مع السيّد بيار ريشا الدكاش

16/2/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

أجرى الحوار: شادي نصر الدين

 

اسم الام: تقلا سعيد

تاريخ الولادة:7 كانون الاول 1945

وُلِدَ في قرية الحصون وقطن  مع والديه.  والده المرحوم ريشا فارس الدكاش من أصحاب العقارات والأملاك في القرية.

 

وأمّا عن التعايش الاسلامي المسيحي:

يرفض الأستاذ بيار الدكاش عبارة التعايش الاسلامي المسيحي في قرية الحصون إنَّما يعتبرها حياة واحدة بمُختلف طوائفها ومذاهبها، ويشرح نظريته قائلاً: قرية الحصون لم تدخل بتفاصيل زواريب ضيقة ونعمت بحياة مشتركة بين أهلها بعاداتهم وتقاليدهم من خلال إحترامنا ومحبتنا لبعضنا البعض.

ويتابع الاستاذ بيار الدكاش: الحرب اللبنانية ليست حرباً طائفية إنما هي حرب الآخرين على أرضنا، ويضيف قائلاً: لا معنى أن تكون الحرب طائفية، ولو كانت طائفية لأصبحت حرباً عبثية ولا صحة أن تكون كذلك. ولهذا تعتبر مدينة جبيل وبلاد جبيل بشكل عام وقرية الحصون بشكل خاص النموذج الجميل في الحياة الواحدة بين مختلف الطوائف اللبنانيّة ومازال أهل القرية متمسكين بعاداتهم وتراثهم ليومنا هذا.

وأمّا عن علاقته بالأستاذ عبد العزيز بك أبي حيدر

يقول: أنّ فارق السن بيننا قرابة عشرين عاماً. نعم كنت طفلاً صغيراً عندما كان المرحوم الأستاذ عبد العزيز يأتي لزيارتنا، لم يكن آنذاك مواصلات أو هاتف فكانت الزيارات تأتي دون مواعيد مُسبقة ولكن حين قدومهم لزيارتنا كنت أفرّح كثيراً. وكان يرافق الأستاذ عبد العزيز أخيه الاستاذ حسين والحاج العقيد كامل.

يصف الأستاذ بيار الدكاش المرحوم الأستاذ عبد العزيز أنّه البسمة الخجولة والقلب الضاحك، كان يبتسم بقلب فرح.عندما أصبح الأستاذ بيار الدكاش شابا بدأ يزور المرحوم الأستاذ عبد العزيز وقد زاره مرةً في جُب جنين حيث كان قائمقاماً ، وكذلك زاره في طرابلس وكان كلما زاره كان المرحوم الأستاذ عبد العزيز يردد أمامه هذا البيت من الشعر:

وجار الأقربين كريم عيشٍ

وجار الأبعدين هو الذليلُ

ويضيف قائلاً: أنه كان في زيارة المرحوم الأستاذ عبد العزيزفي منزله في طرابلس وكنت على بيّنة أن المرحوم الأستاذ عبد العزيز سيردد أمامي بيت الشعر الذي أعتاد على ترداده فكتبت بيت شعرآخر وعند ما وصلت الى منزله في طرابلس قلت له:

ألا فأصمد بأرضك يا جليل

ولا يغريك في الكسب الرحيل

فرد عليّ الأستاذ المرحوم عبد العزيز قائلا: أجلس يا رذيل

يضيف الأستاذ بيار الدكاش أنّ المرحوم الأستاذ عبد العزيز بقي على تواصل دائم مع أبناء قريته رغم عمله الذي حتَّم عليه الانتقال الى خارج قريته، ويتابع القول: أنَّ الأستاذ المرحوم عبد العزيز كان يستقبل أهل قريته وكأنَّهم سلاطين حلَّوا ضيوفاً عليه.

وعن غيابه يقول: بعد رحيل المرحوم الأستاذ عبد العزيز فقدت قرية الحصون رجلاً كبيرا من أبنائها فقد كان عزيزاً على أهلها وعلى بلاد جبيل.. مُتمنياً أن يعوّض أولاده ما خسرته القرية، برحيله وأن يكملوا مسيرة والدهم رحمه الله تعالى.   

يقول بيار: هاجر أعمامي الأربعة الى البرازيل في أوائل الحرب العالمية الاولى وفضلَّ الوالد البقاء في قريته الحصون.

يتابع قائلاً: عائلتنا مؤلفة من ثمانية أبناء، أربعة ذكور وأربع إناث، إثنين منهما توفيا وهما نجيب، وفارس. وأمّا الاستاذ جوزيف فلديه مكتب تدقيق ومحاسبة وهو خبير لدى المحاكم. أما الاناث فهن: المرحومة شفيقة، والمرحومة تريز والمرحومة نعامه والسيدة نجمه مازالت على قيد الحياة.

ويروي الأستاذ بيار قائلاً: تلقيت دروس المرحلة الابتدائية في مدرسة الفرير “ماريست جبيل” ومن ثمَّ انتقلت الى مدرسة مار يوسف عينطورة في المرحلة التكميلية أما المرحلة الثانوية فكانت في معهد “الرسل” جونيه. ويتابع قائلاً: عُيِّنتُ مساعداً قضائياً عام 1970 وكنت أتابع دراستي الجامعية بالموازة مع الوظيفة. شغل السيد بيار الدكاش عدّة مناصب وهي:

موظفاً في دائرة تحقيق جبل لبنان

رئيس قلم النيابة العامة المالية وذلك من عام 1998 ولغاية 2006م.

رئاسة قلم محكمة كسروان المدنية بجميع أقسامها ولغاية 2009م.