الثقافة الشعبيّة ومصادرها

16/2/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

دكتور وفيق جميل علاّم

يتابع الدكتور وفيق جميل علاّم في مقالته الأخيرة هذه عن: الثقافة الشعبيّة السائدة في عالمنا العربيّ في أيامنا هذه.

ومصادرها عبر الزمن بحوثه الأكاديميّة. بعد أن قدَّم حلقتين جميلتين من هذه البحوث الفريدة في بابها تحت عنوان:” من تراثنا الشعبيّ”: العادات والتقاليد والأمثال...” في العدد الثالث من هذه المجلة الصادر في: نيسان(ابريل) 2011م. والحلقة الثانية كانت تحت عنوان:” إحياء التراث الشعبيّ” في العدد الرابع الصادر في تموز (يوليو)2000. وفي هذه البحوث حاول الدكتور علاّم بصفته أستاذاً محاضراً في مادة الآثار ـ كلية السياحة والفنادق، في الجامعة اللبنانيّة. ورئيساً لجمعية التنميّة السياحيّة المستدامة ولإحياء التراث في لبنان ، أن يلفت نظر من يهمه الأمر ليكون التراث الشعبي في لبنان، وبلادنا العربيّة محطَّ أنظار الباحثين فيكتبوا عنه ويعقدوا حوله المؤتمرات، ويقيموا له المراكز والمتاحف العلميّة صوناً له من الإندثار. وبالتالي إرجاع الباحثين إلى مصادره الأصليّة(1)”.

 

 

 

الثقافة الشعبيّة ومصادرها:

إنتشرت الثقافة الشعبيّة بوسائل تمثلت بالرواة والقصاصين الذين عملوا في الساحات والمقاهي والمساجد والأماكن العامّة، ونشروا الوعي والثقافة الإجتماعيّة والدينيّة، والحكاية والقصص. وعملهم كان يشبه إلى حدٍ ما وسائل الإعلام الحاليّة، من صحافة وتلفزيون وسينما، وهم ينشطون دائماً في الأعياد ويعملون لقاء أجر من المال ويحترفون مهنتهم هذه لكسب عيشهم. الرواة والقصاصون عرفوا في كل البلاد العربيّة، فاشتهر منهم رواة القصص الدينيّة والسير الإجتماعيّة والسياسيّة والشعبيّة، وانتشرت معهم قصص كثيرة مثلا رواة سيرة عنترة، وقصص ألف ليلة وليلة، كان يقال لمن يقوم بهذه المهمة الحكواتي، فهو الذي يحفظ القصص ويرويها أمام النّاس في المقاهي والساحات والبيوت، قبل شروعه في القصة يحكي لهم مقدمة تسمى “الدهليز” فيها نوادر ونصائح وإيضاح، بعدها يكمل ما كان قدمه لهم في الليلة السابقة من سير شعبيّة ودينيّة وتاريخيّة وقصص إجتماعيّة.

ورغم بساطة الإنسان العربيّ العادي وفطرته، إلاّ أن تجارب الحياة ومصاعبها وتقلباتها اكسبته الكثير من المعرفة(بعلم الفلك، وتقلبات الطقس، واستصلاح الأرض، ومعالجة بعض الأمراض، وكسب المعرفة في مجالات الفن والصناعة والهندسة والحياكة)، كما أنّه بقي أميناً لتراثه الموروث الذي يتناول الدين والسلوك اليومي للفرد والتاريخ والمتجسد بإبطال السير والأساطير.

