الحالي والخالي من تاريخ الشيعة في المتن الشمالي

15/4/2016
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

تأليف الشيخ محمد علي الحاج العاملي

(هيئة التحرير)

صدر عن الدار العامليّة في بيروت، الطبعة الأولى من كتاب «الحالي والخالي من تاريخ الشيعة في المتن الشمالي» سنة 2016م. الموافق لسنة 1437هـ. تأليف فضيلة العلاّمة والباحث الإسلاميّ الشيخ محمد علي الحاج العامليّ. وهو مؤلف من 272 صفحة بالقطع الوسط ومن مقدّمة وثمانية فصول.

في المقدّمة تكلّم المصنف عن جهل كثيرين أنَّ الشيعة سكنوا المتن الشمالي في القرون الغابرة ثُمّ تهجروا منها حيث كان الوجود الشيعي مُضطرباً في عدد من الحقبات الزمنيّة، وذلك لعدم ارتباط الشيعة بدول خارجيّة، كما كانت تفعل الطوائف اللبنانيّة الكريمة الأخرى، إلى أن قال:« ومن المعلوم أنّ الشيعة لم يكونوا يشكلون قوة طائفيّة مُحددة، في معظم فتراتهم الزمنيّة، ولم يظهروا بمظهر طائفي متماسك على إمتداد المساحات الجغرافيّة التي تشكل لبنان اليوم، كما كانت الطوائف الأخرى.

وفضلاً عن ذلك فإنّ الكثير من العائلات الشيعيّة قد بدّلت مذهبها، حفاظاً على حياتها، وتنصّرت، والتاريخ اللبنانيّ حافل بأسماء عائلات شيعيّة تحوّلت إلى مسيحيّة أو سُنيّة.

حتى أنّ الأمير حيدر أبي اللمع ـ وهو صاحب المكانة والموقع ـ كان درزياً ولكنه تنصّر، فكيف بأبناء الطائفة الشيعيّة المستضعفين، وعديمي الإمكانات؟؟!.

ثُمّ تكلّم عن علاقته بالمسلمين الشيعة في قضاء المتن الشمالي... إبتدأ ذلك في العام 2000م. من خلال إمامته لمسجد الإمام عليّ بن أبي طالب(ع)، في سد البوشريّة. وفي برج حمود حيث أسس منتدى السراج الثقافيّ الإجتماعيّ في برج حمود. كما نشر عدّة مقالات عن تاريخ وحاضر الشيعة في مدن وقرى المتن الشمالي في نشرات مستقلة وفي بعض المجلات كمجلة «إطلالة جُبيليّة».

حيث جاء الكتاب في ثمانية فصول:

الأوّل: فيه تعريف موجز حول قضاء المتن الشمالي، وحول الطائفة الشيعيّة، كمدخل منهجي للقراء الّذين لا عهد لهم بالمتن والشيعة.

الثاني: يتضمن شرحاً حول الظروف القاسيّة التي عانى منها الشيعة في محافظة جبل لبنان تاريخياً، من عدم الإعتراف بهم كطائفة، إلى غزوهم وقتالهم، واضطرارهم للارتداد حفاظاً على أرواحهم.

الثالث: فيه استعراض لواقع الشيعة وماضيهم في المناطق التي سكنوها، في الساحل والجرد، وهو عبارة عن أربع مقالات جرى نشرها سابقاً في المجلة الفصليّة «إطلالة جُبيليّة».

الرابع: فيه عرض عام وموجز لمساجد المتن الشمالي، وللجمعيات والمراكز الثقافيّة والإجتماعيّة، ولعلماء الدين الشيعة الذين كان لهم نشاط في قرى وبلدات المتن الشمالي.

الخامس: مجموعة مقابلات أُجريت معي بخصوص المسلمين الشيعة في المتن الشمالي، المقابلة الأولى أجراها معي أستاذنا القاضي الشيخ يوسف عمرو ونشرها في كتابه: «صفحات من ماضي الشيعة وحاضرهم في لبنان»، أمّا الثانيّة فكانت خلال لقاء أجرته معي جماعة الديمقراطيين اللبنانيين «جدل مع حوار مفتوح». في حين أن المقابلة الثالثة كانت مع قناة الزهراء الفضائيّة.

السادس: أفردتُ هذا الفصل للإضاءة على تجاربيّ الشخصيّة في المتن والنشاط الذي قمتُ به خلال عقد ونصف من الزمن.

