كربلاء الحسين

18/1/2013
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

يا سائـرًا نَحْوَ الحُسَيْـن، بِكَرْبَلا

تَسْقـي تُرابَ الطَفِّ بِالعَبَـرات

أشْهِـرْ حُسَامَكَ وَاحْتَسِبْ، فَإِمامُنا

صَدَقَ المَقالَ بحكْمَةٍ وثَباتِ

صلَّى صَلاةَ الفَجْرِ وَهْوَ مُسَيَّجٌ

بسُيُوفِ غَدْرِ الكُفْرِ وَالحمَقَات

فالكافِـرُ المُغْتَرُّ يَبْغي رَأسَهُ

وَهْوُ الحُسينُ مَنارَةُ الفَلَوات!

وَهْوَ الحُسَيْنُ وَلِلنُّبُوُّةِ يَنْتَمي

لِلحَيْدريِّ الصَّادِقِ النَّبَرات!

فَيزَيدُ قَدْ خَلَعَ القِناعَ وبَانَ ما

كانَ الدَّعِيُّ يُثيرُ مِنْ شُبُهـات...

أَمَرَ الجُنُودَ بِقَتْلِ سِبْطِ المُصْطـفى

لَمْ يَكْتَرِثْ لِلأمْر، لِلتَّبِعَاتِ!!!

قَتَل الحُسَيْنَ وَلَمْ يُحرَّكْ ساكِناً

وَبَغى، وَكانَ العَبْدَ لِلشَّهَوات!!

فَيَزيدُ زِنْديـقٌ وَنَسْـلُ تَفَاهَةٍ

لَقَدِ اسْتَهـانَ بِحُرْمَةِ الحُرُمات

وَصَلتْ إلَيْنا مِنْهُ سِيرَة فاجِرٍ

مَلأَ الدُّنَى بالفُسْقِ والسَّـفَهات...

لِلاَّتِ والعُزَّى مُعَاوِيَةُ انْتَمى

وَعَلى خُطاهُ يَزيدُ، نَحْوَ مَناةِ...

وَبَنُو أُمَيَّةَ قَدْ تَلَطَّخَ عَهْدُهُم

بالمُوبِقاتِ على مَدَى السَّنـوات

حَتَّى غَدَوْا في الأَرْضِ أهْل مَذَمَّةٍ

فَقَدُوا الكرامَةَ وانْتَهَوْا كَطُغَاة..

خانوا إمامَ الحَقِّ، مَنْ كانَ الّذي

قَدْ خَصَّهُ الرَّحْمانُ بالحَسَنات!

والدِّينَ خانـوا، قَوّضُوا أَرْكانَهُ

زَرَعُوا وَمَا حَصَدُوا سِوى اللَّعَنات

حَرَموا الحُسَيْنَ مِنَ المياهِ وَعَطَّشُوا

أَطْفَالَهُ، والماءُ ماءُ فُرات!..

لكأنَّ ماء النَّهْرِ مِلْكُ يزِيدهم

خَسِئَ الدَّعِيُّ، الفِعْلُ فِعْل زُناة...

خَسِئُوا وَضَلُّوا، هُمْ زُناةُ دُهُورِهِمْ

كَفَروا برَبِّ الأرضِ والسَّمَوات

نَسِيَ اللِّئَامُ نَبِيِّهُمْ وَإمامَهُمْ

وَبِأَنَّ سَبْطَ الرُّسْلِ في الحَدَقات

بَقيَ الحُسَيْنُ على الرِّمالِ مُجَنْدَلا

وَيَزيدُ يَسْكَرُ في خِبَا النَّجِسَات..

كَيْفَ الْتَفَتُّ أَرى زَنَادِقَ دَهْرِهِمْ

يَرْموُن آلَ البيت باللَّعَنات

لا يَحْسَبوُن حِسَابَ دِين نَبيِّهِمْ

فَهُـمُ الأُلى يَحْيَوْنَ في الشُّبُهات...

يا سَائِـرًا نَحْوَ الحُسَيْن لِتَلْتَقي

أَهْلَ الكِساءِ بأطْهَـرِ الحُجُرات

ضُمَّ الحُسَيْنَ بِلَهْفَةٍ عَلَوِيَّةٍ

لِلصَّدْرِ واقْطِفْ أَطْيَبَ الثَّمرات

واسْحَجْ بِسَاحِ الطَفِّ وانْثُرْ رَمْلَها

فَوْقَ الجَبينِ وَذَلِّلِ العَقَبات

واعْبُر على مَهَلٍ ثَرَى شُهَدائِها

وَاصْرُخْ بِأَعْلَى الصَّوْت.. نَصْرُك آت

عَرِّجْ على أُمِّ المصائِبِ زَيْنَبٍ

هِيَ في النِّساءِ مَليكةُ المَلِكات

بِنْتُ الإمام الهاشميِّ المُرْتضى

مَنْ حَطَّمَ الأصنامَ بالقَبَضات

مَنْ كانَ للإسلامِ سيفُ مُحمَّدٍ

بالسِّلْمِ أَوْ بِالحَرْبِ في الحَلَبات

مَنْ أَوْرَثَ الحَسَنَيْنِ نُورَ مُحمَّدٍ

والزَّيْنَبَ الكُبرى بِنُبْلِ صِفات

بِنْتُ الإِمامِ المُجْتبى خير الوَرى

بَعْدَ النَبيِّ، البدرُ في الظُّلُمات...

