مع العقيد المتقاعد الحاج كامل محمد حمد أبي حيدر

16/2/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

العقيد المتقاعد في قوى الأمن الداخلي الحاج كامل مُحمّد حمد أبي حيدر مواليد قرية الحصون في 25 كانون الأوّل 1926م. رجلٌ ناهز الثمانين من العمر قضاها في خدمة الوطن والمحافظة على القيم الوطنيّة والقوانين المرعيّة الإجراء. والمحافظة على العيش المشترك والدعوة للوحدة الوطنيّة. بل أنّ أبناء بلدته الحصون والقرى المجاورة لها في بلاد جبيل من مسيحيين ومسلمين يشهدون له ولأشقائه المرحوم الأستاذ حسين والمرحوم عبد العزيز بك بالوطنيّة والإستقامة في الحياة. حيث كان منزلهم في مزرعة سقي فرحت ـ الحصون ـ قضاء جبيل. مرجعاً للعائلات الإسلاميّة والمسيحيّة عند الشدائد والمصاعب التي عصفت بالوطن العزيز. وَمُلتقى للعائلات الوائليّة في الفتوح وبلاد جبيل(2) وللأصدقاء وللتشاور في أعمال البرِّ والإحسان.

وقد قصدنا الحاج كامل «أبو فادي» عصر يوم الثلاثاء في منزله في حارة حريك في الثالث من شهر كانون الثانيّ عام 2012م. لطرح بعض الأسئلة عليه حول شقيقه المرحوم الأستاذ عبد العزيز بك أبي حيدر، وحول الآباء والأجداد والأحفاد والأشقاء والشقيقات والذكريات فكانت هذه المقابلة التي نلّخصها بما يلي:

ـ الأستاذ عبد العزيز بن محمد بن حمد بن عليِّ بن الحاج سعيفان آل سليمان أبي حيدر الوائليّ. مواليد سقي فرحت ـ الحصون عام 1923م.

والدته: الحاجة زمزم إبنة المرحوم الأفندي محمد الحاج محسن آل أبي حيدر.

كان المرحوم والدهما محمد حمد آل أبي حيدر كاتب عدل المنيطرة في بلاد جبيل، وجدهما لأمهما المرحوم مُحمّد الحاج محسن آل أبي حيدر يمثلان وادي علمات وبلاد جبيل في أوائل القرن العشرين إلى أن عصفت بهذا البيت الكريم رياح المستعمر الأفرنسي حيث اعتقل المستعمر الأفندي محمد الحاج محسن وبعض زملائه من أعضاء مجلس متصرفيّة جبل لبنان في صوفر أواخر عام 1918م، أو في أوائل عام 1919م. ونفوهم إلى جزيرة سردينيا الفرنسيّة بسبب ميولهم العربيّة الوحدويّة مع الشريف فيصل بن الحسين أمير سوريا آنذاك. وقد أصاب مُحمّداً ثماني سنوات(3).

ـ في الثلاثينيات من القرن الماضي توفى الله تعالى المرحوم والدهما فتكفل هذه الأُسرة الشقيق الأكبر المرحوم الأستاذ حسين وإستأجر لشقيقيه: عبد العزيز وكامل شقة صغيرة في بناية المرحوم علي حرب في منطقة حي السريان ـ الأشرفيّة قرب مستشفى أوتيل ديو ـ بيروت حيث كانت والدتهما الحاجة زمزم تزورهما وتمكث معهما مدّة (رحمها الله تعالى).

ـ دراستهما الإبتدائيّة والمتوسطة كانت في ثانوية المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في محلة الحرش. مقابل مستشفى البربير. ودراستهما الثانوية كانت في ثانوية الحكمة في الأشرفيّة ـ بيروت. وبعد نجاح الأستاذ عبد العزيز في البكالوريا القسم الثاني تقدَّم لوظيفة مساعد قضائي ففاز بها. إذ كان يمارس عمله في قصر العدل القديم في بيروت ويتابع دراسته للحقوق في كلية الحقوق في جامعة القديس يوسف في بيروت.

ـ وبعد نجاحه في الحقوق تقدّم لوظيفة قائمقام، ففاز بها فوضعت ملفات الفائزين في تلك الدورة أمام الرئيس فؤاد شهاب فتقدّم الوزراء وأهل السياسة والشأن آنذاك من الرئيس شهاب وطلبوا منه الإهتمام بملفات الفائزين العائدة إلى توجهاتهم السياسيّة ولم يبق على مكتبه إلاّ ملف واحد وهو للأستاذ عبد العزيز!.

