الحلقة الثالثة: الذاكرة الشعبيّة في مدينة جبيل

3/11/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

حرصاً من إدارة مجلة «إطلالة جُبيليّة» على لقاء معظم الشخصيات الجُبيليّة التي كان لها دورها في مدينة جبيل المحبة والوحدة الوطنيّة والعيش المشترك إذ أنّها تمثل قلب جبل لبنان عبر تاريخها الطويل النابض بالحياة والجمال. وللذاكرة  الشعبيّة عند رجالاتها الكبار دور جميل في هذا التاريخ وفي صناعة العطر والورود للمستقبل، إذ كان لهؤلاء الرجال دور في إقتلاع الأشواك وإصلاح ذات البين، وبلسمة الجراح في كثير من المواقف التاريخيّة.

وفي العدد الأوّل من هذه المجلة الصادر في الأوّل من شهر أيلول 2010م، كان لقاء مع عميد آل اللقيس السيد بهيج سليم عبد الحميد اللقيس وذكرياته الجميلة. وفي العدد الرابع الصادر في تموز 2011م. كان لنا لقاء آخر مع المحامي الكبير الأستاذ جان حوّاط والوجيه الكبير الحاج حسين داود بلوط وذكرياتهما الجميلة عن هذه المدينة. وفي هذا العدد لنا لقاء آخر مع المهندس قاسم عبد الله الحساميّ ومع الحاج رامح حسن المولى ومع الحاج إسماعيل حيدر أحمد وذكرياتهم الجميلة عن مدينة جبيل.

أ ـ مع المهندس قاسم عبد الله الحساميّ

عن أسرته يقول المهندس قاسم المولود في مدينة جبيل في 25 حزيران 1952م. أنّ المرحوم والده عبد الله هو ابن الطبيب قاسم وهو أوّل طبيب أسنان في مدينة جبيل من آل الحساميّ. ومن سائر العائلات الجبيليّة.

وعن والدته يقول أّنها السيدة ناهدة إبنة عبد المجيد بن عثمان بن محمّد بن عثمان آل الحساميّ. وجده لأمه الشيخ عثمان الحساميّ كان مع الشيخ حسن همدر يشغلان منصب عضوين عن المسلمين في قائمقاميّة النصارى في جبل لبنان أيام الأمير بشير أحمد الشهابيّ المعروف بالأمير بشير الثالث، وبأبي طحين. والشيخ عثمان الحساميّ الآنف الذكر مدفون في جبانة علمات الشماليّة.

وأمّا عن دراسته فيقول أنّه: درس المرحلة الإبتدائيّة والمتوسطة في مدرسة الأخوة المريميين «الفرير» في جبيل وقد تابع دراسته الثانويّة في ثانوية جبيل الرسميّة ونال شهادة البكالوريا القسم الثاني في عام 1971م. وتابع دراسته في كلية الهندسة التابعة لجامعة القديس يوسف في الدكوانة ـ وقد إضطر للتوقف مع زملائه عن الدراسة في عام 1975م. بسبب إندلاع الحرب الأهليّة ولقرب موقع الكلية لمخيم تل الزعتر. فتكفلت إدارة الجامعة آنذاك بنقل طلابها إلى باريس لمتابعة دراستهم وهكذا كان حيث نال إجازته الهندسيّة من الجامعة الوطنيّة للأشغال العامّة في باريس.. تزوج المهندس قاسم هناء عمر الحاج من برجا وأنجب منها ثلاثة ذكور وهم: عبد الله وعمر وعصام.

وأمّا عن المرحوم والده فيقول: أنّه من مواليد مدينة جبيل في عام 1921م. درس في مدرسة الأخوة المريميين في جبيل. توظف في مصلحة سكة الحديد عام 1949م. تقريباً ثُمّ إنتقل للعمل بعدها في وزارة الأشغال العامّة عام 1953م. وحتى بلوغه سن التقاعد. وآخر منصب شغله كان رئيس دائرة صيانة أبنية الدولة الرسميّة في محافظة جبل لبنان إلى أن تقاعد عام 1885م. رزقه الله تعالى المهندس قاسم وطبيب الأسنان عاصم الذي توفاه الله تعالى بحادث في عام 1991م. والآنستان منيرة مُعلّمة في المدرسة الرسميّة ومنى وهي موظفة سابقة في «أدكوم» بنك.

كان المرحوم والده محبوباً عند جميع أبناء المدينة وبلاد جبيل وكان يُحبُّ النّاس ويحبّونه. وقد توفاه الله تعالى في الرابع من كانون الثاني عام1989م.

