كلمة وداع

14/7/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

المهندس محمود طالب علاّم

لا بُدّ لي أن أنشد الحكمة، وأرصد الغالي من الكلمات، عندما أرغب في إستذكار علم شامخ، راسخ من ربوع بلادي...!

...ساعة يبزغ طيفه السامي في خيالي، ويبلغ الشوق أقصاه، تشتدُ الصعوبة في إختيار المنمق والجميل من الصور الكثيرة المتحشرجة في الذاكرة عن ذاك المُقتحم لمعظم قلوب النّاس وأفئدتهم أصدقاء كانوا أم خصوماً، في بلاد الصمود والتاريخ: جبيل وفتوح كسروان.

أدرك المعرفة والقانون بحب وشغف فعلم ثنايا المرافعات والمقاضاة، وتملك جرأة الدفاع عن حق المظلومين، كما تملك روحية النصوص وليس الظاهر منها، فبدا مدرسة في القانون يتخذ أحكامه بعد عمق دراسة، مستنداً إلى طهر النفوس التي أوصانا الله(جل ثناؤه) بالحق، الإقتصاص منها، فلم يخذله الخالق العظيم، بما اقترفت يداه...! إن شاء الله.

كلمات، مواقف وقرارات كثيرة إمتاز بها ذلك الفذ المتوقد، لم ينهر أحداً ممن سأل ببابه، ولم يقهر يتيماً أو محتاجاً، كما لم يُسرف بصمته حين يناديه الحديث عن نعمة الله وعطائه، فكان الوقار سِمةً لا تفارقه، والوسامة والأناقة رواسخ على هامته، مقبل في الخير، مقل في التواري، يعطيك عزماً في الملمات ويحد من تسلطك في الزاعقات، فتبدو في لقائه متربصاً، مستمعاً، سائلاً، أمام مُعلمٍ يعلّم ما قد تهمس به في سرّك..أو تتوجس القيام به فيأتيك بروايةٍ تلامس خباياك، وتبلسم تقرحات الزمن فيك...!

معلمُ...أستاذُ...رئيسٌ، ذلك هو أديب شحاده علاّم، حقق مجدهُ بذاته دون مِنة أو إرث ثمين، وأسلم الروح بعد أن أعطى النموذج لإنسان مؤمن، مجتهد، صادق، صبور، أسكنه الله فسيح جنانه وأورفه سُدرة المنتهى.

22/5/2011م.