الصفحة الأخيرة

25/02/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

آليْتَ يا عامُ إلاَ أنْ تُمزّقني

بما حملْتَ من الآفاتِ والمحنِ

حمَّلتني منْ جرارِ الهمِّ ما عجَزَتْ

عنه الجبالُ وقادتني إلى الإحنِ

أرادنا اللهُ بُنياناً، معالمُهُ

متنيةُ السَّبْكِ والتّرصيفِ واللّبنِ

عمادُه من كتابِ الله قوّتُها

لتستريحَ الدنى في الموئل الحسنِ

أبى الخوارجُ إلاّ أن يصدّعه

بغْيُ المرابين والسَّاعين للفتنِ

والمذهبيّةُ تلقى الطائفيّةَ في

عُرْسٍ أثار اندهاشَ العينِ والأذنِ

فاعجبْ لمستأمنٍ والطّهرُ أصقلّهُ

يدعو إلى الله لم يسْفَهْ ولم يَخُنِ

أخوه كفّره واجتاح حرمته

كطالبٍ ثأره منْ سَالفِ الزمنِ

والأمن مختطفٌ والناس حائرة

تملّ من عيشها الممجوج والأفنِ

وانظر تر، سِمة الأخلاق ضائعةً

أعلتْ لئيماً فدسَّ السُمُ بالسّمنِ

وغَيبتْ عن رجال الحقِّ موقعهم

وغلغلت حرقة في الكيّسِ الفطنِ

يا عامُ، إِرْحل، فلا حزْنٌ ولا أسفٌ

على انصرامِكَ، كم غاليْتَ في الحزنِ

عسى بتابعك الآتي لنا أملُ

يعزُّ من قيمة الإنسان في وطني

تبقى إلى الله شكوانا ودعوتُنا

يا واهبَ الخيرِ والإحسان والمننِ

أكرمْ عبادَكَ بالعيش الكريم وهبْ

عاماً جديداً يبدِّدْ طفرة، الدّرنِ

يا خالقَ الدّهرِ والأكوانِ قاطبةً

يا مدْركاً منتهى الإِسرارِ والعلنِ

تعاظمَ الشوقُ للمهديْ ودعوتهِ

والأرضُ نافرةٌ من ثوبِها الخشنِ

فرِّجْ وعَجلْ بإيذان الظهور له

ليد حضَ الحقُّ سطْوَ الباطل الوهنِ

وتستقيمَ به الدنيا وعندئذ

تجري الرياح بما قد راق للسفنِ.