الحاج محمود محمد ضاهر عمرو وداعاً

24/5/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

ودّع آل عمرو وآل أبي حيدر وآل قيس وآل مرجي وأهالي الضاحيّة الجنوبيّة قارئ القرآن الكريم ومؤذن جامع الغبيري الحاج «أبو أكرم» عصر يوم الإثنين في 12 آذار 2012م. عن عمر ناهز الخامسة والثمانين عاماً قضاها في الصلاح والإصلاح وصلة الرحم من خلال مشاركته في تأسيس  الجمعيّة  العائليّة للأعمال الخيريّة لعائلة آل عمرو المرخص لها في: 30/1/1960م. علم وخبر 1325. وفي خدمة القرآن الكريم ورفع الأذان في جامع الغبيري في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن الماضي دون مقابل إلا التقرب إلى الله تعالى. وفي إفشاء المحبة والسلام.

أ ـ بطاقة شخصيّة

الحاج محمود بن محمد بن ضاهر بن حسين بن الحاج حمود آل عمرو

مواليد: الغبيري ـ الشياح في عام 1927م، رقم السجل 110 الغبيري ـ قضاء بعبدا

والدته: زكية فاضل

زوجته: الحاجة سعاد مصطفى عمرو

أشقاؤه: كان للحاج أبي أكرم» شقيق صغير إسمه حسين توفاه الله تعالى صغيراً. وأمّا شقيقتاه فهما: 1) المرحومة الحاجة زينب «أم سمير» أرملة المرحوم محمود جابر حيدر حسن من بلدة علمات. 2) الحاجة سلمى «أم علي» زوجة الحاج سامي عباس عمرو.

أولاده:أكرم ومحمد ومصطفى وأيمن وإقبال وسوسن وسامية(2).

دراسته: تعلّم في مدرسة الغبيري الرسميّة مبادئ العربيّة والقرآن الكريم حيث نال الشهادة الإبتدائيّة. دخل بعدها مدرسة الصنائع والفنون الجميلة في بيروت سنة 1947م ولغاية أوائل الخمسينيات من القرن الماضي حيث نال شهادة في نجارة الموبيليا والديكور.

ب ـ علاقته بالقرآن الكريم وجامع الغبيري:

لقد عشق القرآن الكريم منذ نعومة أظافره وتعلّمه قراءة وتجويداً من أستاذه في مدرسة الغبيري الرسميّة الحاج حسن الراعي والذي كان من قُرَّاءِ إذاعة لبنان الرسميّة.

واخبرني صهره وابن عمه الحاج سامي عمرو أنّه كان يرى الحاج محمود عمرو ومنذ عام 1948  يصعد فوق مئذنة جامع الغبيري(3) ليرفع الأذان كل يوم لعدم وجود مكبرات للصوت آنذاك. وكان صوته الجميل يصل إلى مسامع النّاس. وذلك كلما سمح له الوقت بذلك لأنّه كان آنذاك يتابع دراسته في مدرسة الصنائع في بيروت.

كما كان يرفع الأذان من داخل المسجد أيضاً وفي صلاة الجماعة وراء آية الله الشيخ حسين معتوق(قده).

ومعرفتي بالمرحوم الحاج «أبو أكرم» كانت في أوائل الستينيات من القرن الماضي حيث كنت أراه دائماً مع المرحوم الحاج علي قاسم حمود قيس في قريتي المعيصرة والحصون وفي المناسبات الإجتماعيّة وعند تشييع الجنائز يتقاسمان الأجر والثواب في قراءة القرآن الكريم ورفع الأذان والتهليل والتكبير أمام الجنائز دون مقابل إلاّ صلة الرحم والعزاء لأهل الفقيد.

