حوار جديد مع الفكر الإلحادي

25/11/2019
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

إعداد وتأليف:

الأستاذ الدكتور أحمد محمّد قيس

تقديم رئيس التحرير

رحلة فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد محمّد قيس مع المعرفة والبحث عن الحقيقة في كتابه الجديد جميلة، تشدُّ القارئ إليها وتأخذ بيده نحو الأجوبة الصحيحة. بعد عرضه للإشكالات العلميّة والفلسفيّة التي أثارها علماء وفلاسفة أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين حول وجود الكون، والإنسان، والخالق عزّ وجل مع الجواب العلميّ عن تلك المسائل، بموضوعيّة بعيدة عن التعصب والكراهيّة.

بل أنَّ الدكتور قيس يرى في مقدّمته للكتاب أنَّ تلك الشكوك والإشكالات تقودنا للبحث والنقاش والتطور والمعرفة. حيث قال:[« وبعبارة أخرى: فإنَّ من حقِّ الإنسان أي إنسان التساؤل، أو الاعتقاد، أو حتى الرفض لأي فكرة أو مفهوم لا يقتنع به ولا يقبله، وإن كان في ذلك مخالفة لمفاهيم وقناعات واعتقادات مجتمعه المحيط به». إلى أن قال:«وهو بهذا المعنى يكون إيجابياً، بحيث أنّه ساهم في تطور البشريّة لتسخير العديد من قوى الطبيعة لصالحه، واكتشاف العديد من الأمور والمسائل التي ساهمت في راحته وأمنه ورغادة عيشه. إلاّ أنّه وفي كل زمان ومكان كانت ولا تزال تبرز مجموعة من الأسئلة تقلق راحة هذا الإنسان، ولا يجد لها أجوبة مقنعة ولأسباب متعددة، منها على سبيل المثال لا الحصر: الأسلوب، المنهج، اللغة... وغيرها »] (١) .

وبحوث الأستاذ الفاضل الدكتور قيس كانت هكذا جمالاً وأسلوباً ودقةً، وأجوبته في هذا الكتاب الفريد كانت من خلال فصوله الثلاثة منها. والنتائج التي انتهى إليها في كل فصل هي المعرفة ولا شيء غير المعرفة والحقيقة. وختم كلامه في الخلاصة النهائيّة للكتاب بقوله:[« أيّها القارئ الحبيب، إنْ كنت مؤمناً بالله سبحانه، فإنّ ما تقدم شرحه وبيانه يساعدك على الثبات المؤيد باللغة العصريّة، ويحصّنك من الشبهات الحاليّة الجديدة بالشكل، والقديمة بالطرح والمضمون.

وإنْ كنت من الّذين انحرفوا عن جادة الحق والصواب، فإنّ في هذه المقالات السابقة أجوبة مقنعة بالأدلة العلميّة التي لا تقبل بغيرها، وعسى أن يشرح الله قلبك للحقّ، وأن تعود إلى كنف الرحمة الإلهيّة.

وإنْ كنت من الجاحدين المعاندين، أو السفسطائيين الّذين لا يصدقون بأي شيء، فلا نملك لك بعد ما تقدم شرحه سوى الدعاء لك بالهداية، والله سبحانه على كل شيء قدير، وهو يحبُّ التوابين، أمّا العناد الأرعن فقال سبحانه عنه:

}أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً{، سورة الفرقان، الآية ٤٤ »] (٢) .

وبعد فإنَّ كتاب الدكتور قيس هو حلقة من حلقات المعرفة العلميّة الحديثة التي تتكلّم بلغة فلاسفة وعلماء القرن الواحد والعشرين وتجيب عليها بأجوبة علميّة حديثة بعيدة عن أسلوب الوعظ التقليدي. كما أنّ عمله في أيامنا هذه، شابه عمل الفيلسوف الأندلسي إبن طفيل في قصة حيّ بن يقظان التي كتبها تتمة وتكملة لعمل الشيخ الرئيس ابن سينا للبحث عن الحقيقة من خلال معرفة الإنسان والكون ولتوحيد الخالق عزَّ وجل... فهنيئاً للدكتور قيس بما قدّمت يداه من حقائق ومعرفة يحتاجها النّاس.

جبيل في ٢٩/٧/٢٠١٩م. الموافق ٢٦ ذو القعدة ١٤٤٠هـ.

ابن عمكم د. يوسف محمّد عَمرو

الهوامش:

كتاب «حوار جديد مع الفكر الإلحادي» للدكتور قيس، ص ٥ ـ ٦.

نفس المصدر، ص ١٧٤.