كما حدّثنا عن إبن عمّ والده المرحوم القاضي الرئيس وفيق سليم الحساميّ فيقول: أنّه من مواليد مدينة جبيل في عام 1926م. كانت دراسته الإبتدائيّة والثانويّة في مدرسة الأخوة المريميين «الفرير» ثم إنتقل إلى بيروت مع عائلته الصغيرة عام 1946م. وعمل بوظيفة كاتب في محكمة بيروت وتابع دراسته في مادة الحقوق في جامعة القديس يوسف في بيروت. ثُمّ تعيّن في التفتيش المركزي. وفي عام 1976م. تقدّم للقضاء فنجح في المباراة وَعُيّن في البدء بمنصب مستشار لدى محكمة التجارة في بيروت. وبعدها عُيّن رئيساً لمحكمة التجارة في بيروت. وبعدها عُيّن رئيساً لمحكمة جنايات زحلة. ثُمّ عُيّن نائباً عاماً للمحكمة العسكريّة في بيروت. وفي أواخر حياته صدر مرسوم بتعيينه رئيساً لمحكمة جنايات جبل لبنان 

في عام 1990م. وقد وافته المنية في ذلك العام وإنتقل إلى رحمة الله تعالى.

وختم كلامه عن المرحوم الرئيس وفيق سليم الحساميّ أنّه كان مثال القاضي الملتزم بالقانون المحافظ على الأخلاق واحترام النّاس. كما كان مرجعاً للقضاة والمحامين في القانون الجزائيّ في لبنان.

وأمّا عن تاريخ آل الحساميّ في مدينة جبيل وعن أعلام هذه الأسرة الكريمة وعن النابغين منها أيام الدولة العثمانيّة وأيام الإنتداب الإفرنسي وأيام الإستقلال فقد تكلّمت عنه الكثير من الكتب والمراجع التاريخيّة التي تكلّمت عن مدينة جبيل والعائلات اللبنانيّة كان منها كتاب: «معجم أسماء الأسر والأشخاص» للأستاذ أحمد أبو سعد حيث قال في معرض كلامه عن هذه الأسرة «... ومن مشاهير هذه الأسرة القدامى حسن الحساميّ والي جبيل، وحسين آغا الحساميّ حاكم جبيل سنة 1692م. ولاجين الحساميّ مؤلف كتاب»تحفة المجاهدين في العمل في الميادين» وعثمان الحساميّ عضو ديوان الشورى عن جبيل، وخليل الحساميّ رئيس كتبة محكمة الإستئناف في ولاية بيروت عام 1892م. وجميل الحساميّ عضو جمعيّة الإصلاح في بيروت عام 1913م. وأشهر من برز منها في زماننا الكولونيل جميل الحساميّ، والأديب منير الحساميّ، وسريّ مصباح الحساميّ رئيس ديوان المحاسبة السابق، والمحاميان منير الحساميّ ونبيل الحساميّ، ومن الأسرة من حمل إسم جبيلي وهو في الأصل حساميّ(1)».

وأضاف المهندس قاسم قائلاً: آل الحساميّ من أقدم العائلات الجُبيليّة، رغم أن عدداً كبيراً منهم تركوا المدينة لينتقلوا إلى بعض المدن اللبنانيّة الأخرى وما تبقى منهم في المدينة هو 140 ناخباً. كانت جميع منازلهم قرب قلعة جبيل وخلال الإنتداب الإفرنسيّ إستملكت دائرة الآثار هذه البيوت عام 1930م. وأخلت تلك البيوت والأملاك من أهلها(2). ومن مشاهير آل الحساميّ إمام مدينة جبيل الشيخ حسين الحساميّ وولده الزعيم جميل الحساميّ(رئيس قوى الأمن الداخلي أيام الرئيس فؤاد شهاب) والقاضي وفيق الحساميّ، والدكتور عبد المجيد الحساميّ وغيرهم من الأعلام.

