مع رئيس بلدية الحصون السابق سامي حمد أبي حيدر

16/2/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

أجرى الحوار: رئيس التحرير

 

الإسم: سامي حمد أبي حيدر

الوالدة: الحاجة منيرة حسن محسن أبي حيدر 

مواليد الحصون: 24 أيلول 1952م.

عن ذكرياته عن المرحوم عبد العزيز بك أبي حيدر يقول:

أدركت المرحوم عمي أيام طفولتي في قريتي سقي فرحت ـ الحصون يزورنا كل يومي سبت وأحد مع عائلته لرؤية والدته المرحومة الحاجة زمزم (محمد) أفندي محسن أبي حيدر والسلام عليها والسؤال عن صحتها. وللسلام على الأرحام والمبيت عند الوالدة. وذلك منذ كان يشغل منصب قائمقام للبقاع الغربيّ ويسكن في بلدة جُب جنين واستمرَّ على هذه السيرة بعد إنتقاله للعمل كقائمقام أوّل في زحلة وأمين سر لمحافظة البقاع وكذلك عندما إنتقل إلى طرابلس كقائمقام أوّل وأمين سر لمحافظة شمال لبنان ولغاية إندلاع الحرب الأهليّة في لبنان في نيسان عام 1975م.

وفي عام 1961م. طلب من المرحوم والدي أن يُدخلني مع شقيقي عصام إلى مدرسة “يوحنا لودفك شنلر” الألمانيّة في قرية خربة قنافار في البقاع الغربي في القسم الداخليّ. وهي مدرسة علميّة ومهنيّة وكذلك طلب من خاله المرحوم شبلي محسن أبي حيدر إدخال أولاده المرحوم حسن وحسين وعبد العزيز لتلك المدرسة الآنفة الذكر فوافق على ذلك وبقينا هناك لغاية عام 1970م. حيث كنّا محطَّ عطفه ورعايته إذ كان يزورنا كل مدّة في المدرسة أيام العطل الدراسيّة ويصطحبنا في بعض الأحيان إلى منزله في جُب جنين للمبيت عنده أو يصحبنا في سيارته الخاصة إلى الحصون للمبيت عند الأهل وللسلام عليهم ثُمّ يرجعنا إلى المدرسة بسيارته بعد قضاء ليلة أو أكثر في الحصون. وكانت إدارة مدرستنا الآنفة الذكر تقيم إحتفالات ومسرحيات مدرسيّة في بعض المناسبات تحت رعايته. وكنّا نشترك في بعض التمثيليات والمسرحيات. حيث كنت مع زملائي الثلاثة من الحصون نفتخر بحضوره إلى المدرسة أمام الجميع ونفتخر بإنتسابنا إليه ورعايته لنا.

وكذلك قام أيضاً بإدخال ثلاثة تلامذة آخرين من بلدة الحصون في القسم الداخلي في مهنيّة الهرمل الرسميّة. عندما إنتقل للعمل في طرابلس كقائمقام أول وأمين سر محافظة شمال لبنان.

كانت جميع أراضيه في سقي فرحت ـ الحصون بإستلام المرحوم والدي حيث كان يتولى العناية والإهتمام بها نتيجة للثقة الكبرى المتبادلة ما بين الشقيقين.

عند وفاة المرحوم عمي الحاج الأستاذ حسين محمد حمد أبي حيدر عام 1976 لم يستطع الحضور إلى البلدة للمشاركة في العزاء وتقبل العزاء والتشييع بسبب الأوضاع الأمنيّة السيئة التي كانت مُخيمة على الوطن العزيز لبنان.

وعندما زرته في منزله في طرابلس في شارع المائتين  بعد هدوء الأوضاع الأمنيّة التي سمحت للنّاس بالتنقل والإنتقال وذلك بعد مرور سنتين على الحرب الأهليّة أو أكثر أجهش بالبكاء وأخذ يسألني عن الأرحام فرداً فرداً. شاكراً الله تعالى على سلامة الجميع.

كان المرحوم عمي بالنسبة لي الأب والمرجع  الصالح للإستشارة حيث كنت أستشيره دائماً في شؤوني الخاصة وفي شؤون الحصون العامّة.

