الحلقة الرابعة:الذاكرة الشعبيّة في مدينة جبيل

16/2/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

أجرى الحوار شادي محمود نصر الدين

حرصاً من إدارة مجلة إطلالة جُبيليّة على لقاء معظم الشخصيات الجُبيليّة التي كان لها دورها في مدينة جبيل المحبة والوحدة الوطنيّة والعيش المشترك، إذ أنّها تمثل قلب جبل لبنان عبر تاريخها الطويل النابض بالحياة والجمال. وللذاكرة الشعبيّة عند رجالاتها الكبار دور جميل في هذا التاريخ وفي صناعة العطر والورود للمستقبل، إذ كان لهؤلاءِ الرجال دور في إقتلاع الأشواك وإصلاح ذات البين. وبلسمة الجراح في كثير من المواقف التاريخيّة.

وفي العدد الأوّل من هذه المجلة الصادر في الأوّل من شهر أيلول 2010م. كان لقاء مع عميد آل اللقيس السيّد بهيج سليم عبد الحميد اللقيس وذكرياته الجميلة. وفي العدد الرابع الصادر في تموز 2011م. كان لنا لقاء آخر مع المحامي الكبير الأستاذ جان حوّاط والوجيه الكبير الحاج حسين داود بلوط وذكرياتهما الجميلة عن هذه المدينة. وفي العدد الخامس الصادر في تشرين الثاني كان لقاء مع المهندس قاسم عبد الله الحساميّ ومع الحاج رامح حسن المولى ومع المرحوم الحاج إسماعيل حيدر أحمد وذكرياتهم الجميلة عن مدينة جبيل. وفي هذا العدد لنا لقاء آخر مع السيد انطوان بطرس صليبا والأستاذ كميل دعيبس حيدر أحمد والحاج محمد خير شمص حول ذكرياتهم عن مدينة جبيل والوحدة الوطنيّة بها والتي توارثوها عن الأجداد.

إسم الأب: بطرس

إسم الجد: عبد الله

العائلة: صليبا

إسم الأم: ناهية مخايل انطون صليبا ولادة عام 1911م. سبرين ـ قضاء جبيل. وما زالت على قيد الحياة.

مكان وتاريخ الولادة: جبيل في الخامس من شهر آذار 1935م.

أ ـ مع السيّد أنطوان بطرس صليبا

الإسم: إنطوان

وقد كان المرحوم جده عبد الله انطون صليبا من أهالي قرية سيرين ـ قضاء جبيل ـ والتي هي ملك الكرسي البطريركي الماروني ـ يعمل في الزراعة مع سائر الأهالي بأملاك البطريركيّة (1). وقد أتى بعد الحرب العالميّة الأولى بقليل للعمل في الزراعة عند المرحوم يوسف نخلة زخيا في جبيل حيث أعطاه منزلاً وأرضاً زراعيّة للعمل بها (بالشراكة(2)) قرب مدرسة الأخوة المريميين «الفرير» في جبيل. وأمّا المرحوم والده بطرس عبد الله صليبا فقد عمل في بداية حياته بتجارة الخضار والفواكه في سوق جبيل وبعد مدَّة إستأجر محلاً في سوق جبيل لتجارة البذور الزراعيّة والحبوب والحنطة والسمانة والأسمدة الكيماوية. وانتخب عضواً في بلديّة جبيل برئاسة الدكتور جبرايل الطويلة وتجدد إنتخابه مرة ثانية برئاسة الدكتور انطوان الشامي توفي في السابع من حزيران 2007م.

تخلّف المرحوم والده بأربعة ذكور وابنتين وهم:

1ـ ميشال وهو يعمل في الصياغة. وقد إنتخب رئيس شرف مدى الحياة لنقابة الصاغة والجوهرجيّة في مدينة بيروت.

كما انتخب سابقاً عضواً في لائحة الدكتور انطوان الشاميّ، في بلدية جبيل. كما كان يملك محلاً قديماً للمجوهرات في سوق الصاغة القديم قرب ساحة الشهداء في بيروت. وفي أيامنا هذه يملك مكتباً ومحلاً لبيع المجوهرات والماس والأحجار الكريمة بالجملة في محلة الدورة ـ برج حمود.

