المهديّ المُنتظر| في عقيدة العلاّمة سبط ابن الجوزي

20/4/2013
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

المتوفى سنة 654هـ. الموافق عام 1265م.(1)

قال العلاّمة سبط ابن الجوزيّ في كتابه «تذكرة الخواص»(2):

فصل في ذكر الحجّة المهديِّ.

هو مُحمّد بن الحسن بن عليّ بن مُحمّد بن عليّ بن موسى الرضا بن جعفر بن مُحمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(ع)، وكنيته أبو عبد الله وأبو القاسم وهو الخلف الحجّة صاحب الزمان، القائم والمُنتظر، والتالي، وهو آخر الأئمة أنبأنا عبد العزيز بن محمود بن البزاز عن ابن عمر قال: رسول الله(ص)، يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كإسمي وكنيته ككنيتي يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً. فذلك هو المهديّ، وهذا حديث مشهور.

وقد أخرج أبو داوود والزهري عن عليّ بمعناه وفيه لو لم يبق من الدهر إلاّ يوم واحد لبعث الله من أهل بيتي من يملأ الأرض عدلاً؛ وذكره في روايات كثيرة ويقال له ذو الإسمين مُحمّد وأبو القاسم قالوا أمه أُمُ ولد يقال لها صقيل.

وقال السديُّ يجتمع المهديُّ وعيسى بن مريم فيجيء وقت الصلاة فيقول المهديّ لعيسى تقدم فيقول عيسى أنت أولى بالصلاةُ فيصلي عيسى وراءه مأموماً.

إلى أن قال: وعامة الإماميّة على أن الخلف الحجّة موجود وأنه حيٌّ يرزق ويحتجون على حياته بأدلة منها أن جماعة طالت أعمارهم كالخضر والياس فإنّه لا يدري كم لهما من السنين وأنهما يجتمعان كل سنة فيأخذ هذا من شعر هذا وهذا من شعر هذا.

وفي التوراة أن ذا القرنين عاش ثلاثة آلاف سنة والمسلمون يقولون ألفاً وخمسمائة. وقال مُحمّد بن إسحاق: عاش عوج بن عناق ثلاثة الآف سنة وستمائة سنة ولد في حجر آدم وَعُنَاق أمه وقتله موسى بن عمران وأبوه سيحان.. وعاش الضحاك وهو بيورسب الف سنة وكذلك طهمورث.

وأمّا من الأنبياء فَخْلقٌ كثير بلغوا الألف وزادوا عليها كآدم، ونوح وشيث ونحوهم، إلى أن قال، وقال آخر:

بأربعة أسماء كلٌ مُحمّدُ

وأربعة أسماء كلهم عليُّ

والحسنين السيدين وجعفر

وموسى أجرني أنني لهم ولِّي(3)

قلت: ومن شرط الإمام أن يكون معصوماً لئلا يقع في الخطأ أو يحتاج إلى مثقف فيتسلسل إلى ما لا نهاية له وأنّه محال ولأنّهم حجج الله على عباده. ومن شرط الحجّة العصمة من كل وصمة(4).

الهوامش:

  1. هو العلاّمة شمس الدين أبو المظفر يوسف بن فرغلي بن عبد الله البغداديّ الحنفيّ ـ سبط الحافظ أبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزيّ الحنفيّ، من كبار علماء بغداد.
  2. مؤسسة أهل البيتR ـ بيروت، 1981م. 1401هـ. ص 325 ـ 326 وص 328.
  3. المقصود بهذين البيتين من الشعر ما يلي:

بأربعة أسماء كلٌ مُحمّد، اللّهم إني أتقرّب إليك بمُحمّد رسول الله(ص)، وبأسباطه مُحمّد بن عليّ الباقرL، وبمُحمّد بن عليّ الجوادL، ومحمد بن الحسن المهديّ|.

وأربعة أسماء كلّهم عليّ. وأتقرب إليك بعلي أمير المؤمنين (ع)، وعليّ بن الحسينL، وعليّ بن موسى الرضاL، وعليّ بن مُحمّد الهاديّL.

والحسنين السيدين وجعفر وموسى أجرني أنني لهم ولّي

وأتقرب إليك بسيدي شباب أهل الجنّة الحسن والحسينL، وجعفر بن مُحمّد الصادق وموسى بن جعفر الكاظمL، فإنّي أواليهم واستجير بك من غضبك.

  1. ـتذكرة الخواص، ص 325 ـ 326، وص 328.