ذكرى المرحوم عبد العزيز بك أبي حيدر

08/01/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

الحديث عن المرحوم الأستاذ عبد العزيز بك أبي حيدر هو حديث عن الرجولة، والأصالة، والوطنيّة، والشهامة، والنزاهة التي تربى عليها الراحل الكريم ونشأ عليها في أرض الحصون المباركة، وكانت برنامج حياته. ولا غرّو في ذلك فإنَّ الحصون قد أنبتت وأعطت بلاد جبيل ولبنان الكثير من الرجال الطيبين المباركين.

ونَخصُّ بالذكر بيت والد الراحل العزيز كاتب عدل المنيطرة المرحوم محمد حمد علي الحاج آل سليمان أبي حيدر، وبيت المرحوم محمد أفندي الحاج محسن آل أبي حيدر، وبيت المرحوم الحاج أسعد علي آل أبي حيدر، وغيرها من بيوت مباركة.

كما ترك لنا الراحل الكبير أُسرةً صالحة من ثلاثة ذكور وثلاث إناث من أهل الشهامة والنزاهة والعلم والخبرة والكفاءة تربوا التربيّة الصالحة على يدي والدهم الكريم، ووالدتهم الحاجة رضوى المصطفى المرعبيأطال الله بعمرها.

كما لا ننسىَ دور الراحل الكريم في جميع أعماله كقائمقام في البقاع الغربي، وفي عكار، وفي طرابلس كأمين سر عام لمحافظة الشمال وغيرها من مناصب ومهمات قام بها في حياته كان بها مثالاً طيباً للوحدة الإسلاميّة ما بين السُنَّة والشيعة، وللوحدة الوطنيّة ما بين المسلمين والمسيحيين. وكان بذلك مصداقاً لكلام أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب، حيث قال:خَالطوا النّاس مُخالطة إن متم معها بكوا عليكم، وإن عشتم حنَّوا إليكم. نهج البلاغة ج4، ص:508.

كما لا ننسىَ دور الراحل الكريم مع والدته المرحومة الحاجة زمزم محمد أفندي الحاج محسن أبي حيدر، وأشقائه المرحوم الحاج حمد، والعقيد الحاج كامل، والحاج نزار، والمرحومة الحاجة مريم نجيب عَمرو في تأسيسهم لمبرّة المرحوم الحاج الأستاذ حسين محمد حمد أبي حيدر لقراءة القرآن الكريم، ومجالس العزاء الحسينيّة، وأعمال البرِّ والإحسان في شهر رمضان المبارك والتي جرى وقفها الشرعي في عام 1986.

وكانت هذه المبرّة واحة عطاء وخير في شهر رمضان من كل عام لبلدة الحصون ولبعض القرى الأخرى في المنطقة.

كما لا ننسىَ تعاوننا معه ومع الأساتذة الكرام في تأسيس الرابطة الثقافيّة لبلاد جبيل، والتي ترأسها منذ عام 1999 ولغاية وفاته.

كما لا ننسىَ تعاوننا معه ومع إبن شقيقه الأستاذ محمد حمد أبي حيدر الذي قام بتقديم العقار الذي يملكه في سقي فرحت ـ الحصون ـ عن روح المرحوم والده لجمعيّة المبرّات الخيريّة لبناء حسينيّة ومسجد في هذه القرية عام 2000م، لتكون واحة خير وسلام وعطاء لجميع المؤمنين، وصدقة جارية عن المرحوم الحاج حمد محمد حمد أبي حيدر، ولسماحة آية الله العظمى السيّد مُحمّد حسين فضل الله(قده)، وللمحسنين الكويتيين حفظهما الله تعالى.

كما لا ننسىَ مرجعيّة الراحل العزيز لأرحامه من آل أبي حيدر، وآل عَمرو، وآل قيس، ولأهالي قرى وادي علمات في الملمات والمهمات أيام الأحداث التي عصفت بالوطن الحبيب.. حيث كان يأمر الجميع بالتوكل على الله تعالى واللجوء إليه، والرجوع إلى الضمير، والقانون اللبنانيّ.

فهنيئاً لراحلنا العزيز بما ترك من أعمال خيّرة وعائلة كريمة، وتعازينا الحارّة لأبناء عمنا الكرام آل أبي حيدر، ولأسرة الفقيد، ولجميع أصدقائه ومحبيه بهذا المصاب الجلل. سائلاً الله تعالى للفقيد الرحمة والحشر مع مُحمّد وآل مُحمّد. وحَسُنَ أُولئك رفيقاً. آمين.

(رئيس التحرير)