2ـ انطوان وهو مضيفنا، وهو صاحب محلات انطوان صليبا للمجوهرات في سوق جبيل الواقع على طريق عام طرابلس ـ بيروت القديم في سنتر الحوّاط.

3ـ الدكتور سامي وهو طبيب أسنان عنده عيادتان لطب الأسنان في مدينة جبيل وفي منطقة حرش تابت ـ سن الفيل.

4ـ فوزي وهو صائغ جوهرجي عنده محل مُستأجر من وقف إسلام جامع جبيل في سوق جبيل القديم

5ـ ماري وهي أرملة المرحوم بادرو بولس صليبا وهو صائغ قديم.

6ـ تريز وهي أرملة المرحوم جورج بولس صليبا وهو تاجر قماش قديم في مدينة جبيل.

ب ـ زوجة مضيفنا هي: السيدة إيڤا سمعان الحوّاط من جبيل تزوج بها عام 1965م. وانجب منها:

الصيدليّة ڤيرا وهي مسؤولة عن الصيدليّة في مستشفى سيدة المعونات في جبيل ـ متزوجة من اسطفان صعب من بلدة تحوم ـ البترون ـ الشمال.

مايا متزوجة من ميشال يوسف حبيب من دير القمر وهو يعمل في تجارة الأحجار الكريمة في بروكسل ـ بلجيكا.

كلود وهو يعمل مع والده في محلات انطوان صليبا للمجوهرات ـ جبيل وهو متزوج من سندرا ريشا ـ من مدينة جونية.

جان بيار وهو يعمل مع والده أيضاً في محلات  انطوان صليبا للمجوهرات ـ جبيل وهو متزوج من رولا مارون الخوري من قرية بريح ـ الشوف.

جو وهو يعمل مع والده أيضاً في محلات انطوان صليبا للمجوهرات وهو متزوج من سمر أبو مارون من جونيه.

ج ـ من ذكريات السيد انطوان صليبا

درس في مدرسة الأخوة المريميين في جبيل حيث نال الشهادة الإبتدائيّة السرتيفكا ودرس عامين بعدها التحق بالعمل مع والده في تجارة البذورات الزراعيّة والحبوب والحنطة عام 1949 ليحلّ مكان شقيقه ميشال الذي هاجر إلى البرازيل.

يقول السيد انطوان:

من زملائي المسلمين في مدرسة الفرير جبيل والذين لا زلت احتفظ بصداقتهم الدكتور سامي حسين اللقيس، والأستاذ إبراهيم زيدان اللقيس، وحليم خليل رزوق وغيرهم...

وأمّا تجار سوق جبيل فجميع من كان يعمل منهم بتجارة المواد الغذائيّة والحبوب فهم أصدقائي وأصدقاء المرحوم والدي لأننا عملنا بتجارة الجملة. وكانوا يشترون منّا بالدين. ونذكر منهم المرحوم سليم عبد الحميد اللقيس وولده بهيج ابو عمر ومحمد خير شمص وشقيقه توفيق وغيرهم.

ويتذكر فضيلة المرحوم الشيخ حسين الحساميّ وهيبته ووقاره واحترام التجار له في سوق جبيل القديم. وقيامه ذات مرّة بمنع أحد التجار من آل باسيل في السوق من بيع السمن المصنوع من الحليب البقري لنا لأنّ ذلك السمن كان فاسداً. وأمره لنا بإرجاع السمن له وعدم دفع الثمن لأنّ ذلك السمن كان فاسداً. وقد تقيّد ذلك التاجر ونحن بأوامره(رحمه الله تعالى).

كما يتذكر بائعي الخضار والفاكهة الممتازة والجيدة لنا من أهالي بلدتي فرحت وسقي فرحت. وأذكر منهم المرحوم الحاج حمد محمد حمد أبي حيدر والمرحوم الحاج عبد علي حسين ضاهر والحاج محمد علي أبي حيدر وغيرهم.

د ـ محطات في تاريخ العائلة!.

