قالوا في الإمام الحسين(ع)

18/1/2013
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

1- كان أنصار علي(ع)، قبل واقعة كربلاء ينقصهم التصميمُ والحميّة نحو عقيدتهم وقد تغير الوضع المذكور بعد الواقعة المذكورة..

فأصبحت تلك البقعة الملطخة بالدماء حيث سقط حفيد الرسول عطشاناً، وحوله أجساد ابناء عمه تثير أعمق الأشجان وأعنف العواطف لدى النّاس مهما ضعف شعورهم..(1)

2- لقد افتتح استشهاد الحسين عصراً جديداً لدى المسلمين. (الكاتب الألماني فلهاوزن) (2)

3- الزَّعيم الفيتنامي الراحل (هو شي منه) كان هذا الرجل الوطني يدين بالديانة البوذيّة وهي من الديانات المنتشرة في جنوب شرق آسيا وخاصة في (كمبوديا ـ فيتنام ـ الفيليبين ـ الصين ـ هونغ كونغ ـ تايلند ـ بورما ـ الهند ـ لاوس ـ كوريا ـ النيبال) إضافة إلى دول أخرى .. يقول هذا الزعيم الفيتناميّ عن الحسين(ع)، وهو يخاطب مقاتليه الّذين تصدّوا للقوات الأمريكيّة..، ما نصّه:» أيّها الجنود الشجعان انظروا وأنتم في خنادقكم إلى ذلك الرجل الشرقيّ الذي زلزل الأرض تحت أقدام الطغاة!»..(3)

4- (تعلّمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر!) وهذا يعني بأنّ غاندي قد اهتدى بمبادئ الحسين(ع)، فترجم صبر حُسيننا العظيم إلى العمل، وتمكن في النهاية من الحصول على الحقوق المغتصبة لشعبه المجاهد.(4)

5- الزعيم الباكستاني الراحل محمد علي جناح قَادَ هذا الزعيم الباكستاني النضال في إنشاء دولة باكستان الإسلاميّة، بعد أن تعرّض الشعب الباكستاني المسلم، للإعتداءات من قبل بعض المتطرفين الهنود واعتدائهم المتكرر على المسلمين. فنهض هذا الزعيم الراحل وقاد شعبه للحصول على حقوقه. وتمكن من الحصول على استقلال باكستان وإقامة دولة إسلاميّة يعيش أبناؤها بأمان واستقرار وَتحُكم من قبل أبنائه.

خاطب محمد علي جناح أبناء شعبه في إحدى المناسبات الدينيّة قائلاً ما نصّه:

(من ثورة الحسين استلهمنا الدروس في النضال والصمود، والتضحيّة.. ففزنا بالنصر، وكان الله في عوننا.(5)

6- الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لدى افتتاح الضريح الجديد المرسل من مسلمي الهند إلى مقام رأس سيّدنا الحسين(ع). حيث كان الرئيس جمال عبد الناصر في مقدمة الّذين حضروا لإزاحة الستار عن الشباك الذهبيّ الجديد فخاطب المحتفلين بقوله:

(السّلام عليك أيّها القائد العظيم الذي أعلن أوّل ثورة في الإسلام ضد المتسلّطين على رقاب الشعوب المظلومة).(6)

7- كمال أتاتورك رئيس الجمهوريّة التركيّة أو مؤسس الجمهوريّة التركيّة.. حيث أسس أوّل جمهوريّة بعد القضاء على الدولة العثمانيّة فتمكن من إِنشاءِ دولة تركيا الحديثة بعد أن تعرضت الدولة العثمانيّة للهزيمة على أيدي الحلفاء. يقول أتاتورك عن سيّدنا الإمام الحسين(ع)، ما نصّه:

(إنّ الحسين قَائدٌ عَظِيمٌ وفذ، علَّمنا دروساً وافية في النضال والحريّة والدفاع عن شرف النفس).(7)

8- ميخائيل نعيمة.. كاتب لبناني عاش في القرن العشرين يقول عن شخصيّة الإمام الحسين(ع)، ما نصّه:

(لقد خاض الحسين معركة الحق والكرامة ضد الباطل المتمثل بيزيد بن معاوية وزمرته الفاسدة التي استهترت وضربت عرض الحائط بكل الأخلاق العربيّة.(8)

9- ويقول الأديب الشاعر اللبناني الكبير بولس سلامة:

(لقد كان الحسين(ع)، إماماً بارعاً، تقياً صابراً، مُجاهداً راسخ القدم في السخاء نقي المعدن، سَلِيلَ الدوحةِ النبويّة الشريفة قائدَ أَعظمِ ثَورةٍ ضِدَّ أعتى الطغاة).(9)

وقد جاء في قصيدة له عن الإمام الحسين(ع):

ذكرّتُ سِبطَ رسولِ اللهِ مُشتمِلاً

بالصبرِ مكتنِفاً بالخانقِ الجَزِبِ

في مَنزلٍ خَشنٍ جهمٍ جوانبُهُ

مُؤججٍ بَسعيرِ الحقدِ مُلتهبِ

مًخضّبٍ بدمِ الأبرارِ ما طلعتْ

شَمسٌ على مثلِهم في الطُهرِ والنسَب

إلى أن يقول:

