مع الحاجة أم بلال المرعبي أبي حيدر

16/2/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

منزل المرحوم عبد العزيز أبي حيدر في شارع المائتين في مدينة الميناء ـ طرابلس كل زاوية منه تحكي قصة من قصصه الجميلة والحكيمة(رحمه الله تعالى)، ترحيب أرملته الحاجة أم بلال مرعبي أبي حيدر واستقبالها الطيب لنا شجعنا على طرح بعض الأسئلة عليها.

حدثتنا عن حديثه لها أيام دراسته الإبتدائيّة في ثانوية المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في محلة الحرش في منطقة البربير وعن دراسته في ثانويّة الحكمة في الأشرفيّة، وعن دراسته للحقوق في جامعة القديس يوسف، وعن منزله الصغير مع شقيقه العقيد الحاج كامل أبي حيدر في حي السريان في الأشرفيّة وعن تلك الأيام من تاريخ لبنان التي أتت على النّاس بعد الحرب العالميّة الثانيّة بسنوات حيث عاشت البلاد أزمات كثيرة من غلاء للوقود وإضراب للسيارات ونحو ذلك. مما كان يضطره للذهاب إلى جامعته سيراً على الأقدام.

وتتابع الحاجة إم بلال حديثها: عُيّن المرحوم الأستاذ عبد العزيز قائمقاماً في قضاء عكار وكان مركز القضاء في مدينة حلبا حيث تعرّف على مدير المالية  المرحوم الأستاذ «أنور الخياط» الذي كان صديق عائلتي «المرعبي» الذي أخبر المرحوم  الأستاذ عبد العزيز عن عائلتي العريقة والمعروفة والمحترمة في برقايل – عكار. تتابع كلامها: كان والدي متوفى حينها فتمَّ اللقاء الأوّل في منزل خالي الحاج محمد المرعبيّ. وفي الحادي عشر من شهر حزيران 1963 تزوجنا، وإنتقلنا بعدها إلى بلدة جب جنين (البقاع الغربي) حيث تمَّ تعيينه قائمقاماً  لمدة خمس سنوات، وإنتقلنا بعد ذلك إلى مدينة زحلة حيث تمّ تعينه أمين سر المحافظة عام 1967 ولمدة سنة ونصف، إنتقل بعدها إلى مدينة طرابلس عام 1978 حيث تمَّ تعيينه أمين سر لمحافظة الشمال وقد تولى مناصب عديدة بالوكالة  قائمقام قضاء الكورة وقائمقام قضاء بشري. 

الأولاد والأحفاد

تتألف عائلة الأستاذ المرحوم عبد العزيز بك أبي حيدر من:

1ـ محمد بلال أبي حيدر: مهندس ميكانيك ويقطن أبو ظبي متزوج من السيدة فيداء أبي ناصيف من بلدة حجولا ولديه ثلاثة ذكور وهم: عبد العزيز وكامل وجود.

2ـ فاطمة سناء أبي حيدر متأهلة من أحمد البابا من طرابلس ويقطنان حالياً في نيوجرسي – الولايات المتحدة الأميركية ولديها منه: أيمن ويامن.

3ـ هالة مهندسة معمارية مطلقة من زياد يمق ولديها منه ابنتين: راية ودالية.

4ـ وائل مدير أعمال في شركة يعمل في الكويت ومتزوج من نهلا العثماني من مدينة طرابلس ولديه ولدان منها وهما: بلال وهادي.

ورزقنا الله بتوأم وهما:

5ـ الدكتورة هنيدة متأهلة من وائل برّو من بلدة لاسا ـ عين الغويبه ويقطنان في إيرلندا ولديهما طفلة واحدة وهي: لبنى.

6ـ هنّاد مهندس مدني  متزوج من علا سنو إبنة الدكتور خليل سنّو  ويعيشان في دبي وليس لديهما أولاد لغاية تاريخه نسأل الله تعالى لهما أن يرزقهما الله تعالى البنين والبنات.

وأمّا عن الأحداث اللبنانية:

 تروي الحاجة أم بلال لـ «إطلالة جبيلية» أسوأ حادث مرَّ عليهما أثناء الأحداث اللبنانية فقالت: توفي المرحوم الحاج حسين أبي حيدر شقيق الأستاذ عام  1976 ولكن المرحوم الأستاذ عبد العزيز لم يتمكن من حضور المأتم رغم أنّه حاول جاهداً  سلوك طُرق عدَّة منها طريق الهرمل بعلبك حتى يشارك في التشييع، لكن بسبب كثرة الحواجز على تلك الطرق لم يستطع الوصول والمشاركة!. وهذا ممّا ترك بنفسه ألماً كبيراً وَحُزناً كثيراً. وتتابع: كان المرحوم الأستاذ عبد العزيز يساعد المحتاجين والضعفاء ويسهّل معاملاتهم ويعطف عليهم.

وأمّا عن الوحدة الوطنية:

تقول الحاجة إم بلال: كان المرحوم لا يفرق بين مُسلم ومسيحي وكان معظم أصدقائه من المسيحيين كالنائب السابق حبيب كيروز، وجبران طوق، ورئيس بلدية الكورة وغيرهم من الأعلام.

وعن خدماته للناس تقول: لقد ساهم المرحوم بدخول عدد كبير من أبناء برقايل في سلك الجيش اللبنانيّ، كما كان يساعد المحتاجين والفقراء، ويسهّل معاملات الكثيرين.

وأمّا عن الشخصيات الدينية والإجتماعية والسياسية:

 تؤكد الحاجة إم بلال أن المرحوم كان على علاقة طيبة مع السيد القائد الإمام موسى الصدر حيث زاره الإمام القائد في منزله في طرابلس عدّة مرات، عام 1972م. كما إستضفنا الإمام الصدر مرة في منزلنا ونام ليلةً في ضيافتنا. وتروي أيضاً: كان الإمام الصدر يزور المرحوم الشيخ خليل حسين ومنزل الشيخ خليل كان في مدينة طرابلس في شارع الثقافة القريب لنا. كما كانت تربط المرحوم علاقة قوية بالبطريرك «مار نصر الله بطرس صفير».

أما عن علاقته بالسياسيين تقول الحاجة: كان المرحوم يتابع الأمور السياسية بشكل كبير ويحبُّ الإطلاع على جميع الأحداث اللبنانيّة والعربيّة إلا أنه كان على مسافة واحدة من كُلِّ السياسيين. شارك «رحمه الله تعالى» في تأسيس الرابطة الثقافيّة لبلاد جبيل مع جمع من الأساتذة حيث إنتخب رئيساً لها في عام 1999م. حتى وفاته.

وتقول إبنته المهندسة هالة في ختام كلام والدتها: بعد رحيل سنة على وفاته: ماذا أقول في وداع الحبيب لقد كان لنا السند والمرجع في السرّاء والضرّاء، وكان كلامه الصدق والحقُّ. وكان لا يصانع ولا يداهن. وأفتخر أمام النّاس جميعاً بإنتمائيّ له وأننيّ إبنته وقد تربيّت على يديه الطاهرتين.

وتنهي كلامها: بعد رحيل سنة على وفاته:»حبيب قلبي» هو سندي،  كلامه كان الفيصل، إشتقت إليه كثيراً رحمه الله كانت صفحته صافيّة كالذهب الأبريز، وأفتخر أنّني إبنة المرحوم الأستاذ عبد العزيز أبي حيدر، إشتقت لكلامه ولصوته ولنصائحه... وأهم كلمة كان يقولها: «كد وجد يا بُني».

 

أجرى الحوار شادي نصر الدين، يوم الأحد في: 8 كانون الثاني 2012م.