إعداد: (ميراي برق نصر الدين)

ب ـ مع الحاج رامح حسن المولى

 الحاج رامح حسن حسين آل المولى من مواليد شهر شباط 1925م. والدته هي المرحومة عليا إبراهيم ناصر. هاجر شقيقه الكبير جميل إلى البرازيل عام 1949م، عند أخواله وتوفي هناك. وكذلك هاجر شقيقه الصغير مليح علم 1954م. إلى البرازيل عند أخواله الآنفي الذكر ولا زال هناك إلى أيامنا هذه. أمّا شقيقتاه وهما: مليحة فقد تزوجت محمد كركي من الجنوب وتوفيت هناك. وأمّا لميا فإنّها لم تتزوج وتوفيت عزباء. تزوج الحاج رامح من المرحومة الحاجة نزار محمود حسين من آل الحاج يوسف شقيقها المرحوم الحاج خليل محمود حسين ـ أبو ماهر ـ مؤسس ورئيس جمعية انعاش القرى الخمس في الكورة. ورزقه الله تعالى منها بخمس إناث وثلاثة ذكور وهم:

سوسن: تزوجت من السيّد محمد الحسينيّ.

رشيدة: تزوجت من الدكتور هاني عباس من الجنوب.

عليا: تزوجت من العميد غسّان درنيقه من شمال لبنان.

هنا: تزوجت من ابن عمها علي بو قاسم من جبيل.

المرحومة غادة: تزوجت من علوان مهدي من بلدة بنهران ـ الكورة.

حسن: توفاه الله تعالى صغيراً عن سبع سنوات.

يوسف: وهو موظف في بنك بيبلوس ـ جبيل متزوج من السيدة نبيلة اللقيس من جبيل ولديه ولدان وبنت واحدة وهم: علي وباسل وياسمينا.

محمّد: مسؤول في مرفأ بيروت ـ وزارة النقل. ومتزوج من السيدة منى حيدر وهي إبنة المرحوم الأستاذ أنيس حيدر. وعنده ثلاث فتيات وهنّ: ناي وغادة ولين.

ويحدّثنا الحاج رامح قائلاً: كان المرحوم والدي يعمل في شركة الكهرباء وفي عام 1929م. توظف في شركة ترابة لبنان في مدينة شكا فانتقلنا للعيش في هذه المدينة مدّة ثُمّ عاد بنا رحمه الله تعالى إلى مدينة جبيل أدخلنا في مدرسة الأخوة المريميين»الفرير»حيث درست بها لغاية الشهادة الإبتدائيّة(السرتيفكا).

وأمّا الدراسة المتوسطة والثانويّة فلم تكن موجودة في جبيل. ومن أراد متابعة الدراسة فعليه أن يتابعها في «فرير» جونيه ولم نتمكن من ذلك لعدم القدرة على المال للإنتقال وإكمال الدراسة فتوظفت بسكة الحديد في مدينة شكا وكان لي من العمر سبعة عشر عاماً لمدة عام ونصف حيث توقفت تلك الشركة عن العمل فانتقلت للعمل في شركة الترابة اللبنانيّة في شكا وبقيت أعمل هناك عدّة سنوات.

كما تكلّم الحاج رامح حسن المولى عن العيش المشترك في مدينة جبيل فقال أنَّ الجبيليين كانوا رمزاً للتعايش المسيحيّ الإسلاميّ في لبنان حيث عشنا مع بعضنا البعض بسلام واطمئنان وللحاج أصدقاء وأحباب من المسلمين والمسيحيين في المدينة من جميع العائلات الجبيليّة الكريمة.

وآل المولى هم من الأسر العريقة في مدينة جبيل وبلاد جبيل والبقاع يقول الأستاذ أحمد أبو سعد عن آل المولى:«وفي «صبح الأعشى» هو: من ألقاب الكتّاب وأمناء السر. والمقول إن الأسرة بطن من بني إبراهيم، من بني مالك بن جهينة، نزح أحد أجدادهم المعروف بإسم الشيخ أحمد حسن إلى بلدة بلاط ـ جبيل، ولقبوا بآل بلوط نسبة إلى بلدتهم».إلى أن يقول:»وأشهر من عُرف من أبناء هذه الأُسرة القاضي هاني المولى من حربتا، والدكتور سعود المولى، الأستاذ في معهد العلوم الإجتماعيّة بالجامعة اللبنانيّة، والقاضيان محمود المولى، ويحيى المولى»(3). إلى أن يقول عن آل بلوط: وأشهر من برز منهم عميدهم عبد الله يونس وأنجاله الدكتور محسن والدكتور عدنان والمهندس جمال بلوط المولى، ومنهم الدكتور سعود المولى الأستاذ في الجامعة اللبنانيّة. ومن الباحثين من يروي أن آل هؤلاء تربطهم صلة نسب بآل قازان»(4).

