وتعود الأيام

16/2/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم الشيخ محمد حسين عمرو

مدير عام مجلة “الوحدة الإسلاميّة”

وتعود الأيام، تمخر عباب التاريخ،

تحمل الذكرى، مرة تلو مرة...

فتوقد في القلب، لهبَ الحنين ونارَ الشوق... وتبعثُ في الأوردة دفءَ الإيمان والوَجد.

هي كربلاء، أرضٌ في فلاة، جُبلت بالدم فأصبحت تاريخ حضارة وفيصلاً ومَعَلماً وقدوة...

هي كربلاءُ، حكايةُ الإنسان والتاريخ... والشيطان، نبذة عن صراعٍ طويلٍ ومرير، بدأ من أولاد آدم واستمر... واستمر حتى كربلاء الحسين(ع). فكانت فاصلة التاريخ ولحظة الفجيعة.

دمٌ سقط فأضاء وكشف وأماط اللثام عن كل حبائل الشيطان، وجنَّد الشيطان، وعناوين الشيطان، وزواريب الشيطان. 

دمٌ سقط فأوضح الصراط السوي وأبان حبل الله الممدود، فمن تمسك وسلك نوديَّ:} يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ..{الفجر، آية:27.

عاشوراء شلال الدم السالك كُلَّ فجاج الأرض الذي أنبت ويُنبت عبر الأزمان مجاهدين وشهداء وحملة أمانة، وقومٌ أباةٌ لا يرضون الضيم ولا الذل ولا الهون ولا الإستسلام.

عاشوراء الحب والشوق وطراوة الإيمان...

عاشوراء قمة العطاء والبذل والتضحيّة والفداء..

عاشوراء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحياضة الإسلام... وسنام الدين.

عاشوراء مدرسة الأجيال وشرايين الحياة من تمسك بها نجا ومن تركها هوى وغرق.

عاشوراء: الضوء والليل الحالك.

عاشوراء: حرارة الدم في قلوب المؤمنين وجذوة الحب لآل البيت والرسول.

فيا أيّها المُحب، قم وجدد الحزن في العشرين من صفر...

فرؤوس الآل قد عادت إلى الحفر...