ما بين المعيصرة ـ فتوح كسروان وبزيون ـ قضاء جبيل

24/5/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

حرصاً من إدارة مجلة «إطلالة جُبيليّة» على لقاء معظم الشخصيات الجبيليّة والكسروانيّة التي كان لها دورها في إرساء المحبة والوحدة الوطنيّة والعيش المشترك بين الأجيال. حيث للذاكرة الشعبيّة عند رجالاتها الكبار دور جميل في هذا التاريخ وفي صناعة العطر والورود للمستقبل، إذ كان لهؤلاءِ الرجال دور في إقتلاع الأشواك وإصلاح ذات البين، وبلسمة الجراح في كثير من المواقف التاريخيّة بين عائلاتهم وفي قراهم.

وفي هذه الحلقة حديث عن الحاج سامي عمرو من أبناء المعيصرة ـ فتوح كسروان وخدمته لحجاج بيت الله الحرام ومشاركته في تأسيس جمعية آل عمرو الخيريّة  في المعيصرة، عام 1960م ولكثير من أعمال البرِّ والإحسان.

وحديث عن الحاج رامز نصر الدين من أبناء بزيون ـ قضاء جبيل وخدمته لأبناء بلدته في مشاركته في رئاسة جمعية آل نصر الدين الخيريّة. ومنصب مختار للبلدة في أواخر القرن العشرين وغيرها من أعمال البرِّ والإحسان.

 

1ـ مع الحاج سامي عبّاس عمرو

أـ بطاقة شخصيّة:

ـ الحاج سامي إبن الحاج عبّاس إبن الحاج علي بن عباس بن عليّ آل عمرو

ـ ولادة المعيصرة فتوح كسروان في: 10 تشرين الأوّل 1935م.

ـ والدته: الحاجة فاطمة الحاج علي تامر عمرو

ـ أشقاؤه: الحاج عليّ، والمرحوم محمد، والشيخ عصمت، والشيخ مهدي، والحاج حسن وجمال. وشقيقة واحدة هي الحاجة وجيهة أرملة المرحوم علي غدّار من الغازيّة.

زوجته: الحاجة سلمى محمد ضاهر عمرو تزوج بها في 15 أيلول 1959م.

أولاده: رزقه الله تعالى من زوجته الحاجة سلمى:1ـ الحاج علي وهو مدير قسم في شركة أجبان وألبان في الكويت، متزوج من إبنة عمه السيدة الفت علي عمرو ورزقه الله تعالى منها بثلاثة ذكور وهم: حسن وسامي وهادي.2ـ حاتم صاحب باص لنقل الطلاب وهو متزوج من الحاجة ماجدة عباس ورزقه الله تعالى بطفلة واحدة منها، إسمها: سجى. 3ـ الحاجة رنده وهي متزوجة من حسين علي مشرف عمرو وعندها منه: أسامة وعلي وأحمد وزهراء.

دراسته: درس في مدرسة المعيصرة الرسميّة على يدي مؤسسها الأستاذ عبد الرضى عمرو في عام 1945 لمدة عامين وعلى الأستاذ عدنان سلهب عام واحد ثم في مدرسة الزعيتري الرسميّة في عام 1948 على الأستاذ يوسف جرجس عون لمدّة ثلاث سنوات كان خلالها يتردد مع بعض طلاب المعيصرة على الخوري يوسف زوين وإبنته ماتيل لدراسة اللغة الفرنسيّة وغيرها من مواد، في منزله في الزعيتري، ثُمَّ تابع دراسته في مدرسة الغبيري الرسميّة حيث أقام مؤقتاً في منزل عمه المرحوم محمد ضاهر عمرو وقد وفقه الله تعالى لنيل الشهادة الإبتدائيّة «السرتيفكا» وبعدها ترك الدراسة لتعلم نجارة الباطون حيث عمل في بناء فندق فنيسيا مع المقاولين الشقيقين بطرس وشفيق الكفوري وبإدارة وإشراف المهندس إيلي سلوان.

