الرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى فيليب خير الله وذكرياته عن الرئيس عبد الله ناصر

3/11/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

يُدوزن الرئيس أول لمحكمة التمييز شرفاً، ورئيس سابق لمجلس القضاء الأعلى القاضي فيليب خير الله «كلماته»، يعيد صياغة «نوتاته القضائية»، فالمعزوفة القضائية اليوم هي لقاضٍ عريق قاض له إنجازاته في ميدان القضاء»، وبالتالي فكلمات اللحن يجب أن تليق بمن يجري الكلام عنه، في منزله في إنطلياس يجلس القاضي خير الله، يحاول أن يتذكر بعضا من لحظات «رغم قلتها»، جمعته بالقاضي عبد الله ناصر، تكاد أن تخونه الذاكرة، أو حريا بنا القول، «تكاد أن تتجذر الكلمات، وهي تتحدث وإن بإقتضاب عن  رجل قانون، ألِف منصبه، وألفته المناصب، «لقد كان على قدر عزيمة قانونية، قدر ما كان على قدر عزيمة الصداقة».

بحنو يقول «لم أكن أعرف عبد الله ناصر، عندما تخرجت من معهد الحقوق سنة 1954، كان ناصر قاضياً في زحلة، وبعد أن مارست المحاماة لسنوات سبع دخلت السلك القضائي في بداية سنة  1962 وبصفتي هذه بدأت ألتقي الرئيس ناصر»...

القاضي فيليب خير الله

يسترسل خير الله في كلامه، ينبش بين جدارية الذاكرة عن بعض مما عرفه عن قاض «مميزا بكل ما تتضمنه الكلمة من تفاصيل»، «شغل مناصب قضائيّة عدّة ختمها برئيس لديوان المحاسبة، ليتقاعد بعدها»، يقول خير الله وهو الذي يفخر بما قدمه «عبد الله للقضاء، إذ كان محط انظار السلطات القضائية»، نهل من نبع القضاء، وتجرع منه جرعات «جعلته محط ثقة كانت الطاقة التي أدخلته الى كثير من مهام كُلف بها، مهام تُضاف الى عمله في رئاسة المحاكم».

 

بشغف، ربما بعين القارئ للتاريخ يقرأ خير الله بعضاً من كتاب ناصر فهو حين يقول «قام بتحسين وضع القضاء، إهتمَّ بصندوق تعاضد القضاة الذي ترأسه لفترة طويلة من الزمن»، فإنه يضيء صفحة عزٍّ من صفحات ناصر صفحة إزدهرت مع «ولادة هذا الصندوق، الذي كان خطوة جبَارة ومهمة بالنسبة للقضاة، لأنه يؤمن لهم الطبابة والمساعدات المدرسية، بالإضافة الى منح دورية يقدمها لهم»...

يتوقف الكلام، يفوح الصمت الذي يحمل خير الله بعيدا الى حيث جمعهما التقاعد في مكان واحد «لم نلتق معاً طيلة عملنا في السلك القضائي، ولكن المجلس الأعلى للتحكيم جمعنا، كنا أعضاء تحت كنفه، إذ بقي ناصر فيه الى أن وافته المنية»...تنتفض الدمعة من عليائها، لتولد عند رجل لبس لبوس القضاء بكل ألوانه، لم يبخل يوما «على القضاء الذي تمازج وإتحد معه، وهذا سر تميزه يقول خير الله «إذ كان محط انظار الدولة، التي دوماً تختاره لتولّي مناصب ومراكز حساسة ودقيقة، بل كان إسمه المفضل لديها»..وهنا تتوقف حلقة الكلمات عند خيرالله ليفصح عن سر تألق ناصر إذ يشير «علمه ودراسته وحكمته وأخلاقه، وهذه كانت حلقة نجاح القاضي المبدع المتميز»...

يتجرع خيرالله بعضاً مما تركه ناصر، فينبس كلمات في «كتاب ناصر ومؤلفاته»، يتوقف عند صفحة مؤلفاته ليقول» لم يبخل ناصر على القضاء الذي أغناه بكتابات ومؤلفات وضعها، كان خلاصة عمله القضائي، وخبرته الطويلة ومن بينها كتاب عن الهيئة الإتهامية التي ترأسها لفترة من الزمن».

 

المرحوم الرئيس عبد الله حمود ناصر إبن بلدة الحصين في فتوح كسروان وصديقه الرئيس فيليب فياض خير الله إبن بلدة زيتون في فتوح كسروان هما علمان من أعلام القضاء في لبنان. تركا لأبناء الفتوح ولبنان إِرثاً كبيراً من العلوم القانونيّة والنزاهة في الحكم والإخلاص دون تمييز بين مواطن وآخر. كما كانا المرجع الصالح لأبناء الفتوح وكسروان وبلاد جبيل في المعضلات.(رئيس التحرير).

أجرى الحوار: (علي الموسويّ ورنا جونيّ)