مَا مِنْ نِسَاءِ الأرض، عُظِّمَ شَأنُها

مِثْلُ العَقيلةِ زينَةُ العِتِراتِ!!!

في كلِّ مِصْـرٍ دَانَتِ الدُّنيا لها

فاسْتَبْشَرَتْ بالخَيْرِ والبَركَاتِ

بُنيتْ لها دُورُ العبادةِ فارْتقى

مَنْ زَارَها، أَوْ طافَ في العَتَبات...

ثارَتْ على سَجّانِها ببلاغةٍ

وبنبرةٍ أقْسى مِنَ الكلِمات

قالَتْ لهُ أَنْت الدَّعِيُّ وَأنتَ مَنْ

حَرَّضْت للنَّكبات والنَكَسات

تقضي بأمْرِ المؤمنين وَأَنْتَ مِنْ

بيتٍ يُوَرِّثُ أَحْقَر الطبقات

أنت ابْنُ آكِلَةِ اللّحُومِ وأكْبُدٍ

أَفْعَى، تُسِـمُّ الكونَ باللَّسَـعات

لا تَسْتَحي مِنْ خالقِ الدُّنيَـا، ولا

ترتاح إلاّ في حِما النَّجِسَاتِ...

أَنْتَ الذي صَبَـغَ الزَّمَانَ بغَدْرِهِ

بِنَذَالَةِ الأنْجَاسِ والنَّكِرات

عُبّادُ شَيْطَـانٍ رَجِيـمٍ غَادِرٍ

بالكُفْـرِ بالهَمَزاتِ باللَّمَزات..

غَدَرُوا بِسِبْطِ المُصطـفى وَبِآله

وَسَبَـوْا كِرَام القَوْمِ في الطُّرقات

فَنِسَاءُ أَهْلِ البَيْتِ في الصَحراءِ

يَلْقَيْـنَ العَنَا مِنْ جَالِبِ العَثَرات

وَيزيدُ يَأمـرُ بالفسادِ وبالخَنَـى

وَيَكِيدُ للأحرارِ كَيْدَ طُغاة..

يَمْشِينَ، يُكْشَفُ سِتْرهُنَّ على العَوامِ

وَأَرْؤُسُ الشُّـهُدا على القَنَوات!

هل يُذْكَرُ المَقْبُورُ في تُرَبِ الخَرابِ

بِأَرْضِ شَامِ العُرْبِ والنَّبؤات؟!

لا لا، وربِّ الكَوْنِ لَمْ يُذكر وَلاَ

يَنْجُو مِنَ التَّسـفيه واللَّعَنات

حَكَموا وماتوا وانتهَوْا بضلالهم

قُبِرُوا وَكانوا الطُّعْمَ للحَشَرات

ما كان يومُ الطَّفِّ إلاّ وصمَةً

بِجَبِينِهم، هُمْ سَادَةُ النَّكَسات...

يا سائراً نحو الحُسَيْـن، لِتُرْبَةٍ

تَزْهُو بِسَاكِنِها مَدَى الحَقَبات

إنْهَضْ وَقَاوِمْ، فاللِّئامُ تَجَبَّروا

وَتَكَبَّروا والعُهْرُ في النَّفَثات

واليومَ مَنْ في إثْرِهمْ ساروا على

درب الضّلال بأَوْسَعِ الخُطُوات

بَذَروا بُذُورَ الشَّرِّ في أَوْطاننا

سَرَقوا وَمَا شَبِعُوا مِنَ السَّرِقات

وَتوزّعوا في الأرض، يَحْكمُ سَيْرَهُمْ

إبْليسُهُمْ، والحِقْدُ في القَسَـمات

مِنْ أجْلِ شَـقِّ الصَّفِّ بَيْنَ أحبَّةٍ

وَبِلاَدُنا في أَحْلَكِ الأَزَمات

يَنْسُونَ ذِكْرَ اللَّهِ، ما بقلوبِهِـمْ

غير الفساد وَأَحْقَر الدَّعوات

لَكِنَّهُـمْ لَنْ يُفلحوا في كَيْدِهِمْ

أبداً، فَدِيـنُ اللَّه دِينُ حياة...

والشَّعْبُ في لبنانَ قد كَشَفَ الغِطَاءَ

فبانَ زَيْفُ مُحَقِّقِ النَّكَبَات

وَحُسَيْنُنـا سِبْطُ النَّبيِّ مُحَمَّدٍ

مَلِك الملوك، مُبَدِّدُ الظُّلُمات...

روحُ النَّبيِّ تَجَسَّدَتْ فإذا بها

روحُ الحُسَيْنِ بِأَطْيَبِ النَّفَحَات

هِيَ في الحَيَاةِ عَلامَةٌ مَمْهُورَةٌ

بِدَمِ البُطُولَةِ، ثَرْوَةُ الثَّرَوات

سَتُعيـدُ مَجْدَ مُحَمَّدٍ وَحُسَيْننا

ستُوحَّـد الإسلام بالصَّلوات

وَتَردَّ لِلدِّيـنِ الحَنِيفِ مَقَامَهُ

وَتُزيلُ حُكْمَ الذُّلِ والتُّـرُهات...

كربلاء الحسين

شعر الدكتور عبد الحافظ شمص