وهناك محطات تاريخيّة في طريق العائلة أهمها:

1ـ سفر شقيقي الكبير إلى البرازيل عام 1949م ليحلَّ ضيفاً على جده لوالدته مخايل انطون صليبا في مدينة ساوبولو لمدّة عامين ثُمّ إنتقل بعدها إلى العاصمة القديمة ريو دي جينرو ليتعلم ويعمل في صياغة المجوهرات والأحجار الكريمة. وليرجع إلى لبنان عام 1955م، ويقوم بتعليم أشقائه وأصهرته هذه المهنة، التي كان لها دور كبير في مستقبل آل صليبا التجاري. حيث كانت بداية حياته في سوق الصاغة القديم قرب ساحة الشهداء في بيروت. وبعد أحداث عام 1975 وبداية الحرب اللبنانيّة نقل عمله ومكتبه إلى محلة الدورة في برج حمود ليصبح من كبار تجار المجوهرات والأحجار الكريمة ما بين بروكسيل في بلجيكا وبيروت. وقد تعلّمت منه هذه المصلحة والصناعة في عام 1985 وكنت كل عام أسافر إلى بلجيكا للمجيء بالأحجار الكريمة وبيعها بالجملة للتجار بتشجيع من شقيقي ميشال.

وفي عام 1992 وفقني الله تعالى لإفتتاح محلات انطوان صليبا للمجوهرات والأحجار الكريمة في سنتر الحوّاط في مدينة جبيل ـ السوق التجاري ـ الشارع العام. وقد انتسبتُ إلى نقابة الصاغة والجوهرجيّة في بيروت آنذاك ولم أزل أتقيد بشروط النقابة بسجل رقم: 78.

كما وفقني الله تعالى أيضاً لإرسال ولدي جان بيار وولدي جو إلى بلجيكا للدراسة الأكاديميّة لهذه المهنة الكريمة حيث استحصلا على أرقى الشهادات العاليّة بهذا الفن.

2ـ قصتنا مع المرحوم الحاج أبو الخير الكزبري: كان المرحوم والدي يشتري البذورات الزراعيّة واليانسون من المرحوم الحاج أبو الخير الكزبري في دمشق وهو من تجار سوق الحميديّة. كما كان يشتري القمح من حلب من تاجر كبير من آل الزعيم ويشتري الأرز من مصر. وقد صادف في أوائل الستينيات من القرن الماضي أن اشترى من أبي الخير الكزبري بالدين مائة كيس من اليانسون وأتى بها إلى جبيل. وقد حدث آنذاك حريق في محلات الوالد قضت على مادة اليانسون وجميع موجودات المحل من حبوب وبذور زراعيّة ومن دفاتر محاسبة وايصالات وغيرها ولم يبق عندنا شيء. وكان والدي كل يوم يجلس أمام محلاته على الكرسي ولا يفتح أبوابها أمام النّاس، لأنّه لا يوجد بها شيء نادباً حظه شاكياً أمره إلى الله عزّ وجل. وقد صادف أن ذكرت صحيفة البشير البيروتيّة خبر حريق محلات والدي في سوق جبيل. فقرأ المرحوم الحاج أبو الخير  الكزبري الخبر. فجاء لزيارة والدي في سوق جبيل للسؤال عنه!. فوجده جالساً أمام محلاته كئيباً حزيناً! فطلب منه أبو الخير أن يتوكل على الله تعالى مُبدياً له استعداده أن يمهله في ثمن مائة شوال يانسون حتى يفتح الله تعالى عليه. وبالتالي يزوده بالبضاعة التي يريدها ويدفع ثمنها بالتقسيط حينما يفتح الله تعالى عليه. وهكذا كان حيث استطاع والدي بعد تزويده بالبضاعة أن يقف على قدميه من جديد ومن الوفاء بجميع ديونه القديمة ويصبح من كبار التجار في السوق بتشجيع من المرحوم الحاج أبو الخير الكزبري.

كما أن للسيّد انطوان صليبا ذكريات أخرى جميلة تركت الأثر الطيب في نفسه وفي سيرة حياته.

ولتكملة حياته التجاريّة أسس محلات انطوان صليبا للمجوهرات في سوق جبيل مع أولاده الثلاثة كلود، جان بيار ـ وجو حيث يمارسون أعمالهم بالكامل في هذا المحل الذي أصبح معروفاً ومشهوراً وشعاره الصدق والإستقامة والإحترام لجميع النّاس.

ب ـ مع الأستاذ كميل دعيبس حيدر أحمد

الإسم: كميل

إسم الأب: دعيبس

إسم الجد: محمد

العائلة: حيدر أحمد

إسم الأم: جميلة خليل حيدر

مكان وتاريخ الولادة: جبيل في10 كانون الأول 1937م.