وهناك العديد من مصادر هذه الثقافة الشعبيّة، وأهمها:

القرآن الكريم، وهو كتاب الله المقدس والبعد الأساسي للفرد العربيّ يوجه سلوكه وآدابه وحياته الدينيّة والدنيويّة، ويكّون إلى حد بعيد شخصيته الذاتيّة، كما أنّه يقدم للجماعة نظرية في الوجود والإقتصاد والسياسة، ويناقش الإنسان العربيّ في مدلولاته ومعانيه، يسمعه من المرتلين والمؤذنين في مدرسة يقال لها “الكتَّاب” وكانت منتشرة في كل حي، أحياناً تكون في غرفة أو تحت شجرة، حيث يجلس الطلبة يتعلمون قراءة القرآن الكريم وحفظه، ويوم ختم القرآن الكريم يحتفل الأهل والأصدقاء بالخريج، ويدعى هذا اليوم «بالختمة».

ومن الثقافة الشعبيّة الأحاديث النبويّة الشريفة: هي أحاديث تنقل بالرواية عن الأنبياء والرسل، وهي كلها تتعلق بأخبار الخلقة الأولى للمرسلين ونهاية العالم، ومن الموضوعات الإسلاميّة المستوحاة من آيات القرآن الكريم وقصص الأنبياء والصحابة، سفينة نوح والنبيّ إبراهيم الخليل وقصة يوسف وزليخة.

فبالنسبة لسفينة نوح، أوحى الله عزّ وجل إلى نوح وأمره بأن ينذر قومه وينهاهم عن المعاصي، وأعلمه بأنّه باعث الطوفان على الأرض، وأمره أن يصنع السفينة التي نجاه الله فيها هو وقومه الصالحون. السفينة نجا فيها من كل زوجين اثنان. وكما ورد في القرآن الكريم }حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ{. سورة هود، آية:40.

إنّ الطوفان عبرة لكل الفاسقين والخارجين عن تعاليم دين الله ورسوله، لأنّه جاء عقابا للقوم الفاسقين الذين عصوا دعوة نوح لعبادة الله ونعتوه بالضلال. والغاية من هذه القصة، أنّها دعوة إلى توحيد الله وحثِّ الرسول على الصبر وتهديد الخارجين عن إرادة الله بالمصير السيئ.

أمّا بالنسبة للنبيِّ إبراهيم الخليل الذي كبر بالسن ولم يرزق ولداً، فسأل ربَّه أن يهبه ذرية مؤمنة، فرزقه الله تعالى ولداً سماه إسماعيل. ثُمّ رأى النبيَّ في المنام أنّه يذبح ابنه، فعزم على ذلك بعد أن فهم أن هذه الرؤيا أمر من الله بالذبح. فاتح النبيَّ ولده بالأمر قائلاً “يا بني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى”. فرد عليه إسماعيل بالإيجاب قائلاً”}قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ{ سورة الصافات، 102.«مدَّ الإبن العنق للذبح، فسقطت السكين من يدي النبيّ، ونزل الملاك جبريلQ، بكبش من السماء، لذبحه كفدية عن إسماعيل «وفديناه بذبح عظيم». بعد ذلك أصبحت الفدية والأضحيّة من مراسم الحج المقدسة في الإسلام.

إنّ هذه القصة تدعو النّاس للصبر وإطاعة الله والإخلاص للوالدين.

أمّا قصة يوسف وزليخة، فقد وردت في القرآن الكريم وشاعت بين النّاس. إنّها تستملك مشاعرهم الصادقة تجاه يوسف وصدقه وأمانته. إنّها تخبرنا عن معاناة يوسف وصبره وإيمانه بالله، وزليخة التي أحبت يوسف وراودته عن نفسه، فيرفض يوسف ويحاول الهرب، ثُمّ تتهمه زليخة بأنّه روادها عن نفسها ويسجن يوسف إلى أن تظهر براءته بعد سنوات حيث قالت زليخة:«...أنا راودته عن نفسه...».

ومن مقاييس الثقافة الشعبيّة الشعر الأدبيّ، الذي قد يتقيد باللحن والنغم، أكثر من تقيده بالثقافة، ويكشف عن شخصيّة المجتمع، وعن روحه وقيمه وعن السلوك والمثل العليا يهدف إليها.

