راشكيدا ـ البترون

11/10/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم الأستاذ حيدر علي نايف حيدر(1) 

 

راشكيدا بلدة في قضاء البترون تتربع على أربع قوائم من التلال تزيدها قوة وصلابة. تلة من الجهة الغربيّة تشرف على الساحل الممتد من طرابلس إلى البترون. وتلة من الجهة الشماليّة تشرف على منطقة الكورة. وتلة من الجهة الشرقيّة تطلُّ على القرى والبلدات الجرديّة. وتلة من الجهة الجنوبيّة تطلُّ على القرى الوسطى من أعالي منطقة جبيل.

 ترتفع راشكيدا عن سطح البحر حوالى 390 متراً وتبعد عن مدينة البترون مركز القضاء حوالى 7 كلم وعن مدينة طرابلس عاصمة الشمال حوالى 35 كلم وعن العاصمة اللبنانيّة بيروت حوالى 56 كلم، مساحتها 380 هكتاراً وهي من جميع حدودها تصعد إليها صعوداً وهذا من المميزات التي تتميز بها وقليلاً ما نجد قرية أو بلدة تجمع هذه الميزات.

تصعد إليها من مدينة البترون مروراً ببلدتي اجدبرا وعبرين، وكانت قديماً جسر عبور إلى قضاء الكورة عبر نهر الجوز.

حدودها: يحدها شمالاً بلدتا رأس نحاش واجد عبرين شرقاً بلدة كفرحي. غرباً عبرين وجنوباً بجدرفل.

عائلاتها: حيدر، حمادة، دياب، محمود، مرعي، عيسى، فايز، جميع هذه العائلات متفرعة من عائلتين، هما: حماده وعلاء الدين، يبلغ عدد سكانها 800 نسمة، منازلها 125 منزلاً عرفت البلدة الهجرة في أواخر القرن التاسع عشر وبعد الحرب العالميّة الأولى إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة والأرجنتين وحديثاً إلى أوستراليا والخليج العربي.

نسبة المهاجرين تساوي ربع عدد المقيمين حالياً.

آثار وتراث: بناء قديم يعود إلى العهد البيزنطي يطلق عليه إسم دير مار جرجس. معاصر منحوتة وأبار عديدة ويوجد فيها آثار لبيوت قديمة.

أماكن دينيّة: مسجد البلدة يطلق عليه مسجد الإمام الحسنQ. وحسينيّة وكنيسة قديمة معروفة دير مار جرجس.

لم تحظ حتى تاريخه ببلدية. بل يوجد فيها مختار وثلاثة أعضاء فيها نادي الرسالة الرياضي. تعاونية زراعيّة. كشاف الإمام المهديQ.

المؤسسات التربويّة: ثانوية الإمام مُحمّد الباقرQ.

أسس فيها مستوصف للعموم.

على الأرجح إنتقلت هذه العائلات إلى البلدة في أواسط القرن السابع عشر من قرى وبلدات جبيل وقرية داعل البترونيّة حيث عثر على ختم شيخ صلح بإسم عبد أحمد حيدر.

البنيّة الإقتصاديّة: وظائف من القطاعين العام والخاص، مهن حرة، أموال بعض المغتربين، زراعة الزيتون والكرمة والأشجار المثمرة والخضار وغيرها.

وأهم موارد العيش كانت منذ الخمسينيات زراعة التبغ إذ بلغت المساحات المزروعة تبغاً حوالى 300 دونمٍ وحديثاً كادت أن تتلاشى.

وتشهد البلدة نهضة علميّة تتمثل بعدد كبير من أهل الإختصاص والإجازات الجامعيّة من مهندسين ومحامين وأطباء وعلوم إختباريّة من البارزين قديماً الشيخ عبد أحمد حيدر. وحديثاً الدكتور الحاج حسين حماده الذي له مؤلفات عديدة في الأدب.

ويختم الأستاذ حيدر كلامه عن علاقات بلدة راشكيدا ببلاد البترون بقوله: إنَّ الأباء والأجداد ونحن دامت صداقتنا مئات السنين صداقة أخوة نشاطرهم ويشاطروننا الأفراح والأتراح وجميع المناسبات الإجتماعيّة حتى الأونة الأخيرة أبان الحرب الأهليّة التي عصفت بلبنان حيث دخل أغراب إلى المنطقة وشوهوا هذه الأخوة والصداقة. وما لبث أن عاد الأهالي إلى المنطقة إلى مسيرتهم الأولى من العيش المشترك.