ج ـ طلب الرزق الحلاّل

كان المرحوم الحاج «أبو أكرم» من معلمي النجارة والموبيليا الذين يشار لهم بالبنان. ولكن رزقه من هذا العمل كان يسيراً وقليلاً بسبب إعتماده الصدق والصراحة مع النّاس ولابتعاده عن الغش والتزوير. كما أنّه سافر للعمل في نيجيريا في العاصمة لاغوس لمدة ثلاث سنوات من عام 1978 ولغاية أوائل عام 1980 كما سافر بعدها للعمل في المملكة العربيّة السعوديّة في مدينة جده مع المقاول السيّد عبد الله جبق وبقيَّ هناك لمدة عامين وفقه الله تعالى فيها لتأدية حجة الإسلام  عام 1980م. مع ابن عمه الحاج حسن عمرو حيث التقينا به آنذاك في مكّة المكرّمة مع حجاج المعيصرة وهم: الشيخ عصمت عمرو والحاج سامي عمرو والمرحوم والدهما الحاج عباس علي عمرو والحاجة كلثوم الحاج حسن عمرو والمرحومة الحاجة سنية الحاج علي الحاج مسلم عمرو ورئيس تحرير هذه المجلة وكان قائدنا في هذه الحملة الحاج سامي عمرو. ومن ذكرياتنا عن هذه الرحلة قيام الحاج «أبو أكرم» ظهر اليوم الثالث في وادي منى برفعه الأذان بصيغته المعروفة في مذهب أهل البيت(عليهم السّلام) في مكبر الصوت الذي كان يحمله عند الجمرة الكبرى. ولم تستطع الشرطة السعوديّة الوصول إليه لشدّة الإزدحام آنذاك.

وقد إستطاع(رحمه الله تعالى) على الرغم من ضيق ذات اليد أن يقوم بتربية أسرة طيبة صالحة محافظة قامت بخدمته أيام شيخوخته وعجزه عن العمل وعندما أقعده المرض في منزله. نسأل الله تعالى لهم التوفيق والسير على خطى والدهم في الصلاح والإصلاح وصلة الرحم. آمين.

د ـ الهجرة إلى بيروت والضاحيّة الجنوبيّة:

إنّ إتخاذ العضو الإداري في متصرفيّة جبل لبنان علي بك الحاج حمود عمرو مع أولاده في الغبيري من منطقة الشياح العقاريّة سكناً وموطناً له في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي(4) شجع الكثير من آل عمرو في بلدة المعيصرة وآل أبي حيدر وآل قيس وآل مرعب من بلدة الحصون للهجرة والإستيطان في محلة الأشرفيّة في بيروت وفي الضاحيّة بشكل عام وفي الغبيري بشكل خاص. وكان من أوائل المهاجرين الذين سكنوا الغبيري المرحوم محمد ضاهر حسين الحاج حمود عمرو المولود في المعيصرة عام 1890م. والد الحاج (أبو أكرم) مع شقيقيه علي وحسين حيث نرى توقيعه على وثيقة زواج شرعيّة جرت بحضوره وتوقيعه أمام قاضي الشيعة في جبل لبنان فضيلة السيّد محمد نصرالله الحسينيُّ عام 1912م. كما في الوثيقة رقم:(7) اي الصفحة 125 من الجزء الثالث من كتابنا:«التذكرة أو مذكرات قاضٍ» وقد خفي علينا بعد ذلك خبر شقيقيه علي وحسين بعد الحرب العالميّة الأولى، ومن أوائل المهاجرين الآخرين. 4ـ المرحوم علي ضاهر عقيل عمرو. 5ـ المرحوم علي سليم مرعي حسين عمرو. 6ـ المرحوم الشيخ محمود محمد الحاج حسين محمود عمرو. 7ـ المرحوم محمد أسعد تامر محمود عمرو. 8ـ المرحوم تامر أسعد تامر محمود عمرو.9 ـ المرحوم مصطفى محمد فندي مرعي حسين عمرو. 10ـ المرحوم محمد أيوب فندي مرعي حسين عمرو. 11ـ المرحوم وهبي محمد داود مرعي حسين عمرو. 12ـ المرحوم جعفر علي محسن مرعي حسين عمرو. 13ـ المرحوم عبد الحسين سليم مرعي حسين عمرو. 14ـ المرحوم علي مشرف الحاج يحيى عمرو. 15ـ المرحوم محمد حمد الحاج يحيى عمرو. 16ـ المرحوم يحيى علي الحاج يحيى عمرو والذي مات أعزب ومريضاً ودفن في أوائل العشرينيات من القرن الماضي في جبانة الطيونة ـ الشياح.

17ـ المرحوم جعفر علي الحاج يحيى عمرو والذي مات أيضاً مريضاً ودفن قرب شقيقه في الجبانة الآنفة الذكر. ولكن شقيقه شيخ صلح المعيصرة المرحوم حسين أفندي علي الحاج يحيى عمرو قام بنقل أسرة شقيقه الصغيرة إلى المعيصرة وكفالتهم. 18ـ المرحوم محمد سعد الدين الحاج حمود سعد الدين عمرو. 19ـ المرحوم علي حسين قاسم مرعي أبي حيدر. 20ـ المرحوم علي مسلم مرعب وغيرهم.

