الحصون بلدة الوحدة الوطنيّة

04/07/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم: المختار الأستاذ حسين أبي حيدر

الحصون بلدة الوحدة الوطنيّة والعيش المشترك بين عائلاتها اللبنانيّة العريقة وبينها وبين جميع القرى الجبيليّة الأخرى، حيث نبغ الكثير من أبنائها أيام العثمانيين وكذلك أيام المتصرفيّة والإنتداب الفرنسي والإستقلال. كما يمتاز أهالي هذه البلدة بكرم الضيافة والتسامح والمحبة. وبحبهم للعلم والخدمة العامّة.

أصل الإسم ومعناه: جمع «حصن» من العربيّة ويرمز إلى القوة والمناعة».

أماكن تراثيّة وأثريّة: آثار متعددة وبقايا قلاع، منطقة الحصن، منطقة الخرايب»(1)].

ترتفع عن سطح البحر 725 متراً، وتبعد عن العاصمة بيروت خمسين كلم تقريباً وعن مدينة جبيل، مركز القضاء قرابة 20 كلم تقريباً. عدد سكانها الأصليين يقارب الألفين والمسجل منهم في اللوائح قرابة675 نسمة. مساحتها الإجماليّة قرابة العشرة ملايين متر مربع. منازلها قرابة 220 منزلاً.

أماكن دينيّة وتربويّة

1 ـ جامع الحصون الأثري تمّ بناؤه أيام المتصرف نعوم باشا في أوائل القرن العشرين(2).

2 ـ كنيسة مار الياس.

3 ـ كنيسة مار جرجس تمّ بناؤها 1894م.

4 ـ دير الدون بوسكو.

5 ـ جامع وحسينيّة مُحمّد رسول اللهP، التابعان لجمعية المبرّات الخيريّة واللذان شُيّدا على قطعة أرض قدَّمها الأستاذ محمد حمد أبي حيدر عن روح والده. وتبرَّع ببنائهما ورثة المرحوم الحاج عباس آغا علي من دولة الكويت.

6 ـ حسينيّة البلدة.

7 ـ متوسطة دون بوسكو الرسميّة المختلطة.

 

8 ـ تعاونية زراعيّة

نظرة إلى الحصون جغرافياً

تكسو الحصون غابات السنديان والملول والصنوبر والشربين، تصل إليها عن طريق نهر ابراهيم ـ معيان ـ فتري أو عن طريق جبيل ـ بلاط ـ بشللي الشلوماس.

يوجد فيها ينابيع عدّة منها: نبع عين الغارة ونبع عين الجوزة اللذان كان يملكهما كاتب العدل حمد علي الحاج سعيفان مع ورثة حسن بك كاظم عمرو حيث قاموا ببيعهما لدير سيدة البنات في جبيل عام 1920م. وهناك ينابيع أخرى: كنبع عين التينة ونبع عين الفلوس ويمتلكهما ورثة المرحوم محمد حمد أبي حيدر. وهما يستعملان للري لزراعة الخضار والورود.

وأمّا مياه الشفة في بلدة الحصون فهي من نبع أبو الطرابيش الذي يغذي سائر قرى بلاد جبيل.

وقد زار الحصون الفيلسوف اللبنانيّ والأديب الكبير أمين الريحاني وتناول العشاء عند امرأة عجوز قدّمت له دجاجة بلدية مطبوخة.

يحدُّ بلدة الحصون شرقاً قريتا فرحت وبزيون وغرباً قريتا زبدين وبشللي وشمالاً فرحت وجنوباً قريتا فتري ومشّان.

نظرة إلى الاعلام في بلدة الحصون

كانت الحصون نبراس المنطقة وقائدة مسيرتها نحو الخير والمحبة. وأوّل من نبغ في بلدة الحصون وجوارها جد العائلات الوائليّة في بلاد جبيل والفتوح وهو:

1 ـ الشيخ أحمد الميس من آل حمدان الوائلي من أبناء بلدة ميس الجبل العامليّة، المعروف تاريخياً بالشيخ أبو حيدر النمس. وقد تخلّف بالمشايخ حيدر وسليمان ومرعب وقيس وعمرو. وكلهم أعقبوا عدا حيدر فقد مات ولم يُعقب. وأما عمرو وقيس فقد سكنا قرية المعيصرة في فتوح كسروان. وأمّا سليمان ومرعب وحيدر فقد استوطنوا الحصون. راجع «التذكرة أو مذكرات قاضٍ» للقاضي الشيخ يوسف محمد عمرو. ج1، ص 129. وكتاب «كسروان وبلاد جبيل» للدكتور أحمد محمود سويدان» ص 109. و «معجم الأسر والأشخاص» للأستاذ أحمد أبو سعد، ص 827.

