بحبوش ـ الكورة بلدة المحبة والعيش المشترك

14/7/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

قراءة القرآن الكريم وصوت المؤذن يرفع الآذان يلتقي في بلدة بحبوش مع قرع أجراس الكنيسة المجاورة للمسجد. كما أنّ حزن المسيحيين في أسبوع الآم السيد المسيح(ع)، يلتقي مع حزن المسلمين في البلدة على سيّد الشهداء وآل بيته الأطهار(عليهم السّلام)، أيام عاشوراء في حسينيّة البلدة لذلك لا نعجب من مشاركة أهالي البلدة مسلمين ومسيحيين في المناسبات الدينيّة في الأفراح والأتراح.

وفي المحافظة على العادات والتقاليد اللبنانيّة العريقة وفي الأعمال الإنمائيّة والإجتماعيّة.

كما أنّ الأهالي يفتخرون بما أنجزوه من أعمال البرّ والإحسان ومن مؤسسات بالتعاون مع جمعيّة القرى الخمس، ومع جمعيّة المبرّات الخيريّة، وسائر الجهات الخيريّة.

وقبل الحديث مع مختار البلدة وإمام البلدة اللذين يحملان همومها وآمالها كان لا بُدّ من الإطلالة على كتاب «لبنان في موسوعة» اعداد الأستاذ كمال فغالي الطبعة الأولى عام 2002م، حيث قال: «أصل الإسم ومعناه، إسم مركب من جزءين «bet hbush» من السريانيّة الجزء الأوّل «bet» ويعني: مكان وبيت، والجزء الثاني: «hbush» ويعني الحبس ومحبس فيكون المعنى: مكان الحبس، أو محبسة راهب ناسك».

وأضاف إلى ذلك الإرتفاع عن سطح البحر 400م. المساحة: 153 هكتاراً. البعد عن العاصمة: 75كم. البعد عن مركز المحافظة: 23كم. البعد عن مركز القضاء: 5كم. السكان المسجلون: 764. عدد الناخبين عام 2000م: 490. عدد المقترعين صيف 2000م: 169.

أ ـ مع مختار البلدة سيمون توما:

هو سيمون بن انطونيوس بن بطرس بن لطوف آل توما، أتى أجداده من وادي قنوبين ـ بشري وسكنوا هذه البلدة طلباً للعمل والرزق وأوّل من سكن في هذه البلدة هو جده بطرس حيث جاور آل الحاج يوسف المسلمين الشيعة وآل قزيزان وفروعهم الموارنة وعاشوا معهم بمحبة وسلام.

ولادة بحبوش في 13/4/1964م، درس في مدرسة راهبات القديسة تاريزا ـ أميون. ومن ثُمّ في ثانوية أميون الرسميّة.

كما درس الإلكترونيك في مدرسة سيدة السلام ـ الدورة ـ برج حمود. وذلك لغاية عام 1988م تقريباً. بعدها عاد إلى بلدته بحبوش ليفتتح «سوبر ماركت» من أفضل المحلات التجاريّة في البلدة. وليقوم ببعض المشاريع الزراعيّة في البلدة وببعض مشاريع البناء في بلدة مستيتا ـ من ضواحي مدينة جبيل الجنوبيّة. كما أنّه يعمل كمسؤول رئيس منظمة كاريتاس في قضاء الكورة.

ـ إختاره الأهالي مسلمين ومسيحيين بالتزكيّة والإجماع كمختار للبلدة في إنتخابات 2010م.

ـ وعند سؤاله عن وضع البلدة أجاب أن عدد سكان بحبوش قرابة 750 نسمة تقريباً وعدد منازلها 120 منزلاً تقريباً. ويوجد بها مصنع للحجارة ومزارع للدجاج ومحطة بنزين واحدة وصالون حلا قة للرجال.

ـ كما يوجد في البلدة كنيستان صغيرتان وكنيسة كبيرة ومسجد صغير تقوم جمعية القرى الخمس بتوسعته وترميمه وحسينيّة لجمعية المبرّات الخيريّة ومعهد  فني بإسم المرحوم الشيخ خليل حسين ومركز طبي حديث، والمعهد والمركز الطبيّ تابعان لجمعية القرى الخمس الآنفة الذكر. وملعب رياضي وغير ذلك من أعمال البرّ والإحسان.

ـ تاريخ هذه البلدة هو تاريخ المحبة والعيش المشترك بين جميع عائلاتها ولم يحدث في هذه البلدة شيء من التعديات أو التجاوزات في أيام الحرب اللبنانيّة المؤسفة والسبب في ذلك أنّ جميع الأهالي مؤمنون بالمثل العليا للأخلاق التي بشرَّ بها السيّد المسيح(ع)، وأمر بها النبيّ مُحمّد(ص).