والأغنية الشعبيّة تشتمل على مواضيع كثيرة ومناسبات عديدة، ترافق الإنسان منذ ولادته وحتى مماته، لذا تجدها في الأفراح والأحزان وفي المناسبات الدينيّة والسياسيّة، في العمل وفي ساعات الهدوء والسمر. وتؤدى باللهجة العاميّة أو المحليّة، فهي لغة التخاطب في حياتنا وتتضمن ألفاظاً تفهمها العامة بدون عناء. يرى فيها الجمهور صورة حياته اليوميّة، ولها عدّة أنواع من التسميات الفنيّة، ولكل منها شروط محددة حيث البناء والوزن والقافيّة. والأغنيّة الشعبيّة، يتذوقها كل شخص في المجتمع ويحفظها وينشرها شفهياً، وليس بواسطة التدوين، ومن الشعر الشعبيّ انبثق «الموال» المعروف بالعتابا، والزجل الذي يرافقها.

مثال عن الزجل

ايدي وايدك سبقتنا

 فراشة نوار

تانعمل صبحيتنا

بين الأزهار

وعم نغمة

يردوا الأطيار

ويكبر موسم فرحتنا

ويكثر ويزيد

مثال آخر

قصة حياتي مسجلي آهات

        قديش بدي هموم اتذكر

وبدموعنا نكتب الكلمات

        ونسمع نهيد القلب مش اكتر

وكلما قصدنا نصلح الغلطات

        وقلبي بقسا الكلمات يتفطر

الرقص الشعبي، هو تعبير فني بواسطة حركات الجسد والأطراف، وهو يعبر عن ردة فعل جماعياً. يمارس هذا الفن في المناسبات الجميلة والأعراس والأفراح، وفي الحقول والساحات العامّة.

الدبكة والرقص الشعبيّ، هي رقصة جماعيّة تتشابك فيها أيدي عدد من الأشخاص. هكذا سميت لأنّها تعتمد في أكثر حركاتها على رفع أرجل المشتركين سوية، وضربها ضربة واحدة على الأرض حسب الأنغام الموسيقيّة، على “المجوز” ويكون هناك شاب يدبك على رأس الحلقة من اليمين وفي يده منديل أو عصا، ويكون هذا الشاب محور الحلقة والأهم فيها.

ورقصة السيف والترس والحصان، هي نوع من الرقص الحربي تبعث على الحماس. إنّها تقليد شعبيّ يعود إلى زمن الفتوحات العربيّة.

ورقصة القلة، التي تقوم بها فتاة رشيقة، تحمل على رأسها قلة(جرة فخاريّة).

والرسم الشعبيّ، جزء من الفنون الشعبيّة المعروفة في البلاد، يقوم به أناس عاديون بأسلوب فطري وتلقائي.

والرسوم المشهورة هي التي تباع في الأسواق، وتكون عادة مطبوعة على الورق. والتصوير المطبوع على الورق ازدهر مع بداية هذا القرن وانتشر في الأسواق العربيّة. بسبب رخص ثمنه وتنوع موضوعاته الشعبيّة والدينيّة والزخرفيّة، والرسوم المطبوعة نادراً ما حملت تاريخاً أو توقيعاً أو إسماً لبلد، فالصور المنتشرة في أسواق مصر وتونس وسوريا مثلاً، هي نفسها في بقية الدول العربيّة، مع فارق بسيط في التأليف والألوان. تناولت هذه الرسوم موضوعات دينيّة مقدّسة، ورموزاً كانت بمنأى عن التجسيد، كرسوم الأنبياء والرسل والأئمة، ومعظمها يباع بالقرب من المعالم الدينيّة الكبيرة في العواصم العربيّة، ففي بغداد وعلى مقربة من مقام موسى الكاظمQ، تباع صور للإمام عليّ بن أبي طالبQ، وفي دمشق وبالقرب من المسجد الأمويّ يباع العديد من اللوحات للبراق وآدم وحواء، وكانت هذه الرسوم تُطبع على أوراق رديئة بالألوان الأزرق والأحمر والأخضر، وهي تطبع بآلة الطباعة، وقديماً بواسطة الحجر بأسلوب «الليتوغراف» وفي المتحف الشعبيّ في مصر نجد لوحة صور عليها الإمام عليّQ جالساً على سجادة، وقد أحيط بإطار زخرفي، وهذه اللوحة تشبه في طابعها الرسوم التركيّة والفارسيّة التي أنجزت ما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. كما أن هناك رسوماً مطبوعة لها طابع شعبيّ، وهي تزين المخطوطات العربيّة الإسلاميّة، مثل حكايات ألف ليلة وليلة، ومخطوطة كليلة ودمنة، ومقامات الحريري، عنترة بن شداد، وأبي زيد الهلالي، والزير سالم، وأخرى تعلق في المساجد، تمثل صوراً لعليّ بن أبي طالب والحسن والحسينR، والبراق الشريف ومعظم هذه الرسوم مستوردة من العراق وإيران.