ومن آل عمرو في الهرمل هاجر إلى حارة حريك واستوطنها المرحوم أسعد إسماعيل الحاج حسين محمود عمرو وولديه المرحوم إسماعيل والمرحوم محمد علي وأبناء المرحوم محمد الحاج حسين محمود عمرو. ومما يجدر ذكره أيضاً قيام رئيس شرطة بيروت ايام الدولة العثمانيّة المرحوم الحاج علي الحاج كاظم الحاج علي عمرو بإستئجار فندق صغير في بيروت في محلة ساحة الشهداء غير أنّه لم يتوفق بالنجاح في عمله بسبب حبّه للكرم وللضيافة ولدخول البلاد في الحرب العالميّة الأولى. وقد تابع هذه الفكرة في العشرينيات من القرن الماضي أيضاً المرحوم حسين افندي علي الحاج يحيى عمرو شيخ صلح المعيصرة حيث إستأجر فندقاً آخر غير أنّه لم يتوفق أيضاً في عمله بسبب حبِّه للكرم وللضيافة.

وأمّا الحديث عن هجرة أرحامنا من آل أبي حيدر وآل قيس وآل مرعب من قرية الحصون إلى محلة الأشرفيّة في بيروت وإلى الضاحيّة الجنوبيّة فكان منهم عدد كبير منهم: 1ـ الحاج حسين إبراهيم قيس وأولاده. 2ـ المرحوم الحاج قاسم حمود قيس حيث عمل (رحمه الله تعالى) كموظف في شركة تراموي بيروت كسائق. 3ـ المرحوم حسن حسين ابراهيم قيس والذي كان صاحب فرن. 4ـ المرحوم شحادة حمود أبي حيدر. 5ـ المرحوم كاظم محمد الحاج أسعد أبي حيدر وشقيقيه المرحوم الحاج حسين أبي حيدر والمرحوم أسعد. 6ـ أبناء الأفندي المرحوم محمد أفندي الحاج محسن أبي حيدر. 7ـ أبناء المرحوم الحاج نسيب أبي حيدر. 8ـ المرحوم عباس حسين ملحم أبي حيدر وأولاده وغيرهم...

وعدد نفوس آل عمرو وآل أبي حيدر وآل قيس وفروعهم في الغبيري وبرج البراجنة في أيامنا هذه في سجلات النفوس في بعبدا قرابة المائتين لأنّ معظم أولئك المهاجرين إلى الضاحيّة الجنوبيّة حافظوا على قيودهم في دوائر النفوس في كسروان وجبيل وعلى منازلهم وعقاراتهم في المعيصرة والحصون ولم يفرّطوا بها بل قاموا بترميمها وإصلاحها والزيادة بها(5)، كما حافظوا على علاقتهم الطيبة مع جيرانهم ومع الزعامات المسيحيّة في فتوح كسروان وبلاد جبيل وعلى الوحدة الوطنيّة والعيش المشترك بين اللبنانيين.

هـ ـ الشاعر الشعبيّ

كما إمتاز الحاج «أبو أكرم» بقول الشعر الشعبيّ في عدّة مناسبات حيث كان من أنصار حزب النهضة لإبن عمنا المرحوم الزعيم الوائليّ أحمد بك الأسعد رئيس مجلس النواب اللبنانيّ آنذاك كما كان من مؤسسي هذا الحزب فرع المعيصرة مع إبني عمه المرحوم الحاج فايز محمد أسعد تامر عمرو والأستاذ عبد الرضى الحاج علي الحاج مسلم عمرو مؤسس مدرسة المعيصرة في عام 1945م. تقريباً. وله(رحمه الله تعالى) عدّة قصائد وأبيات شعريّة كان يلقيها في المناسبات أمام الرئيس الأسعد في قصره القديم في الغبيري ومن ثمّ كان يلقيها أمام أنصار الرئيس الأسعد في الضاحيّة الجنوبيّة وفي المعيصرة.

وقد تكلّمت عن ذلك مجلة «الشراع» الصادرة في بيروت في العدد رقم: 681 تاريخ 29/7/1995م، تحت عنوان: «هكذا تكلّم أحمد الأسعد» عنه(رحمه الله تعالى) وقد قامت الصحافيّة السيدة سلام الحاج صاحبة تلك الحلقات بإجراء مقابلة صحافيّة معه في منزله في حارة حريك ـ شارع حسن كامل الصبّاح. ونشرها قبل نهاية 1995م، حول ما تقدم.

