بزيون ـ قضاء جبيل

3/11/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

أ ـ الموقع والخصائص

تقع قرية بزيون في المنطقة الوسطى من قضاء جبيل على متوسط ارتفاع 800 م عن سطح البحر وعلى مسافة 55 كلم عن بيروت. تتدفق في أراضيها البالغة مساحتها 100 هكتار ينابيع بزيون ووادي مشلب ووادي عمّوش وعين حرشة والمحاقن لتروي بساتينها، وهي تشكّل امتدادا لوادي فرحت الخصب، وتنمو فيها الخضار والأشجار المثمرة.

عدد سكّانها المسجّلين حوالي 400  نسمة من أصلهم نحو 205 ناخبين. 

ب ـ الإسم والآثار

جعل فريحة أصل الأسم سريانيّا: بيت زيّونا، ومعناه: حقل أو مكان التموين والإعالة، ومن الطبيعيّ أن يطلق مثل هذا الأسم على منطقة خصبة وغنيّة بالمياه، علمّا بأنّ أرض بزيون قد حفظت بقايا مقابر قيل انّها رومانيّة الا ّ أننا نعتقد بأنّها فينيقيّة - كنعانيّة، وفيها بقايا قلاع نرجّح أنها من بقايا الصليبيّين، اضافة الى مغارة طبيعيّة تسمّى مغارة الخشخاشة، علما بأنّ كلمة الخشخاشة هي لغة لبنانيّة في اللحد والمدفن.

ج ـ لمحة تاريخيّة:

منذ اوائل القرن التاسع عشر شهدت منطقة جبل لبنان وجبيل منها فترة إضطرابات ولم تهدأ إلا مع نظام المتصرفية عام 1861م.

ففي هذه المرحلة كانت «المسألة الشرقية» قد أخذت أبعاداً أكثر توتراً بين أوروبا والسلطنة العثمانية إنسحبت على الداخل اللبناني عبر الطوائف التي تم إصطفافها على أوتار التدخلات الأجنبية: للخلل الحاصل بالنظام العام وتفاقمت الحالة الأمنية وتأزمت الحالة الإقتصادية وزاد نفوذ الإقطاع وإنحصرت تجارة الحرير في النصف الأول من القرن التاسع عشر بأيدي شركة مخائيل طوبيا من بلدة عمشيت (1839ـ 1856). التي كانت تَمدُّ المزارعين بالمال وتتقاضاه في نهاية الموسم، الأمر الذي دفع المزارعين الى بيع أراضيهم للشركة الآنفة الذكر أو للإقطاعيين في حال عجز المزارع عن إيفاء الدين فخسر بعض أبناء بزيون أملاكهم ولهذا نجد في دفتر مساحة بزيون القديم أسماء مالكين من آل طوبّيا وآل فرنسيس وآل الحسامي وغيرهم.

على أن الإضطرابات الطائفية عام (1840ـ 1860) لم تؤثر على العلاقات الإجتماعية بين أبناء جبيل عامّةً من كل الطوائف فبقيت بزيون والقرى المجاورة على علاقات تواصل ومشاركة مع جيرانها وذلك على خلفية حياد الشيعة في الصراع الداخلي في لبنان بل مساندتهم الموارنة للدفاع عن زحلة وجزين.

إلا ان الاضطرابات الطائفيّة الآنفة الذكر أدت إلى أحداث دامية إستتبعها نزوح قسم كبير من أبناء بلاد جبيل إلى البقاع ومنهم أبناء قرية بزيون.

وإذا كانت مرحلة المتصرفية قد شهدت إستتباباً للأمن وإرتياحاً نسبياً للاوضاع الإقتصادية فإن الحرب العالمية الأولى تركت تداعيات نزوح وهجرة وبيع أراضٍ مُشابهة لمرحلة ما قبل المتصرفية وإنما على خلفية إقتصادية وليس على خلفية أمنية.

وكانت نتائج تلك الحرب هجرة داخلية لآل نصر الدين من بلدة بزيون إلى طرابلس وإلى العاصمة بيروت والقسم الأكبر منهم إنتقل إلى مدينة جبيل سعياً وراء العمل، ومنهم من كانت هجرتهم خارجية فسافروا إلى إلمانيا.

وبقيت هذه الهجرة لغاية ظهور إتفاقية الطائف 1989م. ليعود 20% من أبناء البلدة إلى مسقط رأسهم.

د ـ لمحة موجزة عن بزيون:

وأما اليوم فتعاني بلدة بزيون من صعوبة في الوصول إليها حيث أن طريق القرية غير نافذة رغم المرسوم الجمهوري الصادر في 29 أيار1967 رقم:7413 في تخطيط طريق عين الدلبة – فرحت – بزيون وهو إلى يومنا هذا لم يُنفّذ.

مختارية القرية:

كما أنّ النزوح القسري للسكان بعد الحرب العالميّة الثانية أفقد القرية العدد الكافي لإنتخاب مختار لها فألحقت في عهد الإنتداب الفرنسي، بقرية فرحت وبعدها بقرية الحصون حتى عام 1941. حيث إنتخب محمود قاسم نصر الدين أوّل مختار للقرية وبقي مختاراً لها حتى عام 1984م. وتعاقب بعده الحاج زين قاسم نصر الدين، ليأتي بعده الحاج محمد علي أبي حيدر مختار الحصون بالوكالة عن بزيون، ثم الحاج رامز نصر الدين ومن بعده محمود زين نصر الدين ومن بعده المختار فؤاد نايف نصر الدين.

