اليوم الموعود

متى ترى الأرضَ في أمنٍ وفي كرمِ

واللهُ يكلأُها فيضاً من النّعَمِ

والنّاسُ والحبُّ فيهم ساد مؤتلقاً

والشّرُّ منطرحٌ في غيهبِ العَدمِ

دع العدالةَ للمهديّ يومئذٍ

وانظرْ مآثرَها في الحلِّ والحرمِ

منْ عترةِ المصطفى، ذرّيةٌ عُرِفَتْ

بالطّهْرِ، بالدِّينِ بالأخلاقِ بالكرمِ

محفوظةٌ باصطفاءِ الله، عترتُهُمْ

من قبّل آدِمَ قولٌ غيرُ مكتتمِ

دعاةُ حقٍّ، حماةُ الدِّين قد أَلِفُوا

ثِقلَ الأمانةِ، إنْ نادَوْكَ فاستقمِ

* * * * *

ليجْعَلَ اللهَ في أمر الورى حكما

وقالتِ الأرضُ يا بوركْتَ منْ حكمِ

يوماً يعزُّ به القرآنُ ما وَضُحَتْ

به السوابقُ من كتْبٍ ومن حِكَمِ

ورايةُ الحقِّ في يمناه قد رُفِعت

تسمو على سِعَة الآفاق والأممِ

* * * * *

والكونُ يخفض جنحاً من رضىً وصَفَتْ

فيه الوداعةُ ملءَ القاعِ والأكمِ

والذئبُ في كنفِ الأغنام تُدفئه

ترعاه آمنةً.. منْ مخلبٍ وفمِ

حتى المسافرُ في الأصقاعِ يحضُنُهُ

طيبُ الشمائلِ في عُرْبٍ وفي عجمِ

والنّاسُ للنّاسِ أهلٌ، إخوةٌ خَلُصُوا

كأنّهم وقّعوا عهداً معَ الذّممِ

والحربُ تمسي عقوراً حلَّ مَقْتلُهَا

بينَ الشّعوبِ فلا حظٌّ لمختصمِ

والصُّلحُ مدّ ظلالاً حيثما وقَعَتْ

عيناك تلقي زكيَّ الفعلِ والكَلِمِ

* * * * *

يا يومَ مقدمِهِ إنيّ لنصرته

أوقفْتُ روحي وما مُلكِّتُهُ ودمي

عزّي نجاتي انضوائي تحتَ رايتِهِ

مُبايعاً ورضياً مطلقاً قسَمي

إنْ قدّر اللهُ موتي قبلَ رؤيتِهِ

فالعَهْدُ باقٍ بقاءَ الغيثِ في الدَيمِ