ومن أهم القضايا التي إستشرته بها ووافق عليها وشجعني عليها تأسيس لجنة للأوقاف في بلدة سقي فرحت ـ الحصون وترأسها من عام 2002م. ولغاية عام 2004م. وقد وفقني الله تعالى آنذاك مع أعضاء اللجنة وأبناء البلدة لاستكمال بناء حسينيّة كبيرة مع ساحة كبيرة كموقف  للسيارات مع شق طريق إليها وتعبيده.

والقضيّة الأخرى التي قام بها هي بثِّ العزم والتشجيع عليها هي إنشاء رخصة لبلديّة الحصون. ولأجل ذلك الهدف النبيل قام بعقد عدّة إجتماعات عائليّة جمعت كل أفراد عائلة آل أبي حيدر وفروعهم وآل قيس في منزل عمي العقيد الحاج كامل أبي حيدر في الحصون بغرض التفاهم والتعاون. كما قام بعقد لقاء آخر جمع أعيان المسيحيين والمسلمين في البلدة للتعاون وللتفاهم حول تحمّل مسؤولية المجلس البلدي القادم في سبيل الخير والمصلحة العامّة. وقد صدرت الرخصة في 16 شباط 2004م بعد ذلك.

وفي هذا الخصوص لا يسعني إلا توجيه الشكر للّذين ساعدوا في إستصدار رخصة بلديّة الحصون، وعلى رأسهم كان دولة الرئيس الأستاذ نبيه برّي ووزير الداخليّة الأستاذ الياس المر والسيّد مصطفى الحسينيّ والحاج زهير نزيه عَمرو.

وعندما أردنا إنتخاب مجلس بلدي في بلدة الحصون عام 2004م. إقترح بطرس ريشا الدكاش أن يكون رئيس هذا المجلس عمي المرحوم الأستاذ عبد العزيز فكان جواب عمي على ذلك هو الإعتذار عن قبول ذلك قائلاً: إنّ هذا الموضوع خاص للشباب وبتصرف الشباب.

وبعد نجاحي برئاسة المجلس البلدي الأوّل في تاريخ الحصون أخذ عمي يعاملني كرئيس بلديّة أمام المسؤوليّة القانونيّة المطلوبة مني قانوناً وليس كإبن أخيه!.

وخلاصة ما عرفته عنه(رحمه الله تعالى) أنّه كان يحبُّ العلم وطلب العلم والإهتمام بتعليم أبنائنا وبناتنا ولا يقبل بالتزوير والباطل وبمخالفة الشريعة الإسلاميّة والقوانين المرعيّة الإجراء أبداً. وكان مُستقيماً في الحياة ولا يريد لنا إلا الإستقامة في العلم والتعلم والعمل الصالح لإثبات وجودنا في هذه الحياة.

وآخر زيارة زرتها له في طرابلس وقبيل وفاته كانت في 10 أيلول 2010م. إستشرته بها في شأن خطوبة إبنتي ناديا على المهندس خضر قاروط من بلدة ميس الجبل فسألني عن المهندس قاروط وبارك هذا الزواج لأنّه كان يحبُّ ناديا كثيراً ويعتبرها من بناته لما كان يعهده بها من تفوق ونجاح في دراستها.

كما كان يسألني عن الأرحام وأمورهم فرداً فرداً.

وبعد تلك الزيارة بقليل جاء خبر وفاته في 9 تشرين الثاني 2010م!!. لقد كانت وفاته خسارة كبرى لبلدة الحصون ولآل أبي حيدر وآل عمرو وآل قيس بشكل خاص ولبلاد جبيل بشكل عام.

أسأل الله تعالى أن يتغمده برحمته وأن تكون سيرته مصدر إلهام لأولاده وبناته وأرحامه ومصدر إستضاءة في هذه الحياة.

 

مؤهل متقاعد في قوى الأمن الداخليّ. حيث عمل في السلك: من عام 1973م. ولغاية عام 2002م.

رئيس لجنة الوقف في بلدة الحصون من عام 2002م. ولغاية 2004م. رئيس بلدية الحصون من عام 2004/ ولغاية عام 2007م.

الزوجة: إزدهار نزار أبي حيدر.

أولاده:1ـ ناديا: زوجة المهندس خضر قاروط من ميس الجبل.

 فراس: عنده ميني ماركت في حارة حريك.

هند: طالبة جامعيّة في السنة الثالثة إقتصاد وإجتماع.

لمى: طالبة في ثانوية الغبيري الرسميّة للبنات.