إنَّ ظاهرة تناوب أكثر من إسم على مختارية قرية بزيون يعود إلى عُرف كرسه أبناء القرية يستند إلى تساوي الجميع في تحمل المسؤولية.

هـ ـ جمعية بزيون الخيرية:

أنشئت هذه الجمعية عام 1968 بمبادرة كريمة من عدد من أبنائها الكرام وهم السادة: محمد حيدر نصر الدين والمرحوم رميحي نصر الدين والمرحوم تركي قاسم نصر الدين والمرحوم شمص قاسم نصر الدين والحاج علي حمد نصر الدين والمرحوم رأفت عبد الحميد ناصر الدين وفراد مراد نصر الدين.

وإنحصرت أعمالها بتنظيم المناسبات العامة للقرية في حالات الوفاة أو في حالات الأعياد والإجتماعات والقضايا العامة. وكان إسم الجمعية عند انطلاقتها الأوّلى جمعية آل نصر الدين الخيرية في بزيون. شارك في أعمالها جميع أبناء القرية إذ لا يوجد بيت واحد غير ممثل في عضويتها وهي جمعية مسؤولة تجاه الأهالي.

ويقول أحد مسؤولي الجمعيات في وزارة الداخلية عن هذه الجمعيّة: أنها أكثر الجمعيات وأفضلها على مستوى لبنان. هذه الجمعية وبجهد جماعي من أبناء القرية ومساعي الخيرين من أهلها سعت لإمتلاك أرض لجبانة عامة وعقار تزيد مساحته على 6000 متر بُني على أرضه جامع وحسينية، وهذه الأرض هي هبة من ورثة المرحوم الحاج عباس محمود نصر الدين، فالأموال تمَّ جمعها عبر إفطارات خيرية في شهر رمضان المبارك وقسم آخر بمساعدة من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وبسعي مشكور من سماحة الإمام الشيخ عبد الامير قبلان، الذي وضع حجر الأساس للحسينية والجامع، كما لحركة أمل دور فعال بتنمية البلدة وتطويرها بارك الله تعالى بجميع المحسنين الكرام وجزاهم خيراً.

أسماء من قرية بزيون:

- الحاج محمود نصر الدين (1880 ـ 1957)

كان الحاج محمود أحد اكبر مالكي العقارات في قرية بزيون وصاحب الرأي والشورى بها إذ كان بيته مقصداً للنّاس ورأيه مطلوباً. لم تخلُ مصالحة في المنطقة إلاّ بمشاورته ووجوده.

حافظ على تقاليد والده الحاج علي وحافظ على مهباجه إستعمالاً وإقتناءً ويعود إليه توزيع حصص المياه في عين وادي مشلب. بحث عن أماكن تواجد أبناء عائلته الذين نزحوا من بزيون إلى البقاع والجنوب حتى وصل إلى حلب وفلسطين سعياً وراء صلة الرحم وتوحيد الكلمة.

الأستاذ بهجت نصر الدين المتوفى عام 1993م.

ولد سنة 1941 في قرية بزيون وعاش وترعرع في الصوانة درس تحت السنديانة ونال الشهادة الإبتدائية في مدرسة علمات الرسمية وتابع دراسته المتوسطة والثانوية في جبيل وحاز على شهادته الجامعية في التاريخ من الجامعة العربية في بيروت كان منزله في جبيل الذي خصه بمكتبة كبيرة غنية بالكتب الفكرية والعلمية والوطنية محطة للكثيرين الّذين عبروا نحو التقدم والتطور، المنادين بخلق وطن تسوده المحبة والتآخي والعدالة بوطن منزه عن الطائفية والعائلية والإقطاعية السياسية بوطن يدافع عن نفسه بكرامة وإباء، وطن لا يكون حيطاً واطئاً لمن يسرق ماءه وثمره ويستبيح ترابه وسماءه.

الأستاذ أديب محمود نصر الدين

مواليد 1943، نال إجازة في العلوم السياسية 1972 ودراسات عليا 1975. عمل صحافياً ومراسلاً لمجلات عربية وأجنبية هو عضو في جمعية المراسلين الأجانب وعضو في اتحاد الكتاب اللبنانيين وعضو إتحاد الصحافيين العرب. من مؤلفاته:

- الينابيع في المسيحية والإسلام 1995.

- محمد نبيُّ الإسلام والمسيحية 2006.

- مجموعة من 32 قصة قصيرة كل قصة في كتيب.

- شارك في صياغة رأي المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لطروحات السينودس عن لبنان.

السيد محمود زين نصر الدين

ولد في بزيون عام 1950 وترعرع بها، وورث عن جده المرحوم الحاج محمود نصر الدين حبه لأبناء قريته وتعلقه بأرضه، كما لم تخلُ مصالحة في المنطقة بعيداً عن مشاركته إلا نادراً وخاصة خلال الحرب الأهلية، إنتخب مختاراً لبلدته عام 2004 – 2010.

خلال عهده عُبِّدت طريق بزيون، وساهم بوجود غرفة إتصالات داخل البلدة، كما عمل على تحسين شبكة الكهرباء والمياه، وخلال عهده أُهلت الينابيع المائية في البلدة. وخلال عهده زار القرية وزير البيئة محمد رحال، ووزير الأشغال العامة غازي العريضي.

(ميراي برق نصر الدين)