الحاج عادل الحاج إبراهيم عوّاد وداعاً

04/07/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

فقدت بلاد جبيل والضاحية الجنوبيّة المحسن الكريم الحاج عادل الحاج إبراهيم عوّاد(أبو ياسر) الذي رقد في باحة مسجد الإمام زين العابدين(ع)، في الغبيري إلى جانب والديه وأشقائه الكرام. وتخليداً لذكراه العطرة أقام له آل عوّاد ومحبّوه وعارفوه إحتفالاً تأبينياً في بلدته علمات، نهار الأحد الواقع في 23 شباط 2014م. وقد ألقى الدكتور عاطف جميل عوّاد قصيدة رثاء تأبيناً للراحل الكريم جاء فيها:

 

بقلم: الدكتور عاطف جميل عوّاد

وَلَقَدْ بَنى بِحِمى «الغُبيري» نادِياً

للهِ، صَرْحَاً واسِعَ الأرْجاءِ

يَأْتِي إليهِ المُؤْمِنُونَ لِيَأْنَسْوا

بِسَماعِ مَوعِظَةِ وَذِكْرِ عَزاءِ

هُوَ قَدْ تَرَعْرَعَ في حنايا مَنْزِلٍ

نَشَدَ الهُدى بِتَعَبُّدٍ وعَطَاءِ

أهلُوهُ شادُوا للصَّلاحِ مَساجِداً

صَدَحَتْ بِذِكْرِ اللهِ في الأَجْواءِ(2)

وَأَبُوهُ في النَّجَفِ المُشَرَّفِ قدْ بنى

للخَيرِ مَأْوىً باتَ للعُلَمَاءِ(3)

وتَعَهَّدَ الأبْناءَ تربيةً، فَهُمْ

مِنْ بَعْدِهِ شُهُبٌ مِنَ الأضْواءِ

بالبِرِّ والتَّقْوى وَعِلْمٍ عُرِّفُوا

وَمِنَ السِّياسَةِ شُرَّفُوا بِلِواءِ

وَسَمَوا بِفَضْلِ أبٍ تَولَّى هَدْيَهُم

فَغَدوا بِهِ عِقْداً مِنَ النُجًبَاءِ

ذُرِّيَةٌ صَلُحَتْ، وَفازَ مُعِدُّها

بَهُدى رِجَالٍ قُدْوَةٍ وَنِسَاءِ

وَكَذاكَ رَبُّكَ إنْ يُكَرِّمْ مُؤمِناً

يَمْنُنْ عَلَيهِ بِصالِحِ الأبْناءِ

فَهُمُ الفُرُوعُ لأصْلِ خَيْرٍ ثَابِتٍ

يَبْقَونَ ذِكْراً دَائِمَ الأصْداءِ

وَلَئِنْ أماتَ الدَّاءُ شَهماً عادِلا

ذُرِفَتْ عَلَيهِ مَدامِعُ الشُّعراءِ

فَلَقَدْ بَكَتْ «عَلْماتُ» يَومَ رحِيلِهِ

وتَجَلْبَبَتْ بِعَبَاءَةٍ سَوداءِ

وّهُوَ الذي قدْ كانَ يَعْشَقُ أرْضَها

كَرَماً، وَإيناساً، وَطِيبَ هَواءِ

في مَوْقِعٍ فَرَعَ النُّجُومَ تَّعالِياً

لَكَأَنَّها قَدْ عُلِّقَتْ بِسَماءِ

هِيَ مِنْ جُبَيلَ حِمى التَّعايُشِ والأُلى

طَبَعُوا على التَّاريخِ ذِكْرَ إباءِ

تَتَعانَقُ الأَدْيانُ في أرْجائِها

في هَدْأَةِ الأَسْحارِ والإمْساءِ

وَيَخالُ مَنْ يَغْشى ثَراها أنَّها

جُبِلَتْ بِطِينِ تَسامُحٍ وإخاءِ

فَيُقِيمُ بالتَّقْديسِ عَيْدَ قِيامَةٍ

وَيُسَرُّ بالمِعْراجِ والإسْراءِ

فارْقُدْ قَريرَ العَيْنِ يا «أبا ياسرٍ»

في جَنَّةٍ مَمْدُودةٍ الأَفْياء

سَتَظَلُ في الوِجْدانِ ذِكْراً عاطِراً

هُوَ بَعْدَ فَقْدِكَ بَاتَ خَيْرَ عَزاءِ

وأهْنَأ بِقَبْرٍ يَسْتَظِلُّ بِمَسْجِدٍ

بِجِوارِ أهْلٍ خُلَّصٍ نُسَبَاءِ

وَإلَيْكَ فاتِحَةَ الكِتابِ نُعِيدُها

مَشْفُوعَةً بِتَرَحُّمٍ وَرَجَاءِ

الهوامش:

جاء في ورقة النعي من خلال الصحف ما يلي أولاده: ياسر والمهندس ماهر، أشقاؤه: النائب السابق الدكتور محمود عوّاد، والمرحومون: الحاج علي والحاج حسن والحاج وجيه، والحاج حيدر، والحاج الدكتور جعفر والمرحومة الحاجة خديجة أرملة المرحوم الحاج نجيب عوّاد. أصهرته: الدكتور محمد عواد، الدكتور صلاح شبّر، المهندس علي الدرسا، صُلّيّ على جثمانه الطاهر في مسجد الإمام زين العابدين(ع)، في الغبيري عصر يوم الخميس الموافق 20 شباط 2014م. حيث دفن في باحة المسجد الآنف الذكر إلى جانب والديه وأشقائه الكرام.

إشارة إلى المرحوم والده الحاج إبراهيم عوّاد، الذي بنى مسجد الإمام زين العابدين(ع)، في الغبيري، وشقيقته المرحومة الحاجة خديجة أرملة المرحوم الحاج نجيب عوّاد التي بنت مسجداً في بلدتها علمات.

 

إشارة إلى قيام المرحوم والد الفقيد الحاج إبراهيم عوّاد ببناء منزل في النّجف الأشرف في منطقة الجديدة (خان المخضر) سكنه العلماء: العلاّمة الشيخ حسين عوّاد، العلاّمة الشيخ حسن الشيخ حسين عوّاد، الشيخ حمزة اليحفوفي، الشيخ محمد مراد، العلاّمة الشيخ يوسف محمد عمرو وغيرهم من العلماء الإجلاء. ويسكن هذا المنزل في أيامنا هذه السيد ابراهيم نور الدين. كما ساهمM أيضاً في بناء غرفتين في المدرسة العامليّة اللبنانيّة في النّجف الأشرف برعاية وولاية آية الله الشيخ محمد تقي الفقيه{.