باقة شِعريَّة مُهداة إلى رائِد الإصلاح الشَّيخ خليل حسين (أبو ماهر)

25/02/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم: الأديب الفاضل والشاعر الشيخ عبّاس فتوني

يا مَنْ تَجَلَّى في الأنامِ خَليلا

أَوْدَعْتَ ذِكْرًا في الحَياةِ جَميلا

مَنْ كانَ مِثْلَكَ لا يَضيعُ صَنيعُهُ

بَلْ يَسْتَحِقُّ مِنَ المَلا تَبْجيلا

سَيَظَلُّ ذِكْرُكَ لِلْمَحَبَّةِ بَيْرَقًا

جيلٌ يُخَبِّرُ عَنْ جَميلِكَ جيلا

عاصَرْتَ «مُوسَى الصَّدْرِ» سَيِّدَنا الَّذي

أَمْسَى عَلَى دَرْبِ الإِباءِ دَليلا

بِمِدادِ نُورِ الفِكْرِ أَنْعَشْتَ القُرَى

لَوْلاكَ غادَرَها الجَفافُ طُلُولا

بَيْنَ الطَّوائِفِ كَمْ سَعَيْتَ تَواصُلاً

والحُبُّ فيها لَمْ يَزَلْ مَوْصُولا!

هَذا وَليدُكَ «ماهِرٌ» فَخْرٌ لَنا

خَلَّفْتَهُ لَكَ في العَطاءِ مَثيلا

قَصُرَتْ حَياتُكَ حَيْثُ أَدْرَكَها الرَّدَى

فَاهْنَأْ بِجَنَّاتِ النَّعيمِ طَويلا

إِنَّ الحَنينَ إِلَى زَمانِكَ شَدَّنا

فالدَّهْرُ لا يُرْخي عَلَيْكَ سُدُولا

هَذي القُرَى ما زالَ يَرْتَفِعُ اسْمُها

تَتْلُو سُوَرَ العُلَى تَرْتيلا

كُتِبَتْ في كُتُبِ الحَضارَةِ نَهْضةً

سَحَرَتْ بِمَوْقِعِها البَديعِ عُقُولا

أَهْوَى «بِنَهْرانَ» الَّتي أَلْفَيْتُها

نَهْرَ الضِّياءِ، فلا تُطيقُ أُفُولا

هِيَ جَنَّةٌ في الأرْضِ يَجْري نَهْرُها

يَبْقَى عَلَى مَرِّ الفُصُولِ مَسيلا

أبْناؤُها رَمْزُ المَحَبَّةِ وَالنَّدَى

جَعَلُوا الإِخاءَ إِلَى العَلاءِ سَبيلا

تَحْمي الجِبالُ دُرُوبَها وَحُدُودَها

وَالنُّجْمُ تَبْدُو فَوْقَها إِكْليلا

حَيَّيْتُ شَيْخَ الصُّلْحِ والِدَ ماهِرٍ

بِمَهارَةٍ جَعَلَ الهِضابَ سُهُولا

ماذا عسايَ أَقُولُ فيهِ، وَهَذِهِ

أَعْمالُهُ الغَرَّاءُ أَبْلَغُ قيلا؟