كما ورد ذكر جدّنا الشيخ أبو حيدر في مصادر أخرى، أهمها: كتاب «أخبار الأعيان في جبل لبنان» للشيخ طنوس فارس الشدياق، ج1، ص 256. حيث جاء فيه:[« وسنة 1676 ولّى حسن باشا على بلاد جبيل الحاج حسناً الحسامي وأبا حيدر النمس(3)»].

2 ـ حسن شبلي وهو من ذرية الشيخ أبو حيدر الآنف الذكر. صاحب الاوقاف الخيريّة في بلدة الحصون وهي تحت اسم: وقف حسن شبلي للطائفة الشيعيّة في قرية الحصون.

3 ـ الحاج أسعد حسن علي مدير المنيطرة في بلاد جبيل أيام متصرفيّة جبل لبنان. وهو من ذريّة الشيخ أبو حيدر الآنف الذكر.

4 ـ محمد الحاج أسعد حسن مدير المنيطرة في بلاد جبيل حيث تولاها بعد المرحوم والده الآنف الذكر.

5 ـ محمد أفندي الحاج محسن وهو من ذريّة الشيخ أبو حيدر الآنف الذكر حيث تولى عضويّة مجلس إدارة جبل لبنان من عام 1903م. حتى سنة 1920م. وكانت ميول الأفندي مع غالبيّة زملائه من أعضاء مجلس إدارة المتصرفيّة عربيّة ومع الوحدة العربيّة تحت قيادة الأمير فيصل بن الحسين. قال القاضي عمرو في التذكرة أو مذكرات قاضٍ:[« لقد كان إبن عمنا المرحوم محمد أفندي الحاج محسن أبي حيدر مع بعض زملائه في مجلس إدارة المتصرفيّة أصحاب ميول عربيّة توحيديّة. وقد أراد الذهاب إلى دمشق مع زملائه الكرام لمبايعة فيصل بن الحسين ملكاً على سوريا ولبنان. غير أنّ قوات الإحتلال الفرنسي قد اعتقلتهم في صوفر. وحكمت عليهم بالنفي إلى جزيرة سردينيا الفرنسيّة، كان نصيب إبن عمنا محمد أفندي منها ثماني سنوات عاد بعدها إلى قريته الحصون(4)»].

6 ـ [«محمد حمد علي الحاج سعيفان آل سليمان وهو من ذريّة الشيخ أبو حيدر الآنف الذكر. الكاتب العدل في المنيطرة وقد نبغ من أولاده السادة:

7 ـ الأستاذ الحاج حسين مؤسس مدرسة الحصون الرسميّة وصاحب أوقاف مبرّة الأستاذ الحاج حسين محمد حمد أبي حيدر في مزرعة سقي فرحت التابعة لبلدة الحصون(5).

8 ـ الحاج الأستاذ عبد العزيز بك أبي حيدر محافظ شمال لبنان بالوكالة ورئيس الرابطة الثقافيّة في جبيل.

9 ـ العقيد المتقاعد الحاج كامل»].

10 ـ بطرس ريشا الدكاش، مهندس.

11 ـ باتريك يوسف الدكاش، مهندس.

12 ـ ميشال جورج الدكاش، مدير متوسطة الدون البوسكو.

13 ـ جوزيف عبدو صفير، أستاذ ثانوي.

14 ـ روبير سمعان الدكاش، طبيب.

15 ـ ريشار سمعان الدكاش، محامي.

16 ـ عبد الرحمن حسن نون، صحافي.

17 ـ الدكتور رباح كاظم أبي حيدر، أستاذ جامعي.

18 ـ الدكتور علي أسعد أبي حيدر، أستاذ جامعي.

19 ـ عادل عبد الحميد محسن أبي حيدر، ناظر ثانوية جبيل الرسميّة في لبنان.

20 ـ الدكتور الشيخ أحمد محمد قيس، أستاذ جامعي وعضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان والمدير المسؤول لمجلة «إطلالة جُبيليّة».

21 ـ غازي حسين نسيب أبي حيدر، مؤسس وصاحب مدرسة ميرلاند ومديرها ـ برج البراجنة.