وإن الرسم على جدران المنازل إشتهرت به مصر، حيث اتبعت عدّة طرق لتحضير الخامة الحجريّة، أمّا الرسم فكان بواسطة الطلاء الجاهز على الجدران العاديّة، وبألوان التمبرا على حوائط الطين والجبص، وكان أيضاً بواسطة الحفر حيث يحفر الفنان خطوطاً غائرة تساعد على تثبيت الألوان بين الأحجار لمدة طويلة، والمثال على ذلك البوابات التي وجدت في منطقة ميدوم والتي تحفظ الآن بالمتحف المصريّ.
أهم المناطق المصريّة التي ينتشر فيها الرسم على الجدران هي منطقة النوبة التي اشتهرت بفن العمارة والزخرفة الجداريّة، بزخارف هندسيّة مقتبسة من أشكال الطيور والزهور والنباتات الملونة بالأبيض والأسود، وهذه الزخارف تشبه في كثير من الأحيان رسوم الأطفال، وتعتبر رموزاً شعبيّة معروفة ومنتشرة، فالرسام النوبيّ لا يهدف برسمه هذه الزخارف إلى تزيين منزله فقط، وإنما يكون أيضاً واقعاً تحت تأثير المعاني المصاحبة لها، فحينما يصور النخيل والمواكب والبط والجمال فإنما يهدف إلى التفاؤل في طلب الرزق، كما يهدف من خلال رسمه إلى التغلب عل درجة الحرارة، من خلال رسمه للمراوح ورسم التماسيح والعقارب اتقاءً لشرها.

والرسوم الشعبيّة على الجدران في النوبة، تمثلت برسوم المنطقة  الواقعة بين الشلال جنوب أسوان، ومنطقة الكنوز، وهي رموز تمثل السيف وطاقات الزهور وأدوات شرب الشاي والطيور، والحيوانات والمسجد ذا المئذنتين (نسبة لآل بيت الرسول P) والإمامين الحسن والحسينL.

والرسوم على الخشب، واستمر في فنوننا الشعبيّة، نراه على الصناديق الشعبيّة، وأثاث المنازل، وصندوق العروس، والأبواب وعربات النقل، والباعة، ومحمل الحج، تتخلله زخارف نباتيّة وهندسيّة ورمزيّة وكتابيّة، والرسام يصور مباشرة على الخشب، بواسطة طلاء جاهز، وألوان زيتيّة، وكان يقوم بتنعيم سطح الخشب، ثُمّ يدهنه بطبقة قبل الرسم، أمّا المادة اللونيّة المستعملة فهو مسحوق ملون وصمغ عربيّ وصفار البيض.

