تغذية: خلُّ التفاح

25/11/2019
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

خلُّ التفاح استعمالاته قديمة جداً، عرفه الأطباء والحكماء منذ ما قبل ميلاد السيد المسيح t، واستعملوه في تطهير الجروح والعمليات التي كانوا يقومون بها لمداواة مرضاهم عند الحاجة إليه.

وخلُّ التفاح كما يدل عليه اسمه وصفته، يُستخرج من التفاح، ويمكن في حال وجود المادة الأساسية له، أن يستعان بغيره من الثمار المتوفرة لدى الشعوب التي لا تتمتع ببيئات صالحة لزراعة التفاح، من حيث تواجده على مستويات عالية عن سطح البحر، تبدأ بحوالى ٨٠٠ متر وما فوق، حتى يكون ذا جدوى إقتصادية، لبيع ثماره طازجة، أو لصناعة الخلُّ والمربيات.

ويفضل استعمال النوعين الأكثر انتشاراً فيه، والتي يطلق عليهما، «الغولدن والستارغن»، وفي اللغة الشعبية، التفاح الأبيض والأحمر، بشكل يطغى الأبيض على الأحمر، لأسباب طبيعية بحتة، لا داعي للتعمق بخصائصهما؛ لأنه غير واجب التعمق بالتركيب لكل منهما، بقدر ما للفائدة من خلُّهما.

وهذا الخلُّ له فوائد كثيرة، وينفع لعوارض شتى، يشعر بها الإنسان المصاب. وعلى سبيل المثال لا الحصر، من الخارج ينفع لمكافحة الكثير من الأمراض الجلدية، وخاصة منها البكتيرية لما يتمتع به من مركبات مضادة لأغلب عمليات الأكسدة التي تفتك بآلية حركة الجلد في التصدي لكل ما يضرّه، بفضل المادة الأساس فيه، المسماة حامض الأستيك الخلُّي، بالإضافة إلى أحماض اخرى، مليئة بالفيتامينات والأملاح المعدنيّة، تسهم في قتل الجراثيم التي تصادفها، وتشفي منها كلياً، عند المواظبة على استعمال الخلُّ المذكور. ولا بد هنا من لفت النظر الى أن أمراضاً كثيرة يعمل الخلُّ على الفتك بها، والتخفيف من تطورها نذكر منها ما يأتي: أمراض السكر في الدم، أو التخزين، وما يحدثه من حركة تنشيطية للقلب والشرايين، وما يسببه من عوامل تعمل على الإطاحة تدريجياً بتكدسّ الكوليسترول السيئ الذي يشار إليه، برمزه العلمي ...)، وهو يعمل في الوقت ذاته إذا ما تعودنا على شربه بالطريقة الصحيحة، «ملعقتان صغيرتان» في كوب ماء معتدل يومياً، يمكن له أن يخفف من وزن الجسم الزائد عن حده، كمواد تخزينية تعمل الخلُّايا المختصة على جمعه كمواد احتياطية لوقت الحاجة إليها. وهذا ما يسهم بشكل أساس بتواجد كميات السكر في أجسامنا، ما يؤدي إلى شل حركة الأكسدة للتخلُّص منه مع مرور الزمن، ومرض السكري من الأمراض الناعمة التي تتآخى مع خلُّايانا وأجهزتنا، وتعمل على إتلافها أو شل حركتها تدريجياً، وبالمناسبة، ليس مرض السكري من الأمراض المستعصية على الطب، إذا ما استعنا بالطبيب المختص للقضاء عليه، وبسلوكنا منهجاً دقيقاً في التقيد بنظام طعامنا، وحركة أجسادنا. وكثير من مرضى السكري عندما تآخوا معه، قضوا عليه بدلاً من أن يقضي عليهم.

وينفع هذا الخلُّ في المساهمة بالقضاء على مشاكل الجيوب الأنفية، والأعراض التي تصيب حناجرنا، وعلى عوارض الجهاز الهضمي خاصة في الأمعاء الدقيقة والغليظة، فيسهم في التخلُّص من الفضلات وخاصة لمن عندهم إصابة التأخر في التخلُّص منها، وهو ما يسمى، في الدارج عندنا (الكتام). كما يعمل هذا السائل على شل حركة الإرهاق التي يشعر الناس من جراء أعمالهم المتداولة يومياً، والتعب الناجم عنه. بما يقدمه من تأكسدات تسهم في التخلُّص، من الأملاح المعدنية الضارة، سواء الداخلُّية منها، أو الطافحة على سطح الجلد، بواسطة الإفرازات العرقية، الناتجة من التعب أو الوقوع في الأزمات العملية في أعمالنا ومشاغلنا الفكرية... وله منافع كثيرة غير معروفة حتى اليوم... يمكن للعلم الطبي أن يكتشفها مع تقدم الأبحاث التي تجري حالياً، والتي يقوم بها اختصاصيون مهتمون بهذا الإتجاه من الطب الوقائي، المفروض تعميمه على كل من يريد الإهتمام، بصحته التي هي عماد حياتنا جميعاً، قبل أي معرفة أخرى، مصداقاً للمثل الشعبي القائل:«درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج».

وسوف أتطرق في مقالة اخرى، إلى كيفية تحضير هذا المحلول، لمن يمتلكون المواد الأولية لذلك، والمقصود الذين يمتلكون زراعة التفاح وإنتاجه في ما خص صناعة هذا الخلُّ العجيب بفوائده المتقدمة الذكر. إنما المهم هنا أن نقول أن خلُّ التفاح متوافر في الأسواق اللبنانية، ومناطق إنتاجه، بأسعار زهيدة، يستطيع أقل الناس بالإمكانية المادية أن يطاله، وفاقاً لوجوده بكميات صغيرة في أوعية زجاجية إن وجدت أولاً، فهي الأقرب إلى الصحة، إذا ما تقيدنا بطريقة مزجه بالماء عند تناوله وبالكميات المطلوبة، للإستفادة منه، والحفاظ على صحتنا وحيويتنا وسلامة أجهزتنا كلها. طريقة تناوله ملعقتان صغيرتان مذوبتان في كوب ماء سعته ١٦٠مل.