في الذكرى السنوية للمغفور له الشيخ خليل حسين..

25/02/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم: المفتي العلاّمة الشيخ عبد الأمير شمس الدين

سجايا الحاج خليل حسين ومزاياه الحسنة كثيرة، ويمكننا تلخيصها بداية بعبارة واحدة وهي أنّ أبا ماهر كان(رجل عقيدة ومبادئ)، فهو رحمه الله ـ كما عرفه من صحبه ـ ممن حباهم الله بصفاء السريرة، وبقوة الإرادة وشدة الشكيمة، وهذا النمط من الناس يتحلى غالباً بالحزم والعزم، فلا يرده عن عقيدته قوة حتى ولو كان في موضع ضعف وهو في حال قوته وقدرته لا يحرفه عن مبادئه أي إغراء أو هوى فالحياة بالنسبة إليه مواقف حق وصدق، وإلا فهي لا تساوي شيئًا.

علمت أن الشيخ أبا ماهر رحمه الله سعى جاهدًا ابّان الحرب الأهلية (الفتنة) في لبنان التي استمرت سنوات عديدة لتجنيب المنطقة التي أمكنه أن يتحرك فيها شمال لبنان بشكل عام وقرى الكورة بنحو خاص شرور تلك الفتنة وقد نجح بذلك إلى حد مقبول وهو ما أكسبه زيادة محبة الناس واحترامهم له من قياديين وعاديين.

 

تلك الشمائل الحسنة في أبي ماهر هي التي وجهته لأن يربط مسيرته الحياتية بكل ما يراه متحلياً بها من الناس، فكان أن رافق الإمام المغيب السيد موسى الصدر في مسيرته الجهادية والاصلاحية التي كان يهدف بها إلى إصلاح ما يمكن إصلاحه من خلل إجتماعي وسياسي ووطني مسبب عن النظام الطائفي الذي نكب به شعب لبنان فتأثر أبو ماهر بما كان يصدر عن الإمام الصدر من أقوال وأفعال هادفة إلى نقل لبنان وشعبه من السيىء في بعض أوضاعه إلى الحسن ومن الحسن منها إلى الأحسن فتوجه إلى إقامة المشاريع والمؤسسات العلمية والرعائية والمهنية بغية تحقيق الإصلاحات الاجتماعية، كما عمل على تأسيس (حركة المحرومين في لبنان) التي التف حول شعاراتها مجموعات من كافة أبناء الطوائف والمذاهب والفئات التي يتألف منها عامة الشعب اللبناني، وقد حرص الإمام الصدر على أن تكون هيئتها التأسيسية مشكلة من قادة روحيين وسياسيين من كافة الطوائف والمذاهب اللبنانية.

كما أن الإمام الصدر أنشأ (أفواج المقاومة اللبنانية) لتكون ظهيرًا للجيش اللبناني في صدَّ الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.

نعم، التزم الشيخ خليل حسين رحمه الله مع الإمام الصدر إلى أن وقعت جريمة تغييبه نتيجة مؤامرة خيانية اشترك فيها سياسيون حاقدون من داخل لبنان وخارجه، نفذها دكتاتور ليبيا الهالك معمر القذافي، تلك المؤامرة الجريمة غيبت الإمام الصدر جسديًا عن ساحات جهاده المثمر لكنها لم تتمكن من إيقاف مسيرته الإصلاحية، حيث أنها استمرت على أيدي المخلصين من إخوانه وتلامذته، ومنهم الحاج خليل حسين الذي رأى في الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين{، القيادة الأمينة التي يستمر بها نهج الامام المغيب الإصلاحي من حيث قناعته الأكيدة بأنه الطريق السليم لحفظ البناء وإكماله وتحقيق الأهداف السامية خصوصًا وأنه تولى رئاسة وإدارة مؤسسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان.

واستمر التواصل المخلص والتعامل المثمر على أكثر من صعيد ومن جملة المشاريع ذات النفع العام بناء مستوصف كبير رغب بإيجاده المرحوم الشيخ خليل حسين في منطقة الكورة ونفذَّ له سماحة الإمام شمس الدين هذه الرغبة بالاستعانة بأحد الممولين الكويتيين المحسنين، غير أنه وبعد وفاة كل من الإمام شمس الدين والحاج خليل حسين (رحمهما الله تعالى)، أكمل الدكتور ماهر حسين رعاه الله هذا المشروع الاستشفائي والصحي الذي يقوم فعلًا بأجلّ الخدمات لأبناء مجموعة من أهالي قرى الكورة بإشراف الدكتور ماهر الذي سار على خطى والده المغفور له في البناء والإصلاح. ومن جملة ما قام به الدكتور ماهر ومن ماله الخاص بناء ناد حسيني عن روح والده المغفور له الشيخ خليل لسدِّ حاجة أبناء المنطقة إلى مكان يجتمعون فيه لإقامة المناسبات الدينية والاستفادة من المحاضرات الثقافية التي تُلقى من على منبره على اختلافها.

رحم الله صاحب الذكرى الشيخ خليل وحفظ نجليه الدكتور ماهر والمهندس مازن.