باقة شِعريَّة مُهداة إلى رائِد الإصلاح الشَّيخ خليل حسين (أبو ماهر)
بقلم: الأديب الفاضل والشاعر الشيخ عبّاس فتوني
يا مَنْ تَجَلَّى في الأنامِ خَليلا |
أَوْدَعْتَ ذِكْرًا في الحَياةِ جَميلا |
مَنْ كانَ مِثْلَكَ لا يَضيعُ صَنيعُهُ |
بَلْ يَسْتَحِقُّ مِنَ المَلا تَبْجيلا |
سَيَظَلُّ ذِكْرُكَ لِلْمَحَبَّةِ بَيْرَقًا |
جيلٌ يُخَبِّرُ عَنْ جَميلِكَ جيلا |
عاصَرْتَ «مُوسَى الصَّدْرِ» سَيِّدَنا الَّذي |
أَمْسَى عَلَى دَرْبِ الإِباءِ دَليلا |
بِمِدادِ نُورِ الفِكْرِ أَنْعَشْتَ القُرَى |
لَوْلاكَ غادَرَها الجَفافُ طُلُولا |
بَيْنَ الطَّوائِفِ كَمْ سَعَيْتَ تَواصُلاً |
والحُبُّ فيها لَمْ يَزَلْ مَوْصُولا! |
هَذا وَليدُكَ «ماهِرٌ» فَخْرٌ لَنا |
خَلَّفْتَهُ لَكَ في العَطاءِ مَثيلا |
قَصُرَتْ حَياتُكَ حَيْثُ أَدْرَكَها الرَّدَى |
فَاهْنَأْ بِجَنَّاتِ النَّعيمِ طَويلا |
إِنَّ الحَنينَ إِلَى زَمانِكَ شَدَّنا |
فالدَّهْرُ لا يُرْخي عَلَيْكَ سُدُولا |
هَذي القُرَى ما زالَ يَرْتَفِعُ اسْمُها |
تَتْلُو سُوَرَ العُلَى تَرْتيلا |
كُتِبَتْ في كُتُبِ الحَضارَةِ نَهْضةً |
سَحَرَتْ بِمَوْقِعِها البَديعِ عُقُولا |
أَهْوَى «بِنَهْرانَ» الَّتي أَلْفَيْتُها |
نَهْرَ الضِّياءِ، فلا تُطيقُ أُفُولا |
هِيَ جَنَّةٌ في الأرْضِ يَجْري نَهْرُها |
يَبْقَى عَلَى مَرِّ الفُصُولِ مَسيلا |
أبْناؤُها رَمْزُ المَحَبَّةِ وَالنَّدَى |
جَعَلُوا الإِخاءَ إِلَى العَلاءِ سَبيلا |
تَحْمي الجِبالُ دُرُوبَها وَحُدُودَها |
وَالنُّجْمُ تَبْدُو فَوْقَها إِكْليلا |
حَيَّيْتُ شَيْخَ الصُّلْحِ والِدَ ماهِرٍ |
بِمَهارَةٍ جَعَلَ الهِضابَ سُهُولا |
ماذا عسايَ أَقُولُ فيهِ، وَهَذِهِ |
أَعْمالُهُ الغَرَّاءُ أَبْلَغُ قيلا؟ |