الذكرى السنوية الأولى لوفاة الحاج مروان فوزي حمزة شمص

16/2/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم الدكتور عبد الحافظ شمص

بكثير من الأسى والألم، نتذكرك يا مروان..

تعصف بنا الذكريات، تُعيدنا إلى أيام خَلتْ من عمر الزّمن، حيث انبهار الأَعيْن، أمام قامتك وهيبتك ووقارك وفتوّتك، حيث كنتَ تحتلّ قلوب مُحبيك.

بغيابك نَسَجْتَ من خيوط اليأس كَفَنَ الرَّحيل.. خلجات القلب تضج، وهبّات الأَسى والحزن تُوَشي سِمات الحدث الجلل.. دَعْنا نتذكرّك وأمنيات النّفس وَتَلَهُّف الآهات تصطدم بواقع مرير وصعب.. ثغور في متاهات لا أوّل لها ولا آخر، لا تستقر أبداً طالما أنَّ الغائب لن يحضر ولن يعود...

وتبقى الذكريات ويبقى الحب، ويبقى الإنتظار وإن طال... ويبقى الخوف والوَجَل من مستقبل غامض. لا يعلمُ كُنْهَهُ وما يحمله من مُفاجآت إلاّ الله سبحانه وتعالى...

اليوم، أُحاوِلُ إستعادة لحظات حالمة من عمرِ الزّمن، يوم صادفتهُ في بلدته التي أحبّها كما هي أحبّته، وبمناسبة إجتماعيّة، يومها عرفتهُ لَفَتني حديثه وَطَمْأَنني كثيراً، على أنّ نُعَوِّلَ عليهم في حياتهم، إلى جانب أهل العلم والإختصاص فيها، والذين هم بإزدياد مُطرّد ولله الحمد ونأمل نجاحهم وتقدّمهم.. وللحق أن يُنصف.. فأين أبدأُ وأين أنتهي؟ والبداية والنّهاية طريقا العمر بحلوه وّمُرّه، نسلكها مَجْبَرين ونتركهما صاغرين...

مروان، إننا نراك في اللحظات العابرة، أنتَ الذي كنتَ تعلم أنَّ اللحظة هي فوق نظام الوقت، وتعلم أيضاً أنَّ الدّقائق تموت والكلمة التي تُقال تموت.. وكلُّ الأشياء تأتي وتذهب.. وكنتَ تدعو إلى المحبّة والوئام والسّلام، وأن لا يُضَيّعَ الخلقُ بعضهم بعضا باليأس القاتل والأنانيّة العجفاء...

مروان، أَضْناهُ السفر والتّرحال، ورفاهيّة الحياة.. تواضعهُ، شِيَمُهُ أغنوا حياته.. مِنْ سماته اللائقة وطنيّته الرّاسخة.. لم تُنْسِهِ الغُربةُ وَطنَهُ الحبيب لبنان ومنطقته التي أحبّها وَأَرادَ لها الكثير من الخير دون عصبيّة أو تعصّب..لقد بكّر بالإرتحال، مُخلّفاً في القلب غصّة وفي العين دمعة وفي مشّان فراغاً كبيراً!

لعلك يا مروان وأَنْتَ في عالمك النُّورانيَ، تسمع وَشْوَشاتِ وتسابيح الملائكة المقرّبين، ترى كيف تَتَرنحُ كلماتي ألماً وحزناً عليك حيث أنَّ العلم لم يُسْعفني لِتَذَكرُّ مآثرك وشمائلك، وَلِذِكْر مواقفك ومحبّتك ودماثة خَلقَك...

غادرتنا ولكنّك حيٌّ في قلوبنا...

حزنُنا عليك عميق يثور ولا يهدأ..

فمن أعماق القلب أَرسمُ جُمَلي وأصوغُ كلماتي وأُحيّي ذكراك حتى يشاء اللهُ أن نَلْحَقَ بكَ إلى حياة أبقى وأنقى ودارٍ أزهى حيث العدالة التي افتقدناها في حياتنا الدّنيويّة وحيث ننعم بالأمان الطمأنينة وَهُما أساس حياة المؤمن في حياته ومماته...

لكَ منّا جميعاً، من إخوتك ومن أعمامك ومن أقربائك وعائلتك التي فُجعَتْ بغيابك، ومن جميع من عرفك وأحبّك، كلّ الأدعيّة ورجاء الرَّحمة والغفران، فنم هانئاً في علييّن، والله معك.

مع ألف دمعة أَسى