مع الأستاذ مُحمّد الحاج حمد أبي حيدر

16/2/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

أجرى الحوار: رئيس التحرير في 14 كانون الثاني 2012م.

 

الإسم: محمد حمد أبي حيدر

الوالدة: منيرة حسن محسن أبي حيدر

مواليد الحصون في: 17 كانون الأوّل 1951م.

وعن ذكرياته عن المرحوم عمه الأستاذ عبد العزيز بك أبي حيدر.

يقول: كنت منذ نعومة أظافري أشعر برعايته وحنانه وعطفه عليِّ. فقد أسكنني معه في منزله القديم في بناية علي حرب ـ في حي السريان ـ الأشرفيّة بيروت. حيث سكنت معه ومع عمي العقيد الحاج كامل ليتوليا العناية بي وتدريسي وقد أدخلني(رحمه الله تعالى)، مدرسة الحكمة الإبتدائيّة في الأشرفيّة. حيث بقيت بها سبع سنوات من عام 1955م. ولغاية عام 1962م. بعدها تابعت دراستي في ثانويّة جبيل الرسميّة. وبعد أن وفقني الله تعالى للنجاح في إمتحانات البكالوريا القسم الثاني في ثانوية جبيل الرسميّة طلب مني أن أتابع دراستي في جامعة مدينة بوردو الفرنسيّة للتخصص في الطب، على نفقته الخاصة وذهبت إلى فرنسا. وتسجلّت بالجامعة وبقيت هناك قرابة ثلاثة أشهر عدّت بعدها إلى لبنان بسبب سوء صحتي في فرنسا. وكان موقف عمي أمام هذا الحزن والأسف على تركي لدراسة الطب. وكان ذلك في العام الدراسي 1969م ـ 1970م.

وعن ذكرياتي أنَّني كنت ذات مرة في ضيافته في منزله في جب جنين عندما كان قائمقاماً للبقاع الغربي وكانت أيام إنتخابات نيابيّة آنذاك حيث كان معظم أهالي البقاع الغربي يؤيدون اللائحة التي يؤيدها(رحمه الله تعالى)، نتيجة لثقتهم به، وكان ذات ليلة في ضيافته: أديب الفرزلي وناظم القادري وشبلي العريان وهم من زعماء تلك المنطقة فانقطعت الكهرباء فاضاؤا الشموع لإكمال سهرتهم وحديثهم حول قضايا الإنتخابات.

ومن ذكرياتي عنه(رحمه الله تعالى)، أنَّه كان على خلاف سياسيّ مع العميد ريمون إده ولائحته الإنتخابيّة وقد أراد العميد إده زيارته مع اللائحة في منزله في سقي فرحت ـ الحصون. فوافق على إستقبال العميد دون اللائحة! وهكذا كان حيث أتى العميد لزيارته أيام الإنتخابات وحيداً دون اللائحة.

هذا وعندما كان العميد إده في فرنسا كان بعض الطلاب الجُبيليين الّذين يريدون متابعة دراستهم في فرنسا يزورون المرحوم الأستاذ عبد العزيز ليزودهم برسائل إلى العميد إده. وكان العميد يهتمُّ باولئك الطلاب وقضاء حوائجهم.

وعن ذكرياتي عنه (رحمه الله تعالى)، أنّه بعد وفاة معالي الوزير المرحوم السيّد أحمد الحسينيّ قام بتشجيع نجله الأستاذ السيّد علي للترشح عن المقعد الشيعي في بلاد جبيل وذلك لإستمراريّة هذا البيت الكريم في خدمة بلاد جبيل!. وهكذا كان حيث نجح السيّد عليّ آنذاك. وفاز بالمقعد النيابيِّ. غير أن عمره(رحمه الله تعالى)، كان قصيراً.

وكان (رحمه الله تعالى)، يشجع الطلاب من أرحامه ومن أبناء المنطقة على متابعة دراستهم.

كما كان يهتمُّ بالأرض ويعشقها ولا يقبل من الجُبيليين بيع أراضيهم. وكان يهتمُّ إهتماماً كبيراً بالزراعة ويأتي لنا بالشتول الزراعيّة الجيدة والجميلة في سقي فرحت والحصون لزراعتها ويطلب الإعتناء بها.

كان المرحوم عمي علمٌ من أعلام بلاد جبيل وَفَخرُ رجالاتها الكبار. كما كان لا يرضى بالباطل ولا يُهادن ولا يُصانع النّاس وكان يقول كلمة الحقِّ مهما كلفه الثمن.

كان متواضعاً مع الفقراء والمساكين ويساعدهم وكان نزيهاً بعيداً عن الرشوة والمحسوبيات حيث أنّه(رحمه الله تعالى)، إضطر لبيع أملاكه في عكار حتى يتابع تعليم أولاده في المدارس والجامعات. لقد إستطاع(رحمه الله تعالى)، بناء أُسرة فاضلة كريمة. 

 

بعد عودة الأستاذ محمد من فرنسا تابع دراسته في الجامعة اللبنانيّة في قسم التاريخ في كلية الآداب في الجامعة اللبنانيّة ولم يستطع المتابعة لإندلاع الحرب اللبنانيّة آنذاك عام 1975م. كما عمل سابقاً بالتدريس في الكلية العامليّة في بيروت للعام الدراسي 1970 ـ1971م. توّظف مدّة في بنك هندلرمي ـ الحمراء ـ بيروت، ثُمّ عمل كأمين صندوق في بنك عودة ـ فرع جبيل منذ عام 1982م. ولغاية تاريخه. تزوج من السيدة سلوى شبلي محسن أبي حيدر ورزق منها بثلاثة ذكور وهم: نديم وعلاء وحمد. وفقه الله تعالى لتقديم عقار يملكه في قرية الحصون ـ سقي فرحت في عام 1999م. لجمعية المبرّات الخيريّة ليشاد عليه مسجد وحسينيّة عن روح المرحوم والده الحاج حمد محمد حمد أبي حيدر بتشجيع ومباركة من المرحوم عمه(رحمه الله تعالى).