الحاج علي الحاج قاسم العيتاوي وداعا
بقلم: ياسر حسين العيتاوي(2)
النَفـسُ تـبكي على الـدنـيـا وقد عَلِمَتْ
أنَ السلامةَ فيها ترْكُ ما فيها
لا دارَ للمرءِ بعدَ الموتِ يسـكنُها
إلاّ التي كان قـبل الموتِ بانيها
فإنْ بنـاها بخيـرٍ طـابَ مسكـنُـها
وإنْ بـنـاها بـشرٍ خاب بـانيـها...
عـمَّـاهُ ....
يــا جـبـَلاً إنهـارَ في زمنٍ ندرَ فيه الرجال!، فقـد عهـدنـاك صرحاً من ياقوت، وعـَرفـناك رجُلاً ذا مروءةٍ وعطاء.
وها أنت اليومَ قد فارقْـتـنا.. وعزيز علينا هذا الفراق، إلاّ أنّك حاضرٌ فينا أبداً، فإنّا لَـنـتـذكِّـرُك في كلِّ ركنٍ ومكان من قريتِنا الحبيبة لاسا. لاسـا... هذه القريةُ الشامخةُ الأبية التي ما فارقتَها أبداً وبقيتَ فيها صامداً متشبثاً بالأرض، كما إنها تشبثتْ بك فأحببْتَها وأحبَّتْك، وأعطيتَها من قوتِك وصحتِك وقلبِك، فما بخلتَ أبداً عليها، فحبُّ الأوطان من حبِّ الأديان، وأنت قد أحببت هذا الوطن وهذه القريةَ بكل إخلاصٍ، كما أنَّك أحببتَ أهلَها وأحبوك فكنت علَماً من أعلامِ هذه البلدة التي ما عرف أهلُها سوى المحبةِ والسلامِ ولا زالوا كذلك.
عـمَّـاهُ... يـا بطلاً من أبطالِ بلادي ويا شمساً ما غابت عنا أبداً، ها نحن مشتاقون إليك إشتياق الطيور لوَكَناتِها، وها نحنُ بأمسِّ الحاجةِ إليك، فإنَّـك نبراس لنا وبركةٌ ووقار، فأنت إمتدادٌ للأجداد وَلِمُحبيّ أهل البيت(ع) وقد عملتَ في هذه الحياةِ وجاهدتَ فيها حقَّ الجهاد، فصبرتَ وعملتَ وعانيت حتى وافتك المنية فكنت خيرَ إنسانٍ وخيرَ جارٍ وخيرَ أبٍ، وقد أنجبتَ أبناءً صالحين وأتقياء يحملون إسمك ويعمَلون كما علَّمْتَهم دائماً حبَّ أهلِ البيت(ع) وحبَّ الناسِ والعملَ في سبيلِ الله، فلا يخافون لومة لائم.
عَـمَّاهُ... كنتَ تعملُ دائماً بما قاله الإمامُ عليٍّ(ع) «الدنيا ساعة فاجعلها طاعة» فكنت إذا ما حان وقتُ الصلاة تقفُ لأداءِ الفرائضِ في وقتها.
فاهنأ في عليائِك ونمْ قريرَ العينِ فإنَّ ما عانيتَ منه في أيامِك الأخيرةِ فاحْتَسِبْهُ عند الله سبحانهُ وتعالى فإنَّ الله عنده حسن الثواب وحسن المآب.
وأخيراً وليس آخراً، فإن الكلامَ عنك لا ينتهي فأنت تاريخٌ عريق وصورةٌ جميلة من هذه الأرضِ الطيبة الطاهرة رحمَك اللهُ وأسْكنَك فسيحَ جنَّاتِه وحشَرَك معَ محمدٍ وآل محمد (ع).
وآخر دعوانا أنَّ الحمدُ لله ربُ العالمين
الهوامش: