فرحت بلدة العطاء والوحدة الوطنيّة

18/1/2013
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

إعداد: شادي محمود نصر الدين

قرية فرحت من قرى وادي علمات التاريخيّة هي بلدة العطاء والوحدة الوطنيّة في أرضها وفي أبنائها الكرام.

وقد منَّ الله تعالى على فرحت بالتربة الجيدة والأرض الزراعيّة الجميلة ووفرة الإنتاج الزراعي كما منَّ عليها بنبوغ أبنائها وبناتها ورغبتهم في التعلم والعلم والمحافظة على العيش المشترك والوحدة الوطنيّة.

وعندما نقرأ كتاب:» لبنان في موسوعة» للأستاذ الفغالي ج11 في طبعته الأولى 2002م. نجد المعلومات التاليّة:[« الإرتفاع عن سطح البحر: 750م البعد عن العاصمة: 55كلم ـ البعد عن مركز القضاء 20كلم. المساحة: 112 هكتاراً، الطرق المؤديّة إليها: نهر ابراهيم ـ فتري ـ الحصون أو من طريق عنايا ـ طورزيا، عدد المساكن: 80 منزلاً، السكان المسجلون 487، عدد الناخبين عام 2000: 312، الأماكن الدينيّة في القرية: كنيسة مار يوسف، سيدة الحقلة، جامع البلدة.

فعاليات من البلدة: أحمد حسين شمص(رائد في الجيش اللبنانيّ)، إدغار جورج متى(طبيب)، أيوب سعد الله متى(طبيب)، باسم محمد شمص(طبيب)، بطرس أديب متى(طبيب مختبر)، بطرس قزحيا متى(محامي)، جمال عبد الكريم نون(إعلام)، جورج عبود متى(دكتوراه هندسة)، جورج قزحيا متى(محامي)، حسين عبد علي ضاهر(مهندس)، عدنان حسين شمص(مهندس)، علي عبد الكريم نون(دكتوراه إعلام)، علي محمود ضاهر(مهندس)، غسان محمد شمص(طبيب)، فايز مسعود متى(عميد في الدرك متقاعد)، فيليب أمين متى(طبيب)، نجيب سليمان متى(مختار)(1)»]

وفي أيامنا هذه أضحت بلدة فرحت بأبنائها وخريجيها الجدد موضع إحترام وتقدير المنطقة ومحط أنظارهم لذلك كان لمجلة «إطلالة جُبيليّة» لقاء سريع مع بعض وجهائها وهم:

ـ الدكتور فيليب متى وهو من مواليد بلدة فرحت عام 1927 حائز على الدكتوراه في الطب من فرنسا عام 1959م. كما سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة لمتابعة دراسته في الجراحة العامّة حيث حاز على الدكتوراه في هذا الإختصاص عام 1961م. وفي العام نفسه عاد إلى لبنان ليفتتح عيادة طبيّة في مدينة جبيل في السوق القديم عام 1962م. وفي عام 1965 كان أوّل المساهمين في بناءِ مسنشفى سيدة المعونات في مدينة جبيل والمشرفين عليها حيث أصبحت هذه المستشفى من أفضل مستشفيات المنطقة.

وعند سؤاله عن بلدته فرحت؟. أجاب: إنَّ موقع فرحت ما بين جبال عنايا وعلمات وكثرة الينابيع بها جعلها مقصداً لعائلات كثيرة استوطنتها وعاشت بها بمحبة وسلام منهم من تركها ومنهم من بقي بها وهم: آل جعفر وآل سليمان وآل فرنسيس وآل بطرس وقد تركوها والعائلات الباقيّة فيها هم آل متى وآل شمص وآل نون. كانت قريتا فرحت وبزيون مختاريّة واحدة وكان المرحوم والده أمين متى مختاراً والعضوان هما: علي أحمد ضاهر وطانيوس فارس متى. وللدكتور متى مواقف وطنيّة مشهورة أهمها كان مشاركته في وضع ميثاق عنايا والتوقيع عليه مع الفعاليات الجُبيليّة في شهر أيلول 1975م.

ـ الحاج محمد خير علي شمص مواليد فرحت عام 1927م. لم يكن في بلدة فرحت مدرسة. دراسته الإبتدائيّة كانت في مدرسة بئر الهيت عند الخوري يوسف وفي مدرسة فرحت بعدها حيث كان الأساتذة من بلدة يحشوش ومن ثمّ تابع دراسته في دير في بلدة طورزيا المجاورة لبلدة فرحت. ومن ثمّ إنتقل إلى مدينة جبيل عام 1949م. ليعمل في التجارة حيث إستأجر محلاً تجارياً من وقف إسلام جبيل وبقي في مجال التجارة أكثر من خمسين عاماً. وقد وفقه الله تعالى بالتعاون مع الأهالي ليكون من أوائل المساهمين في بناء مسجد بلدته فرحت عام 1950م. ولغاية تاريخه.