كما وجه التحية والشكر بإسمه وإسم جميع الأهالي للمرحوم الشيخ خليل حسين ولولده البرفوسير ماهر ولجمعية القرى الخمس على الأعمال الخيريّة والصروح العمرانيّة التي أقاموها في البلدة وأهمها المسجد والمعهد الفني والمركز الطبيّ الحديث وفرص التعليم والعمل التي أوجدوها لشباب وشابات البلدة.

كما إختار الأهالي لجنة لإنماء بلدة بحبوش مؤلفة من إمام البلدة فضيلة الشيخ الأستاذ حسين سليم، والأب يوسف توما، ومختار البلدة تهتمُّ هذه اللجنة بإنارة البلدة وبرش المبيدات، وبتشجيع الشباب على القيام بحملات النظافة وغير ذلك من أعمال خيريّة.

وأمّا عن حاجات البلدة فهو إنشاء مجلس بلدي مع بلدة بنهران لأن البلدة بحاجة لأمور كثيرة أهمها إصلاح الطرق الداخليّة، وتأمين مياه للري الزراعيّ لبساتين البلدة من نبع العصفور وإيجاد شبكة للصرف الصحي وغير ذلك من أعمال لا يستطيع القيام بها إلا مجلس بلدي.

ب ـ مع إمام البلدة فضيلة الشيخ حسين سليم:

فضيلة الشيخ حسين بن الحاج سليم بن دياب بن سليم آل الحاج يوسف، مواليد بحبوش في 31/12/1967. والدته الحاجة بديعة صالح. دراسته الإبتدائيّة في مدرسة بحبوش الرسميّة. والمرحلة المتوسطة كانت في متوسطة بزيزا الرسميّة. والمرحلة الثانويّة كانت في مهنية الهرمل الرسميّة، القسم الداخليّ. وعلى أثر شعوره بالمسؤوليّة الشرعيّة تجاه قرى الكورة الإسلاميّة وحاجتها للرعاية الدينيّة مصداقاً لقوله تعالى: }وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ{ سورة التوبة، آية:122. توجه لطلب العلوم الدينيّة في المعهد الشرعيّ الإسلاميّ ـ بئر حسن ـ بإشراف آية الله السيّد محمد حسين فضل الله{، وذلك في أواخر صيف 1985م، وتابع دراسة المقدمات وقسم من السطوح في المعهد الآنف الذكر لغاية عام 1989م، كما تابع في مدينة قم المُقدسة دراسته حيث أنهى دراسة السطوح العليا هناك لغاية عام 1997م، عاد بعدها إلى لبنان.

من أهم أساتذته في قُم آية الله الشيخ محمد باقر الإيراونيّ، وآية الله السيّد كمال الحيدريّ، وآية الله السيّد علي أكبر الحائريّ الشيرازيّ، والعلاّمة السيّد يوسف الأرزونيّ العامليّ.

مارس التبليغ الدينيّ والوعظ والإرشاد في بلدته بحبوش وسائر القرى الإسلاميّة الشيعيّة في شمال لبنان.

كما يقوم أيضاً بتدريس مادتي أصول الدين والفلسفة الإسلاميّة في المعاهد والحوزات الشرعيّة للأخوات في جبل لبنان وشماله.

ومن أهم إنجازاته:1) بناء حسينيّة جديدة في بلدته بحبوش تابعة للوقف الإسلاميّ الشيعيّ في البلدة. 2) وقف عقارين في بلدته للمنفعة العامّة. 3) وكذلك إنشاء مركز للدفاع المدنيّ في البلدة بإدارة الهيئة الصحيّة الإسلاميّة. 4) وكذلك إنشاء حديقة عامّة في البلدة. 5) بناء مسجد في بلدة بابوس القريبة من بلدة حبشيت ـ قضاء عكار على نفقة أحد المحسنين الكرام. 6) إنشاء لجنة لإنماء بلدته بحبوش بالتعاون مع كاهن البلدة الأب يوسف توما ومع مختار البلدة سيمون انطونيوس توما.

وختم كلامه بقوله: أنّ التبليغ الدينيّ والوعظ والإرشاد للعالم الدينيّ في قضاء الكورة وسائر قرى شمال لبنان هو رسالة محبة وعطاء وجمع كلمة للتعاون على البرّ والتقوى وأنّ العدو اللدود لجميع الطوائف اللبنانيّة هو العدو الصهيونيّ الذي يتربص بلبنان الدوائر.. وأمّا إثارة الفتن والنعرات المذهبيّة والطائفيّة فإنّها تصبّ لمصلحة هذا العدو. وهو يرى أيضاً أنّ الجهل هو العدو الحقيقي للشباب والشابات وأن العلم ومعرفة الآخر هو أصل كل خير لبناء الأجيال اللبنانيّة. 

(هيئة التحرير)