العلاّمة الشيخ مصطفى قصير في ذمة الله

04/07/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم: القاضي الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو

فقد رجال التربيّة والتعليم والبحث والتحقيق وعلماء جبل عامل علماً من أعلامهم. وجهبذاً من جهابذة العلم والتربيّة في قم المقدّسة وفي لبنان ظهر يوم الاثنين في 26 أيار 2014م.

سماحة الشيخ{، ولادة النّجف الأشرف ـ العراق، سنة 1953م.

تربّى الراحل الكريم في حجر والده العلاّمة التقي الشيخ أحمد قصير{، العامليّ المعروف بحبِّه للبحث والتحقيق حيث استطاع تحقيق عدّة كتب مخطوطة كان أهمها كتاب: التبيان في تفسير القرآن لشيخ الطائفة أبي جعفر مُحمّد بن الحسن الطوسي{.

التحق بالدراسة الحوزويّة في النّجف الأشرف سنة 1968م، ثُمّ التحق في الحوزة العلميّة في قم في سنة 1982 ودرس على كبار علمائها وأساتذتها.

مارس التدريس كأستاذ في الحوزة العلميّة في قم المُقدّسة لأكثر من عشر سنوات. كما تحمل مسؤوليّة إدارة المدرسة اللبنانيّة لطلبة العلوم الدينيّة في قم لسنوات طويلة حاز بها على ثقة كبار العلماء آنذاك. كما برع في مجال التحقيق العلميّ في مجالات متعددة.

بعد عودته إلى لبنان عمل في مجال التبليغ والتدريس الدينيّ في المساجد ومن ثُمّ التحق للعمل في المؤسسة الإسلاميّة للتربيّة والتعليم ـ مدارس الإمام المهديّ(عج)، وبعدها تسلّم رئاسة مجلس إدارة مدارس المهديّ(عج)، وبعدها تسلّم رئاسة مجلس إدارة المؤسسة وإدارتها العامّة. حيث ترك بصماته الواضحة على هذه المؤسسة ومدارسها مدّة ستة عشر عاماً.

ثم عمل مديراً عاماً لمركز الدراسات والأبحاث التربويّة إلى أن أنهكه المرض وبقي مثابراً لآخر عمره في خدمة الأجيال الصاعدة.

عُيّن في موقع عضو في المجلس المركزي في حزب الله في سنة 1997م. ترك أكثر من مائتي تحقيق علميّ. كما له مؤلفات عديدة أبرزها: 1ـ القضاء والقدر وأفعال الإنسان الإختياريّة. 2ـ التقيّة عند أهل البيتR. 3ـ الوجيز في علوم القرآن وتاريخه.

عرفت العلاّمة الشيخ مصطفى{، في النّجف الأشرف طالباً. وفي الحوزة العلميّة في قم المُقدّسة والمدرسة اللبنانيّة مسؤولاً. كما عرفته في لبنان ودعوته لزيارة بلاد جبيل لإنشاء فرع لمؤسسته التربويّة في بلدة مشّان بالتعاون مع صاحب المدرسة التوجيهيّة الأستاذ الحاج عبد علي حمود شمص والمؤسسة الخيريّة الإسلاميّة لبلاد جبيل وكسروان آنذاك. وقد لبّى الدعوة وتفقد قرية مشّان وبعض القرى الأخرى. ونزلنا بضيافة عمي الحاج أسعد أحمد شمص في مشّان وتناولنا وجبة الغداء معاً وذلك قبل أكثر من خمسة عشر عاماً من تاريخه. ولكنه لم يوافق على الطلب لأسباب وجيهة آنذاك. وكان اللقاء الأخير معه في رحلة عيد الغدير إلى النّجف الأشرف وكربلاء في شهر تشرين الأوّل سنة 2013م. والتي تكلّمت عنها في العدد (13 ـ 14) من مجلة « إطلالة جُبيليّة».

عرفت العلاّمة الشيخ مصطفى{، عن قُرب ومن خلال شخصيته ودراساته وبصماته الواضحة في مدارس الإمام المهدي(عج) في لبنان، التي تذكرّنا بشخصيّة علمائنا العامليين القدامى الّذين تركوا بصماتهم الواضحة في جبل عامل وكسروان وبعلبك والعراق وإيران والبحرين والإحساء والقطيف ودمشق في زرع بذور العلم والمعرفة والأخلاق والتقوى بين النّاس. والعزوف عن شهوات الدنيا والتكالب عليها. وحثِّ النّاس على التمسك بالقيم والمثل العليا للأخلاق التي زرعها النبيِّ وأهل بيته الأطهار(عليهم أفضل الصلاة والسلام)، في هذه الأُمّة.

 

بإسمي وإسم هيئة تحرير مجلة «إطلالة جُبيليّة» نتوجه بالعزاء إلى سماحة العلاّمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله(حفظه الله تعالى) ولآل قصير الكرام ولجميع المؤسسات والمدارس التي كان يرعاها ويشرف عليها أو شارك بها بالعزاء. سائلين الله تعالى له ولوالديه الكريمين الرحمة والحشر مع مُحمّد وآل مُحمّد وَحُسن أولئك رفيقا. وإنا لله وإنا إليه راجعون