ويقول رئيس تحرير هذه المجلة القاضي الدكتور عمرو تعليقاً على ما تقدم: إنَّ آل المولى وأرحامهم من آل بلوط وآل مشرف وآل بو قاسم وآل يونس وآل خزعل في مدينة جبيل وضواحيها هم من العائلات الجُبيليّة  الوطنيّة العريقة وقد نبغ منهم من حملة الإجازات العلميّة من الشباب والشابات عدد كبير وكذلك من رجال الأعمال والمعروف والإحسان نسأل الله تعالى أن نتوقف في المستقبل للحديث عنهم إن شاء الله تعالى.

إعداد: (ميراي برق نصر الدين)

ج ـ  مع الحاج إسماعيل حيدر أحمد

تلك الديار المهجورة المملوءة ذاكرتها بالأخبار والمفروشة أرضها بالبؤر والجُور حيث عرّى الشتاء الحجارة وتركت السراج عطشاً والمحادل على السطوح. رمى الدنيا خلفه ووجد القدر سكراناً فربت له على كتفيه وترافق إلى البيت حيث الحجارة(ساهية) والزمن هارب والإنسان يركض خائفاً والموت حوله مسيج بالألوان حيث القنديل زيتُه من عمر النّاس مهدد بالإنطفاء وبيته في المزرعة يهمس وأصوات أصحابه ماثلة على حيطان المدى وعلى أبوابه مكسورة أصوات الصدى. وقد تغير وباخَ لون الزمن وانفتحت شبابيك المنامات والأحلام... لم يقترب صوب الوقت لأنّه لم يكبر بل رحل عنه الزمن والغيوم تنتظر الشمس والظل.

ففتح أبواب الصور وركضت الأرض كالصوت بالمدى وأصبح ترابها كالصدى...

وأعاد خيال الغائبين ونسي على البيادر حفيف خياله وتذكر الغربال والنورج والمنجل وغدوات السحور ومشي السُدىَ والحصاد والأعراس و...

في تلك القرية المزرعة الوادعة الممتدة أجنحتها نحو حجولا وبشتليدة وفدار الفوقا ورأس إسطا ومراح صغير والفاغرة فاها لتبتلع التنين الطالع من البحر «في مزرعة العين» مع النسمات المترقرقة التي أرسلتها الريح في تلك الوادي ولد إسماعيل علي أسعد حسين حيدر أحمد 1920م. ودرج في عائلة مؤلفة من سبعة أفراد: أربعة صبيان محمد وحميد وإسماعيل وخليل وثلاث بنات: حميدة ورشيدة ونجيبه.

عاش هؤلاء بهناء وسلاسة مع الأهل والأقرباء والجيرة(فالجار قبل الدار) وكانت العادات والتقاليد والقيم الأخلاقيّة والدينيّة والوطنيّة متجذرة في النفوس يتنفسّها الولد مع الهواء العليل ويتنشُقها من لهاث الأرض خلف فصول الطبيعة. الكل ينطلق مع الصباح إلى الحقول فيحرث ويبذر في الخريف وتصبح الحياة حريراً مع دودة القز في الربيع ثم يجني أهالي المزرعة محاصيلهم أثناء الصيف كما كل القرى المجاورة فتتداخل الأراضي والأملاك والمزروعات والعائلات والأسماء فتتشابك الأيدي وتنطلق أصوات الغناء وفي عودة المساء يتم التواعد على السهر والمرح والفرح وهكذا أصبح الدم الذي يجري في عروق الأهل والجيران واحداً يخطب بلغة العزم والمجد والقوة ويتعاون الجميع لصّد عوادي الزمن وتقلبات الحياة... وكثيراً ما تحصل «العونة»(5) فيهب الأقرباء والجيران لنجدة مُصابٍ فيرممّون له جسر البيت أو ينجزون له موسم حصاد أو حراثة..

ويستطرد الحاج إسماعيل مؤردفاً أنّه كان يكفي أن يُطلَّ أحدهم من على تلة أو رابيّة لينادي «فلان أعطاكم عمره» ليهبَّ الجميع للمشاركة حاملاً معه ما يخفف من عَناء أهل الفقيد من الضيافة وتكريم المشاركين في المأتم... ويُخيم الحزن على القرى فلا حلاقة ذقون أو غناء او أعراس أو أكل كبّة حتى الأربعين «لفك الحداد» وهذا ما زاد عُرى الصداقة والأخوة بين أهل القرى فحذيفة إبراهيم من وجهاء حجولا تخاوى(6) مع حسين بو ضاهر حيدر أحمد من مزرعة العين وكان أهلهما يتناديان بأولاد العم.

