إنتقلوا بعدها إلى بلدة المغيري ومن ثُمَّ إنتقلوا بعدها إلى بلدة مجدل العاقورة. وأمّا آل شمص في غباله المعروفين بآل حمزه فقد إنتقلوا للسكن في مشّان.

وأمّا آل شمص في بلدة يحشوش المعروفون بآل الحاج علي مشرف فقد بقي قسم منهم في يحشوش وإنتقل قسم آخر منهم إلى بلدة أدونيس قضاء جبيل، وقسم آخر إلى بلدة الخرايب في قضاء بعلبك.

وأمّا الحديث عن سائر فروع آل شمص في القرى الجبيليّة والبقاعيّة من آل شمص فالحديث عنها طويل إذ يبلغ عدد أفراد العائلة قرابة العشرة آلاف نسمة، والله تعالى أعلم.

وأمّا عن علاقات آل شمص في مشّان مع جيرانهم من آل سعيد وآل ضو فهي علاقات أساسها الإيمان بالله تعالى، وتعاليم السيّد المسيح والنبيِّ مُحمّدP، ومحبة لبنان. وقد شارك أهالي بلدة مشّان والآباء والأجداد في التبرع لبناء كنيسة مشّان وفي العمل بها.. وفي أيامنا شاركنا في بناء صالون جديد للكنيسة.    

وأمّا عن مديريّة المنيطرة والبناء القديم لها في مشّان فهو قديم جداً من أيام داود باشا الأرمني متصرف جبل لبنان أيام العثمانيين وأوّل مدير لها كان الحاج علي آل الحاج علي شمص من بلدة يحشوش، ثم تولاها ثلاثة أشقاء من آل حماده بالترتيب والتوالي وهم المشايخ: حسن وحسين وقرقماز، ثم تولى الأمر من بعدهم الحاج أسعد أبي حيدر، ثم تولى الأمر من بعده ولده محمد، ثم تولى الأمر من بعدهما الشيخ محمود حماده من أهالي مجدل العاقورة وسكن بلدة مشّان قرب المديريّة في أوائل أيام الإنتداب الافرنسي للبنان، ثُمّ تولاها بعض آثار مديريّة المنيطرة الباقيّة في مشّان. المرحوم حمود أفندي ناصر من قرية الحصين، وهو آخر مدير لها، وذلك في أوائل أيام الإنتداب الافرنسي في لبنان.

هـ ـ مشّان ما بين 1860م و1918م:

وبعد نهاية فتنة 1860م، الطائفيّة رجع من البقاع، إلى بلدة مشّان، وسائر القرى الجبيليّة الكسروانيّة الآنفة الذكر عدد قليل من آل شمص. والّّّذين عادوا إلى مشّان ست أُسر وهم: 1) حمود علي حمزه شمص مع شقيقه 2) حسين، 3) عليّ. 4) ضاهر شمص.5) آل بشير شمص.6) عقيل شديد المدبر مع أشقائه.

ويقول عن آل شمص أيام المتصرفيّة والإنتداب الفرنسي فقد نبغ منهم في مشّان:

المرحوم علي حمزه شمص شيخ صلح مشّان.

ثُمّ تولاها من بعده ولده المرحوم حمود.

ثُمّ تولاها من بعده ولده المرحوم قاسم.

ثُمّ استبدلت وظيفة شيخ الصلح بوظيفة المختار

حيث كان أوّل مختار للبلدة المرحوم الحاج نسيب بن قاسم بن حمود بن عليّ آل حمزه شمص.

وأمّا عن آل شمص في يحشوش فقد نبغ منهم مدير مديريّة المنيطرة المرحوم الحاج علي الحاج علي شمص، ثُمّ ولده المرحوم الشيخ مشرف، ومن ذريته المرحوم الشيخ عصام بن ضامن بن ياسين بن مشرف آل شمص.

كما نبغ في بلدة يحشوش المرحوم الشيخ حسين مشرف آل شمص شيخ صلح يحشوش لمدة أربعين عاماً بإتفاق جميع أهالي يحشوش من مسلمين ومسيحيين. والمرحوم الحاج محمود ياسين شمص مختار بلدة الغبيري قرابة ثلاثين عاماً، والعلاّمة الشيخ عصام ضامن شمص{.