ب ـ طلب الرزق الحلال

سافر إلى ليبيا للعمل في عام 1967 مع شركة شيبكو الليبيّة في نجارة الباطون طلباً للرزق الحلال وبقي للعمل هناك مدّة تسع سنوات رافقته أسرته الصغيرة إلى ليبيا لمدّة عام واحد ثم عاد بها إلى لبنان وكان يزور أسرته كل عام لتفقد شؤونها.

ج ـ إلى المملكة العربيّة السعوديّة

وبعد أن أصبح الحاج سامي عمرو من المعلمين الكبار في مصلحة نجارة الباطون والذي يشار إليهم بالبنان أراد العمل في المملكة العربيّة السعوديّة ليربح آخرته ويكون قريباً من الديار المُقدّسة وكان له ما أراد من سفر وعمل مع شركة بدر عماش والشيخ وهبي الطحلاوي وشريكه المهندس ربيع عمّاش منذ عام 1974م، ولغاية عام 1986م، حيث عمل في مدينة جدّة وكذلك عمل ثلاث سنوات في مدينة بالجرش القريبة من الحدود اليمنيّة. وقد وفقه الله تعالى خلال اثني عشر عاماً من العمل بالسعوديّة، لتأدية فريضة الحجِّ اثنتي عشرة مرّة ولتأدية العمرة المفردة أكثر من مائة مرّة بالتعاون والتنسيق مع المهندس اللبنانيّ ابن مشغرة البار السيد عدنان الحسينيّ «جزاه الله تعالى خير الجزاء». حيث كانت نفقة الباص الذي يحمل الحاج سامي ورفاقه من العمال اللبنانيين الّذين يريدون العمرة المفردة كل شهر أو الحج مع الطعام والشراب على المهندس الحسينيّ (قُربةً إلى الله تعالى) وأمّا الأضحيّة في موسم الحاج فكانت على الحجاج. وأمّا تعليم المعتمرين والحجاج أحكام العمرة والحجِّ ومقدماتها من طهارة وصلاة وشروط أخرى فكان يقوم بها الحاج سامي وحيداً فريداً (تقرباً إلى الله تعالى) إلى أن هيأَ الله تعالى له شقيقه الحاج حسن عمرو عندما أتى من العراق للعمل في جدّه في عام 1976، حيث كان الحاج حسن يساعد شقيقه بتعليم المعتمرين والحجاج والأخذ بيدهم نحو أحكام العمرة والحجِّ من بداية عام 1977م.

وكان الحاج سامي لا يستطيع قضاء شهر رمضان المبارك كل عام في المملكة العربيّة السعوديّة لشدّة الحرِّ والتعب والإرهاق فيأتي إلى لبنان لتأدية صيام هذا الشهر مع أسرته الصغيرة.

وبعد قدوم الحاج سامي عمرو إلى لبنان في عام 1986م تابع شقيقه الحاج حسن عمرو مسيرة شقيقه في خدمة المعتمرين والحجاج من العمال اللبنانيين من زملائه ولغاية عام 1991م(1).  

كما كان للحاج سامي عمرو اليد البيضاء في القيام بتعريف وخدمة الحجاج اللبنانيين القادمين من لبنان في موسم الحج إلى الديار المُقدسة عندما كان يوفقهم الله تعالى للقاء به. حيث قام (حفظه الله تعالى) في موسم الحجِّ عام 1980م. بمساعدتي ومساعدة المرحوم الحاج محمود عمرو «أبو أكرم» والمرحومة الحاجة سنية عمرو(أم هاشم) والحاجة كلثوم الحاج حسن عمرو وشقيقه فضيلة الشيخ عصمت والمرحوم والدهما الحاج عبّاس عمرو في تأدية فريضة العمرة والحجِّ (جزاه الله تعالى خير الجزاء) كما قام بخدمة حجاج معتمرين آخرين من ارحامه زاروا تلك الديار المُقدسة ومنهم: المرحوم والدي الحاج محمد جعفر عمرو والمرحوم الحاج حسين قيس، والمرحوم الحاج عبد الرؤوف الحاج حسين عمرو وغيرهم.

