الرئيس الحاج عبد الله حمود ناصر علم من أعلام لبنان

3/11/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

عرفت الرئيس الحاج عبد الله حمود ناصر والمرحوم والده حمود أفندي ناصر وآل ناصر الكرام في قرية الحصين، من خلال ما كنت أسمعه من المرحوم والدي الحاج محمد جعفر عمرو وسائر شيوخ آل عمرو في قريتي المعيصرة من ثناء عليه وعلى أشقائه وعلى المرحوم والدهم حيث حافظوا بمواقفهم على الوحدة الوطنيّة وعلى إفشاء المحبة والوئام بين أبناء قرى الفتوح وبلاد جبيل في فتنة عام 1958م. وفي الإنقلاب العسكريّ الفاشل الذي حصل في أوائل عام 1961م.

وأوّل لقاء مع الرئيس ناصر كان في منزله القديم قرب المحكمة العسكريّة في بيروت في بناية جوزف زوين عام 1968م. في إستشارة قانونيّة له. وتوالت زياراتي له بعدها في مناسبات عديدة في منزله الآنف الذكر أو في منزله في بلدته الحصين.

والإنطباع الذهني عن شخصيّة الرئيس ناصر الذي كنت أحفظه له هو: أنّ صمته كان صمت الحكماء، وكلامه كان كلام أهل الخبرة، وأن مجالسته تزيد المرء معرفة على معرفة.

وكان رسوله إليّ في بعض السنوات الحاج حسين إبراهيم الحلاّني الذي كان يضمر للرئيس ناصر المحبة والإخلاص، ويضمر لي المحبة والعطف والحنان.

وبعد عودتي مع عائلتي الصغيرة هرباً من المخابرات العراقيّة في أواخر عام 1978م. إلى قريتي المعيصرة خصصَّ لي(رحمه الله تعالى)، هدية شهريّة صغيرة كان يقدمها لي بواسطة نجله الأستاذ فادي كمساعدة لي على شظف العيش وللتبليغ الدينيّ في قرى المعيصرة وزيتون والحصين.

وعندما وفقني الله تعالى لأخذ مخصصات شهريّة من آية الله العظمى السيّد فضل الله{، ومن المجلس الإسلاميّ الشيعي الأعلى ومن تجمع العلماء المسلمين في لبنان قمت بتقديم إعتذار له عن عدم قبول تلك الهدية الصغيرة لأنّ الله عزّ وجل قد أغناني عن ذلك وهو أرحم الراحمين.. وهكذا كان.

كما عرفت عنه(رحمه الله تعالى) إهتمامه ببناء جامع بلدته الحصين، وجامع بلدة لاسا في أعالي جرود جبيل، وجامع قرية الحصون في منطقة وادي علمات من خلال توجيه صديقه المرحوم حسين منصور نائب زحله والبقاع الغربي ورئيس مجلس إدارة بنك بيروت الرياض للعناية بتلك المساجد.

وبعد قراءتي لسيرة حياته التي أوردها بإيجاز الصحافي السيّد عليّ الموسويّ وولده الأستاذ فادي ناصر وما كتبه عنه صديقه الرئيس حسن رضا الحاج في هذا الملحق. وبعد إطلاعي على كتاب: «الدعوى العامّة أمام الهيئة الإتهاميّة» للراحل الكبير إزداد إعجابي بشخصية هذا العالم القانونيّ والعلم الشامخ والطود الراسخ في إيمانه بالله تعالى وبالإسلام وبحقوق الإنسان وبالمعرفة العلميّة.

كما لمست إهتمامه بالهموم الجُبيليّة من خلال توقيعه الوثيقة الأولى للجنة المتابعة لبلاد جبيل مع صديقيه الرئيس أديب علاّم والرئيس وفيق الحساميّ وسائر الأعلام من مؤسسي لجنة المتابعة في يوم الجمعة 27 شباط 1976م، في منزل الرئيس علاّم في عين الدلبة. والتي تكلّمنا عنها في العدد الرابع ص:87 من هذه المجلة. كما لمست إهتمامه بهموم بلاد جبيل والفتوح من خلال ما تقدّم من ذكريات أصدقائه وأرحامه في هذا الملف. ومن خلال إهتمامه بقريته الحصين خلال خمسين عاماَ. 

لذلك أطلب من أبناء الراحل الكبير ومن زملائه الكرام ومن رئاسة جامعة القديس يوسف في بيروت، ورئاسة الجامعة اللبنانيّة في بيروت، ومن طلابه القدامى في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانيّة ومن نقابة المحاميّن في لبنان ومن رئاسة المجلس الإسلاميّ الشيعي الأعلى في لبنان وممن يهمه الأمر عقد مؤتمر حقوقي خاص بإسم الراحل الكبير. وتخصيص كرسيّ في كلية الحقوق بجامعة القديس يوسف في بيروت، بإسمه بصفته من طلابها وخريجيها، وتخصيص كرسي في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانيّة ـ الفرع الأوّل، بإسمه بصفته من أساتذتها الأوائل.

كما أعلن بإسمي وإسم هيئة تحرير مجلة «إطلالة جُبيليّة» عن إستعدادنا لمساعدة أي طالب أو باحث يكتب أطروحة عن الرئيس الحاج عبد الله حمود ناصر بتقديم المصادر العلميّة المطلوبة له وعن مساعدتنا له في طباعة هذه الأطروحة وتصحيحها والإشراف عليها، بالتعاون مع أبناء الراحل الكبير حتى نستطيع بذلك من وفاء حقه علينا كعلم شامخ من أعلام لبنان في العلم والمعرفة.