الصفحة الأخيرة
|
آليْتَ يا عامُ إلاَ أنْ تُمزّقني |
بما حملْتَ من الآفاتِ والمحنِ |
|
حمَّلتني منْ جرارِ الهمِّ ما عجَزَتْ |
عنه الجبالُ وقادتني إلى الإحنِ |
|
أرادنا اللهُ بُنياناً، معالمُهُ |
متنيةُ السَّبْكِ والتّرصيفِ واللّبنِ |
|
عمادُه من كتابِ الله قوّتُها |
لتستريحَ الدنى في الموئل الحسنِ |
|
أبى الخوارجُ إلاّ أن يصدّعه |
بغْيُ المرابين والسَّاعين للفتنِ |
|
والمذهبيّةُ تلقى الطائفيّةَ في |
عُرْسٍ أثار اندهاشَ العينِ والأذنِ |
|
فاعجبْ لمستأمنٍ والطّهرُ أصقلّهُ |
يدعو إلى الله لم يسْفَهْ ولم يَخُنِ |
|
أخوه كفّره واجتاح حرمته |
كطالبٍ ثأره منْ سَالفِ الزمنِ |
|
والأمن مختطفٌ والناس حائرة |
تملّ من عيشها الممجوج والأفنِ |
|
وانظر تر، سِمة الأخلاق ضائعةً |
أعلتْ لئيماً فدسَّ السُمُ بالسّمنِ |
|
وغَيبتْ عن رجال الحقِّ موقعهم |
وغلغلت حرقة في الكيّسِ الفطنِ |
|
يا عامُ، إِرْحل، فلا حزْنٌ ولا أسفٌ |
على انصرامِكَ، كم غاليْتَ في الحزنِ |
|
عسى بتابعك الآتي لنا أملُ |
يعزُّ من قيمة الإنسان في وطني |
|
تبقى إلى الله شكوانا ودعوتُنا |
يا واهبَ الخيرِ والإحسان والمننِ |
|
أكرمْ عبادَكَ بالعيش الكريم وهبْ |
عاماً جديداً يبدِّدْ طفرة، الدّرنِ |
|
يا خالقَ الدّهرِ والأكوانِ قاطبةً |
يا مدْركاً منتهى الإِسرارِ والعلنِ |
|
تعاظمَ الشوقُ للمهديْ ودعوتهِ |
والأرضُ نافرةٌ من ثوبِها الخشنِ |
|
فرِّجْ وعَجلْ بإيذان الظهور له |
ليد حضَ الحقُّ سطْوَ الباطل الوهنِ |
|
وتستقيمَ به الدنيا وعندئذ |
تجري الرياح بما قد راق للسفنِ. |