وعند سؤاله عن بلدته فرحت؟. أجاب: كان المرحوم عم والدي الحاج حسين أحمد ضاهر شيخ صلح فرحت ومختار البلدة ما قبل عام 1914م. وتابع قائلاً: في بداية الحرب الأهليّة اللبنانيّة إجتمع أهالي البلدة وكنت معهم كما كان في ذلك الإجتماع المرحوم السيد عبود متى، والدكتور فيليب متى، والمرحوم الحاج عبد علي حسين ضاهر وغيرهم من الأهالي الكرام... واتفقنا على أننا إخوة مهما كانت الظروف ومهما كانت الطائفة لأننا أبناء بلدة واحدة ووطن واحد ويجمعنا الإيمان بالله تعالى، ومحبة الله تعالى وتعاليم السيّد المسيح والنبيّ مُحمّدL، التي تأمر بالتسامح والمحبة والسلام(2).

ـ علي دعيبس نون من مواليد فرحت عام 1935م. وعند سؤاله عن بلدته فرحت؟.

أجاب: إنّ ما بين بلدة فرحت وسقي فرحت والحصون وبزيون روابط كثيرة في العادات والتقاليد وفي الألم والأمل والحزن والفرح والمصاهرة حتى أنّ الشباب من أبناء هذه القرى يشعرون أنّهم أبناء قرية واحدة. ومعظم سكان هذه القرى يقطنون بها صيفاً وشتاءً ومصدر رزقهم هو الزراعة(3).

ـ المهندس حسين عبد علي ضاهر من مواليد بلدة فرحت عام 1951م. وهو يشغل الآن منصب رئيس مصلحة الهندسة في منشأة النفط في طرابلس كان المرحوم والده عبد علي حسين ضاهر ولياً للأوقاف الجعفريّة في بلدة طورزيا أيام الأحداث اللبنانيّة بطلب من أهالي طورزيا وتكليف من القاضي الدكتور الشيخ يوسف عمرو. كما وفقَّ الله تعالى المرحوم والده لتقديم عقار قرب المسجد ليكون مقبرة ومدفناً للمؤمنين في البلدة والمساهمة في بناء مسجد فرحت عام 1950م. كما كان(رحمه الله تعالى)، من أكبر أصحاب الأملاك في البلدة. ومن رجالات الإصلاح في بلدة فرحت وسائر القرى المجاورة.

وعند سؤاله عن بلدته فرحت؟. أجاب: إنَّ بلدة فرحت هي انموذج عن لبنان فهي تضمُّ المسلمين والمسيحيين وهم يعيشون مع بعضهم البعض بخير ووئام ويشاطرون بعضهم البعض في الأفراح والأتراح.

ـ الحاج عبد الكريم علي نون من مواليد بلدة فرحت عام 1934م. ويعتبر الحاج عبد الكريم مع أولاده المهندس ناظم والدكتور جمال وهو من أساتذة الجامعة اللبنانيّة والدكتور علي من رجالات الاعلام مرجعاً للوحدة الوطنيّة ولإفشاء المحبة والسلام والكرم والضيافة في بلدة فرحت.

ـ وكذلك الحديث عن المرحوم الحاج حسين علي أحمد ضاهر شمص وأولاده المهندس عدنان والرائد أحمد ومحمد وسمير وشوقي فهو حديث عن إفشاء المحبة والوئام وصلاح ذات البين. تولى(رحمه الله تعالى)، منصب مختار لبلدة فرحت. من عام 1996م. ولغاية عام 1998م. ومنصب رئيس للجنة الوقف الجعفريّ في بلدته فرحت كما كلّفه القاضي الجعفري الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو القيام بالواجبات الدينيّة نحو موتى المؤمنين في المنطقة والصلاة عليهم.

ولو اردنا متابعة الحديث عن رجالات فرحت والاعلام النابغين من رجالاتها الماضين لبلغ بنا المقام لتصنيف كتاب حول ذلك.

كما لو أردنا الحديث عن حاجات بلدة فرحت الإنمائيّة. وعن طرقاتها وحاجاتها لجدران الدعم ولتصريف المياه ولتعبيدها من جديد. ولمنع مقالع الرمال منها أو قوننتها بشكل لا يضرُّ بجمال البلدة وغير ذلك من حاجات لبلغ بنا المقام إلى كتابة صفحات حول ذلك. وإنَّ من نافلة القول هو حاجة هذه البلدة وقريتي بزيون وعين الدلبة المجاورتين لها لإنشاء مجلس بلدي واحد لها أو إلى ثلاثة مجالس بلدية للمساعدة في إنماء هذه القرى المحرومة.