السابع: استعرضتُ فيه بعض الإقتراحات الهادفة لرفع مستوى الطائفة الشيعيّة في المتن الشمالي، من قبيل إنشاء محكمة جعفريّة، واستحداث موقع نيابي للشيعة في المتن.

الثامن: فيه بعض الوثائق والصور...؛ توثيقاً وتأريخياً للمرحلة الحالية والماضية.

وللتاريخ فإنّ هذا الكتاب لم يكن ليبصر النور ـ في هذه الأوقات ـ لولا توجيه وإصرار أستاذه العلاّمة الشيخ يوسف عمرو (حفظه الله)، ـ الذي شمله برعايته وإهتمامه منذ أكثر من عقد ونصف؛ حيث أصرَّ عليَّ كتابة بعض المقالات في مجلته الغراء «إطلالة جُبيليّة»... وحينها وجد نفسه أنجز الجزء الأكبر من الكتاب، ما شجعني لإصداره بحلته الحالية، هذا مضافاً لأنّه (حفظه الله) قد نشر حواراً معي حول المتن الشمالي في كتابه «صفحات من ماضي الشيعة وحاضرهم في لبنان» ـ كما أشار سابقاً ـ في العام 2006م. (1)

كما تضمنّ هذا الكتاب عدّة دراسات منها:

1ـ مطالب الطائفة الشيعيّة في المتن الشمالي موجهة للمرشحين في العام 2005م. من المؤلف (حفظه الله تعالى).

2ـ دراسة مقدّمة من العضو البلدي في برج حمود الدكتور حسن هزيمة إلى رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه برّي لإستحداث بلدية للنبعة منفصلة عن برج حمود في 1/1/2005م.

3ـ طلب استحداث مقعد نيابي شيعي في قضاء المتن الشمالي مقدّم من المؤلف (حفظه الله تعالى)، لرئاسة المجلس النيابي اللبنانيّ، لرئاسة المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى، للقوى السياسيّة الشيعيّة، لنواب الطائفة الشيعيّة في 6/12/2004م.

4ـ إستحداث محكمة شرعيّة جعفريّة في المتن الشمالي يكون مركزها في محلة برج حمود. إقتراح مقدّم من القاضي الجعفريّ الشيخ يوسف عمرو إلى رئيس المحكمة الشرعيّة الجعفريّة العليا، العلاّمة الشيخ حسن عبد الساتر من جملة إقترحات تقدّم بها القاضي عمرو لإستحداث بعض الأقلام الجديدة في عامي 1992 و 1993م. وقد صدرت الموافقة من القضاء الشرعيّ الأعلى تحت رقم 29، صادر في 12/10/1993م. جاء فيه... المادة الثانية: الموافقة على الترخيص لقاضي بعبدا الشرعيّ الجعفريّ بعقد جلسات محاكمة في «برج حمود» بقضاء المتن، مرة واحدة في الأسبوع عند الإقتضاء.

5ـ دعوة إنشاء هيئة لعلماء الدين الشيعة في المتن الشمالي مقدّمة من المؤلف (حفظه الله تعالى) في عام 2003م.

6ـ إستفتاء شرعي حول الإنتخابات النيابيّة في المتن الشماليّ لسماحة العلاّمة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (قده)، وقد أجاب سماحته على ذلك في الخامس من شهر رمضان 1425هـ.

كما يوجد في هذا الكتاب فوائد أخرى كثيرة أهمها عدد السكان الشيعة حيث بلغ مجموعهم قرابة الخمسين ألفاً وعدد الناخبين منهم الخمسة آلاف. واحصاءات أخرى عن مساجدهم وحسينياتهم ومدارسهم وعلمائهم وعن نشاطاتهم الإجتماعيّة والثقافيّة والدينيّة والإقتصاديّة قبل الحرب اللبنانيّة عام 1975م. وبعد إنتهاء الحرب عام 1990م. وعن مأساة الشيعة أيام الحرب اللبنانيّة. وعما حدث ووقع لأملاك الشيعة وعقاراتهم أيام الحرب وبعده وعن حملات التهجير القسري التي طالتهم وعن تجاهل وزارة الدولة للمهجرين لهم منذ قيامها ولغاية تاريخه وكأن قضاء المتن الشمالي لا علاقة له بالدولة اللبنانيّة؟؟.. وعن مأساة مسجد وحسينيّة الدكوانة أثناء الحرب اللبنانيّة وبعدها.

 

الهوامش:

(1) «الحالي والخالي من تاريخ الشيعة في لبنان» ص 8 ـ 9.