د ـ أعمال أخرى

وللحاج سامي عمرو أعمال أخرى منها:

أولاً: بعد تأديته لفريضة حجة الإسلام لأوّل مرّة في حياته في عام 1974، زار الإمام السيد موسى الصدر في الحازمية والمرجع الديني آية الله الشيخ محمد تقي الفقيه(قده)، في منزله في الشياح وعرض عليهما ما يعانيه الحجاج والمعتمرون من جهل القائمين على الحملات بالأحكام الشرعيّة ناقلاً لهم بعض الصور عن ذلك. عندها قرر الإمام الصدر والمرجع الفقيه إلزام أولئك القائمين على الحملات بإمتحانات شرعيّة كلِّ عام حول أحكام العمرة والحج!!. ولا زالت هذه السُنَّة قائمة لغاية تاريخه بإجراء الإمتحانات كل عام.

ثانياً: التزود الدائم بالمعرفة الدينيّة من خلال تردده وزياراته الدائمة للإمام الصدر، والمرجع الديني آية الله الشيخ محمد تقي الفقيه(قده)، والمرجع الديني آية الله السيّد محمد حسين فضل الله(قده)، وآية الله الشيخ حسين معتوق(قده)، وآية الله الشيخ جعفر الصائغ(قده) وغيرهم من علمائنا الأعلام.

وزياراته للعراق وللنجف الأشرف وللإمام السيّد أبو القاسم الخوئي(قده). وتقديم الحقوق الشرعيّة له في أصعب الظروف التي مرَّت على النجف الأشرف.

ثالثاً: تشجيعه للمجالس الحسينيّة ولقراءة القرآن الكريم وإقامته لها في السرِّ والعلن وعن طريق الأشرطة الحسينيّة وإعارته هذه الأشرطة مع مكبرات الصوت لمن يريد إقامتها من المؤمنين من جيرانه وأصدقائه في الضاحيّة الجنوبيّة ولإرحامه في المعيصرة دون بدل وتقرباً إلى الله تعالى.

رابعاً: مساعدته في أعمال كثيرة طلبتها منه أهمها كان في مجالس العزاء الحسينيّة في العشر الأوائل من شهر محرَّم الحرام كل عام والتي أقمتها لمدّة خمس سنوات في الخيمة الحسينيّة التابعة لمنزلي في الغبيري تحت إسم: (قاعة الشيخ يوسف محمد عمرو الثقافيّة الحسينيّة في الغبيري). منذ إفتتاحها في 30 ذي الحجة 1420هـ الموافق 4/4/2000م، ولغاية نهاية عام 2005م.

حيث إنتقلت بعدها إلى إمامة مسجد الإمام عليّ بن أبي طالبQ في مدينة جبيل. آملاً من الله تعالى أن يوفقني لإعادة إفتتاح هذه القاعة الحسينيّة من جديد (إن شاء الله تعالى) بالتعاون مع الحاج سامي عمرو وغيره من المحسنين الكرام.

خامساً: تربية أسرة صالحة تمتاز بالأخلاق الحسنة وتقوى الله تعالى والصلاح.

سادساً: دعوته الدائمة لاصلاح ذات البين وللوحدة الوطنيّة والعيش المشترك وللتعاون ما بين أبناء قرى المعيصرة والزعيتري وبزحل وزيتون والعذراء والحصين وغيرها من قرى في بلاد جبيل والفتوح على إنجاح مسيرة ثانوية المعيصرة الرسميّة وغيرها من قضايا وهموم مشتركة بين أبناء المنطقة.

2 ـ مع الحاج رامز نصر الدين(2)

الحاج رامز ابن الحاج زين قاسم نصر الدين مواليد بزيون ـ قضاء جبيل 1933م، تلقى دراسته في مدرسة الحصون الرسميّة ومدرسة الفرير ـ جبيل. وهو أوّل من نال الشهادة الإبتدائيّة الرسميّة في قرية بزيون لدورة عام 1953. وحيث أنّه كان يتقن اللغة الإفرنسيّة عمل مُدرساً في قريته تحت السنديانة أثناء العطلة الصيفيّة. وقد حضر إليه الطلاب من بزيون والقرى المجاورة ومنهم الدكتور وفيق جميل علاّم وشقيقه الدكتور مزهر وغيرهما.