وأمّا عن آل شمص في مجدل العاقورة: وهم من بلدة زبدين، وهم من ذريّة الحاج عليّ شمص، فقد نبغ منهم الشيخ حسن أسعد شمص شيخ صلح مجدل العاقورة لمدة طويلة وهو من ذريّة الحاج عليّ شمص كما تقدم الكلام حول ذلك.

و ـ مع إمام بلدة مشّان عام 1972م.

سبق أن تكلّم رئيس التحرير القاضي عمرو في كتابه التذكرة أو مذكرات قاضٍ عن قيام مدير مدرسة مشّان التوجيهيّة الحاج الأستاذ عبد عليّ الحاج نسيب حمود شمص بتقديم لائحة مع شقيقه مختار مشّان المرحوم الحاج محمد نسيب شمص وجمع من الأهالي صيف عام 1972م، بالتعاون مع القاضي عمرو إلى الإمامين السيد أبو القاسم الخوئي{، وإلى الشهيد السيّد مُحمّد باقر الصدر{، طلبوا بها أن يكون العلاّمة الشيخ عبد الرسول حجازي إماماً ومُرشداً لبلدة مشّان وللقرى المجاورة لها وقد صدرت تلك الإجازة عن الإمام الخوئي{، في:24 رجب عام1392هـ، وعن الشهيد آية الله العظمى السيّد الصدر{، في: 15شهر رمضان المبارك عام 1392هـ (3).

وأجرى رئيس تحرير هذه المجلة مقابلة صحفيّة مع العلاّمة حجازي في منزله الكائن في برج البراجنة قرب ثانويّة الأستاذ رضوان العيتاوي حيث استهلها بالسؤال التالي:

بطاقة شخصيّة: أنّه من مواليد شهر آذار 1933م، في عيترون ـ قضاء بنت جبيل، والده المرحوم حجازي بن أحمد آل حجازي. تعلم القراءة والكتابة والقرآن الكريم في قريته على بعض شيوخ البلدة ثُمّ إنتقل مع والديه إلى الشياح وهو في الخامسة عشرة من عمره حيث عمل في التجارة، وكان يتردد دائماً على مسجد الشياح القديم للإئتمام والدراسة على إمام المسجد آية الله الشيخ حبيب آل إبراهيم{، وعلى مسجد الإمام الحسينQ، في شارع أسعد الأسعد للإئتمام والدراسة على إمام المسجد آية الله الشيخ عبد الكريم شمس الدين{، وقد حَثّه الشيخ شمس الدين على الذهاب للنجف الأشرف لمتابعة دراسته لِما توخى به من حُبٍ للعلم وللمعرفة وتدين وإلتزام وكان عند حُسن ظنّ شيخه به من توجه للنجف الأشرف مع عائلته في عام 1960م، وكان من أساتذته في المُقدمات والسطوح في النجف الأشرف آية الله الشيخ حسن طرّاد}، والعلاّمة السيّد عبد الأمير صفي الدين{، والعلاّمة الشيخ سليمان اليحفوفيّ{، من اللبنانيين، ومن العراقيين كان آية الله السيّد محيي الدين الغريفيّ{، وآية الله السيد جمال الدين الخوئي{، وآية الله السيّد مُحمّد حسين الحكيم{، والأديب العراقي الكبير الشاعر العلاّمة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي{، وفي دراسة الخارج كان الإمام الشهيد السيّد مُحمّد باقر الصدر{، والإمام السيّد أبو القاسم الموسويّ الخوئيّ{.

وفي عام 1972م، توجه إلى بلدة مشّان بناءً على طلب الأهالي وسكن في البدء إستئجاراً بمنزل المرحوم حسين الحاج نجيب أحمد شمص، ومن ثُمّ في منزل آخر قرب المسجد ملك المرحوم الحاج رامز إسماعيل شمص.