والرسم الخزفيّ قد تنوع إنتاجه، كما زخرفت الأواني بأشكال متعددة ومتنوعة. تميّز الفخار في العصر الإسلاميّ بزخارف هندسيّة ونباتيّة مجردة، أمّا الرسوم الأكثر شعبيّة فهي التي يرسمها الفنان ويلونها بألوان جاهزة مباشرة على القطع الفخاريّة، ويدخل هذا الرسم في إطار الأرتيزانا التي تلعب فيه الآلة والأفران دوراً مهماً في تحديد الشكل واللون.

والرسم تحت الزجاج في تونس وسوريا، حيث يباع الإنتاج في الأسواق للسياح والأجانب ويعلق على جدران المنازل والحوانيت، إنّ تونس وصفاقص وقيروان هي أكثر المناطق شهرة بهذا الفن، والرسوم هي عبارة عن خطوط وأشكال هندسيّة ونباتيّة، تحمل تأثيرات تركيّة، ومعظم هذه الصور منسوخة عن تصاوير مطبوعة على الورق، وألوانها تتراوح بين الأحمر القرميدي والأخضر الغامق والأصفر الذهبيّ والأسود، والمواد اللونيّة المستعملة في الرسم تحت الزجاج عند الرسامين القدامى الذين استخدموا الألوان، البياض الزنك للأبيض، والصمغ العربيّ كمواد مثبتة.

وفي سوريا، تعد حلب ودمشق من اهم مراكز الرسوم تحت الزجاج، حيث كان الرسام يذيب مسحوق الألوان بالماء والصمغ العربيّ ويزيل المواد الدهنيّة عن سطح الزجاج بواسطة البصل، ويستعمل مادة السكر، وذلك بعد أن يكون قد رسم  اللوحة المطلوبة بواسطة قلم حبر على سطح زجاج رقيق وحساس إذ يرسم بشكل معكوس على الجهة الثانيّة من السطح، يلون بواسطة  الريشة، عند الإنتهاء يلصق من الخلف كرتوناً أو ورقاً مفضضاً ومذهباً، فيزداد العمل نضارة وجمالاً، هذه الطريقة كانت معروفة في تونس ومصر والسنغال وبلدان أخرى.

كما استعمل الرسام أيضاً المواد الطبيعيّة من ترابيات، وصفار البيض، الصمغ العربيّ، وشمع النحل، واستخدمت أيضاً الألوان الجاهزة كالزيتية مثلا، والطلاء النافر المعروف بالايماي، والألوان الأبيض والذهبيّ والفضي وهي مواد تحلل بواسطة الكحول.

والرسم المطبوع على الحصير وعلى القماش هو فن قديم، كان يَتمَّ بواسطة قوالب خشبيّة مزخرفة ومحفورة بشكل يساعد على الطبع فوق النسيج، صورت عليها زخارف من الأزهار والنباتات المتشابكة وبعض الحيوانات المجردة. والألوان هي من الكركم والزعفران الأصفر، ونبات  الحنة للبني، والنيلة للأزرق، وقشر الرمان والليمون الحامض، والتمر الهندي كمواد مثبتة.

 رئيس التحرير يلفت نظر الباحثين والقراء الكرام إلى جرائم التزوير والإفتراء والكذب التي إقترفها أهل الحكايات والقصص في الإسلام من خلال الإسرائيليات التي أدخلوها في التراث الشعبيّ نقلاً عن كعب الأحبار ووهب بن منبه وعبد الله بن سلام وغيرهم من اليهود الّذين اعتنقوا الإسلام أيام الرسول P أو الصحابة وحدّثوا بخرافات كثيرة. وقد  شجع معاوية بن أبي سفيان أولئك القصاصين الأوائل على الجلوس في المساجد. وقد تكلّم علماء الدراية والحديث عن هؤلاءِ، وحذروا النّاس منهم. وقد تكلّمت عن ذلك في كتابي:” المدخل إلى علم الحديث في السُنّة النبويّة الشريفة” منشورات دار المنهل اللبنانيّ ـ  بيروت ـ عام 2006م. فراجع.