فتعجب الرئيس شهاب من ذلك؟. وقال لهم: لمن هذا الملف؟. ومن صاحبه الذي أعرضتم عنه؟ فقالوا: لا نعرفه.

أمام هذا الأمر، طلب الرئيس شهاب من مستشاره الخاص دراسة ذلك الملف وإعطاء الرأي به حسب الأصول؟. وقد أجاب ذلك المستشار بعد ذلك قائلاً: أنَّ الملف الذي درسته هو كالذهب الأبريز ولا غُبارَ عليه. عندها قرر الرئيس فؤاد شهاب تبنيّ ملف الأستاذ عبد العزيز، وهكذا كان حيث عُيّنَ في البدء قائمقاماً في عكار ومن ثُمّ في البقاع الغربيّ ومن ثُمَّ قائمقاماً أول في قضاء زحلة وأمين سر محافظ البقاع وبعدها إلى أمين سر محافظ طرابلس والشمال حيث بقي يشغل هذا المنصب إلى بلوغه سن التقاعد عام 1981م. تقريباً. وقد إنتدب أثناء عمله في أحيان كثيرة لشغل وظيفة محافظ طرابلس وشمال لبنان بالوكالة.

كان من صفاته وميزاته(رحمه الله تعالى) الصدق وعدم تجاوز صلاحياته كما كان يفعل الكثير من المسؤولين في الدولة اللبنانيّة أيام الأحداث.

كما كان في القضايا التي تُعرض عليه ناصراً ومعيناً للضعيف وإلى جانبه حتى يُعطيه حقه.

ـ وأمّا عن الأعمام والعمات فلم يكن للمرحوم والدنا أشقاء وشقيقات.

ـ وأمّا عن الأخوال وهم أشقاء المرحومة الوالدة الحاجة زمزم محمد أفندي الحاج محسن أبي حيدر. إذ كانت(رحمها الله تعالى) البنت الوحيدة التي لم يرزق جدنا سواها.

وأشقاؤها من والدها ووالدتها المرحومة خديجة نون هم: المرحوم الحاج عبد الحميد وكان مختاراً لقرية الحصون. 2) المرحوم الحاج علي وكان شرطياً متقاعداً. 3) المرحوم عبد العزيز وكان شرطياً وقد توفيّ أعزب وهو إبن ثلاثة وعشرين عاماً.

وأشقاء المرحومة والدتي من والدها ومن خالتها المرحومة زينب شمص هم:4) المرحوم الأستاذ حسين وكان يشغل منصب مساعد قضائي كما شغل في آخر حياته منصب مختار الحصون قبل شقيقه المرحوم الحاج عبد الحميد.5) المرحوم شبلي.6) المرحوم حسن وقد عمل في سلك قوى الأمن الداخلي. وجميعهم تزوجوا وأعقبوا عدا المرحوم خالنا عبد العزيز فقد مات اعزب. 

ـ وأمّا عن أشقاء المرحوم الأستاذ عبد العزيز فهم:

أ ـ المرحوم الأستاذ الحاج حسين عمل في سلك التربيّة والتعليم في ملاك وزراة التربيّة حيث درَّس لعام واحد في مدرسة لاسا الرسميّة ثُمّ إنتقل بعدها إلى مدرسة الحصون الرسميّة في الأربعينيات من القرن الماضي ولغاية بلوغه سن التقاعد في أواخر الستينيات. تزوج بالمرحومة الحاجة مريم نجيب عمرو ولم يرزقهما الله بالأولاد.

ب ـ المرحوم علي رضا توفاه الله تعالى اعزب.

ج ـ المرحوم الحاج حمد كان يعمل في الزراعة والإهتمام بعقاراته وعقارات أشقائه تزوج من إبنة خاله السيدة منيرة حسن محسن أبي حيدر ورزقه الله تعالى منها: 1) محمد وهو يعمل أمين صندوق بنك عوده ـ فرع جبيل. متزوج من السيدة سلوى شبلي محسن أبي حيدر، ورزق منها بثلاثة ذكور وهم: نديم وعلاء وحمد.2) سامي وهو مؤهل متقاعد في قوى الأمن الداخليّ وكان يشغل منصب رئيس بلدية الحصون سابقاً. متزوج من السيدة إزدهار نزار أبي حيدر. ورزق منها: فراس (وناديا متأهلة من المهندس خضر قاروط) وهند ولمى.3) عصام وهو أستاذ سابق في الثانويّة التوجيهيّة ـ حارة حريك. متزوج من السيدة ريما نزار أبي حيدر وعنده منها: سارة ومحمد.4) وجدي وهو موظف في مصنع «كابلات لبنان» متزوج من السيدة هناء فايز محسن أبي حيدر وعنده منها: رشا وزهراء ويارا ومريم ومايا. 5) علي وهو مغترب في الولايات المتحدة الأمريكيّة عنده شركة مقاولات صغيرة في ولاية متشيغن. متزوج من السيدة ندى شقير ورزق منها بإبنتين هما: أميرة وآية.6) خديجة متزوجة من شمس الدين رعد وعندها منه: ربيع ورنا وعلي ومحمد وراغب. 7) ساميّة متزوجة من أحمد علي محسن أبي حيدر وعندها منه: علي ونور وغنى وجنى.