سنة 1932م. ولضيق مساحة الأرض المزروعة وقطع الأحراج نزحت عائلة الحاج إسماعيل جزئياً إلى القرية «مراح صغير» المجاورة غرباً لمزرعة العين وبدأت تدير أرضاً حراثة وحصاداً لتكتفي ذاتياً.

سنة 1942م. أكملت العائلة هجرتها ونزوحها غرباً فوصلت إلى جنجِل التي تبعد عن جبيل مسافة 6 كلم بواسطة وكيل أهل عمشيت محمد نكد حيدر حسن وبدأت تستخدم أرضاً زراعيّة شاسعة واستمرت الحال على هذه المنوال مع بقاء التواصل مع المزرعة ومراح صغير...

وعندما أينع غصن الشباب وابتسمت الدنيا لإسماعيل فوجد الصبا والجمال مُلك ياسمين محمد همدر في مراح صغير تزوجا «خطيفة»(7)1944م. فاضطر عند ذلك لقطع الصلة والتواصل مع هذه القرية حيث آل همدر أهل الفتاة فتمّ الإستقرار في جنجِل.

ورُزقت العائلة الجديدة بأربعة صبيان وبنت واحدة.

جميل الموظف في وزارة الزراعة ولديه عائلة من خمسة أفراد بينهم المهندس نضال سمير رئيس قسم العمال في مرفأ بيروت ولديه عائلة من أربعة بينهم أصحاب إختصاصات عُليا والمهندس حُسام.

الدكتور حسن الأستاذ الجامعي ومدير ثانوية المعيصرة الرسميّة وينعم بعائلة من أربعة أولاد لا يزالون في المدارس. الأستاذ حسني ناظر في مدرسة علمات الرسميّة وعائلته مؤلفة من ولدين... المربية المرحومة الحاجة سميرة(رحمها الله تعالى) ولديها إبنة متخصصة في الحقوق.

ومن صفات الأم ياسمين همدر الوراثيّة عن آل همدر حب العلم والمعرفة حيث أصرّت على تعليم الأولاد فنزحت العائلة إلى جبيل أواخر العام 1959م. حيث توزع الأولاد على المدارس التكميليّة لجبيل وكان الأهل يسعون في العمل ويجتهدون ويتعبون لتحصيل لقمة العيش وكتاب المدرسة وإيجار المنزل حتى كانت عائلة مثاليّة في العلم والأخلاق وتحصيل المعارف فتميّز الأهل والأولاد في الإختصاصات العليا وبرعوا في ميادين العلم والعلاقات العامّة وحازوا على التقدير من المؤسسات التي يعملون فيها ومن العائلات والمجتمعات التي يتواصلون معها.

وها هي اليوم عائلة الحاج إسماعيل حيدر أحمد تكمل مشوارها ضمن النسيج الجبيلي الوطني لتجعل لبنان مثالاً كما هي جبيل مثال العيش الواحد شعارها الآية الكريمة:}فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ{ سورة الرعد. آية:17.

بقلم إبنه الدكتور حسن حيدر أحمد                                                                                                        

معجم أسماء الأسر والأشخاص ولمحات من تاريخ العائلات للأستاذ أحمد أبو سعد. ص: 240و241. دار العلم للملايين. بيروت ـ الطبعة الثانية 1997م. ص:240و241.

ويحكي لنا المرحوم الحاج مرشد حسن شمص من بلدة مشّان والمتوفى في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي وقد عمرَّ أكثر من مائة وعشرين عاماً، أنّه كان قرب قلعة جبيل أربعون منزلاً مسقوفة بالقرميد لآل الحساميّ، إستملكتها دائرة الآثار اللبنانيّة ايام الفرنسيين وهدمتها ولم يبق منها، إلاّ منزل واحد. كما يؤكد صحة هذا الكلام السيد بهيج سليم اللقيس (ابو عمر) الذي افادنا أنّ المنزل الآنف الذكر هو للمرحوم مصباح عثمان الحساميّ وقد جعلته دائرة الآثار كمستودع للآثار وللذهب المسروق منه. (رئيس التحرير). 

معجم أسماء الأسر والأشخاص ولمحات من تاريخ العائلات للأستاذ أحمد أبو سعد. ص: 885و886. دار العلم للملايين. بيروت ـ الطبعة الثانية 1997م.

نفس المصدر، ص: 148.

العونة: مساعدة جماعية لصاحب الحاجة.

تخاوى: اتخذه أخاً.

خطيفة: يتوافق الشاب مع الفتاة ويذهبا للزواج دون علم أو موافقة الأبوين.