بَكيتُ حتى وسادي نُشنَّ من حُرَقٍ

وَضجَّ في قلّمي إِعوالُ مُنتحِبِ

أنا المسيحيُّ أبكاني الحسينُ وقد

شرقْتُ بالدمعِ حتى كادَ يشرقُ بي

لا يستوي في لِقاءِ النّارِ شاهِدُها

والمرتمي فَوقَها جَذعَاً مِنَ الحطب(10)

10- الدكتورة بنت الشاطئ: هذه الأستاذة الفاضلة كاتبة مصريّة قديرة ألفت كتاباً رائعاً عن السيدة زينب (سلام الله عليها)، تحت عنوان: بطلة كربلاء تلك المرأة الصابرة المجاهدة التي كانت تَشدُّ أَزرَ الحسين(ع)، وهو يُقاوِمُ عسكر ابن زياد. تقول السيدة بنت الشاطئ عن أُختِ الحسين(ع)، الصابرة المجاهدة ما نصه:

(لقد أفسدت زينب أُختَ الحسين(ع) على ابن زياد وبني أُميّة لذة النصر وسكبت قَطَراتٌ من السم الزُعاف في كؤوس الظافرين).. هكذا كانت أُختُ الحسين(ع)، وهذا ليس غريباً.. فالسيدة زينب(عليها السّلام)، هي إِبنةُ عليِّ(ع)، وإبنةُ فاطمة الزهراء(عليها السّلام)، التي أرضعتها حَلِيبَ الشرف وَالكَرمِ والجود.. فيا لها من امرأة عظيمة، فقد كانت الساعد الأيمن لأخيها الحسين(ع)، في ملحمة كربلاء الخالدة.(11)

11- عباس محمود العقاد: كاتبٌ مصريٌّ كبير ومن فطاحل الكتاب العرب يقول في كتابه:» أبو الشهداء» عن الحسين(ع)، ومرقده ما نصّه: (حرمه يزوره المسلمون، للعبرة والذكرى.. ويزوره غَيرُ المسلمين للنظر والمشاهدة.. ولكنها لو أُعطيت حقها من التنويه والتخليد، لحقَّ لها أن يصبِحَ مَزاراً لِكُلِّ آدميٍّ يَعرِفُ لبني نوعه نَصِيباً من القداسة وَحَظاً من الفضيلة. لأننا لا نذكر بُقعةً من بقاع هذه الأرض يقترن اسمها بِجُملةٍ من الفضائل والمناقب أسمى وألزم لنوع من الإنسان من تلك التي اقترنت بإسم كربلاء بعد مصرع الحسين(ع)، فيها.. فَكُلُّ صفةٍ من تلك الصفات العلويّة التي بها الإنسانُ إنساناً، وبغيرها لا يُحْسَبُ غَير ضَربٍ من الحيوان السّائم.. فهي مَقرونةُ في الذاكرة بأيام الحسين(رضي الله عنه) في تلك البقعة الجرداء)...

هكذا يصف هذا الكاتب الكبير العقّاد.. أرض كربلاء التي ضمّت جسد الحسين الطاهر.(12)

12- ويقول الصحافي والأديب السوري الكبير انطوان بارا في كتابه «الحسين في الفكر المسيحيّ» الذي ترجم إلى عدّة لغات في العالم:

تعريفي الخاص أن الحسين(ع)، «ضَميرُ الأديان» ولولاه لاندرست كل الأديان السماويّة، فالإسلام بدؤه محمدي واستمراره حسينيّ، وزينب(عليها السّلام)، هي صَرخةُ أكملت مسيرة الجهاد والمحافظة على الدين.

لقد أراد اللهُ سُبحانه وتعالى أن يَحفَظَ هذا الدينُ الوليد فأرسل الحسين إلى جده بقماشة شهيد دون الأنبياء، فكان المُنعطفُ كربلاء فلو لم يقم الحسين(ع)، بثورته لما تبقى شيءٌ من التوحيد أساساً، ولأصبح الدين الإسلاميّ الجديد مرتبطاً بممارسات السلاطين الّذين على المجتمع القبول بهم والرضوخ لجورهم واضطهادهم مهما حدث بإعتبارهم «ولاة للأمر».

وإنّي أعتقد بأنّ الحسين(ع)، كان مُسيَّراً في هذا الإتجاه لأنّ له وظيفة إلهيّة محددة، كما للأنبياء وظائف إلهيّة محددة، ولكن مع الأسف.. فإنّه على الرغم من أنّ الحسين(ع)، شخصيّة مُقدّسةٌ عندكم أنتم الشيعة والمسلمين، إلاّ أنّكم لم تعرفوا قدره وأهملتم تراثه وثورته، إذ الواجب عليكم أن تعرفوا كيف تنصروا هذا الإمام العظيم اليوم من خلال قول الحقِّ وَنُصرةِ المظلوم وإصلاح المجتمع وتحقيق العدالةِ والحريّةِ، والمفترض أن تَكُونَ لديكم أَمانةٌ تامة بتوصيل صيحته يَومَ عاشوراء إلى العَالم، وهذه الأَمانةُ تستدعي التعمق بأركان وروحيّة حركته الثوريّة وَعَدمِ الإكتفاءِ بالسرديّة والمظهر الخارجي للواقعة.(13)

(هيئة التحرير)