ـ القدوم إلى جبيل:

يقول: لقد تزوج المرحوم والدي من المرحومة والدتي المولودة في جبيل وترك مزرعة العين وسكن في مدينة جبيل منذ سنة 1935 تقريباً حيث ولدنا وترعرعنا جميعنا في هذه المدينة.

ـ عن الأخوة والأخوات:

يقول: لي أخ واحد الأستاذ سمير في ثانوية جبيل الرسميّة وأختان فريدة متزوجة من نسيب حيدر أحمد، ونوال متزوجة من محمود أسعد حيدر أحمد.

ـ عن الدراسة الإبتدائيّة والمتوسطة والثانويّة والجامعيّة وعن بعض ذكرياتكم؟

يقول: تابعت دراستي الإبتدائيّة والمتوسطة في معهد الأخوة المريميين(الفرير)، في مدينة جبيل والمرحلة الثانويّة في معهد الرسل في مدينة جونيه، أمّا المرحلة الجامعيّة فكانت في الجامعة اللبنانيّة(كلية الآداب) في بيروت الفرع الأوّل حيث نلت الإجازة في اللغة العربيّة وآدابها. ومن ذكرياتي هناك خلال إجراء الإمتحان الشفوي للقواعد العربيّة في السنة الرابعة الجامعيّة حيث فرزنا الأستاذ الدكتور إلى فريقين واحد يسمح له بالتعليم والآخر لا يجوز له القيام بالتعليم وكنت مع الفريق الفائز.

عن الزوجة والأولاد والأحفاد؟

زوجتي هي فريدة محمد حيدر من جبيل لنا من الأولاد شابان وبنتان وهم:1) المهندس جهاد وهو مختص في وسائل التدفئة ونحو ذلك. ومتزوج من الصحافيّة جميلة أمين وعنده منها طفل اسمه راسي. 2) زياد وهو (مفتش في الأمن العام). 3) نهى متزوجة من الرائد ياسر ضاهر من بلدة تمنين التحتا ـ قضاء بعلبك. 4) سناء موظفة في الجامعة اللبنانيّة ـ الدراسات العليا ـ فرع العمادة، ومتزوجة من السيّد ربيع شحادة موظف في البنك الأهلي الدولي.

2ـ مع وزارة التربيّة والمدارس التي علم بها؟

عُيّنت في وزارة التربيّة الوطنيّة سنة 1957 وأُلحقت بمدرسة بوداي الرسميّة قضاء بعلبك، حيث أصبحت متوسطة وبعض تلامذتها شغلوا مناصب رفيعة في الدولة.

ثُمَّ نُقلت إلى مدرسة كفرمسحون في قضاء جبيل ومنها إلى متوسطة الفيدار الرسميّة حيث تعاونت مع مديرها المرحوم انطوان لحود لإنشاء الصفوف المتوسطة واستمرَّ عطائي في هذه المدرسة لغاية بدء الأحداث اللبنانيّة حيث طلبت نقلي إلى مدرسة قريبة من منزلي في جبيل!. وقد أستجيب الطلب بتكليفي بإدارة متوسطة كفرسالا الرسميّة في مدينة عمشيت. واستمرَّ عطائي بها لغاية بلوغي سن التقاعد في 10 كانون الأوّل 2001م.

وفي سنة 1996م هُجرّ أهلنا من الجنوب على أثر تعديات العدو الإسرائيليّ المتكررة واستقبلناهم في جبيل حيث فتحنا لهم المدارس وغيرها يومها كُلِفتُ بالتنسيق مع مكتب القصر الجمهوريّ، ومع مكتب رئاسة المجلس النيابي برعاية شؤون المهجرين والإهتمام بهم ووفقنا الله بحسن أداء هذا الواجب الوطنيّ وعلى أثر ذلك منحني معالي وزير التربيّة الوطنيّة والشباب والرياضة الأستاذ روبير غانم في وقتها كتاب شكر وتقدير تحت رقم: 4618/11 على حسن القيام بأداء الواجب الوطنيّ. وإنني أشكره على هذا التقدير. وعند نهاية خدمتي الوظيفيّة منحتني الجمهوريّة اللبنانيّة وسام المعلم حيث أُقيم حفل تكريمي في ثانوية جبيل الرسميّة برعاية وزير التربيّة. أتوجه بالشكر الجزيل إلى وزارة التربيّة. ومن ثُمّ دعاني حزب الله إلى بيروت ومنحني درعاً للتكريم والوفاء خلال إقامة إحتفال تكريميّ في بيروت برعاية سماحة السيّد إبراهيم أمين السيّد إنّي أتقدم بالشكر الجزيل لسماحة الأمين العام للحزب العلاّمة السيّد حسن نصر الله(أدامه الله) ولراعي الإحتفال سماحة السيّد إبراهيم أمين السيّد.

