الشيخ خليل محمود حسين كما عرفته

25/02/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم: القاضي الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو

طرق سمعي إسم المرحوم الشيخ خليل محمود حسين من خلال حديث فضيلة القارئ الشيخ سلمان الخليل عنه وعن «الجمعية الخيريّة لإنعاش القرى الخمس» في بعض المناسبات الدينيّة والإجتماعيّة. حيث كان يُثني على أعمال الشيخ وخدماته في شمال لبنان. وأوّل لقاء كان معه، في مناسبة ذكرى أربعين المرحوم الحاج عصام تامر عمرو «رئيس جمعية آل عمرو الخيريّة الأسبق» في صيف عام 1987م. في حسينيّة المعيصرة مع وفد من آل الحاج يوسف الكرام في شمال لبنان.

واللقاء الثاني كان عند ذهابي مع وفد من بلاد جبيل لتعزيته بوفاة ولده المهندس محمود في خريف عام 1990م. كما توّطدت علاقتي معه ومع آل الحاج يوسف الكرام بعد إنتقالي إلى المحكمة الشرعيّة الجعفريّة في طرابلس بموجب مرسوم جمهوري رقم 1645 في 2/9/1991م. من خلال المحكمة الشرعيّة الجعفريّة في طرابلس. ومن خلال الدعوات التي كانت توجه إلينا من قبله في بعض المناسبات الدينيّة والإجتماعيّة في بنهران.

أ ـ مع مجلة «إطلالة جُبيليّة»

 

وقد أدليت بالتصريح التالي لمندوبة مجلة «إطلالة جُبيليّة» السيدة ميراي برق نصر الدين في كتابتها تحت عنوان:»بنهران ـ الكورة بلدة العطاء والوحدة الوطنيّة» في العدد الرابع الصادر في تموز (يوليو) 2011م. ص 4، «حيث قلت: بلدة بنهران الواقعة في جبال الأرز، تسترعي إنتباه كل زائر للأرز، بمسجدها الجميل وبحسينيتها التي يعلوها القرميد الأحمر وبيوتها القديمة وبمدينة الشيخ خليل حسين الرياضيّة وببساتين الزيتون، يفاجأ زائرها بالكرم الحاتمي والضيافة اللبنانيّة والأخلاق الفاضلة التي يتحلى بها أهلها. ولا عجب في هذا فسكان هذه البلدة هم من البقية الباقيّة من شيوخ آل حماده الكرام ـ من ذريّة الشيخ أحمد حماده المعروف بأبي زعزوعه ـ فرع آل الحاج يوسف، الّذين حكموا شمال لبنان وبلاد جبيل والفتوح والهرمل منذ أيام الأمير عسّاف التركمانيّ والي غزير وكسروان في منتصف القرن الخامس عشر ميلاديّ ولغاية أيام الأمير يوسف الشهابيّ الذي كان أميراً على هذه البلاد وقرر رفع أيادي المشايخ الحماديّة عن شمال لبنان وبلاد جبيل والفتوح ومصادرة أملاكهم وتسليمها لخصومهم ظُلماً وعدواناً في عام 1762م، كما قام أيضاً بحملة تهجير نالت القسم الأكبر منهم إلى الهرمل والبقاع

وبعد مائتي عام من الزمن قام إبن بلدة بنهران البار المرحوم الشيخ خليل محمود حسين مع أبناء عمه الكرام من آل الحاج يوسف في قرى بنهران وبحبوش وبزيزا ومتريت وزغرتا المتاولة قضاء الكورة بتأسيس جمعيّة تحت إسم:»الجمعيّة الخيريّة لإنعاش القرى الخمس» في 26/11/1963م، لتشمل خدماتها القرى الآنفة الذكر، وقريّة ضهور الهوا التابعة لبلدة بطرام ـ الكورة. وبلدة دير بلاَّ في قضاء البترون ولتكون هذه الجمعيّة وغيرها من أعمال صالحة أُقيمت في هذه البلدة بعد ذلك مصدر عطاء ومحبة ودعوة للوحدة الإسلاميّة والوحدة الوطنيّة في الكورة وشمال لبنان.

2ـ ما بين الشيخ خليل وجده الشيخ حسين حمود آل الحاج يوسف

الشيخ خليل بن محمود بن خليل ابن الشيخ حسين بن حمود آل الحاج يوسف الذي شغل منصب عضو في محكمة البترون أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين أيام متصرفيّة جبل لبنان. حيث كانت الكورة تابعة لقضاء البترون.

قال الدكتور حنا ديب ساسين عنه:» يخبّر المعمرون أن المرحوم حسين حمود الحاج يوسف كان عضواً في محكمة البترون أيام السلطنة العثمانيّة حتى سنة 1918م.(كانت أوّل وظيفة)(1).

ومن خلال دراستنا للوثيقة التي أوردها الدكتور ساسين في كتابه عن بلدة بنهران ص 178. وهي بخط الشيخ حسين حمود آل الحاج يوسف ومؤرخة في السادس من أيار عام 1330هـ الموافق لعام 1911م، يدعي بها على حكومة متصرفيّة جبل لبنان بواسطة حاكمها العام أوهانس باشا يطلب بها إثبات ملكيته لعقارين يملكهما في خراج منطقة الهرمل الأولى جرى مصادرتهما من الحكومة وتسليمهما للغير ورفع يده عنهما دون حق شرعيّ في ذلك؟؟. مع أنّه يملك سنداً شرعياً بهما مُسجلاً حسب الأصول طالباً من أوهانس باشا إرسال ممثل عنه لينوب عنه في الدفاع عن نفسه أمام رئيس محكمة البترون التابعة لمتصرفيّة جبل لبنان!!.

تبيّن لنا أن رغبة الشيخ حسين حمود آل الحاج يوسف في إثبات حقه لملكيّة العقارين الآنفي الذكر في مدينة الهرمل وإقامته لتلك الدعوى على حكومة المتصرفيّة لإرجاع حقوقه الشرعيّة إليه دليل على ثقته بنفسه وعلى شجاعته في قول الحق. وعدم خشيته في ذلك لومة لائم أو عذر عاذر.

وهذه الصفات الطيبة والجميلة ورثها منه حفيده الشيخ خليل وطبَّقها على نفسه. وكانت ميزته طيلة حياته. في محطات ومواقف كثيرة من حياته يعرفها القارئ من خلال هذا الملحق إن شاء الله تعالى.