إليك يا ولدي

04/07/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم الحاجة نمرة حيدر أحمد(1)

رسالة الى الشهيد عبد الله عدنان الحيدري من أمّه بعد مضي عشرة أشهر على استشهاده

ناداك الواجب يا ولدي صادحاً مدوياً، فلبيت النداء دون تخاذل أو وجل، ورحلت في فجر يوم كئيب قبل أن اتنشق شذا شبابك وارتوي من حنانك وضمك بين أضلعي وجفني.

رحلت ولم تعد، وتركتني فريسة الاحزان، قطفت من حديقة عمري ورود الأمل والسّعادة التي رويتُها بالاحلام وادخرتُها ليوم زفافك.

لم تترك لي يا حبيبي أية وردة. لقد اقتلعتها من روضة روحي فخلّفت مساحات عمري جرداء قاحلة تبحث عن ظلال تحميها من قسوة الزمن ومرارة الأيام، فلم أجد سوى قبرك ملجأ ألوذ به لإطفاء نار الشوق التي تتآكلني، ولأرسم شكلاً لحياتي التي لم يعد لها طعم ولا لون من بعدك.

عشرة أشهر مضت كرفّة جفن، وجرح فراقك يتسع ويتسع في قلبي فيدميه ألماً وحزناً.

قل لي يا حبيبي كيف أنساك وحبك يسري في شراييني مشكلاً نبض حياتي وسويعات العمر؟

قل لي كيف السبيل لأشعر بلذة الحياة من جديد؟

باركك الله يا ولدي. أيها البطل المغوار وأسكنك فسيح جناته مع أوليائه الصّالحين فكما كنت الهبة التي انارت بالفرح عمري، كنت الفخر والعزّ الذي علا جبيني.

سامحني يا ولدي إن صرخت يوماً في وجهك أو عاقبتك على تصرف أفرحك وأتعبني بغية تأديبك.

سامحني إن نظرت إليك نظرة غضب أخافتك وأرعبتك وجعلت عينك تدمع.

كنت أدّخرك لشيخوختي، ولكنّك أورثتني ألم رحيلك باكراً قبل أن أورثك همّ عجزي.

هنيئاً لك يا عبدالله أنعم يا قرّة عيني بحمى الحسينQ، وبركة الحوراء زينب، ورضى مولاتي الزهراءO. فأنت بينهم أكثر أمناً وأماناً وسعادة.

والدك مُشتاق إليك لقد أُرهِقَ قبل أن يغزوه العمر، وادمى قلبه الحزن.

وبات قبرك مزاره عندما يعصف به الحنين، ويفتقدك بين أقرانك وأولاد عمومتك.

عندما تشعر يا حبيبي بطراوة قبرك وبنغم حزين يخرق جدار ضريحك فاعلم أنها دموع عينيه التي سالت حباً وشوقاً وصوته تالياً للقرآن إيماناً واحتسابًا وصبراً.

سلام عليك يا ولدي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً.

الهوامش:

ـ المربيّة الحاجة نمرة حيدر أحمد (أم مصطفى)، تكون عمة والدة الشهيد عبدالله عدنان الحيدري.