أدونيس وسنور وطريق بيبلوس ـ بعلبك الروماني

09/04/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

جاء في كتاب: لبنان في موسوعة المجلد ـ 11 ـ إعداد كمال فغالي عن أدونيس وسنور: أنَّ إرتفاعها عن البحر هو:520 م، وأنّ بُعدها عن القضاء هو:10,30كلم، وعن العاصمة:46 كلم، وأنّ الطريق المؤدي إليها هو: نهر إبراهيم ـ بئر الهيت، وأن عدد الناخبين بها عام 2000 هو:397، وعدد السكان المسجلين هو:619 إلى أن قال: أدونيس، أصل الإسم ومعناه: الحميدي نسبة إلى آل حمادة مع مرور الزمن أصبح الإسم الحميري وقد تمَّ إِستبداله بإسم أدونيس بموجب مرسوم جمهوري إستجابة لطلب الأهالي. وأمّا سنور: إلإحتمال الأوّل: من السريانيّة ويعني: القُطِ البرّي. الإحتمال الثاني: من السريانيّة أيضاً ويعني: الخوذة والقلنسوة ومجازاً القمة والرأس، ويعني أيضاً قمة الجبل.

أماكن تراثيّة وأثريّة:

آثار فينيقيّة منشرة في مختلف أنحاء القرية.

نواويس فينيقيّة وكتابات هيروغليفيّة.

بقايا هياكل فينيقية ونواويس حجريّة وأرض مُرصّْعة بالفسيفساء (1).

ب ـ وفي عام 2011م، نجد أن عدد سكان أدونيس قرابة الالف نسمة نسبة المسلمين الشيعة منهم قرابة المائتين والباقي معظمهم من الطائفة المارونية الكريمة، مجلة إطلالة جبيليّة أوفدت مراسلتها السيدة ميراي برق نصر الدين إلى أدونيس وكان لها الحوار التالي مع السيد نديم نجيب عون إبن أدونيس ومسؤول المنطقة الوسطى في التيار الحر، وإبن الشاعر نجيب عون، ومما جاء في كلامه: كانت بلدة أدونيس تسمى الحميدة نسبة إلى عائلة آل حمادة التي كانت تسكنها ولغاية سنة 1917م، وذلك أيام الحكم العثماني التركي، ومن أبرز من سكن بها الشيخ محمود حمادة مدير مديريّة المُنيطرة وكان في مركزه وهيبته كقائمقام، وقد سميت القرية عن طريق الخطأ بـ الحميرة ومنذ ما يقارب الخمسة والأربعين عاماً تحوّل الإسم إلى ادونيس وهذا بفضل أشخاص كانوا يقطنون هذه البلدة ويملكون الكثير من المال وقرروا تسميتها أدونيس بحسب موقعها  الجغرافي الموجود على ضفاف نهر إبراهيم.

تحدُّ بلدة أدونيس: من الشمال بلدة الحصون ـ أمّا من الجنوب فنهر إبراهيم وبلدة يحشوش الكسروانيّة، ومن جهة الشرق بلدة مشّان ومن الغرب بلدة فتري.

وهذه البلدة تتمايز بالتعايش الإسلاميّ المسيحيّ وهي تضمُّ عدّة عائلات وهي العائلات المارونيّة التالية: آل عطا الله، آل عون، آل عسّاف، آل سعيد، آل صفير، آل كامل، آل ضو، آل غانم، آل شمعون، آل خوري، آل كيوان، آل خضرا، آل بدوي، آل راشد. والمسلمون الشيعة في البلدة هم، من آل شمص بفرعيهما آل الحاج شمص، وآل مشرف الحاج علي شمص.

وأهالي البلدة يعملون في عدّة قطاعات حيث يعملون في المعامل المجاورة للبلدة، ومنهم في المصالح الحرّة، ومنهم داخل السلك العسكريّ، والقليل منهم يعمل في الأرض.

أمّا الآثار في أدونيس فأصبحت شبه مفقودة بسبب تشييد الأبنيّة السكنيّة مكانها ورغم ذلك ما زالت تضمُّ عددا من الآثار، واللافت للنظر وجود طريق فينيقيّة تمرُّ من أسفل البلدة على ضفاف نهر إبراهيم صعوداً إلى بلدة مشّان وحتى كوع المشنقة حيث تتواجد هناك آثار كثيرة.

يوجد في أدونيس مسجد وحسينيّة صغيرة ، وثلاث كنائس وهي: كنيسة مار أنطونيوس الكبير، وكنيسة مار ضوميط، وكنيسة الحبل بلا دنس.

كما يوجد في بلدة أدونيس دير يدعى دير المحبة وهو الوحيد في الشرق الأوسط، ودير ومدرسة الراهبات الفرنسيسكان حيث يتعلم به عدد كبير من أطفال البلدات المجاورة.

ج ـ كما كان هذا الحوار مع مختار بلدة أدونيس السيد أديب عطا الله حيث أفادنا بما يلي: أنّه مختار البلدة منذ أكثر من اثني عشر عاماً نتيجة للمحبة والثقة ما بينه وبين الأهالي، وهو مقيم دائم في البلدة صيفاً وشتاءً، وقد حدَّثنا أن الآثار في أدونيس أصبحت غير معروفة إلا أنّه يوجد آثار لقلعة قديمة ومهجورة كما أنّه لا يوجد في هذه البلدة أحزاب وإنّما يوجد هناك ميول سياسيّة للأهالي، وبلدة أدونيس تعيش تعايشاً مثالياً بين أبنائها من مسلمين ومسيحيين فهم يشتركون في الأفراح والأتراح منذ القدم. وخلال الحرب الأهليّة المؤسفة التي مرّت على لبنان كان أهالي أدونيس يجتمعون كل ليلة للسهر عند بعضهم البعض ويلتقون على طاولة الورق.

