مع الحاجة أم ماهر أرملة المرحوم الشيخ خليل محمود حسين

25/02/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

أجرت الحوار: الحاجة سلوى أحمد عمرو

الحديث مع الحاجة أم ماهر وعن ذكرياتها مع رفيق حياتها ودربها الحاج أبو ماهر حديث عن تاريخ طرابلس وشمال لبنان الوطني. وحديث عن الأخلاق والقيم الوطنيّة التي كان يتحلى بها الشيخ خليل من كرم وَحُسن ضيافة ومروءة. وحديث عن الإمام السيّد موسى الصدر ولقاءاته بالوفود الطرابلسيّة والشماليّة في منزلهما في طرابلس وبنهران. وحديث عن أُسرتهما الصغيرة وتربيتهما الصالحة التي أعطت للبنان الأفذاذ في الطب والهندسة والمعرفة.

بطاقة شخصية

الحاجة نزيها أحمد عبد الحي الدباغ ولادة طرابلس عام 1929م. درست في مدارس الراهبات في طرابلس حيث نالت الشهادة المتوسطة(البريفيه). ومعرفتها بالمرحوم الشيخ خليل كانت من خلال سكنه مع والديه في شارع المطران في طرابلس قرب منزل والديها. ومن خلال الصداقة التي كانت تربط والديها بوالديه(رحمهم الله تعالى جميعاً)، كان الزواج والإقتران به، في عام 1965م. حيث سكنا في منزلهما بشارع عزمي في طرابلس. إذ كان الشيخ خليل يعمل مديراً لقسم من أقسام شركة نفط العراق في طرابلس.

ذكرياتها عن الإمام السيّد موسى الصدر

 

كان الإمام يزورنا في منزلنا في طرابلس منذ الستينيات من القرن الماضي. ونتيجة للثقة والمحبة التي تربطه بأبي ماهر فقد رشحه للعضويّة في تأسيس المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى وفاز بها وبقي مُتمتعاً بها لآخر حياته. وكان أبو ماهر حريصاً على زيارة الإمام الصدر في الحازمية كل أسبوع مرتين. كما كان أبو ماهر رفيق الإمام الصدر الدائم في زياراته للقرى والمدن الشماليّة وكذلك لرجال الدين المسلمين والمسيحيين في الشمال بشكل عام وللرئيسين فرنجية وكرامي بشكل خاص.

كما كان من جيراننا في طرابلس وأصدقاء الشيخ خليل آنذاك رئيف علم الدين (خال الرئيس رشيد كرامي)، وحمزة المقدّم، وعبد العزيز بك أبي حيدر محافظ شمال لبنان بالوكالة، وكان هؤلاء الثلاثة من ضيوفنا في معظم الأحيان عند زيارة الإمام الصدر لنا في طرابلس.

وعندما كان يزورنا الإمام الصدر كان يصحبه في بعض الأحيان الرئيس السيّد حسين الحسينيّ أو فضيلة الشيخ محمد يعقوب وكانوا يسهرون عندنا وينامون.

وذات مرة سمعته يتكلّم ليلاً على الهاتف مع بعض زعماء مدينة بشري ويطمئنهم على عن أهالي بلدة دير الأحمر ويقول لهم: إن كل طلقة رصاص على دير الأحمر فهي على موسى الصدر.

كما أن أبا ماهر قام بدعوة الرئيس رشيد كرامي إلى العشاء في منزلنا في طرابلس على شرف الإمام السيّد موسى الصدر.

كما كان الإمام السيّد موسى الصدر يُدعى لإلقاء محاضرات كثيرة في شمال لبنان أهمها كان في الرابطة الثقافيّة في طرابلس وفي بشري وفي كوسبا وفي كنيسة مار مارون المجاورة لنا في طرابلس حيث كان أبو ماهر الرفيق الدائم له في تلك الزيارات. وفي زيارته ذات مرةً لكنيسة مار مارون لإلقاء محاضرة رفض الإمام الصدر ركوب السيارة وذهب سيراً من منزلنا في شارع الثقافة إلى الكنيسة مع أبي ماهر وبعض ضيوفنا آنذاك.

ذكريات أخرى

وفي ذاكرة الحاجة أم ماهر ذكريات كثيرة عن الإمام السيّد موسى الصدر وعن أبي ماهر منها:

1ـ أنّ الإمام في طريق عودته من سوريا زارنا ليلاً مع رفاقه. وّعِرفَ ابو ماهر أنهم لم يذوقوا الطعام منذ ساعات!.. وأخبرني بذلك فقمت بالإستعانة بإحدى جاراتي لتحضير الطعام في منتصف الليل وهكذا كان الحمد لله ربّ العالمين.

2ـ في إنتخابات عام 1992م. قام أبو ماهر بدعوة أصدقائه من رؤساء البلديات ومخاتير القرى في شمال لبنان إلى منزلنا في بنهران وصنع لهم طعاماً ودعاهم إلى تأييد وانتخاب صديقه الرئيس المهندس محمد نجيب ميقاتي كما قام الرئيس ميقاتي بإعلان ترشحه وبرنامجه للإنتخابات في ذلك اليوم. وكان الحظ حليفه في تلك الدورة.