قرية بربارة ـ عكار

11/10/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم الحاج حمد حسين

 

الموقع الجغرافي

تقع في قضاء عكار محافظة الشمال. تبعد عن مركز القضاء حلبا حوالى 27 كلم وعن طرابلس حوالى 45 كلم، ترتفع عن سطح البحر حوالى 400 متر.

عدد سكانها 700 نسمة يقيم منهم حوالى 400 نسمة في القرية عدد منازلها لا يتعدى السبعين منزلا.

يعتمد جُلُّ سكانها على الوظيفة وخاصة في القوى المسلحة من جيش وقوى أمن.

 

الزراعة:

تكاد تخلو بربارة من الزراعات سوى بعض الاراضي التي تزرع بالزيتون والحبوب والقمح ولكن لا تكفي حاجات القرية حيث ان مشاعها قليل ولا يتعدى الاراضي القريبة المحيطة بالقرية. ويقدّره الاهالي بحوالى 7000 متر مربع. ورغم توفر المياه! لكن لا يوجد مشروع مياه في القرية. ومعظم الارض غير صالحة للزراعة.

عائلاتها:

الوعري، صبح، حمره و عطيه.

مشاكل القرية:

يطالعك حيث تزور القرية مشكلة الحرمان والفقر. فالقرية محرومة من أي من موارد التنمية والاهتمام من قبل الدولة، حيث ان الاهالي وبمجهود فردي كانوا يقومون ببعض احتياجات القرية من أموال انعاش القرى من رش مبيدات وتأمين انارة وما شاكل. والوضع الصحي لا يقل سوءاً اذ لا مستوصف في القرية وأقرب مستشفى تبعد عنهم حوالى 12 كلم. أما اليوم فقد استحدثت بلدية للقرية فاز رئيسها واعضاؤها بالتزكية ويرأسها السيد عبد الله عطية ونائبه موسى الوعري وأيضا يوجد مختار للقرية هو السيد محمد الوعري الذي فاز بالتزكية أيضاً. مع الاشارة الى أنَّه حتى تاريخه لا يوجد موازنة للبلدية وقد لحظت البلدية برنامجاً لها لتنمية القرية منها: بناء قاعة للعزاء و مقرٍّ للبلدية وشق طرقات زراعية وتشجير بعض الأراضي البعليّة ومشاريع لتحسين القرية.

يوجد في القرية مسجد صغير بإسم مسجد الامام الحسين (ع) ولكنه بحاجة إلى ترميم وإصلاح. كما يوجد في القرية مقام لرجل صالح يُدعى محمد عثمان يزورونه بين الحين والآخر.

الوقف في القرية يتولاه المختار ان كان لناحية المسجد أو المقبرة إذ لا يوجد لجنة للوقف موجودة في القرية.

الأستاذ حيدر حيدر من مواليد بلدة راشكيدا قضاء البترون عام 1940م. وهو ابن علي بن نايف ابن الشيخ عبد أحمد حيدر شيخ صلح بلدة راشكيدا في أواخر عهد متصرفيّة جبل لبنان. والدته هي: السيدة زينب حمادة. وبسبب علاقة المصاهرة بينه وبين الأستاذ يوسف نجل سماحة مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة المرحوم الشيخ محمد علايا إذ أنّ الأخير هو زوج شقيقته السيدة وجيهة علي حيدر، أرسله سماحة المفتي الشيخ علايا ببعثة دراسيّة إلى جامعة الأزهر الشريف في القاهرة عام 1956م. وتخرّج منها في عام 1959م. وبعد عودته إلى لبنان درَّس في ثانويّة أزهر لبنان لمدة ثلاث سنوات كما توّظف لمدة عام في البنك العربيّ. وفي عام 1965 توّظف في ملاك المحاكم الشرعيّة الجعفريّة كمساعد قضائيّ تنقل فيها ما بين محكمة طرابلس الجعفريّة ومحكمة بيروت البدائيّة الجعفريّة ومحكمة بيروت الشرعيّة الجعفريّة العليا. كما إنتدب لمدة ست سنوات للعمل في محكمة جبيل الشرعيّة الجعفريّة من عام 1986م. ولنهاية عام 1992م. وقد تقاعد عام 2004م. وهو يعمل الان كخبير محلّف شرعيّ لدى المحاكم الشرعيّة الجعفريّة في لبنان. وهو مأذون شرعي من قبل آية الله الشيخ عبد الله نعمه(قده). وقد شارك في أعمال المؤسسة الخيريّة الإسلاميّة لأبناء جبيل وكسروان عن قضاء البترون لمدَّة ست سنوات الآنفة الذكر. كان ذلك في أصعب الظروف المصيريّة التي مرّت على الوطن العزيز لبنان. حيث كان يمارس عمله كل يوم سبت في قلم المحكمة الشرعيّة الجعفريّة في علمات ـ جبيل دون غياب أو إعتذار.

وفقني الله تعالى، في التسعينيات من القرن الماضي أيام وجودي على رأس محكمة طرابلس الشرعيّة الجعفريّة للتعرف على المرحوم الحاج علي الوعري حيث زارني عدّة مرات وزرته في مسجد الإمام الحسين بن عليّ(عليهما السّلام)، في قرية البربارة مع بعض الأخوة من موظفي المحكمة الشرعيّة في طرابلس. حيث أُستقبلنا منه بالحفاوة والإحترام. وخلاصة القول: أن للإمام السيّد موسى الصدر وللمرحوم الشيخ خليل حسين اليد البيضاء في هوية هذه البلدة وفي تحديد الوقف الخيريّ العام بها بإسم الطائفة الإسلاميّة الشيعيّة بالتنسيق والتشاور ما بين الإمام السيّد موسى الصدر والمرحوم الشيخ حسن خالد مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة. ومساحة ذلك الوقف قرابة عشرة آلاف متر مربع. وقد قام المرحوم الحاج علي الوعري في الثمانينيات من القرن الماضي بجمع بعض التبرعات لبناء مسجد بإسم الإمام الحسينQ، وقد وفقه الله تعالى، لذلك. وكان حلمه(رحمه الله تعالى)، ورغبته في الحياة هو ترميم المسجد وإصلاحه وبناء مشروع خيريّ وثقافيّ إجتماعيّ في الوقف الآنف الذكر من ضمنه مدرسة وثانويّة تستفيد منه بلدة البربارة وسائر القرى الإسلاميّة العلويّة المجاورة في قضاء عكار. وقد حاولت إيصال صوته(رحمه الله تعالى) إلى من يهمه الأمر في المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى آنذاك أكثر من مرة فلم نتوفق. كما لم نتوفق لمساعدة تلك البلدة أبداً لضعف الحال وقلة المال ولبعدها عن العاصمة بيروت. ونحن نأمل إن شاء الله تعالى تعاون بعض المحسنين الكرام من خلال المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى مع بلديّة هذه البلدة ومختارها لترميم وإصلاح المسجد وبناء مدرسة خاصة مع ثانوية ومستوصف ونحو ذلك على عقار الوقف الشيعيّ في البلدة. كصدقة جاريّة للباذلين وللحاج علي الوعري. وقد تكلّمت بإيجاز عنه وعن بنائه للمسجد في كتابي:”التذكرة أو مذكرات قاضٍ” ج2، ص 498”. (رئيس التحرير).