3ـ مع متوسطة كفرسالا المختلطة الرسميّة في عمشيت ودوركم الكريم في تطوير هذه المدرسة والمحافظة عليها؟

سنة 1976 خلال الأحداث الأليمة في لبنان طلبت نقلي من الفيدار إلى مدينة جبيل للإقتراب من منزلي عندها كُلِفتُ بإدارة مدرسة كفرسالا الرسميّة المختلطة فباشرت عملي فيها بجديّة رغم كل المصاعب المتولدة من الأحداث المذكورة وكانت إبتدائيّة وقسم من تلامذتها في منازلهم فأستدعيتهم وأنشأنا الصفوف المتوسطة وتضاعف عدد التلامذة لكننا فوجئنا باحتلال المهجرين لمبنى المدرسة ولم يبق منها إلا غرفة الإدارة وبعض الغرف التي استعملناها لمتابعة التدريس بصورة دوريّة للحفاظ على التلامذة وتعليمهم. كما حافظنا على وجود وبقاء المدرسة بعد أن تطورت وازدهرت، وبعد مراجعات عديدة لجميع المسؤولين لإخلاء مبنى المدرسة ولمدة ست سنوات متواصلة تقريباً أخلى المهجرون البناء وعدنا إلى تطبيق البرامج العاديّة للتدريس في المدرسة التي خرَّجت أجيالاً برعت في مجالات مختلفة.

ـ عن دوركم في تأسيس رابطة آل حيدر أحمد والمجيء بالرخصة القانونيّة وأهم الأعمال التي قامت بها الرابطة؟ وعن قيامكم بكتابة شجرة العائلة الكريمة؟

إنّ رابطة آل حيدر أحمد كانت موجودة ومرخصّة بالطرق القانونيّة والشرعيّة غير أنّ العائلة إختارتني بالإجماع لرئاستها في عام 1961م، تقريباً. وبقيت ثلاث سنوات بالتجديد الإجماعيّ أمّا الأعمال التي قمنا بها فهي: إنارة جامع علمات وإنارة جامع كفرسالا كما قمنا بأعمال إجتماعيّة وثقافيّة وفق ما تتطلب المناسبات والعادات العائليّة وأهمها السعي الدائم لإصلاح ذات البين وصلة الرحم وغيرها من أعمال البرِّ والإحسان.

أمّا شجرة العائلة فقد نظمناها بالتعاون مع كبار السن في العائلة ولكنها أصبحت اليوم منقوصة ولم تعد صالحة.

ـ عن ذكرياتكم عن الإمام السيّد موسى الصدر ومجيئه إلى ثانوية جبيل الرسميّة؟

لما أقبل الإمام المغيب السيّد موسى الصدر أعاده الله تعالى إلينا سالماً، إلى ثانوية جبيل الرسميّة المختلطة لإلقاء محاضرته القيمة كنت بين المستقبلين ولما تقدّمت إحدى النساء للتسليم عليه باليد وضع يده على صدره وبعد الجلوس في قاعة الإستقبال وقفت وسألته هذه السيدة: لماذا لا تسلّمون باليد على النساء؟. أجابها بكلمتين فقط هذا طقس وكان ذلك في أواخر الستينيات من القرن الماضي.

ـ عن ترشحكم لمنصب قائمقام لقضاء جبيل؟

يوم كانت الدولة اللبنانيّة تطلب تعيين قائمقامين قام بعض المسؤولين بترشيحي لهذا المركز وجهزَّ لي الملف المتكامل من كل المراجع الرسميّة وأوعزَّ لي لمواجهة أحد كبار المسؤولين لنيل الموافقة فذهبت إلى مكتبه وطلبت مواجهته فرفض ذلك طالباً إصطحابي لوفد جبيلي حتى يواجهني ويواجه الوفد ويقضي حاجتنا. عندها رفضت الفكرة والعرض، وغادرت المكتب كان ذلك 1997م. تقريباً.