22 ـ لارا غازي أبي حيدر، دكتوراه بيولوجي.

23 ـ محمد بلال عبد العزيز أبي حيدر، مهندس.

24 ـ وائل عبد العزيز أبي حيدر، مهندس.

25 ـ هنّاد عبد العزيز أبي حيدر، مهندس.

26 ـ فاطمة سناء عبد العزيز أبي حيدر، مهندسة.

27 ـ هنيدة عبد العزيز أبي حيدر، دكتوراه في البيئة.

28 ـ ايمن محمد ابي حيدر، مهندس.

29 ـ غسّان رباح أبي حيدر، محامي.

30 ـ هاله عادل محسن أبي حيدر، قاضٍ في ملاك وزارة العدل.

31 ـ عباس محمد أبي حيدر، مهندس.

32 ـ العميد حسن أسعد أبي حيدر.

33 ـ العميد محمد حيدر أبي حيدر.

34 ـ ابراهيم علي قيس، صحافي.

35 ـ وفيق علي قيس، مجاز في العلوم الإجتماعيّة من جامعة موسكو.

36 ـ محمد علي قيس، مهندس.

37 ـ المهندس حسين الحاج علي محسن أبي حيدر.

38 ـ حسين فضل محسن أبي حيدر، طبيب.

39 ـ الحاج بسّام عبد علي أبي حيدر، مهندس.

40 ـ الدكتورة وفاء علي قيس، طب.

وأمّا الوجهاء في بلدة الحصون فهم كثيرون وأبرزهم:

شيخ الصلح: الشيخ حسن الحاج أسعد حسن علي آل أبي حيدر الذي توفاه الله تعالى في الحرب العالميّة الأولى.

ومخاتير البلدة وهم:

1 ـ الأستاذ حسين محمد أفندي محسن أبي حيدر.

2 ـ الحاج عبد الحميد محسن أبي حيدر.

3 ـ محمد حسن بو حيدر.

4 ـ عبدو نصّار صفير.

5 ـ الحاج محمد علي أبي حيدر.

6 ـ الأستاذ حسين محمد علي أبي حيدر(المختار الحالي).

ورؤساء بلدية الحصون والتي تأسست عام 2005 وهم:

1 ـ سامي حمد محمد أبي حيدر(ثلاث سنوات).

2 ـ ريشار سمعان الدكاش(ثلاث سنوات).

3 ـ محمد عبد الحميد محسن أبي حيدر(ثلاث سنوات).

4 ـ الأستاذ حسين محسن أبي حيدر(الرئيس الحالي).

وأمّا الوجهاء الآخرون فأبرزهم الحاج حسين علي إبراهيم قيس مُعرّف الحجاج إلى الديار المُقدّسة وولده الأستاذ علي المدّرس في بلدة المعيصرة وحفيده الأستاذ محمد المدّرس في الغبيري وملحم مرعي مراد وكذلك مؤسسو رابطة آل قيس وأبي حيدر: أحمد عباس أبي حيدر والحاج محمد قاسم قيس والحاج محمد شحادة أبي حيدر وقارئ القرآن الكريم الحاج علي قاسم قيس. وكذلك الّذين تبرعوا بمنازلهم مؤقتاً لتشغلها مدرسة الحصون الرسميّة ما يقارب الأربعين عاماً دون مقابل، وهم: ريشا الدكاش والحاج علي محسن أبي حيدر وكاظم محمد أسعد أبي حيدر وغيرهم من الوجوه الكريمة.

النهضة الصناعيّة في الحصون

ونتيجة لموقع الحصون الجغرافي ولما يتميَّز به أهلها من مسلمين ومسيحيين من تسامح ومحبة ونتيجة للجهود المشتركة لأبنائها، فقد صُنّفت منطقة صناعيّة من الفئة الأولى ومن الفئة الثانيّة. وهي تشهد نهضة صناعيّة كبرى سوف تنعكس عليها وعلى القرى المجاورة بالخير والرزق الحسن وتوفير فرص العمل. وأهم هذه المصانع والمؤسسات التي بدأت بالإنتاج. وبعضها قيد الإنشاء:

معمل سلوان لتجارة الرخام والصخر والموازييك وبلاط الأرصفة.

معمل قزي للبزورات وقد بوشر العمل به منذ عامين.

معمل همدر لصناعة شرائح البلاستيك(قفص).

مجبل للباطون الجاهز. تحت اسم شركة Pcc .

معمل لصناعة احجار الباطون.