وبلدة أدونيس تمتاز عن سائر القرى الجبيليّة أنَّ مُعظم أبنائها يقضون فصل الشتاء بها ولا ينزحون عنها إلى الساحل بسبب عملهم في شركة كهرباء نهر إبراهيم، وسائر المعامل والمصانع القريبة منهم.

والمشكلة الكبرى التي تحتاجها البلدة هي إصلاح وتوسعة الطريق التي تربطهم ببلدة يحشوش، وبمدينة العقيبة حيث أن الإستجابة لطلبهم يربط قضاءي جبيل وكسروان ببعضهما البعض.

والمشكلة الثانيّة هي، حاجتهم الماسة للتيار الكهربائي وخاصة في فصل الشتاء حيث تمرُّ ثلاثة أيام ولا وجود للتيار الكهربائي في البلدة.

د ـ التقى رئيس تحرير هذه المجلة مع أكبر المسلمين الشيعة سناً في البلدة الحاج ضامن ياسين مشرف شمص، وهو يمتاز بالهيبة والوقار، والإيمان والتقوى والصدق وإحترام الأهالي له.

1ـ بطاقة شخصيّة:

هو الحاج ضامن بن ياسين بن خليل بن أحمد بن حسين آل مشرف الحاج علي شمص.

والدته هي: آمنة إبنة يوسف شمص.

ولادة: سنور أدونيس في:19 أيلول 1919م، درس مبادئ القراءة، والكتابة، والحساب لغاية الصف الرابع إبتدائي في مدرسة بئر الهيت لمديرها الخوري بولس سعيد، وكان أستاذه عبد الله بركات من بلدة يحشوش ثُمّ عمل بالزراعة والفلاحة في بلدة يحشوش، ثُمّ توظف وعمل في شركة كهرباء نهر إبراهيم من عام 1955م، ولغاية عام 1977م.

زوجته إبنة عمه وهي: الحاجة زمزم إبنة عبد الله بن خليل آل مشرف الحاج علي شمص.

له ثلاثة أشقاء وشقيقتان وهم: 1) المرحوم الحاج محمود وكان مختاراً لمدينة الغبيري قرابة الثلاثين عاماً، ومن مؤسسي المؤسسة الخيريّة الإسلاميّة لأبناء جبيل وكسروان، كما ساعد الإمام السيد موسى الصدر في قضيّة مقبرة روضة الشهيدين وجعلها بولاية آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين{. بقرار رسمي من بلدية بيروت. 2) المرحوم الحاج حمد وكان يعمل في تجارة الأغنام والفحم. 3) المرحوم الحاج حمود وكان مزارعاً في بلدة يحشوش. 4) المرحومة آمنة زوجة المرحوم محمد الحاج أسعد أبي حيدر. 5) المرحومة كاملة زوجة المرحوم الحاج ديب حسن شمص(أبو عفيف).

وأمّا أولاده فهم:1) الحاج وليم وهو: معلم في توريق البناء. 2) الحاج هشام وهو: معلّم في الأدوات الصحيّة (سنكري). 3) المرحوم العلاّمة الشيخ عصام وهو: مؤلف، وكاتب، وخطيب، وقد ترك عدّة مؤلفات مطبوعة ومخطوطة وأهمها كتابه المطبوع: الإجتياح الإسرائيلي بين المطرقة والسدّان، توفاه الله تعالى، عام 1989م. 4) رستم وهو معلّم في البلاط والسيراميك. 5) فاتك وهو معلّم في الأدوات الصحيّة(سنكري).6) الشهيد الحاج مالك، إستشهد سنة 1984م.7) الحاج ياسين وهو: مخرج سينمائي، يعمل في الصحافة والإعلام.8) الفاضل الخطيب الشيخ حافظ وهو عالم ديني. 9) نظيرة زوجة علي ديب شمص. 10) آمنة زوجة الحاج فيصل حمود شمص.

2) تعرَّض الحاج ضامن شمص مع عائلته لمضايقات كثيرة من قوات الأمر الواقع أيام الحرب اللبنانيّة، ممَّا إضطره لترك منزله وقريته أدونيس في عام 1978م.

وعند سؤاله عن المرحوم عمه الشيخ حسين بن خليل بن مشرف آل الحاج علي مشرف شمص شيخ صلح بلدة يحشوش أجاب أنّه لا يعرفه لأن وفاته كانت قديمة ولكن أهالي يحشوش من مسلمين ومسيحيين قد إختاروه شيخ صلح لهم لمدة طويلة. والعائلات الإسلاميّة التي كانت تسكن بلدة يحشوش مع آل شمص قديماً هي العائلات التالية: آل عمرو، وآل أبي حيدر ، وآل صافي، وآل خضرا، وخير دليل على ذلك بقاء ست مقابر لأبناء هذه العائلات، في بلدة يحشوش. لذلك نطلب من هذه العائلات، وممن يهمه الأمر المحافظة على هذه المقابر وصيانتها ببناء جدران وتصاوين لها محافظة عليها.  

(ميراي برق نصر الدين)