ـ ذكريات أخرى عن الوحدة الوطنيّة في مدينة جبيل ورأس أسطا.

جبيل برهنت بجميع سكانها أنّها مدينة الوحدة الوطنيّة والعيش المشترك إلى جانب تاريخها العريق في الحضارة والثقافة والتراث وإن الآثار المتواجدة في أرضها وعليها هي أفضل دليل على ذلك ويوم وقعت الحرب الطائفيّة في لبنان كان أهل مدينة جبيل وسكانها يدعون إلى الوحدة الوطنيّة ويتنادون للإجتماعات واللقاءات المتكررة لتكريس هذه الوحدة بالتعايش المشترك بين أبناء الوطن الواحد على إختلاف طوائفهم وتعدد مذاهبهم وتنوع أحزابهم ولا سيما حزب الكتلة الوطنيّة بقيادة العميد المرحوم ريمون إده الذي دعا أبناء جبيل في مؤتمر كبير إلى الحفاظ على وحدتهم ورفض القتال وإقتناء السلاح على إختلافه والتضامن فيما بينهم لإفشال أية فتنة طائفيّة وهكذا استمرت مدينة جبيل مع قضائها نموذجاً مميزاً للعيش المشترك بين جميع أبنائها وركنا أساسيّاً للوحدة الوطنيّة.

 ج ـ الحاج محمد خير شمص

الإسم: الحاج محمد خير

إسم الأب: علي 

إسم الجد: أحمد ضاهر شمص.

إسم الأم: نبيهة محمد حسن نون.

مكان وتاريخ الولادة: 1927 فرحت.

يقول الحاج محمد: نحن من بلدة فرحت، ولدت في هذه البلدة المتواضعة، التي تتميز بالتعايش المسيحي – الإسلامي حيث كنّا نتشاطر الأفراح والأحزان سوياً. ويتابع:  كنا نقطن قديماً بسقي فرحت في منزل المرحوم محمد حمد أبي حيدر كاتب عدل المنيطرة، ويؤكد قائلاً كان عمَّ والدي المرحوم الحاج حسين أحمد ضاهر شمص شيخ صلح فرحت ومختار البلدة، ما قبل عام 1914.

وعن قدومه إلى مدينة جبيل يقول الحاج: إنتقلت وحيداً إلى مدينة جبيل عام 1949، وإستأجرت محلاً تجارياً من وقف إسلام جامع جبيل مع إبن عمي السيد توفيق شمص ودامت الشراكة مدّة عامين، استأجر بعد ذلك محلاً آخر بالقرب منه، وبقيت أعمل في هذه التجارة مدّة اربعة وخمسين عاماً. ويروي الحاج قائلاً: كانت مدينة جبيل لا يتجاوز عدد سكانها ثلاثة آلاف نسمة، فبيوتها كانت مُشابهة لبيوت القرى، إلى أن بدأت حركة العمران والإزدهار عام 1954 مع دخول الكهرباء إلى المدينة. 

ويضيف الحاج محمد خير قائلاً: إنتقل أخي المرحوم الحاج حسن شمص  إلى مدينة جبيل عام 1955 وإشترينا عقاراً في حي الحارة لنصبح أبناء هذه المدينة العريقة، وعام 1957، تزوجت من الحاجة فاطمة إبنة المرحوم الحاج ديب شمص من مجدل – العاقورة، ويروي قائلاً: تعرفت على المرحوم الحاج ديب من خلال التجارة إذ كان يملك محلاً في منطقة الطيونة – بيروت.

كان للحاج محمد شقيقان وهما:المرحوم الحاج حسين شمص، والمرحوم الحاج حسن شمص، أما شقيقاته فهنّ خمس: المرحومة الحاجة خديجة شمص، الحاجة زينب شمص، المرحومة الحاجة فاطمة شمص، المرحومة الحاجة سكينة شمص، ونعيمة شمص.

