نامي قريرة العين عمّتاه!
بقلم الأستاذ محمد عبد الوهاب عمرو(1)
عندما تصبح الكآبة سبيلاً وحيداً لإراحة القلب المطبق، ينساب حبر القلم بحنان، يطأ كلّ حروف الذّكرى، وكلّ ضحكات الزّمان.
وكيف للقلم ألاّ يجوب عمرك الحاني، وهو الّذي أدمن النّعي، واصطاد الفراق، وأنتِ من بكى الفراق على أعتابك، وأدمعت الدّموع في رحابك.
وأنتِ من أنتِ يا أمّة العواطف، وموسيقى الفرح في خريف الأحزان، وصلاة المحبّة في دجى الإنسان!
عمّتي! في الذّكرى أسى ووجع، وفي الحنين مشقّةٌ ومرارة، كيف لا وقد شاب النّسيان، واستفاق العمر، يرنو إلى الطّفولة العذبة تملأينها ضحكاتٍ وحكايا، وصور السّهرات والسّمر، ويدين تكدحان، قد خطّت الحياة عليهما خطوط التّجارب.
عمّتاه! تعالي هنيهة، أعيدي لي رسم التّجاعيد الحنونة، ففي كلٍّ منها عبرة وحكمة، وفي كلّ منها معنىً من معاني البراءة والصّفاء، وبصمة من بصمات العناء.
أعيدي في وجداني جيل الطّبيعة والصّدق، وجيل العفوية والإنسانيّة، فقد بتّ أبحث عنهما هنا وهناك، فلا أجد سوى حقد وبغضاء وضغينة.
خذيني إلى معنى السماح في فؤادك، وحلاوة اللباقة في كلامك، وروعة الهدوء في تفكيرك.
أين أنت؟! لقد بتّ صوت الجراح ومرادف السّراب، وها أنا ذا قلب قد شاقه العذاب.
من أعماق روحك الطّيبة أتوجّه إليكِ، وأسافر إلى عالمٍ قد دعاك إليه الآن ليريحك من تلك الحياة التي كم أنهكتكِ، وكم عرّفتكِ معنى التّضحية والكفاح!
أسافر إليكِ حاملاً كلّ الشّوق دعاء، قاطعاً كلّ طرق اليأس، متجدّداً بنفحات عمرك النّبيل، وبما زرعته فينا من خيرٍ وإيمانٍ وسلام.
نامي قريرة العين، فقد آن لقلبك الحاني أن يرتاح، يا من غبتِ عن العين، وسكنتِ شغاف القلب إلى الأبد.
الهوامش:
كلمة الأستاذ محمد عبد الوهاب عمرو في ذكرى وفاة المرحومة سنية محمد حسين عمرو التي توفاها الله تعالى، مساء يوم الأربعاء في 13 شباط 2013م. وهي أرملة المرحوم الحاج توفيق محمد سعد الدين عمرو. وقد رزقها الله تعالى، منه: 1) المرحوم الحاج عادل(أبو سعد الدين). 2) الحاج عبد الله(أبو موسى). 3) الحاجة إبتسام (أم زهير) زوجة الحاج نزيه حسن عمرو. 4) الحاجة سهام زوجة الحاج خليل منى. 5) الحاجة منى (أم فوزي) أرملة المرحوم الحاج وفيق علي مشرف عمرو. 6) الحاجة زينب (أم بساّم) زوجة الحاج الأستاذ علي حسين خميس. 7) عواطف (أم محمود) أرملة المرحوم الحاج رامح حيدر أحمد. 8) ثناء زوجة السيّد علي نصر الله. 9) نعمت (أم علي) زوجة الدكتور علاء العطار.