وعن ذكرياته في بلدة مشّان وبلاد جبيل قال أنّه كان يتردد دائماً إلى مسجد مشّان القديم للصلاة به وللوعظ والإرشاد فكان الحضور يقتصر على بعض الشيوخ من الرجال، فكان يقصد بعض المنازل لعقد بعض السهرات الدينيّة كما كان يقصد المدرسة التوجيهيّة في مشّان للتعليم بها، كما كان يقصد بعض القرى المجاورة للوعظ والإرشاد في قرى: لاسا، وأفقا، وعلمات، والمغيري، وأدونيس، وحي كفرسالا في مدينة عمشيت، وكان يرتاح كثيراً في بلدة المغيري عند أرحامه من آل حجازي وعند شقيقته المرحومة (أم سميح) وزوجها المرحوم أبو سميح حسين فايز حجازي.

وكذلك في حي كفرسالا حيث إستطاع تأسيس مكتبة عامّة للمسجد، كما كان يتردد على المحكمة الشرعيّة الجعفريّة في جبيل لزيارة سماحة القاضي العلاّمة السيّد علي فضل الله{، كما أنّ الإمام السيّد موسى الصدر رئيس المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى خصص له راتباً شهرياً للتبليغ في هذه البلاد.

كما كان آية الله الشيخ حسين معتوق{، وآية الله السيّد حسين يوسف مكّي{، وآية الله العظمى السيّد مُحمّد حسين فضل الله{، يشجعونه على التبليغ في هذه المنطقة ويساعدونه.

ومن أصدقائه في بلدة مشّان الّذين يذكرهم بالجميل: مدير وصاحب المدرسة التوجيهيّة الحاج الأستاذ عبد علي نسيب حمود شمص، والمرحوم الحاج مرشد شمص، والمرحوم حسين الحاج نجيب أحمد شمص (4) وغيرهم.

وقد ترك بلدة مشّان بعد عام من مكثه بها بسبب بعض المضايقات التي حصلت آنذاك إلى رويسات الجديدة في المتن الشمالي، ومن ثُمّ إلى منطقة حارة صيدا في قضاء صيدا، ومن ثُمّ إلى بلدة الزراريّة.

هـ ـ مع العميد المتقاعد سيمون سعيد:

وقد أرسلت مجلة إطلالة جبيليّة مندوبتها السيدة ميراي برق نصر الدين لإجراء مقابلة مع العميد المتقاعد في الجيش اللبنانيّ سيمون سعيد من بلدة مشّان، وكان اللقاء التالي:

بطاقة شخصيّة:

ـ العميد المتقاعد سيمون جرجس سعيد ولادة بلدة مشّان، قضاء جبيل، في عام 1924م، والدته: نجيبة سعيد وهي أيضاً من بلدة مشّان.

وقد أتى جده سمعان ضاهر سعيد مع شقيقه الأب جرجس ضاهر سعيد من بلدة يحشوش وبنيا كنيسة صغيرة في البلدة ليستطيع الأب جرجس القيام بالقداديس فيها، ثُمَّ شيدا بعد ذلك الكنيسة الكبيرة التي ما زالت حتى يومنا هذا.

كان والده يمتهن تجارة الخشب وكان رجلاً ذكياً وكان جميع أهالي بلدة مشّان يحبونه ويحترمونه، تتألف عائلته من والديه وخمسة أشقاء، وخمس شقيقات وهم: الأخ الأكبر وهو المونسنيور طوبيا سعيد،2) ضاهر وهو تاجر أخشاب،3) ثُمّ يأتي دوره في التسلسل. 4) جوزيف مسؤول في شركة طيران الشرق الأوسط، 5) شفيق وكان مديراً لثانوية فرن الشباك الرسميّة. والشقيقات هنّ: الكبرى تدعى تقلا وتزوجت رجلاً من آل الدكاش، ونجمة وتزوجت رجلاً من آل عوّاد من بلدة يحشوش، وفريدة تزوجت رجلاً من بيروت، وفرنسواز تزوجت قريباً لنا من آل سعيد، والصغرى تدعى فيكتوريا تزوجت رجلاً من بلدة ترتج.

تزوج العميد سيمون من إبنة عمه جولييت إبنة فارس سعيد وأنجب منها ثلاثة أولاد وهم: جورج وهو طبيب، وإبنتان وهما: هيام وهي زوجة روجيه معتوق من بكفيا، وديزيريه وهي زوجة المهندس إيلي راغب وهو قريب النائب السابق منصور غانم البون.  

وعن ذكريات العميد.

لقد درس العميد مع أشقائه في مدارس الفرير وأثناء دراستهم طالبهم مدير الفرير بدفع الأقساط المدرسيّة المتوجبة عليهم ، ولم يكن لدى والده المبلغ المطلوب فاقترضه من جاره وصديقه الحاج مرشد حسن شمص ولم يطلب المبلغ من شقيقه أي عمه وهو المونسينور جرجس كما أنّ الحاج مرشد رفض إثبات ذلك بأوراق ثبوتيّة تحفظ حقوقه، وأعاد والدي المال فيما بعد للحاج مرشد.

وأضاف قائلاً: نعيش اليوم في بلدة مشّان مع إخوتنا الشيعة بكل محبة، ويعلم الجميع أن الصديق المسلم الشيعي يقف إشبيناً للصديق المسيحي(5)، وأهالي الضيعة لا يفرّقون بين مسيحيّ ومحمديّ، بل هم يد واحدة، وقلب واحد يتشاركون الأفراح والأتراح بكل ودٍّ ومحبة.

خلال الإستعمار الفرنسي لم يكن في لبنان كلية عسكريّة لتخريج الضباط بل كانت موجودة في مدينة حمص بعد نجاحي في البكالوريا ـ قسم الثاني ـ تقدّمت بالفحص للدخول في سلك الضباط، وكان عدد المتقدمين للمدرسة الحربيّة 2000 طالب لم ينجح منهم سوى أربعة عشر طالباً كنت منهم، وفي تشرين الأوّل عام 1944 إنتقلنا إلى حمص للتدريب وبقيت هناك ما يزيد عن السنة حيث إندلعت الثورة السوريّة ضد فرنسا وبقينا محاصرين في المدرسة العسكريّة في حمص قرابة عام وبعدها إنتقلنا إلى طرابلس وأقمنا في مخيم كبير في بلدة كوسبا ثُمّ إستلمت الدولة اللبنانيّة قيادة الجيش اللبنانيّ فتمّ نقلنا إلى مدرسة مار يوسف في البرج، ومن ثُمّ إلى دير للرهبان في بعبدا وكان ذلك سنة 1945م،وتخرجت في عهد الشيخ بشارة الخوري، ورئيس الوزراء كان رياض الصلح عام 1946م، حيث كنت في الفوج اللبنانيّ الأوّل الذي تخرج من المدرسة الحربيّة في لبنان.

وقد نلت عدّة أوسمة في الجيش، وقد تقدمت بإستقالتي من المؤسسة العسكريّة عام 1977م، حيث كان من المتوقع أن يَتِّمَ تعييني قائداً للجيش في عهد الرئيس إلياس سركيس، لكن مجلس الوزراء حينها لم يوافق على ذلك بسبب توجهاتي الوطنيّة التي لا تُفرِّق بين لبناني وآخر، ووافق مجلس الوزراء آنذاك على شخص آخر والذي كان في الجهة الأخرى من السياسة الإنعزاليّة.

كما إستطاع العميد سعيد أثناء الحرب الأهليّة السعي للمحافظة على العيش المشترك بين أهالي بلاد جبيل، كما إستطاع أن يرفع الحصار عن بلدة رأس أسطا الذي فرضته آنذاك بعض قوى الأمر الواقع التي كانت موجودة على الأرض حيث قلت لهم آنذاك إذ أردتم قتل المسلمين في رأس أسطا فاقتلوني معهم. قلت ذلك أمام مختار مشّان الحاج محمد نسيب شمص وأمام جمع من مخاتير بلاد جبيل.

وفي الختام وجه شكره لمجلة إطلالة جبيليّة لإهتمامها بالمنطقة وتراثها الثقافي والإجتماعيّ.