بين يدي الذكرى

16/2/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

مساء يوم السبت الواقع في 13 تشرين الثاني 2011م. أحيّت عائلة آل أبي حيدر وأصدقاء الراحل الكبير الذكرى السنويّة الأولى لوفاة المرحوم الأستاذ عبد العزيز بك أبي حيدر، في صالة «أنطش مار يوحنا مرقس» في جبيل حضرها حشد من الشخصيات الدينيّة والسياسيّة والإجتماعيّة يتقدمهم: العلاّمة السيّد عليّ فضل الله، ممثل البطريرك مار بشار بطرس الراعي الخوري عبدو أبو كسم، قاضي جبيل الشرعيّ الجعفريّ الشيخ الدكتور يوسف محمد عمرو، النائب الحاج عبّاس هاشم، قائمقام جبيل بالتكليف السيّدة نجوى سويدان حرب، رئيس بلدية جبيل الأستاذ زياد حوّاط، المحامي جان حوّاط، إمام المركز الإسلاميّ في جبيل الشيخ غسّان اللقيس، الشيخ الدكتور أحمد قيس، الدكتور رباح أبي حيدر، الدكتور جوزيف الشاميّ، العميد نديم حمدان، العميد علي أبي ناصيف، العميد عدنان سعيد رئيس جهاز أمن الدولة في جبل لبنان، الدكتور جورج سعيد، المهندس حسين عبد علي ضاهر، المهندس عدنان حسين ضاهر، المهندس عباس محمد أبي حيدر، الشيخ محمود حيدر أحمد، الحاج حسين أسعد ممثل مؤسسة العلاّمة المرجع السيّد مُحمّد حسين فضل الله(قده)، الأستاذ كميل حيدر أحمد، الأستاذ فادي حيدر، الحاج إبراهيم خزعل، الأستاذ أحمد مشرف، الدكتور حسن حيدر أحمد المحامي مشهور حيدر أحمد وحشد من الأصدقاء.

بداية مع آي من الذكر الحكيم  للقارئ الحاج هشام الحلاّني، ثمّ النشيد الوطني اللبنانيّ، قدّم الخطباء الدكتور صادق برق، ثُمّ كانت كلمات لكلِّ من النائب الحاج عبّاس هاشم، الدكتور محمد نديم الجسر، رئيس بلدية جبيل زياد حوّاط، وقد أشادت الكلمات بمزايا الراحل ومناقبيّته.

كلمة عريف الإحتفال

المهندس الدكتور صادق حسين برق(1)

في مستهل حفل التأبين للراحل الكبير عبد العزيز بك أبي حيدر(رحمه الله تعالى)، لا يسعني إلاّ أن أعتذر عن ما يمكن للساني أن يُقصّر في سرد مزايا الراحل الكبير لما لموقع هذا الإنسان التاريخي في المحيط الذي خدم النّاس به. وللتعريف بالقليل من مزايا هذه القيمة التاريخيّة وبإيجاز مطلق أقول:

عبد العزيز محمد حمد أبي حيدر هو الوريث لعائلة عرفت السياسة ومارستها منذ عهد المتصرفيّة في مجلس إدارتها إلى الإنتداب ومن ثم أيام الإستقلال. ولد الراحل في 23 شباط سنة 1923م. التحق بمدارس المقاصد والحكمة وتخرّج من جامعة القديس يوسف ـ كلية الحقوق.

بدأ حياته العملية كمساعد قضائي وبفضل نزاهته وتميزه ومثابرته على الدراسة نجح في وظيفة قائمقام وَعُيِّنَ في حلبا عكار ثُمَّ قائمقاماً في جب جنين البقاع الغربيِّ ثُمَّ قائمقاماً أوّلاً في زحلة وأمين سر محافظة البقاع ثُمّ نقل إلى طرابلس كقائمقام أول وأمين سر محافظة الشمال كما إنتدب كقائمقام في الكورة وفي بشري وإستقرَّ في طرابلس كأمين سر لمحافظة الشمال وأخيراً بالتوكيل مارس مهماته كمحافظ للشمال وتقاعد في العام 1981م. ولكنه لم يتقاعد عن الشأن العام فكان مؤسساً للرابطة الثقافيّة في جبيل ومن ثُمّ رئيسها منذ نشأتها لغاية إسلام الروح إلى خالقها عندما وافته المنية(رحمه الله تعالى).

من خلال رفقتي له وإفادتي من علمه وحكمته لا يسعني في الوقت القليل الممكن خلال هذا الحفل إلا تعداد القليل من المزايا التي إمتاز بها هذا الشخص الذي يمكن وصفه بالتالي: نظافة الكف، عدم إِستعمال المنصب في سبيل الخاص، البعد عن التعصب الطائفيّ. كان(رحمه الله تعالى) سياسياً مُحنّكاً يُنفِّذُ ما يمليه عليه ضميره دون محسوبيات والأهم في هذا لم يكن عنده حقد وخلافات، خفة الظل، سرعة البديهة، كثير العطاء، التلذذ بالقدرة على المساعدة والنصح لوجه الله تعالى، عنيداً وجباراً في سبيل الحقِّ، رجل أبيٌّ وحر ومؤمن.

كما لا يسعني سوى تعداد القليل من الأقوال التي كان يرددها على مسمعي: المرءُ بأصغريه قلبه ولسانه

سلامة الإنسان بحلاوة اللسان، من أطاع غضبه ضاع أدبه، من السهل جداً أن يحترمك النّاس ولكن من الصعب جداً أن تحترم نفسك فأنت العالم الأكبر بالسرِّ والعلن.

ولكم كنت فرحاً سعيداً معه في رضاه عن مسيرته في حبِّ النّاس وخدمتهم.. ومن جهتي لا يسعني القول في صديقي عبد العزيز بك أبي حيدر إلا أن أقول: أنَّ جميع الظلام في الدُنيا لا يستطيع أن يخفي شمعة مضيئة.. وسيرة عبد العزيز بك أبي حيدر شمعة مُضيئةٌ لكل مخلص مؤمن وصادق.

 كلمة المهندس الدكتور صادق حسين برق، في صالة أنطش مار يوحنا مرقس  جبيل في 13 تشرين الثُاني 2011م.