لم يحالفه الحظ لتكملة دراسته بسبب أوضاع أُسرته الماليّة فدخل في سلك شرطة بيروت عام 1957 وحتى عام 1993 لبلوغه سن التقاعد برتبة مؤهل أوّل.

ونال أثناء خدمته عدّة أوسمة ومنها الوسام العسكريّ كما نال تنويهاً من قائد شرطة بيروت لحسن سلوكه ومؤهلاته.

إنتخب رئيساً لجمعية بزيون الخيريّة عام 1995 ونال منها كتاب شكر تقديراً لأعماله.

إنتخب مختاراً لقريته بزيون عام 1998 ولغاية عام 2004م. وقد وفقه الله تعالى آنذاك للسعي ومراجعة من يهمه الأمر لشق وتعبيد طريق بزيون الزراعيّة. وأثناء توليه مختاريّة القرية أُنيرت البلدة بالمصابيح الكهربائيّة، كما تمَّ بناء خزان مياه في وادي مشلب وبناء جدران لينابيع حرشه والمحاقن وغيرها.

وقد تأثر في حياته بالمرحوم والده الحاج زين قاسم نصر الدين المعروف في قرى وادي علمات بصدقه وأمانته. حيث كان بعض أعيان ووجهاء القرية يسجلون عقاراتهم بإسمه ليحافظ عليها خوفاً من اقدام بعض الورثة على بيعها. وعندما كان(رحمه الله تعالى) يتعهد له الورثة بعدم بيع تلك العقارات كان يرجعها لهم.

الحاج رامز عضو في لجنة أصدقاء المركز الإسلاميّ التابع لجمعية المبرّات الخيريّة في مدينة جبيل. وله اليد البيضاء في جميع أعمال البرِّ والإحسان في قريته بزيون.

كما كان للحاج رامز اليد البيضاء والسبق مع كل من الأستاذ أديب وحسني نصر الدين ببناء المصلى على العقار رقم: 442 في منطقة بزيون العقاريّة محلة حرشه بتكليف رسمي من رئاسة المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى رقم: 361/ص/صادر في 28/2/1996م.

كما يمتاز الحاج رامز بعلاقات مودة قرابة وصداقة متينة وتواصل دائم مع فاعليات قضاء جبيل بشكل عام ومع المرحوم الرئيس أديب علاّم وسائر الأعيان والوجهاء في قرى وادي علمات بشكل خاص. والدعوة الدائمة لإصلاح ذات البين وللوحدة الوطنيّة وللتعايش الإسلاميّ المسيحيّ في بلاد جبيل.

(رئيس التحرير)

 

ويقوم الحاج حسن الحاج عباس عمرو بالتعاون مع فضيلة الشيخ جودت حطيط بخدمة حجاج بيت الله الحرام حسب الأصول الشرعيّة المرعيّة الإجراء من خلال حملة «المحراب للحج والزيارة» كل عام منذ عام 2000م. ولغاية تاريخه.

الحاج رامز متزوج من الحاجة شفيقه حمد نصر الدين، أنجب منها سبع أُناث وهنّ: 1ـ محاسن مدّرسة في متوسطة كفرسالا الرسميّة متزوجة من الأستاذ حسين العجمي. 2ـ أليسار متزوجة من الأستاذ أديب نصر الدين. 3ـ المرحومة هلا كانت متزوجة من الأستاذ إبراهيم حسن شقير. 4ـ أميرة متزوجة من راتب نصر الدين. 5ـ منى متزوجة من حسني نصر الدين. 6ـ يمنى متزوجة من فادي حمزة شمص. 7ـ نجوى متزوجة من مزهر العجمي. 8ـ وذكر واحد وهو حسن وهو موظف في معمل كابلات لبنان ومتزوج من السيدة فاطمة مالك الحاج وله منها ستة أولاد.