د ـ المرحوم الأستاذ عبد العزيز بك أبي حيدر متزوج من الحاجة رضوى مصطفى المرعبيّ وقد رزقه الله تعالى منها:1) المهندس محمد بلال.2) المهندس وائل.3) المهندس هنّاد.4) فاطمة سناء.5) والمهندسة هالة.6) والدكتورة هنيدة. وسوف نترك الكلام عنهم وتفاصيل ذلك لوالدتهم أطال الله تعالى بعمرها.

هـ ـ الحاج العقيد كامل وهو متزوج من الحاجة ليلى حسن محمد أفندي أبي حيدر وله منها:1) محمد فادي عنده طفلة واحدة من مطلقته الرومانيّة إسمها: ندى.2 ) عامر  متزوج من هالة خنافر. وعنده منها طفلة واحدة وإسمها: ليا. 3) منى وهي متزوجة من رجل الأعمال محمد حسين هاشم وعندها منه: كريم وجاد وهنادي. 4) المهندسة ندى متزوجة من وائل منذر وعندها منه طفلتان وهما: لين وليان.

هـ ـ الحاج نزار وهو يعمل في الزراعة في عقاراته الزراعيّة في مزرعة سقي فرحت ـ الحصون. متزوج من الحاجة زهيّة علي محمد أبي حيدر ورزقه الله تعالى منها بشابين وهما:1) علي وهو يعمل بالزراعة مع والده وهو متزوج من السيدة نعمت نصر الدين وعنده منها: وسيم ومريم. 2) محمد وهو يعمل في مصنع «كابلات لبنان» متزوج من السيدة زهراء حمزة شمص وعنده منها: نادر ونزار ونورا ونادين.

 

أجرى الحوار رئيس التحرير في الثالث من كانون الثاني 2012م.

العائلات الوائليّة في الفتوح وبلاد جبيل وهم: آل عمرو وفروعهم من آل كاظم ـ وآل المرجي في جبل عامل وفرعهم من آل حيدر. وآل رعد في سير الضنية. وآل مرعب وبعضهم مشهور بآل مرعي وآل مراد ـ وآل أبي حيدر ـ وآل قيس وفروعهم. وهم ينتمون إلى الشيخ أحمد الميس الوائليّ المهاجر من بلدة ميس الجبل إلى قرية الحصون في وادي علمات في القرن السابع عشر ميلادي تقريباً. وبعضهم يرّجح أنّه كان يعرف بالشيخ أبي حيدر النمس الذي تولى بلاد جبيل. كما ينتمي معظم آل عمرو في بلدة المعيصرة إلى الشيخ عمرو الواكد الوائليّ صاحب قرية قلع شمع قضاء صور والذي هاجر بعض بنيه وذريته إلى بلدة فتقا في الفتوح في القرن السابع عشر الميلادي تقريباً. ومن بعد مدّة ليست بالقصيرة هاجروا إلى المعيصرة واستوطنوها بعد إتفاقيّة جرت بينهم وبين المشايخ آل حبيش في المعيصرة حيث تبادلوا بينهم العقارات والأراضي فأعطوهم بلدة فتقا مقابل المعيصرة. كما ينتمي القسم الآخر من آل عمرو في المعيصرة إلى الشيخ أحمد الميس الوائليّ الذي إستوطن قرية الحصون. راجع التذكرة أو مذكرات قاضٍ للقاضي الشيخ يوسف محمد عمرو، الجزء الأوّل. منشورات دار الإعلان اللبنانيّ ـ بيروت ـ الطبعة الأولى 2004م.

 راجع مجلة إطلالة جُبيليّة العدد الثاني الصادر في كانون الثاني (يناير) 2011م. ص: 8 ـ 9 ـ 10.