ومن الأبيات التي كان ينشدها في أسبوع الراحل الكبير أحمد بك الأسعد في بلدة الطيبة قضاء مرجعيون مع وفد جمعية آل عمرو والتي حفظها ابن عمه الحاج سامي عمرو وابن عمه علي علي عبد الهادي عمرو.

«غاب بدر العزِّ

واندفن تحت التراب

أرزة الزرقا انصبوها

والمناصب عززوها»

   *  *  * 

«يا زمان الخنت فينا

أسقيتنا من المرِّ كينا

غاب سبع من البراري

         حزنت عليه العرينا»(6).

(رئيس التحرير)

المعلومات عن الحاج محمود محمد ضاهر عمرو (رحمه الله تعالى) من خلال معرفة رئيس التحرير الشخصيّة له منذ أكثر من خمسين عاماً ومشاركته له في أعمال ونشاطات الجمعيّة العائليّة للأعمال الخيريّة لعائلة آل عمرو، وغيرها من أعمال ومن خلال ابن عمه وصهره الحاج سامي عمرو وشقيقه الحاج حسن عمرو وصديق الحاج «أبو أكرم» علي علي عبد الهادي عمرو «أبو عبد» ومن خلال نجله الأكبر السيد أكرم (حفظهم الله تعالى).

أكرم متزوج من وفاء فقها وعنده منها ابنتان وهما: روى ورنين. 2ـ محمد متزوج من دليله الرفاعي وعنده منها ابنتان: بتول وأماني. 3ـ مصطفى متزوج من جومانا السحمراني وعنده منها: علي ومحمود وعباس وطفلة واحدة وهي: ريان. 4ـ أيمن. 5ـ الآنسة إقبال. 6ـ سامية متزوجة من حسن منّاع وعندها منه: محمد وفاطمة وساره. 7ـ سوسن متزوجة من علي كركي وعندها منه: حسن وحمزة وملاك.

قال الأستاذ فارس سعادة في كتابه:[« الموسوعة النيابيّة» علي حمود الحاج عمرو: شيعيّ من المعيصرة، والده الشيخ حمود سعد الدين عمرو، الذي عينه داود باشا سنة 1867م، عضواً عن كسروان، فإستقال في اليوم عينه. إنتخب عضواً في مجلس الإدارة سنة 1892م، مُكملاً دورة علي الحسينيِّ. أُعيد إنتخابه ثانية في دورة 1897م، ينافسه العضو السابق عليّ الحسينيّ، واستمرَّ في مركزه هذا حتى 1903، أعدمه جمال باشا السّفاح في 6 أيار 1916»]. التّذكرة أو مذكرّات قاضٍ، ج1، ص: 117. والصواب كما أوضحت ذلك في الكتاب الآنف الذكر وفي هامش ص:31 من العدد السادس من مجلة «إطلالة جُبيليّة» حيث قلت بها:» ولكنه إستطاع أن يتوارى عن عيون الدولة العثمانيّة حتى إنجلاء الحكم العثمانيّ عن لبنان. وقد توفاه الله تعالى في منزله في المعيصرة ودفن في جبانة البلدة العامّة سنة 1931م. تقريباً.

نتيجة لعدّة عوامل حدثت في الحرب اللبنانيّة من عام 1975م ـ 1990م. وأهمها الحاجة إلى تعليم الأولاد في المدارس والجامعات في بيروت وضاحيتها الجنوبيّة ونحوها من قضايا لعب على أوتارها بعض السماسرة في قريتي المعيصرة والحصون قام بعض أهالي القريتين من الفقراء والضعفاء ببيع عقاراتهم أو بعضها بثمن بخس.. ولكن وجود الوعي الوطني عند الشباب شجع بعضهم على إسترجاع عقاراتهم والمحافظة على إرث أجدادهم والمساعدة على وجود فرص عمل جديدة لهم ولأهالي هاتين القريتين وللقرى المجاورة بمؤسسات صغيرة. ومن خلال إنشاء مجلسين جديدين لبلديتين جديدتين في المعيصرة والحصون، كان لهما الأثر الطيب في المحافظة والعمل الصالح. نسأل الله تعالى أن نتوفق في المستقبل للكلام حول ذلك على صفحات هذه المجلة بالتعاون مع أهل القلم من هاتين البلدتين العزيزتين.

راجع « التذكرة أو مذكرات قاضٍ» لرئيس التحرير».

من مقابلة شخصيّة مع الحاج سامي عمرو مع السيد علي علي عبد الهادي عمرو.