ذكرى المرحوم السيد بهيج سليم اللقيس

04/07/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

عصر يوم السبت الواقع في أوّل شباط 2014م. أقام آل اللقيس في مدينة جبيل في قاعة الميناتو ـ جبيل، ذكرى أربعين وفاة عميدهم المرحوم بهيج سليم اللقيس. حضرها جمع كبير من وجهاء المدينة وأصدقاء العائلة. كانت البداية قراءة ما تيسر من القرآن الكريم لفضيلة الشيخ شادي الشيخ ثم قدّم الخطباء الأستاذ طلال زين الدين مُثنياً على حياة الفقيد وسيرته. ثُمّ تكلم قاضي جبيل الشرعي الجعفري الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو عن مزايا الراحل الكبير وسيرته الوطنيّة، وعن رفضه لما قامت به دائرة الأوقاف في جبل لبنان من تحويل أوقاف مدينة جبيل القديمة من وقف إسلام جامع جبيل إلى وقف الطائفة الإسلاميّة السنيّة. وقد كلّفه هذا الموقف مع أسرته الكثير من المرافعات في المحاكم ذات الإختصاص والكثير من الجُهد والمال.

وهذا إن دلّ فإنما يدلُّ على وطنيته وإيمانه بالوحدة الإسلاميّة. كما أشار إلى أنّ الخلاف بين السُنّة والشيعة هو خلاف علمي يرجع إلى قضايا علميّة تعود إلى علوم أصول الفقه والحديث والرجال والتفسير والكلام والنحو. فالخلاف ما بين الشيعة والسُنّة في الوضوء راجع إلى الخلافات في مدارس علم النحو. وهكذا سائر الخلافات العلميّة. ولكن أهل السياسة أقحموا السياسة في هذه الخلافات وجعلوا من هذه القضايا العلميّة خلافات تؤدي إلى تكفير المسلمين لبعضهم البعض.

ثُمّ تكلّم رئيس بلدية جبيل الأستاذ زياد الحوّاط مُثنياً على الراحل الكبير وعلى العيش المشترك والوحدة الوطنيّة في مدينة جبيل والتي إمتاز بها الأجداد والاباء والأبناء. تلاه الأستاذ عدنان حيدر عوّاد الذي تكلم عن خواطره الطيبة نحو الراحل الكبير. ثُمّ ألقى ولده المحامي الأستاذ محمد نديم اللقيس قصيدة من ثمانية عشر بيتاً جاء في خاتمتها قوله:

أَكملتَ نهجاً للسَّليمِ(1) عمادُه

صُنتَ العهود بحكمةٍ، وتفاني

هذا عطاؤكَ قد تفاوح مِسكهُ

في الخلد دمت، برحمة الرحمنِ»].

وكانت كلمة العائلة لولده الأستاذ عمر اللقيس ومما جاء فيها قوله:«ها نحن عائلتك والأحفاد، ها هم الأصدقاء والمحبون الّذين أحببت الجلوس معهم. ها هم أبناء جبيل الّذين وقفت معهم في السراء والضراء معنا في هذه الذكرى يقفون.

بهيج اللقيس في ذكراه نتذكر مواطناً جبيلياً وقف مع أهله في إدارة أوقاف جبيل، فبنى محلات تجاريّة ومركزاً إجتماعياً استكمل من قبل إمام جبيل الشيخ غسّان اللقيس. وحافظ على هذا الإرث الذي بناه الأجداد منذ العهد العثماني فاستمر هذا الإمتداد حتى جاءت فئة غريبة وضعت يدها، إلاّ أنّ القوانين والمحاكم أعادت الحقوق إلى أصحابها في جبيل غرفة الرئيس عجاقة. وجاء حكم التمييز في 22/10/2013م. غرفة الرئيس طقوش ليؤكد نزاهة القضاء بفضل عهد الرئيس العماد ميشال سليمان. وبفضل جهود رئيس بلدية جبيل الأستاذ زياد الحوّاط، الذي تعهد في جولته الإنتخابيّة لمركز رئاسة بلدية جبيل أن هذه البقعة الحساسة من مدينة جبيل ستعود إلى أهلها وأصحابها. نعم لقد عادت وتحقق الحلم الذي أحببته أن يتحقق وكنت في كل يوم تسألني وتسأل اين أصبحت هذه المحاكمات؟

فالقوانين سيّدة المواقف، وبها تستعاد أمور الدولة ويعود الحق إلى أصحابه». ثُمّ ختم كلامه بشكر جميع من واساهم بالعزاء من نواب سابقين، وحاليين وجميع الفعاليات الأمنيّة والسياسيّة والروحيّة وجميع الأهل والأصدقاء والزملاء. مقدماً إلى روح والده هذه الأبيات:

أُجدْدُ ذَرَفَ دمعي كُلَّ يَومٍ

ولو جاوزتُ في الأيام نوحا

أبي الوطنيِّ يا أوفى وفيّ

فقدت بفقدك الحبَّ الصحيحا

مللت من الحياة فرحت قبلي

وكنت أُود قبلك أن أروحا

شبيهك زاد إيماناً وعزماً

فإنّك تؤأمي قلباً وروحاً».