 وعن الدراسة يقول الحاج: لم يكن في بلدة فرحت مدرسة فكان جميع الأهالي يرسلون ابناءهم إلى بلدة بئر الهيت ـ فتري ـ للدراسة وكان الخوري يوسف مسؤول المدرسة وإنتقلت بعد ذلك إلى مدرسة فرحت وكان الأساتدة عندنا من بلدة يحشوش ودامت دراستي خمس سنوات، إنتقلت بعدها للدراسة في دير في بلدة طورزيا المجاورة لنا.

تزوج الحاج محمد خير شمص من الحاجة فاطمة ديب شمص ورزقا بعشرة أولاد وهم: ستة شباب وأربع بنات. ويقول: الإبن الأكبر علي متأهل من المرحومة إلهام برق ورزق منها بثلاث فتيات وصبي. وعفيف وهو يعمل في مجال التجارة بين لبنان والسعودية متأهل من زينة شمص. ولديه صبي وإبنتان. وعصام متأهل من السيدة نهلة خزعل ولديه ولدان. وعباس متأهل من السيدة سعاد همدر ولديه أربعة أولاد. ومروان متأهل من سيدة فرنسيّة وهو يعيش في سويسرا وعنده منها طفلة صغيرة. وعامر متأهل من سيدة ألمانيّة وهو يقطن في ألمانيا وعنده منها صبي وبنت.

وعن بناته يقول الحاج: عينايا متأهلة من المهندس علي ضاهر، وعيدا متأهلة من قاسم أبي حيدر وهما في إلمانيا. وسماهر متأهلة من السيد حسّان حيدر أحمد. وغادة متأهلة من الحاج إبراهيم خزعل.

كان الحاج محمد خير شمص من أكبر المساهمين بالتعاون مع أولاد عمه وأبناء قريته في بناء جامع فرحت منذ عام 1950م. ولغاية تاريخه. ويقول: لكي تكون أعمال خير يجب أن تبقى مقبولة من الله سبحانه وتعالى فلا أريد التباهي بما قدّمت.

وعن ذكرياته يروي الحاج قائلاً: بلدة فرحت معروفة بالتعايش المسيحي – الإسلامي وفي بداية الحرب الأهلية اللبنانية إجتمع أهالي البلدة وكنت معهم كما كان في ذلك الإجتماع المرحوم السيد عبود متى، والدكتور فيليب متى، والمرحوم الحاج عبد علي شمص وغيرهم من الأهالي الكرام.. وإتفقنا على أننا إخوة مهما كانت الظروف ومهما كانت الطائفة لأننا أبناء بلدة واحدة ووطن واحد ويجمعنا الإيمان بالله تعالى، ومحبة الله تعالى، وتعاليم السيّد المسيح والنبيّ محمدL، التي تأمر بالتسامح والعفو والمحبة والسلام.

وعن ذكرياته مع الأستاذ عبد العزيز بك أبي حيدر يقول:

كنا نقطن بجانبهم حيث كان يعمل الأستاذ عبد العزيز بك أبي حيدر مساعداً قضائياً، ثم عُيّنَ بعدها قائمقاماً، وكانت تربطني به علاقة أخوة ومع أشقائه أبناء المرحوم محمد حمد أبي حيدر، كان المرحوم الأستاذ(رحمه الله تعالى)، الصديق والأخ لنا ولبلدة فرحت في جميع الظروف. ويقول: هناك صلة قرابة بيننا لأنّ المرحوم والدي يكون خال المرحومة الحاجة زمزم  محمد أفندي محسن أبي حيدر والدة المرحوم الأستاذ عبد العزيز بك أبي حيدر.

وعن المرحوم الأستاذ أديب علاّم يقول: علاقتنا بدأت عام 1954 وإستمرت حتى وفاته ويعتبر(رحمه الله تعالى)، مرجعاً للشيعة في بلاد جبيل في الأمور السياسيّة وفي إصلاح ذات البين وفي إفشاءِ السلام بين أبناء هذه البلاد.

كان الفلاحون يعملون في أراضي البطريركيّة وغيرها من أراضٍ لكبار الملاكين في لبنان بالمناصفة أي أن تقدم لهم البطركيّة البيوت لعائلاتهم الصغيرة مع العقارات المهيأة للزراعة على أن يقوم المزارع بالزراعة والعمل وأن يكون نتاج هذه الأرض مناصفة بينهم.

بالشراكة أي العمل مناصفة ما بين صاحب العقار والمزارع على نحو ما تقدم من كلام.