المهديُّ المُنتظر والكتب السماوية لآية الله الشهيد السيّد محمد الصدر

04/07/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

قال آية الله الشهيد السيّد محمد الصدر{، في موسوعة الإمام المهديّ(ع)أنّه دلت بعض الأخبار على أن الإمام المهدي| يحكم بين أهل التوراة بالتوراة وبين أهل الإنجيل بالإنجيل وبين أهل الزبور بالزبور وبين أهل القرآن بالقرآن. فكيف يصح ذلك، وهل يكون الحكم في الدولة العالمية إلاّ واحداً مُشتركاً بين النّاس أجمعين، على مُختلف أديانهم ومجتمعاتهم».

ويؤيد مضمون هذه الرواية بما روي عن الإمام أمير المؤمنين(ع)، أنّه قال: لو ثُنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم(1).

كما يؤيد أيضاً بقوله تعالى: }إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُون{ سورة المائدة، آية44.

وقال تعالى: }وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ{ سورة المائدة، آية 66.

حيث دلّت هذه النصوص على أنّه عند الحكم العادل، ينبغي أن تنزل كل الكتب السماوية إلى حيز التطبيق، كل منها على من يؤمن بها، وقد وصف من يعصي حكم التوراة بالكافرين تارة وبالظالمين أخرى. ووصف من يُعصي حكم الإنجيل بالفاسقين. كل ما في الأمر أن الزام الأعلى يكون للحكم الإسلاميّ الذي أنزله الله تعالى في القرآن، مهيمناً على الملل السابقة.

وإنما تمنى أمير المؤمنين(ع)، إنجاز ذلك، وإنما يقوم المهدي|، به، تطبيقاً لهذا التأكيد القرآني الذي سمعناه(2).