كسارة للبحص والبودرة.

مزرعة نموذجيّة للألبان والأجبان.

مزرعة للأبقار والحليب.

محطة للوقود.

محلات لتجارة مواد البناء والخرضوات. ومحلات للسمانة والألبسة.

كما يوجد رخص جديدة لمعامل قيد التنفيذ إن شاء الله تعالى وهي: معمل بن نجّار، معمل كاستانيا للبزورات، معمل لصناعة القساطل البلاستيكيّة، معمل لإنشاء جسور الباطون الجاهزة.

آمال وأمانٍ

وأملنا بالله تعالى، أن يوفق بلدية الحصون وأهاليها الكرام بالتعاون مع قائمقاميّة جبيل والوزارات المختصة ومن يهمه الأمر من نواب بلاد جبيل إنجاز ما يلي خلال السنوات القادمة:

أولاً: إنشاء فرع لثانوية جبيل الرسميّة في متوسطة دون بوسكو الرسميّة يوفر للفائزين في المتوسطة الرسميّة صعوبة الإنتقال إلى الثانويات الرسميّة الأخرى.

ثانياً: ترميم وإصلاح جميع الأماكن الدينيّة الآنفة الذكر.

ثالثاً: شق طرقات زراعيّة جديدة بواسطة المشروع الأخضر.

رابعاً: بناء مستوصف مركزي تابع لوزارة الصحة العامّة كمستوصف قرطبا التابع لوزارة الصحة العامّة.

خامساً: إنشاء حديقة عامّة في البلدة وتسمية الشوارع بأسماء الأعلام من أبناء البلدة الآنفي الذكر، تخليداً لذكراهم.

سادساً: إكمال بناء مشروع الحسينيّة في البلدة ببناء حسينيّة للنساء ومكتبة عامّة.

سابعاً: تجهيز الطرقات العامّة الرئيسيّة والفرعيّة وصيانتها(جدران دعم ـ أقنية).

ثامناً: بناء دار للبلدية تليق بتاريخ البلدة وواقعها ومستقبلها. وقد قام المجلس البلدي السابق برئاسة سامي أبي حيدر بشراء قطعة أرض لهذا الغرض في منطقة الحصون العقاريّة.

 

الهوامش:

«لبنان في موسوعة»، إعداد كمال فغالي، ج 11، ص 181، دار نوبليس، ط. الأولى 2002م.

كان ذلك بسعي مستشار نعوم باشا حسن بك كاظم عمرو. قدّم العقار محمد أفندي الحاج محسن. وقام بتجديد بنائه في الستينيات من القرن الماضي لجنة من الأهالي برئاسة الحاج الأستاذ حسين محمد حمد أبي حيدر وخاله مختار الحصون الحاج عبد الحميد محمد أفندي الحاج محسن وبسعي الأستاذ عبد العزيز بك ابي حيدر قائمقام البقاع الغربي وراشيا آنذاك ونائب البقاع حسين بك منصور والحاج الشربلتي، راجع كتاب «التذكرة أو مذكرات قاضٍ» للقاضي عمرو، ج1، ص 132. ومجلة «إطلالة جبيليّة» العدد 6 شباط(فبراير) 2012م. ملحق خاص عن الأستاذ عبد العزيز ابي حيدر، ص 12.

حسن باشا هو والي طرابلس العثماني إذ أن بلاد جبيل كانت تابعة لولاية طرابلس العثمانية آنذاك. أخبار الأعيان للشيخ طنوس الشدياق، ج1، ص 265، مراجعة المعلم بطرس البستاني سنة 1859م. أعادت طباعته مكتبة العرفان ـ بيروت 1954م.

«التذكرة أو مذكرات قاضٍ» للقاضي الشيخ يوسف محمد عمرو، ج1، ص 117. ومجلة «إطلالة جُبيليّة» العدد الثاني الصادر في كانون الثاني 2011م. من أعلامنا: محمد أفندي محسن أبي حيدر ص 8 ـ 9 ـ 10 ـ 11 ـ 12.

والذي قام بوقفيّة المبرّة الآنفة الذكر هم: المرحومة والدته الحاجة زمزم محمد محسن وأرملته الحاجة مريم نجيب عمرو وأشقاؤه: الحاج حمد والأستاذ عبد العزيز والعقيد كامل وذلك في عام 1986 أمام قاضي جبيل الشرعي الجعفريّ الشيخ يوسف محمد عمرو.